Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions
Affichage des articles dont le libellé est LIBERTÉS حريات. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est LIBERTÉS حريات. Afficher tous les articles

الأمم المتحدة: 70 في المئة من ضحايا الحرب في غزة من النساء والأطفال.. فيديو

قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن حوالي 70 في المئة من الضحايا الذين تم التحقق من وفاتهم نساء وأطفال، مُديناً ما وصفه بـ"الانتهاك الممنهج" للمبادئ الأساسية التي أقرّها القانون الإنساني الدولي.

ويغطي إحصاء الأمم المتحدة الأشهر السبعة الأولى من الحرب في غزة التي بدأت منذ أكثر من عام.

يُذكر أن عدد القتلى الذين تم التحقق من وفاتهم من قبل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأشهر السبعة الأولى يبلغ 8,119 شخصاً.

وعدد القتلى الكلي المعلن من قبل وزارة الصحة الفلسطينية خلال حوالي 13 شهراً – الحرب الحالية – هو حوالي 43,000 شخص، ما تراه الأمم المتحدة مصدراً موثوقاً.

لكن التفاصيل التي قدمتها الأمم المتحدة بشأن أعمار الضحايا وجنسهم يدعم التأكيد الفلسطيني على أن النساء والأطفال يشكلون نسبة كبيرة من ضحايا هذه الحرب.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان مرفق بالتقرير المكون من 32 صفحة إن هذا الاستنتاج يشير إلى "انتهاك ممنهج للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك التمييز والتناسب".

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: "من الضروري أن يكون هناك حساب مناسب فيما يتعلق بادعاءات الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي من خلال هيئات قضائية موثوقة ونزيهة. في نفس الوقت، نجمع كل المعلومات والأدلة ذات الصلة ونحفظها".

ولم تعلّق إسرائيل على نتائج هذا التقرير. ويزعم الجيش الإسرائيلي، الذي بدأ حربه رداً على الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي قتلت فيه حماس حوالي 1,200 شخص في جنوب إسرائيل وأسروا أكثر من 250 رهينة، بحسب الأرقام الصادرة عن مصادر إسرائيلية، أنه يحرص على "تجنب إيذاء المدنيين في غزة".

رجح التقرير أن مدنياً واحداً قُتل مقابل كل مقاتل، وهي النسبة التي ألقى باللوم فيها على حماس، مؤكداً أن الجماعة الفلسطينية المسلحة تستخدم منشآت مدنية، لكن حماس تنفي استخدام المدنيين والبُنى التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، كدروع بشرية.

أصغر الضحايا

ذكر التقرير الأممي أن أصغر الضحايا الذين تم التحقق من وفاتهم من قبل مراقبي الأمم المتحدة كان طفلاً يبلغ من العمر يوماً واحداً، وأكبرهم سناً امرأة تبلغ من العمر 97 سنة.

وأشار إلى أن الأطفال يمثلون حوالي 44 في المئة من الضحايا، إذ يمثل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمس وتسع سنوات الفئة العمرية الأكبر بين الأطفال الذين لقوا حتفهم جراء الحرب، يليهم أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 سنة، ثم الأطفال الذين يبلغ عمرهم أربع سنوات.

ويعكس ما جاء في التقرير التركيبة السكانية في قطاع غزة إلى حدٍ كبيرٍ، والتي قال إنها تعكس فشلاً واضحاً في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الخسائر المدنية.

وأظهر التقرير أنه في 88 في المئة من الحالات، قُتل خمسة أشخاص أو أكثر في نفس الهجوم، ما يشير إلى استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة يغطي تأثيرها مناطق واسعة، وذلك رغم ما رجحه من أن بعض الوفيات ربما كانت نتيجة لقذائف طائشة من قبل الجماعات المسلحة الفلسطينية.

غضب أوروبي.. وبايدن يدعو إسرائيل لتجنب قوة يونيفيل بلبنان.. فيديو

 دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا إسرائيل إلى الكف عن إطلاق النار على قوة اليونيفيل في جنوب لبنان. من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار باتجاه "تهديد" قريب من موقع لليونيفيل بلبنان.

دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل، الجمعة (11 أكتوبر / تشرين الأول 2024)، إلى الكف عن إطلاق النار على عناصر قوة الأمم المتحدة المؤقتة المنتشرة في جنوب لبنان (اليونيفيل). وخلال مشاركته في اجتماع في البيت الأبيض حول الإعصار ميلتون سُئل بايدن "هل تطلب من إسرائيل الكف عن ضرب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة؟"، فإجاب "قطعا، بكل تأكيد".

من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه أطلق النار في اتجاه "تهديد" قريب من موقع لقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، في سياق "حادث" أسفر عن إصابة عنصرين في اليونيفيل، في حين طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأمم المتحدة بالعمل على "وقف فوري لإطلاق النار" في بلاده.

وفي حين تتهيأ إسرائيل للاحتفال بعيد الغفران اليهودي دوت عصرا في مناطق عدة في شمال غرب إسرائيل صفارات الإنذار تحذيرا من هجوم جوي، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي رصد "نحو 80 مقذوفا" أطلقت من لبنان، وفي جنوب لبنان أكدت قوة اليونيفيل الجمعة إصابة اثنين من عناصرها من الكتيبة السيرلانكية في انفجارين قرب نقطة مراقبة حدودية في واقعة هي الثانية من نوعها التي تفيد اليونيفيل بوقوعها خلال يومين، إذ جُرح عنصران تابعان لها الخميس وهو ما استدعى إدانات دولية.

وقالت القوة الأممية في بيان الجمعة: "تعرض المقر العام لليونيفيل في الناقورة صباح اليوم لانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة" حيث "أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة". وحذرت من أن هذه "الحوادث تضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تعمل في جنوب لبنان... في خطر شديد للغاية". كما تحدثت عن انهيار "عدة جدران حماية في موقعنا التابع للأمم المتحدة رقم 1-31، بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، عندما اصطدمت جرافة إسرائيلية بمحيط الموقع وتحركت دبابات إسرائيلية بالقرب من موقع الأمم المتحدة" الجمعة.

وأعرب الجيش الإسرائيلي في بيان عن "قلقه العميق إزاء حوادث من هذا النوع"، موضحا أنه "يجري حاليا مراجعة شاملة على أعلى مستويات القيادة لتحديد التفاصيل". وشرح لاحقا أنه فتح النار باتجاه "تهديد" على مقربة من موقع لليونيفيل.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أن الضربات الإسرائيلية تشكل "انتهاكا للقانون الإنساني الدولي".

"غضب" أوروبي

وانتقدت الحكومة الألمانية القصف الإسرائيلي لقوة حفظ السلام ودعت إسرائيل إلى التوضيح. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: "إن إسرائيل لها الحق، مثل أي دولة أخرى، في الدفاع عن نفسها ضد الخطر والتهديدات والقصف من قبل حزب الله. ورغم ذلك فإن قصف قوات حفظ السلام الأممية ليس مقبولا بأي حال". وذكر المتحدث أن الحماية والأمن لا بد أن يكونا على رأس الأولويات، مضيفة أن الوزارة تتوقع أن "يتم التعامل مع هذه الواقعة بالكامل".

ودانت باريس "استمرار إطلاق النار الاسرائيلي المتعمد على قوات اليونيفيل". ومساءً حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده "لن تقبل" بأن "يتعمد" الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان مجددا، وشدد على أن "وقف تصدير السلاح" المستخدم في غزة ولبنان هو "الرافعة الوحيدة" لإنهاء النزاعات، مع تأكيده أن هذا الأمر لا يعني تجريد إسرائيل من السلاح. بدوره دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى "وضع حد لكل أشكال العنف" ضد اليونيفيل في لبنان. كذلك اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن الضربات ضد اليونيفيل "أمر غير مقبول".

كما نددت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا باستهداف الجيش الإسرائيلي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وقالت إن مثل هذه الهجمات "غير مبررة" ويجب "أن تنتهي على الفور". وعبرت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهي أكبر المساهمين الأوروبيين في اليونيفيل من حيث عدد الأفراد، في بيان مشترك، عن "غضبها" بعد إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام في القاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة.

ميادين - وكالات

لبنان: مبادرات دبلوماسية على وقع تلويح إسرائيلي بهجوم بري.. فيديو

كشفت عدة مصادر أنّ الولايات المتحدة تقود جهودا دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان في إطار مبادرة واحدة. في المقابل قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إنّ الغارات في لبنان تمهد الطريق لهجوم بري محتمل.
قالت سبعة مصادر لرويترز إن الولايات المتحدة تقود جهودا دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان في إطار مبادرة واحدة.
وأعلن مسؤول أميركي كبير، الأربعاء (25 سبتمبر/أيلول 2024)، أن الولايات المتحدة تجري "مشاورات مكثفة مع الاسرائيليين ودول أخرى في محاولة للتوصل الى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله" اللبناني. وكان الرئيس جو بايدن حذر في وقت سابق من خطر اندلاع "حرب شاملة" في الشرق الأوسط.
وذكر مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان غربيان ومصدر مطلع على تفكير  حزب الله  ومصدر في واشنطن ومصدر آخر مطلع على المحادثات أنه يجري وضع التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
لكن مع تسارع وتيرة الجهود لوحت إسرائيل بالقيام بتوغل بري إضافة إلى حملتها الموسعة من الضربات الجوية على جماعة حزب الله المرتبطة بإيران.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن الغارات الجوية في لبنان ستتواصل من أجل تدمير البنية التحتية لجماعة حزب الله وكذلك الاستعداد لعملية برية محتملة للقوات الإسرائيلية.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لرويترز إن الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار لكن دون إحراز تقدم كبير حتى الآن.
وقالت المصادر السبعة، وفق رويترز، إن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها ربط الجبهتين ضمن جهود دبلوماسية أمريكية.
وقال مسؤول لبناني كبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله والمصدر المطلع على المحادثات إن الاتفاق ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة وألمانيا دول الاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
ولم يرد مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بعد على طلب للتعليق. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد على طلب للتعليق أيضا.
إسرائيل تكثف هجماتها
وقالت السلطات اللبنانية إن إسرائيل كثفت بشدة حملتها العسكرية على حزب الله في لبنان بتنفيذها مئات الضربات الجوية وقتلها عددا من قادة من الجماعة اللبنانية بالإضافة إلى مئات الأشخاص الآخرين. وفر عشرات الآلاف بالفعل من منطقة جانبي الحدود منذ أكتوبر/تشرين الأول، وانضم إليهم هذا الأسبوع نحو نصف مليون شخص مخافة توغل بري إسرائيلي في جنوب لبنان.
وقال دبلوماسي غربي بارز لرويترز إن الصفقة التي تسعى إليها الولايات المتحدة ستشمل إعلانا إسرائيليا عن إنهاء أعمال القتال  الرئيسية في غزة، يليه مسعى  لوقف إطلاق النار في لبنان  ثم صفقة سياسية قد تتضمن ترسيما للحدود البرية الإسرائيلية اللبنانية المتنازع عليها.
وقال الدبلوماسي إن هذا قد يوفر "مخرجا" لجماعة حزب الله  لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل.
وقالت المصادر إن تكثيف الهجمات دفع إلى بذل جهود دبلوماسية لوقف الأعمال القتالية على الجبهتين. وذكر المسؤول اللبناني الكبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله لرويترز أن حزب الله "منفتح على كل التسويات التي تشمل غزة  ولبنان". وأضاف المسؤول اللبناني الثاني "إذا لم تجهزوا حزمة، فإن من المستحيل التوصل إلى اتفاق ولن تتوقف الحرب".
وتعتبر دول عديدة  حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لرويترز إن الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان التوصل إلى اتفاق مؤقت "لتجنب المزيد من التصعيد" بين إسرائيل وحزب الله بهدف بدء محادثات دبلوماسية أوسع نطاقا.
وفي إشارة إلى تسريع الجهود الدبلوماسية، توجه نجيب ميقاتي رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال بلبنان إلى نيويورك لحضور اجتماعات بشأن التطورات في الآونة الأخيرة. ولم يكن يعتزم الحضور قبل ذلك.
وفيما تحدثت مصادر لبنانية عن قيامه بمبادرة لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ستكون "حاسمة" للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تجنب مزيد من التصعيد.
"فرصة" للتسوية
وكان الصراع في غزة مكلفا سياسيا للرئيس الأمريكي جو بايدن، وبالتبعية للحملة الرئاسية لنائبته كاملا هاريس، ثم فاقم العنف في لبنان الضغوط على بايدن لإيجاد حل دبلوماسي. وقال بايدن إن من المحتمل نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط لكن هناك أيضا فرصة للتوصل إلى تسوية واسعة النطاق.
وقال مصدر مطلع في واشنطن إن محادثات تجري على هامش جلسات الجمعية العامة "بهدف إعطاء فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وإنعاش صفقة الرهائن. لكن مصدرا أمريكيا ثانيا نبه إلى أن عقبات هائلة تعترض مثل هذا المقترح الدبلوماسي المعقد وأن التنفيذ قد يكون أصعب.
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس الثلاثاء ممارسة نفوذه على جماعة حزب الله. وكان ماكرون هو الزعيم الغربي الوحيد الذي أجرى محادثات مع بزشكيان على هامش جلسات الجمعية العامة.
وقال مسؤولون فرنسيون إن الدبلوماسية يتعين أن تركز أولا على وقف أعمال القتال نظرا لتعقيد دخول غزة في صفقة أوسع نطاقا حاليا.
ومن المقرر أن يناقش بايدن وماكرون هذه القضية في وقت لاحق اليوم. وقال دبلوماسي أوروبي إن نجاح مبادرة أوسع نطاقا يعتمد كثيرا على موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار في غزة وأضاف أنه يتمنى "حظا سعيدا لجو في هذه المرة"، في إشارة للرئيس الأمريكي جو بايدن.
ميادين /د ب ا /ا.ف.ب/ رويترز

هيومن رايتس ووتش: لبنان وقبرص يعرقلان وصول اللاجئين السوريين إلى أوروبا ويعيدونهم قسرا إلى سوريا

قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير أصدرته اليوم إن القوات المسلحة اللبنانية والسلطات القبرصية يعملان معا لمنع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا، ثم ترحيلهم ليواجهوا الخطر في سوريا.

يوثق التقرير الصادر في 90 صفحة، بعنوان "’لا أستطيع العودة إلى بلدي أو البقاء هنا أو الرحيل‘: صدّ وإرجاع اللاجئين السوريين من قبرص ولبنان"، سبب سعي اللاجئين السوريين في لبنان اليائس إلى المغادرة ومحاولة الوصول إلى أوروبا، وكيفية اعتراض الجيش اللبناني لهم وإرجاعه لهم وطردهم فورا إلى سوريا. بالتزامن مع ذلك، قام خفر السواحل القبرصي والقوى الأمنية القبرصية الأخرى بإعادة السوريين الذين وصلت قواربهم إلى قبرص إلى لبنان، دون اعتبار لوضعهم كلاجئين أو خطر طردهم إلى سوريا. طرد الجيش اللبناني العديد من الذين أعادتهم قبرص إلى لبنان إلى سوريا على الفور.

قابلت هيومن رايتس ووتش 16 لاجئا سوريا حاولوا مغادرة لبنان بشكل غير نظامي بالقوارب بين أغسطس/ آب 2021 وسبتمبر/ أيلول 2023. كما راجعت هيومن رايتس ووتش وتحققت من الصور الفوتوغرافية والفيديوهات المرسلة مباشرة من الأشخاص الذين قابلتهم، ووصلت إلى بيانات تتبع الطائرات والقوارب لتأكيد روايات هؤلاء الأشخاص، وقدمت طلبات حرية المعلومات للحصول على وثائق تمويل "الاتحاد الأوروبي". وثّقت هيومن رايتس ووتش حالات الأشخاص الذين أعيدوا بين أغسطس/ آب 2021 وسبتمبر/ أيلول 2023، لكنّ لبنان أكد لـ هيومن رايتس ووتش أنه طرد السوريين الذين أعادتهم قبرص في أبريل/ نيسان 2024، وأعلن عن عمليات إرجاع جديدة في أغسطس/ آب 2024.

قالت نادية هاردمان، باحثة في مجال حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: "عبر منع اللاجئين السوريين من المغادرة لطلب الحماية في بلد آخر، ثم إعادتهم قسرا إلى سوريا، ينتهك لبنان الحظر الأساسي على إعادة اللاجئين إلى حيث يواجهون الاضطهاد، بينما يساعد الاتحاد الأوروبي في دفع التكلفة. تنتهك قبرص هذا الحظر أيضا من خلال دفع اللاجئين إلى لبنان حيث قد يتعرضون للإعادة إلى الخطر في سوريا".

قدّم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه إلى مختلف السلطات الأمنية اللبنانية تمويلا يصل إلى 16.7 مليون يورو بين 2020 و2023 لتنفيذ مشاريع إدارة الحدود التي تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز قدرة لبنان على الحد من الهجرة غير الشرعية. في مايو/ أيار 2024، خصص حزمة أوسع بقيمة مليار يورو للبنان حتى 2027، بما في ذلك أموال لتزويد "القوات المسلحة اللبنانية والقوى الأمنية الأخرى بالمعدات والتدريب لإدارة الحدود ومكافحة التهريب".

شاركت هيومن رايتس ووتش النتائج التي توصلت إليها مع 12 جهة معنية ودعتها إلى التعليق عليها، بما في ذلك حكومتي لبنان وقبرص ومؤسسات وهيئات الاتحاد الأوروبي وجهات خاصة. وردت إجابات من عشرة منها.

طردت السلطات القبرصية المئات من طالبي اللجوء السوريين بشكل جماعي دون السماح لهم بالوصول إلى إجراءات اللجوء، وأجبرتهم على ركوب سفن سافرت بهم مباشرة إلى لبنان. قال الأشخاص المُبعدون إن عناصر الجيش اللبناني سلموهم مباشرة إلى جنود سوريين ومسلحين مجهولين داخل سوريا.

قالت امرأة سورية (44 عاما) إنه بعد أن اعترض خفر السواحل القبرصي قاربهم، "بدأ عناصر الأمن بإمساكنا ودفعنا" إلى سفينة العودة، و"استخدموا صاعقا كهربائيا وهراوة" على زوجها. قالت: "سالت الدماء من أنفه وفمه في كل مكان". قالت إنه بمجرد عودتهم إلى لبنان "اقتادنا الجيش من المرفأ... إلى منطقة محظورة بين الحدود [السورية واللبنانية]... وطلبوا منا الركض إلى الجانب الآخر". قالت إن الجيش السوري احتجزها وعائلتها لمدة تسعة أيام.

بمجرد وصولهم إلى سوريا، تعرض اللاجئون المبعدون ليس فقط للاحتجاز من قبل الجيش السوري، بل للابتزاز من قبل مسلحين مقابل دفع المال لتهريبهم إلى لبنان مجددا.

يستضيف لبنان أكبر عدد من اللاجئين نسبة لعدد السكان في العالم، بما في ذلك 1.5 مليون لاجئ سوري، في الوقت الذي يعاني فيه من أزمات متعددة ومتراكمة أدت إلى ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة لكل من يعيش هناك. تساهم هذه الأوضاع في الظروف التي تدفع العديد من اللاجئين السوريين إلى المغادرة إلى أوروبا. نظرا لعدم وجود مسارات هجرة قانونية وخوفا من الاضطهاد في سوريا، قال العديد من الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن رحلات العبور غير النظامية بالقوارب هي السبيل الوحيد المتاح لهم لحياة آمنة وطبيعية.

ذكرت "المديرية العامة للأمن العام اللبناني"، التي تراقب دخول الأجانب وإقامتهم، أنها اعتقلت أو أعادت 821 سوريا على متن 15 قاربا حاولوا مغادرة لبنان بين 1 يناير/ كانون الثاني 2022 و1 أغسطس/ آب 2024.

في إحدى الحالات، أنقذ الجيش اللبناني في عملية إنقاذ مشتركة مع "قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان" (اليونيفل) 200 راكب من قارب غارق وأعادهم إلى مرفأ طرابلس اللبناني في 1 يناير/ كانون الثاني 2023. ثم طرد الجيش بعد ذلك هؤلاء السوريين بإجراءات موجزة عبر معبر وادي خالد في شمال لبنان. قال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم إنهم ناشدوا مرارا عناصر الجيش اللبناني والأمم المتحدة عدم إعادتهم إلى لبنان خشية طردهم إلى سوريا.

وصف الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات الذين تمكنت قواربهم من الوصول إلى المياه القبرصية استخدام سفن خفر السواحل القبرصية مناورات خطيرة لاعتراض القوارب. اعترض خفر السواحل أيضا أحد القوارب ثم تركوه يجنح طوال الليل دون تقديم الطعام أو أي مساعدة أخرى للأشخاص الذين كانوا على متنه. قام عناصر من الشرطة القبرصية بتقييد معصمي صبي (15 عاما) غير مصحوب بذويه ووضعوه على متن سفينة قبرصية أعادته مباشرة إلى مرفأ بيروت. ثم قام الجيش على الفور بترحيل الطفل مع مجموعة من السوريين الآخرين عبر معبر المصنع الحدودي مع سوريا.

تشكل عمليات الطرد بإجراءات موجزة هذه انتهاكا لالتزامات لبنان كطرف في "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب" وبموجب مبدأ القانون الدولي العرفي بعدم الإعادة القسرية للأشخاص إلى بلدان يواجهون فيها خطر التعذيب أو الاضطهاد. احتجاز الأطفال وإساءة معاملتهم وفصلهم عن أسرهم وغير ذلك من الانتهاكات ينتهك التزامات لبنان في مجال حقوق الطفل.

تعتبر عمليات الصد في قبرص عمليات طرد جماعي محظورة بموجب "الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان"، وتنتهك حظر الإعادة القسرية غير المباشرة أو المتسلسلة أو الثانوية.

تؤكد "مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين" المكلفة بتوفير الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية للاجئين، أن سوريا غير آمنة للعودة القسرية وأنها لا تُسهل ولا تُشجع العودة الطوعية.

وجدت هيومن رايتس ووتش أن الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأعضاء فيه قدموا تمويلات كبيرة لإدارة الحدود اللبنانية دون ضمانات حقيقية لضمان عدم استخدام أموال الاتحاد الأوروبي من قبل جهات مسؤولة عن الانتهاكات أو المساهمة في إدامة الانتهاكات.

قالت هاردمان: "لطالما كافأ الاتحاد الأوروبي لبنان على منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا بمشاريع إدارة الهجرة. بدلا من الاستعانة بجهات خارجية لارتكاب الانتهاكات، يتعين على الاتحاد الأوروبي والمانحين الآخرين أن ينشئوا على الفور آليات مباشرة ومستقلة لمراقبة الامتثال لحقوق الإنسان في عمليات مراقبة الحدود اللبنانية".

 

تونس تُفرِغ المشهد الإعلامي قبل الانتخابات

أعلن الصحفي المخضرم إلياس الغربي في 28 يونيو/حزيران أنه في صدد مغادرة برنامج "ميدي شو" على إذاعة الراديو الأبرز في تونس، "موزاييك أف أم"، بعد تسع سنوات، دون أن يشرح السبب. إلا أن قرار الغربي جاء بعد أشهر من إقراره بوجود "تهديدات غير معقولة" ضد الصحافة في البلاد، وبعد عام من تحقيق الشرطة معه على خلفية تعليقات أدلى بها في البرنامج.

بينما تتحضر تونس لإجراء الانتخابات الرئاسية الأولى بعد استحواذ الرئيس قيس سعيد على السلطة في 2021، تقمع السلطات المعارضة، لا سيما في الإعلام. وجدت "هيومن رايتس ووتش" أن خمسة إعلاميين على الأقل يقبعون حاليا خلف القضبان بسبب عملهم أو آرائهم. بحسب "النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين"، رُفعت 39 قضية على الأقل ضد صحفيين بسبب عملهم، منذ مايو/أيار 2023، بما في ذلك بموجب "المرسوم عدد 54 لسنة 2022 المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال" القمعي و"قانون مكافحة الإرهاب لسنة 2015".

في مايو/أيار ويوليو/تموز2024، حُكم على الصحفيَّيْن البارزين برهان بسيس ومراد الزغيدي، بالإضافة إلى المحامية سنيا الدهماني، بالسجن مدة سنة بموجب قانون الجرائم الإلكترونية. في نهاية يوليو/تموز، خفّضت  محكمة استئناف في العاصمة الحكم على بسيس والزغيدي إلى السجن ثمانية أشهر. في العام الماضي، احتُجز نور الدين بوطار، مدير إذاعة "موزاييك أف أم"، مدة ثلاثة أشهر، واتُّهم بـ "تبييض الأموال" و"التآمر" و"الإرهاب"، بما في ذلك على خلفية تحريض مزعوم ضد الرئيس سعيد. كما استجوبت الشرطة مؤخرا مسؤولين تنفيذيين في إذاعات خاصة أخرى، بالإضافة إلى "نواة"، موقع إعلامي مستقل.

هذه الحملة تمحو تدريجيا الانتقاد وتنوع الآراء من المشهد الإعلامي التونسي. اختفى تقريبا النقاش السياسي من الموجات الإذاعية. علّق راديو "ابتسامة أف أم" وقناة "قرطاج +" أبرز برامجهما التي شارك فيها الدهماني وبسيس والزغيدي المسجونين، بالإضافة إلى برنامج "90 دقيقة" على ابتسامة أف أم، الذي استجوبت الشرطة مقدمته، خلود مبروك، حول عملها الصحفي في أبريل/نيسان. قالت مبروك إن النهاية المبكرة للبرنامج كانت جزئيا بسبب "الضغط".

الصحفيون العاملون في وسائل الإعلام العامة يكافحون ضد الرقابة، ومن أجل حماية مهمة خدمتهم العامة، منذ بدأ الرئيس سعيد تطهير قيادتهم في 2021. عيّنت حكومته قيادة جديدة، بما في ذلك لـ"وكالة تونس أفريقيا للإعلام"، وكالة الأنباء الرسمية في تونس، وأعادت هذه القيادة في بعض الحالات إحياء ممارسات استبدادية قديمة. مثلا، وبحسب النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، أمر ناجح الميساوي، المدير العام للوكالة، في 4 يوليو/تموز بمسح خبر انتشر على نطاق واسع حول تقديم مرشح جديد للانتخابات.

يدين الرئيس سعيد بالكثير لحرية الإعلام في تونس، فقد انتُخب هو نفسه بعد مشاركته في المناظرات الرئاسية المتلفزة الأولى على الإطلاق في 2019. تقع على عاتقه هو اليوم مسؤولية ضمان حريات الإعلام، وحرية تدفق المعلومات قبل انتخابات 6 أكتوبر/تشرين الأول.

ميادين - هيومن رايتس ووتش 

انتخابات فنزويلا تثير الجدل داخل الاتحاد الأوروبي ومن المستبعد فرض عقوبات جديدة على كاراكاس

منعت المجر صدور بيان مشترك للاتحاد الأوروبي يدين "المخالفات" التي شابت الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، ممّا دفع جوزيب بوريل إلى نشر بيانه الخاص.

وانضم الاتحاد الأوروبي إلى الأصوات المتعالية باتّباع الشّفافية لتحديد الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد. علما وأنّ بروكسل تعتبر أنّه "شابتها عيوب ومخالفات عدّة".

وتبقى الدّعوات لفرض عقوبات جديدة "سابقة لأوانها" في هذه المرحلة، حسبما صرّح به متحدث باسم الاتحاد الأوروبي اليوم، مشدّدًا على ضرورة "إيجاد مخرج للأزمة السياسية" في فنوزيلا.

وأضاف: "المناقشات بين الدول الأعضاء مستمرة. نحن منخرطون أيضًا في تفاعلات مع الشركاء، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، لتقييم العملية برمّتها وتحديد الخطوات التالية المحتملة... لكنّ أيّ نقاش وأيّ قرار بشأن العقوبات يتم اتخاذه في سرّية بين الدول الأعضاء، لذا فإنّ هذا سابق لأوانه".

من جهته دعا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان له مساء الاثنين، اللجنة الوطنية للانتخابات في فنزويلا إلى "ممارسة أقصى قدر من الشفافية في عملية جدولة النتائج، بما في ذلك منح إمكانية الوصول الفوري إلى سجلات التصويت في كل مركز اقتراع".

وسرد البيان سلسلة من "العقبات“ و"الظروف غير المتكافئة" في العملية الانتخابية، مثل الاعتقالات التعسفية وترهيب أعضاء المعارضة والقصور في تسجيل بعض الناخبين وعدم التوازن في الوصول إلى وسائل الإعلام.

وينذر الفيتو المجري بإحباط أيّ جهود مستقبليّة لتعزيز العقوبات ضد نظام مادورو. ويعود تاريخ العقوبات الحالية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي إلى عام 2017 وتشمل حظر تصدير الأسلحة والمعدات المستخدمة في قمع الاحتجاجات في الشوارع والقائمة السوداء التي تضم 54 شخصًا مُتّهمين بتقويض الديمقراطية وسيادة القانون في فنزويلا.

يُذكر أنّ المجلس الوطني للانتخابات، الذي يسيطر عليه حلفاء الحكومة، أعلن فوز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو في السباق الانتخابي في فنزويلا بنسبة 51.2% مقابل 44.2% لمرشح المعارضة، إدموندو غونزاليس.

واعترض غونزاليز، وتحالفه السياسي "المنصة الموحدة"، بشدة على النتائج، بحجّة أنّ الأرقام الصّادرة عن اللجنة الوطنية للانتخابات لا تتطابق مع استطلاعات الرأي والتقديرات الإحصائيّة.

في حين تقول المعارضة إنّها حصلت على 73% من أوراق الفرز التي تُظهر أنّ غونزاليس حصل على 3.5 مليون صوت أكثر من مادورو. ما جعل المتظاهرين يخرجون إلى الشوارع ويشتبكون مع الشرطة.

ميادين - وكالات

 

ينبغي للحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنشاء نظم حماية اجتماعية شاملة للجميع

 

قالت منظمة العفو الدولية  في معرض إعلانها بإنها وقّعت على البيان المشترك عن بناء نظم حماية اجتماعية شاملة في المنطقة العربية إنه يجب على الحكومات في عموم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العمل على تطوير وتوسيع وتمويل نظم حماية اجتماعية شاملة تكفل الحق في الضمان الاجتماعي للجميع.

يواجه الناس في شتى أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أزمات متعددة ومستمرة، من ضمنها الصراعات المدّمرة، والصدمات الشديدة الاقتصادية وتلك المتعلقة بالديون، والتكلفة المتزايدة لحالة الطوارئ المناخية. ومع ذلك تفتقر الأغلبية إلى درجة كافية من الحماية الاجتماعية.

ويهدف البيان، الذي نظّم إعداده ملتقى المنطقة العربية للحماية الاجتماعية الذي يقوده المجتمع المدني، إلى بناء الدعم لإنشاء وتطوير نظم حماية اجتماعية شاملة في كافة أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تضمن بأن يتلقّى جميع الناس ضمانات الضمان الاجتماعي. ومن خلال توقيع منظمة العفو الدولية على البيان، تنضم إلى مجموعة من منظمات المجتمع المدني التي تعمل على تحسين الحقوق الاجتماعية – الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك عبر الدعوة لحماية قوية للحق في الضمان الاجتماعي وإعماله.

وقالت كريستين بيكرلي، مستشارة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية إن “الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يخسرون حياتهم، وأحباءهم، وسبل عيشهم في الوقت الذي يتلقون فيه الضربات جراء أزمة تلو أخرى. إلا أن نظم الحماية الاجتماعية في عموم المنطقة أثبتت بأنها قاصرة وغير كافية، تاركةً شرائح كبيرة من السكان تواجه مصيرها بنفسها، مع أدنى حد من الدعم الحكومي أو حتى بدونه”،

“ويتعين على الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بدعم من المانحين والمؤسسات المالية الدولية عند الضرورة، العمل بصورة عاجلة لتطوير وتوسيع وتمويل نظم حماية اجتماعية شاملة قادرة على ضمان تمكُّن جميع الناس من العيش بكرامة، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي – الاقتصادي”.

إن نظم الحماية الاجتماعية في عموم المنطقة أثبتت بأنها قاصرة وغير كافية، تاركةً شرائح كبيرة من السكان تواجه مصيرها بنفسها، مع أدنى حد من الدعم الحكومي أو حتى بدونه”،

كريستين بيكرلي، مستشارة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية

الضمان الاجتماعي حق إنساني تعترف به العديد من المعاهدات الدولية والمواثيق التأسيسية لحقوق الإنسان، ومن ضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويكفل الوفاء بالحق الإنساني في الضمان الاجتماعي تمكّن الأفراد والأسر من الحصول على الخدمات الأساسية ودعم الدخل خلال أوقات الحاجة مثل فترات البطالة، أو المرض، أو الإعاقة. وتكتسي نظم الحماية الاجتماعية أهمية حاسمة فيما يتعلّق بضمان تمكُّن الناس من الحصول على مجموعة من حقوق الإنسان الأخرى والتمتع بها، ومن ضمنها حقهم في الصحة، وفي مستوى معيشي كاف، وفي الغذاء، والماء، والسكن.

لا يستطيع ملايين الناس الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الحصول على حقوقهم الاجتماعية – الاقتصادية أو التمتع بها. ففي لبنان، سلّطت منظمة العفو الدولية الضوء على كيفية تقاعس الحكومة عن ضمان نمكّن الناس من الحصول على رعاية صحية لائقة، خلال الأزمة الاقتصادية. وفي مصر، زادت السلطات من حدة قمعها للأشخاص الذين احتجوا سلميًا على أوضاعهم المعيشية المتدهورة، والعمال المضربين، والأشخاص الذي يعبّرون عن انتقادهم لتعامل السلطات مع الأزمة الاقتصادية. وفي مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن أزمة المناخ، مصحوبة بالإخفاقات المزمنة للحكومات في إدارة المياه المتوفرة بشكل سليم، وضمان توزيعها بشكل صحيح، وضمان استخدامها شكل مستدام،  تُعرّض حق الناس في المياه لخطر شديد الآن وفي المستقبل.

تقدم نظم الحماية الاجتماعية الفعالة الدعم الضروري الذي يمكن أن يحمي الأفراد والأسر ويساعدهم عندما يتعرضون للصدمات بسبب تقلبات بالحياة. وإن حماية الناس من الخسائر التي تسبّبها الصدمات، الناجمة عن الكوارث أو النكسات الاقتصادية، تُمكّن الأطفال من متابعة تحصيلهم العلمي، وتُحسّن الرعاية الصحية، وتقلل من الفقر وانعدام المساواة في الدخل، وفي النهاية تعود بالفائدة الاقتصادية على المجتمعات. ولكن بحسب منظمة العمل الدولية في عام 2021، فإن نسبة تقارب 40% فقط من الناس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانت تحظى بتغطية فعلية في مجال واحد على الأقل من مجالات الحماية الاجتماعية، وهو معدل أدنى من المتوسط العالمي وأدنى بكثير منه في مناطق أخرى مثل أوروبا وآسيا الوسطى.

ويهدف بيان الحماية الاجتماعية الشاملة في المنطقة العربية إلى معالجة بعض هذه الثغرات بإنشاء مجموعة من المنظمات التي تدعو لوضع نظم حماية اجتماعية شاملة تكفل الضمان الاجتماعي الأساسي لجميع الناس بصرف النظر عن وضعهم الوظيفي أو قدرتهم على الإسهام المالي في برامج معينة.

وينبغي للحكومات إنشاء نظام حماية اجتماعية يغطي مجموعة من الحالات المحتملة والمخاطر، ويتضمّن إمكانية حصول الأطفال، وكبار السن، وأولئك الذين هم في سن العمل غير القادرين على العمل أو كسب دخل كاف، على الرعاية الصحية الضرورية والأمن الأساسي للدخل. وينبغي أن تكون مزايا الضمان الاجتماعي وافية للسماح للناس بإحقاق حقوقهم، من ناحيتي حجم المزية المقدمة والفترة الزمنية التي تُقدَّم خلالها. كذلك ينبغي أن يكون الضمان الاجتماعي متاحًا للجميع، ومن ضمنهم أولئك الذين ينتمون إلى الجماعات الأكثر حرمانًا وتهميشًا.

يمكن للحماية الاجتماعية أن تشكل عامل استقرار حاسم في أوقات الأزمات. وتُقدم الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان التي أدت إلى فقدان الليرة اللبنانية أكثر من 98% من قيمتها، مثالاً على الحاجة إلى نظم حماية اجتماعية قوية وشاملة. وقد خفّضت هذه الأزمة الاقتصادية – التي أطلق عليها البنك الدولي تسمية “حالة كساد متعمد” – القوة الشرائية للأسر المعيشية انخفاضًا هائلًا، وزادت الفقر بنسبة كبيرة، وزادت ترسيخ انعدام المساواة الصارخ السائد أصلًا في لبنان. وقد عجز نظام الحماية الاجتماعية في لبنان، الذي كان مشرذمًا، ومحدودًا، وغير عادل قبل الأزمة، عجزًا تامًا عن التكيف مع الاحتياجات المتنامية وتلبيتها. وفي وقت احتاج فيه الناس للدعم حاجة ماسة، تركت الحكومة اللبنانية الدعم القليل المتوفر ينهار.

وحتى خلال الأزمات، ينبغي للحكومات أن تعمل على ضمان تمكّن الناس من التمتع بالمستويات الضرورية الدنيا على الأقل لحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، ومن ضمنها الحق في الضمان الاجتماعي. وتستطيع الحكومات في الكثير من الأحيان تحويل مواردها لتمويل المستويات الضرورية الدنيا من الحماية الاجتماعية للجميع في البلاد أو جمع الأموال عبر الإصلاحات الضريبية، والتصدي للتهرب الضريبي أو التحايل الضريبي، علاوة على العثور على الموارد من خلال مصادر أخرى مثل التماس الدعم الدولي.

وقالت كريستين بيكرلي إن “الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والحكومات المانحة، والمؤسسات المالية الدولية يجب أن تعير اهتمامًا لدعوات منظمات المجتمع المدني إلى العمل بصورة ملحة من أجل إنشاء نظم حماية اجتماعية شاملة وجامعة في جميع أنحاء المنطقة، وتحسين مستواها، وتمويلها. ويمكن لوضع تدابير للحماية الاجتماعية الشاملة أن يساعد على ضمان تمكّن جميع الناس، ومن ضمنهم المهمشون، أو الذين يعيشون في الفقر، أو المعرّضون للفقر، من الحصول على مستوى معيشي لائق ورعاية صحية وافية، وغير ذلك من حقوق الإنسان”. 

ميادين - منظمة العفو الدولية

مصر: يجب على السلطات وضع حد لحملة الاعتقالات الجماعية والإعادة القسرية للاجئين السودانيين

 

قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب على السلطات المصرية أن توقف فورًا الاعتقالات التعسفية الجماعية والترحيل غير المشروع للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر بحثًا عن ملاذ آمن من الصراع الدائر في السودان؛ جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته المنظمة اليوم عشية اليوم العالمي للاجئين.

ويظهر التقرير الصادر بعنوان “كبّلونا وكأنّنا مجرمون خطرون”: الاحتجاز التعسفي والإعادة القسرية للاجئين السودانيين في مصر، كيف يجري القبض على اللاجئين السودانيين، ثم ترحيلهم بصورة غير مشروعة إلى السودان – الذي يشهد صراعًا محتدمًا – دون اتباع الإجراءات الواجبة أو إتاحة أي فرصة لطلب اللجوء، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. وتظهر الأدلة أن الآلاف من اللاجئين السودانيين قد اعتُقلوا تعسفيًّا، ثم أُبعدوا جماعيًّا؛ حيث تشير تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن 3,000 شخص قد رُحِّلوا من مصر إلى السودان في شهر سبتمبر/أيلول 2023 وحده.

وقالت سارة حشاش، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “من المستعصي فهم الإقدام على اعتقال النساء والرجال والأطفال السودانيين جماعيًّا بعدما عبروا الحدود فرارًا من الصراع المسلح الدائر في بلادهم، وبحثًا عن الملاذ الآمن في مصر، ثم احتجازهم تعسفيًّا في ظروف سيئة ولاإنسانية، وترحيلهم بصورة غير مشروعة”.

وأضافت سارة حشاش: “يجب على السلطات المصرية أن تضع حدًا فوريًا لهذه الحملة الخبيثة من الاعتقالات الجماعية والإبعاد الجماعي. وينبغي لها الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين التي تستوجب منها أن تكفل للفارين من الصراع في السودان عبورًا آمنًا وكريمًا إلى مصر، وسبل الوصول إلى إجراءات اللجوء دون أي قيود”.

يجب على السلطات المصرية أن تضع حدًا فوريًا لهذه الحملة الخبيثة من الاعتقالات الجماعية والإبعاد الجماعي.

سارة حشاش، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

على مدى عدة عقود، ظلت مصر موطنًا للملايين من السودانيين الذين يدرسون أو يعملون أو يستثمرون أو يتلقون الرعاية الصحية فيها، ويُعفى من شروط الدخول النساء والفتيات السودانيات، والفتيان السودانيون دون 16 عامًا والرجال فوق سن الـ 49. وتشير التقديرات إلى أن نحو 500,000 لاجئ سوداني قد فروا إلى مصر في أعقاب اندلاع الصراع المسلح في السودان في أبريل/نيسان 2023. ولكن خلال الأشهر التالية، فرضت الحكومة المصرية على جميع المواطنين السودانيين شرط الحصول على تأشيرة دخول قبل القدوم إلى مصر، مما اضطر الفارين من الصراع للهروب من خلال المعابر الحدودية غير النظامية.

ويوثق التقرير بالتفصيل محن 27 لاجئًا سودانيًا اعتُقلوا مع نحو 260 آخرين على يد قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الدفاع وقوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية بصورة تعسفية، خلال الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ومارس/آذار 2024. كما يوثِّق كيف أعادت السلطات ما لا يقل عن 800 محتجز سوداني قسرًا خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2024، وكيف حُرموا جميعًا من إمكانية طلب اللجوء، بما في ذلك إتاحة الفرصة أمامهم للوصول إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أو الطعن في قرارات ترحيلهم.

ويستند التقرير إلى مقابلات أجريت مع لاجئين محتجزين، وأقاربهم، والقيادات المجتمعية بالجالية السودانية، ومحامين، ومهنيين طبيين؛ فضلًا عن مراجعة البيانات والوثائق الرسمية، وفحص الأدلة السمعية البصرية. ولم ترد وزارتا الدفاع والداخلية المصريتان على الرسائل التي بعثتها إليهما منظمة العفو الدولية وأوردت فيها نتائج توثيقها وتوصياتها؛ أما المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو المؤسسة الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، فقد رفض هذه النتائج زاعمًا أن السلطات تفي بالتزاماتها الدولية.

وقد جاء التصاعد الحاد في عمليات الاعتقال والإبعاد الجماعية في أعقاب صدور قرار لرئيس الوزراء في أغسطس/آب 2023، يلزم الأجانب المقيمين في مصر بتوفيق أوضاعهم وتقنين إقامتهم. وتزامن هذا القرار مع تصاعد نبرة الخطاب العنصري وخطاب كراهية الأجانب، سواء على الإنترنت أم في وسائل الإعلام، فضلًا عن تصريحات المسؤولين الحكوميين التي ينتقدون فيها “أعباء” استضافة “الملايين” من اللاجئين.

كما جاءت هذه الحملة على خلفية تزايد التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر على صعيد الهجرة ومراقبة الحدود، بالرغم من سجل مصر المزري في مجال حقوق الإنسان، وانتهاكاتها الموثقة توثيقًا جيدًا ضد المهاجرين واللاجئين.

ففي أكتوبر/تشرين الأول 2022، وقع الاتحاد الأوروبي ومصر اتفاقًا للتعاون تبلغ قيمته 80 مليون يورو، يشمل بناء قدرات قوات حرس الحدود المصرية لمكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر عبر الحدود المصرية. ويدّعي هذا الاتفاق أنه يطبق “مناهج قائمة على الحقوق وموجهة نحو الحماية ومراعية للنوع الاجتماعي”. غير أن التقرير الجديد لمنظمة العفو الدولية يوثق ضلوع قوات حرس الحدود في انتهاكات ضد اللاجئين السودانيين.

وفي مارس/آذار 2024، تم الاتفاق على حزمة أخرى من المعونات والاستثمارات، تُعدُّ الهجرة واحدة من ركائزها الرئيسية، في إطار شراكة استراتيجية وشاملة أعلن عنها حديثًا بين الاتحاد الأوروبي ومصر.

من خلال التعاون مع مصر في مجال الهجرة بدون ضمانات صارمة لحماية حقوق الإنسان، يخاطر الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها مصر.

سارة حشاش، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وقالت سارة حشاش: “من خلال التعاون مع مصر في مجال الهجرة بدون ضمانات صارمة لحماية حقوق الإنسان، يخاطر الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها مصر. فيجب على الاتحاد الأوروبي الضغط على السلطات المصرية لحملها على اتخاذ تدابير ملموسة لحماية اللاجئين والمهاجرين”.

وأردفت سارة حشاش قائلةً: “قبل تنفيذ أي تعاون في مجال الهجرة، يجب على الاتحاد الأوروبي أيضًا إجراء تقييمات صارمة لما قد ينطوي عليه هذا التعاون من مخاطر على حقوق الإنسان، وإرساء آليات مستقلة للرصد تعمل وفق معايير واضحة لحقوق الإنسان. ولا بد من وقف أي تعاون أو تعليقه على الفور، إذا كانت ثمة مخاطر أو تقارير حول وقوع انتهاكات”.

عمليات الاعتقال التعسفية في الشوارع والمستشفيات

جرت أغلبية الاعتقالات الجماعية في القاهرة الكبرى (التي تضم القاهرة والجيزة)، وفي المناطق الحدودية في محافظة أسوان أو داخل مدينة أسوان. وفي القاهرة والجيزة، قامت الشرطة بعمليات الإيقاف والتحقق من الهوية الجماعية، مستهدفة الأفراد السود، مما بث شعورًا من الخوف في أوساط اللاجئين، وجعل الكثيرين منهم يحجمون عن مغادرة منازلهم.

وبعد اعتقال اللاجئين السودانيين على يد الشرطة في أسوان، يُنقلون إلى مراكز الشرطة أو معسكر قوات الأمن المركزي، وهو أحد مرافق الاحتجاز غير الرسمي، في منطقة الشلال. أما من تعتقلهم قوات حرس الحدود في محافظة أسوان، فيُحتجزون في مرافق احتجاز مؤقتة، من بينها مخازن داخل أحد المواقع العسكرية في أبو سمبل، وإسطبل للخيول داخل موقع عسكري آخر بالقرب من قرية نجع الكرور، ثم يُجبرون على ركوب حافلات وشاحنات تنطلق بهم إلى الحدود السودانية.

وتتسم الظروف السائدة في مرافق الاحتجاز المذكورة بالقسوة واللاإنسانية، والاكتظاظ الشديد، وعدم تيسر المراحيض ومرافق الصرف الصحي، وقلة الطعام ورداءته، والحرمان من الرعاية الصحية الكافية.

كما وثقت منظمة العفو الدولية اعتقال ما لا يقل عن 14 لاجئًا أثناء وجودهم في مستشفيات حكومية في أسوان، حيث كانوا يتلقون العلاج الطبي لإصابات خطيرة تكبدوها في حوادث سير أثناء رحلاتهم من السودان إلى مصر. ونقلتهم السلطات – بخلاف نصائح الأطباء وقبل تماثلهم للشفاء التام – إلى مرافق الاحتجاز حيث أجبروا على النوم على الأرض بعد العمليات الجراحية التي أجريت لهم.

ومن بين هؤلاء أميرة، وهي امرأة سودانية عمرها 32 عامًا، فرت من الخرطوم مع أمها، وكانت تتلقى العلاج الطبي في أحد مستشفيات أسوان في أعقاب حادث تصادم سيارة في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أدى إلى إصابتها بكسور في العنق والظهر. وقالت نورا، وهي إحدى قريبات أميرة، للمنظمة إن الأطباء أخبروها أنها بحاجة لرعاية طبية لمدة ثلاثة أشهر؛ ولكن بعد 18 يومًا فقط نقلتها الشرطة إلى أحد مراكز شرطة أسوان حيث أجبرت على النوم على الأرض لمدة نحو 10 أيام.

الاحتجاز في مرافق باردة وموبوءة بالجرذان قبل الإبعاد الجماعي

فحص مختبر الأدلة التابع لمنظمة العفو الدولية صورًا فوتوغرافية وتحقق من مقاطع فيديو تعود إلى يناير/كانون الثاني 2024 لنساء وأطفال جالسين على أرض قذرة وسط القمامة في أحد المخازن التي تسيطر عليها قوات حرس الحدود المصرية. وقال المحتجزون السابقون إن المخازن كانت موبوءة بالجرذان وعشش الحمام، ووصفوا كيف اضطر المحتجزون لتحمل البرد أثناء الليل بدون ملابس ملائمة ولا بطاطين. واتسم مخزن احتجاز الرجال بالاكتظاظ الشديد، حيث زُجَّ فيه بأكثر من 100 محتجز معًا، وعانوا من صعوبة الوصول إلى المراحيض الطافحة، مما يضطرهم للتبول في زجاجات بلاستيكية أثناء الليل.

واحتُجز ما لا يقل عن 11 طفلًا، بعضهم دون الرابعة من العمر، مع أمهاتهم في هذه المواقع.

وذكرت إسراء، التي تعاني من الربو، لمنظمة العفو الدولية أن الحراس في إسطبل الخيول المكتظ بالقرب من قرية نجع الكرور تجاهلوا طلبها الحصول على بخاخ استنشاق، حتى عندما طلبت منهم شراءه على نفقتها الخاصة.         

وبعد فترات من الاحتجاز، تتراوح بين بضعة أيام وستة أسابيع، كبّلت الشرطة وقوات حرس الحدود أيدي المحتجزين، ونقلتهم إلى معبر قسطل-أشكيت الحدودي، حيث سلمتهم للسلطات السودانية، بدون إجراء تقييم فردي لمخاطر تعرضهم لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حال إعادتهم إلى السودان. ولم تُتح الفرصة لأي من المرحَّلين لطلب اللجوء حتى في حالات اللاجئين الذين كانت لديهم مواعيد للتسجيل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو الذين طلبوا التواصل مع المفوضية أو التمسوا عدم إعادتهم. ومثل هذه الحالات من الإعادة القسرية تشكل انتهاكًا للالتزامات الدولية الواقعة على عاتق مصر بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين، بما فيها مبدأ عدم الإعادة القسرية.

كما قامت قوات حرس الحدود بإبعاد أحمد وزوجته، وطفلتهما البالغة من العمر عامين، ضمن مجموعة تتألف من نحو 200 محتجز، في 26 فبراير/شباط 2024، بعد احتجازهم طيلة ستة أيام في موقع أبو سمبل العسكري.

منذ بدء الصراع في السودان، تقاعست السلطات المصرية عن تقديم بيانات إحصائية، أو الاعتراف بسياسة الترحيل التي تنتهجها.

ميادين - منظمة العفو الدولية

وكالات أممية تحذر من انعدام الأمن الغذائي في غزة والسودان

حذرت وكالات أممية، اليوم الأربعاء، من أن سكان غزة وهايتي ومالي وجنوب السودان والسودان قد يواجهون "مستويات كارثية" من انعدام الأمن الغذائي بحلول أكتوبر/تشرين الأول إذا لم يتم اتخاذ إجراءات إنسانية وجهود دولية للوصول إلى المناطق المتضررة.

الأمن الغذائي يهدد نصف سكان غزة

وتحذر الأمم المتحدة منذ أشهر من أن المجاعة تهدد غزة. وفي تقرير جديد حول "بؤر الجوع الساخنة" في العالم، أشارت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من مليون شخص، أي نصف سكان غزة، معرضون لمواجهة انعدام الأمن الغذائي الكارثي بحلول منتصف يوليو/تموز.

ووفقا للوكالتين اللتين تشعران بالقلق إزاء خطر انتقال عدوى انعدام الأمن الغذائي إلى لبنان وسورية، فإن هذا الوضع نتيجة "الآثار المدمرة للنزاع المستمر والقيود الشديدة على التنقل وانهيار أنظمة الأغذية الزراعية المحلية".

وبحسب تقرير "بؤر الجوع الساخنة" في العالم الذي يقيّم حالة الأمن الغذائي في جنوب السودان من يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول، "يؤدي انخفاض إنتاج الغذاء المحلي المرتبط بتراجع قيمة العملة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وما زاد الأمور سوءا هو مخاطر وقوع فيضانات والنزاعات المتكررة على المستوى الداخلي".

وتفيد الوثيقة بأن الوضع في مالي يتدهور بسبب "تصاعد النزاعات" و"يتفاقم بانسحاب" بعثة الأمم المتحدة، وفي السودان، بين الإنتاج الزراعي الذي يتأثر نتيجة العنف وأعمال النهب، والواردات التي تعرقلها الصعوبات المادية والمالية، ترتفع أسعار المواد الغذائية كما ذكر التقرير.

أضافت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي هايتي إلى قائمة المناطق الأكثر إثارة للقلق (القائمة السابقة تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023)، حيث إن عنف الجماعات المسلحة المتزايد "يؤدي إلى تعطيل أكبر للإمدادات ويزيد من النزوح الداخلي ويؤثر على وصول المساعدات الإنسانية".

وتشتد أزمة الغذاء في 18 "نقطة جوع ساخنة" بحسب تقديرات الأمم المتحدة، مع مستوى قلق "مرتفع جدا" بالنسبة لتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما وسورية واليمن.

من جهة أخرى أشار تقرير، صدر الثلاثاء عن "شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة"، إلى أن المجاعة ربما تكون قد بدأت في شمال غزة بالفعل، محذرا من أنه من المرجح أن تتم إعاقة جمع البيانات طالما استمرت الحرب، موضحا أن السكان - بمن فيهم الأطفال - يموتون لأسباب تتعلق بالجوع في أنحاء القطاع، وإن هذه الظروف ستستمر على الأرجح حتى يوليو/ تموز على الأقل إذا لم يكن هناك تغيير جوهري في كيفية توزيع المساعدات الغذائية، وحذر التقرير أيضا من أن الجهود المبذولة لزيادة المساعدات إلى غزة غير كافية، وحث الاحتلال الإسرائيلي على التحرك بشكل عاجل.

ميادين  /فرانس برس /  العربي الجديد

العدل الدولية تطالب إسرائيل بوقف عملياتها برفح وغضب بتل أبيب من القرار.. فيديو

 

في اليوم الـ231 من العدوان الإسرائيلي على غزة، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارا يلزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح، وفتح كل المعابر البرية للقطاع لا سيما معبر رفح.

كما ذكرت أن الشروط مستوفاة لاتخاذ إجراءات طارئة جديدة في قضية اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية.

وقد أثار القرار موجة غضب عارمة في إسرائيل، وانتقد عدد من المسؤولين والسياسيين القرار، معتبرين أنه قرار ضد السامية، واعتبر وزير الأمن الوطني المتطرف إيتمار بن غفير أن مستقبل إسرائيل "ليس منوطا بما يقوله الأغيار".

وعبّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية عن ترحيبهما بالقرار.

ميدانيا، شن الطيران الحربي للاحتلال غارات عنيفة وغير مسبوقة على رفح تزامنا مع إصدار المحكمة قرارها.

كما أطلقت قوات الاحتلال النار على كل من يقترب من وسط المدينة، ومنعت فرق الإسعاف من إغاثة المصابين.

على الجانب الآخر، قال أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة إن العودة الحزينة للمحتجزين الثلاثة الذين عثر على جثثهم تشكل حسرة أخرى لعائلات المحتجزين.

ميادين - وكالات

فلسطين.. "أين المفر؟".. 1.4 مليون فلسطيني في مدينة رفح يتساءلون عن سبيل النجاة من اجتياح إسرائيلي محتمل

 

"أين يمكن أن نذهب؟"، هو السؤال الأكثر شيوعًا بين الفلسطينيين في مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة التي حشر فيها مئات آلاف النازحين، معربين عن مخاوفهم من اجتياح إسرائيل للمدينة بذريعة "استئصال حماس".

كان مئات آلاف الأشخاص قد نزحوا من الشمال، هربا من قصف القوات الإسرائيلية الذي أعقب تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في غلاف غزة في 7 أكتوبر، ومنذ ذلك الحين، تم تسوية أجزاء واسعة من شمال القطاع بالأرض، وقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني.

وبعد أشهر من القيود الإسرائيلية المفروضة على المساعدات إلى الشمال، أصبح نحو 300 ألف فلسطيني ممن بقوا هناك على حافة المجاعة وفقاً للأمم المتحدة. ورغم ذلك، يرغب العديد من الفلسطينيين في العودة، قائلين إنهم سئموا من الظروف القاسية التي عانوا منها أثناء النزوح.

وعلى مدى شهور، كانت العائلات محشورة في منازل الأقارب والخيام والمدارس، التي تحولت إلى ملاجئ في جميع أنحاء جنوب قطاع غزة.

وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع كبار المسؤولين، للعمل على الاستعدادات لاجتياح رفح، حسبما قال مكتبه.

وقد أعرب المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، عن اعتراضات قوية على الهجوم المخطط له، قائلين إنه سيعرض للخطر ما يقدر بنحو 1.4 مليون فلسطيني لجأوا إلى رفح.

المصادر: يورونيوز -  أ ب

الصين تحاول “التلاعب” بالمجتمع الدولي وتضليله أثناء استعراض الأمم المتحدة لسجل حقوق الإنسان

 

قالت سارة بروكس، المديرة المعنية بالصين في منظمة العفو الدولية، تعقيبًا على الاستعراض الدوري الشامل الذي أُجري اليوم، والذي يركز على سجل الصين في مجال حقوق الإنسان:

“كان ينبغي لاستعراض سجل الحقوق اليوم أن يكون بمثابة حساب حقيقي للسلطات الصينية: فهو حيز نادر للحكومات الأخرى لإبراز الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يواجهها الضحايا في جميع أنحاء الصين وخارجها.

“وبدلاً من ذلك، رأينا الصين تسعى إلى التلاعب بالمجتمع العالمي وتضليله، ناكرةً نطاق وحجم انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة في تقارير للأمم المتحدة، في حين قدمت نهجها المناهض لحقوق الإنسان كنموذج للدول الأخرى.

“لقد رفضت السلطات تمامًا الاعتراف بحقائق أساسية: حيث قدمت قمعها للأويغور باعتباره وسيلة فعالة لمكافحة الإرهاب، وقمعها للفضاء المدني في هونغ كونغ على أنه يوفر الاستقرار في المدينة.

“ولكن لم تسر الأمور كلها النحو الذي تريده الصين. فعلى سبيل المثال، قدمت العديد من الدول توصيات إلى الصين من أجل تعاون أكثر جدوى مع منظومة الأمم المتحدة وآلياتها – بما في ذلك تنفيذ توصيات الخبراء فيما يخص السياسات والسماح بالوصول غير المقيد لخبراء الحقوق الدوليين. وهذا يظهر الأهمية المحورية لعمل منظومة الأمم المتحدة، فضلاً عن إجماع متزايد على أن محاولات الصين لتقويضها ــ من خلال تشويه الحوار والتعاون ــ تنطوي على إشكاليات بالغة.

“إن مأساة هذا الاستعراض الدوري الشامل هي أن أسلوب الصين الذي تم اختباره عبر الزمن والمتمثل بقمع المدافعين عن حقوق الإنسان – سواء في شينجيانغ أو التبت أو هونغ كونغ أو في مكان آخر – يعني أن أولئك الذين هم الأكثر قدرة على النهوض بهذا العمل لم يكونوا حاضرين في الغرفة. لقد تم إسكاتهم، أو هم في السجن أو تم حرمانهم من الحرية بطريقة أخرى، أو تحت المراقبة، أو في المنفى. إذا أرادت الحكومات أن ترى توصياتها تتحقق، فإن دعم المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين يجب أن يكون محوريًا في تفاعلها مع البلاد”.

خلفية

الاستعراض الدوري الشامل هو عملية تخضع بموجبها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاستعراض لسجلها في مجال حقوق الإنسان كل بضع سنوات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتخضع الصين للاستعراض الرابع لسجلها، بعد أن خضعت للاستعراض الثالث في عام 2018. استمع اليوم، في جنيف، وفد حكومي صيني كبير إلى توصيات، وأجاب على أسئلة الدول حول مجموعة من قضايا حقوق الإنسان. وستقبل الصين التوصيات أو تحيط علمًا بها، وسيعتمد مجلس حقوق الإنسان تقرير نتائج الاستعراض في يونيو/حزيران. والغرض المعلن للاستعراض الدوري الشامل هو أن يكون “آلية تعاونية” لتحسين حالة حقوق الإنسان على أرض الواقع.

في الاستعراضات الدورية الشاملة السابقة لسجل الصين، أظهرت الحكومة انخراطها بسوء نية في هذه العملية. وقد تم استبعاد المجتمع المدني الصيني المستقل بشكل منهجي. وأفظع الأمثلة على هذا هو الوفاة في الحجز للمدافعة عن حقوق الإنسان كاو شونلي، التي احتُجزت أثناء محاولتها السفر إلى جنيف للمشاركة في الاستعراض الدوري الشامل الثاني في عام 2013. ويصادف 14 مارس/آذار 2024 الذكرى السنوية العاشرة لوفاتها. وقد ازدادت جرأة الصين في نشر أسلوبها الانتقامي في السنوات التي تلت ذلك؛ ويواجه المجتمع المدني في هونغ كونغ الآن تهديد الملاحقة القضائية بموجب قانون الأمن القومي لعام 2020 بسبب تعاونه مع منظومة الأمم المتحدة.

وقالت الصين في تقريرها الرسمي قبل استعراض اليوم إنها “تعلق أهمية كبيرة على أعمال المتابعة” فيما يخص التوصيات الـ284 التي قبلتها من أصل 346 في الاستعراض الدوري الشامل الثالث لسجلها في عام 2018. إلا أن العديد من تلك التوصيات المقبولة كانت ضعيفة أو تنطوي على إشكاليات، أو شجعت الصين على “مواصلة” العمل بالسياسات التي تنتهك حقوق الإنسان. وفيما يتعلق ببعض التوصيات الحازمة، زعمت الصين أنها “قد تم تنفيذها” ــ ولم تلتزم بفعل المزيد. ووجدت منظمة العفو الدولية أن معظم التوصيات التي “تم قبولها” لم يتم تنفيذها، بل والأكثر من ذلك، أن التقدم الذي كان قد أُحرز تراجع في بعض المجالات.

في عام 2018، رفضت الصين عدة توصيات بشأن السماح بوصول خبراء مستقلين من الإجراءات الخاصة التابعة للأمم المتحدة، وهو إجراء رئيسي للتعاون مع منظومة الأمم المتحدة، على أساس أنه يشكل تدخلًا في “سيادة” الصين “وشؤونها الداخلية”. ولم تمنح الحكومة حتى الآن حق الوصول الكامل وغير المقيد للأمم المتحدة، وغيرها من مراقبي حقوق الإنسان المستقلين. ولم تتم سوى زيارة شخص واحد مكلف بولاية في إطار الإجراءات الخاصة خلال فترة الاستعراض، بينما تم تجاهل 13 طلبًا للزيارة وتذكيرًا بالطلبات.

منذ عام 2018، أثارت هيئات حقوق إنسان مختلفة تابعة للأمم المتحدة مخاوف بشأن تدهور سجل حقوق الإنسان في الصين، ما يعكس النتائج التي توصلت إليها منظمة العفو الدولية. في عام 2022، وجدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنه، على خلفية القوانين والسياسة والممارسات التقييدية والتمييزية، أن تصرفات الصين التي تستهدف الأويغور، وغيرهم من أفراد الجماعات ذات الأغلبية المسلمة، “قد تشكل جرائم دولية، وبصورة خاصة جرائم ضد الإنسانية”.

وفي نفس العام، دعت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إلغاء قانون الأمن القومي، والأحكام الخاصة بالتحريض الواردة في قانون الجرائم في هونغ كونغ. وبدلاً من ذلك، تخطط الحكومة المحلية لمزيد من التشريعات لمثل هذه الجرائم هذا العام بموجب “مشروع قانون حماية الأمن القومي” الجديد بموجب المادة 23 من قانون هونغ كونغ الأساسي، وهو ’الدستور المصغر‘ للإقليم.

تأخر تقديم تقرير الصين إلى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة أربع سنوات. وخلافاً لادعاءات الحكومة في تقريرها الحكومي بأنها “ملتزمة بإعطاء الناس شعوراً بالإنصاف والعدالة”، فقد وثقت منظمة العفو الدولية حالات الاعتقال التعسفي والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، والمحاكمات الجائرة ضد الأقليات العرقية والمدافعين عن حقوق الإنسان خلال هذه الفترة.

ولا يزال النشطاء والصحفيون والمحامون في الصين، بما في ذلك هونغ كونغ – مثل تشاو هانغ تونغ، ودينغ جياشي، وشو زيونغ، ووانغ جيان بينغ، وتشانغ زان – مسجونين على الرغم من النتائج التي توصل إليها الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة بأنه يجب إطلاق سراحهم.

ميادين - منظمة العفو الدولية

يجب التحقيق بشكل عاجل في المعاملة اللاإنسانية والإخفاء القسري لمحتجزين فلسطينيين من غزة

 

يساور منظمة العفو الدولية قلق عميق بشأن مصير ومكان فلسطينيين من قطاع غزة المحتل تحتجزهم القوات الإسرائيلية، وسط أنباء عن وقوع حالات إخفاء قسري بالجملة.

في 16 ديسمبر/كانون الأول، أعلن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه تلقى “العديد من التقارير المقلقة” من شمال غزة “عن عمليات احتجاز جماعية ومعاملة سيئة وإخفاء قسري طالت ربما آلاف الفلسطينيين”، بمن فيهم أطفال.

وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو التي تحقق منها مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية معاملة القوات الإسرائيلية اللاإنسانية والمهينة للمحتجزين في بيت لاهيا، وهي مدينة تقع في شمال غزة. ولا يزال مصير ومكان العديد من هؤلاء المحتجزين مجهولَيْن.

كما لا يزال فلسطينيون آخرون من قطاع غزة، بينهم عمال أو غيرهم ممن كانوا يحملون تصاريح لدخول إسرائيل، مختفين قسرًا. وأكدت السلطات الإسرائيلية وفاة ستة فلسطينيين رهن الاحتجاز على الأقل، بينهم عاملان من غزة في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.

وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “نحقق حاليًا في التقارير المتعلقة بحالات الاخفاء القسري الجماعي للمحتجزين الفلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية. يجب على الجيش الإسرائيلي الكشف بشكل عاجل عن مصير ومكان كل من احتجزه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بمن فيهم نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، وهما صحفيان من غزة أُخفيا قسرًا لأكثر من شهرين. وينبغي على القوات الإسرائيلية تحديد أسباب اعتقال المحتجزين، وبذل كل جهد ممكن لتزويد عائلات المحتجزين لديها بالمعلومات، لا سيما في ظل قطع الاتصالات الذي عزل سكان غزة عن بعضهم البعض وعن بقية العالم”.

“يجب معاملة جميع المحتجزين معاملة إنسانية، وضمان حقهم في محاكمة عادلة واحترام الإجراءات القانونية الواجبة. وينبغي الإفراج عن جميع المحتجزين تعسفًا. تمتلك إسرائيل سجلًّا مروعًا في الإفلات من العقاب على الانتهاكات التي ترتكبها قواتها، ما يؤكد الحاجة الملحة لإجراء تحقيق مستقل وفعال في جميع حالات الوفاة رهن الاحتجاز، وفي التقارير التي تفيد بتعرض فلسطينيين من غزة للإخفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة”.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول، احتجزت القوات الإسرائيلية نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد، وهما صحفيان من قطاع غزة المحتل، بينما كانا يغطيان الهجمات التي قادتها حماس في إسرائيل عند السياج الفاصل. وقد شوهدا آخر مرة عند معبر إيريز/بيت حانون بين قطاع غزة وإسرائيل. ومنذ ذلك الحين، ترفض السلطات الإسرائيلية، وتحديدًا الجيش الإسرائيلي والشرطة ومصلحة السجون، الإفصاح عن مكانيهما أو الدواعي القانونية لاعتقالهما، وهو سلوك يرقى إلى الإخفاء القسري.

ومما يزيد من بواعث قلق المنظمة بشأن مصير المحتجزين من غزة الصور ولقطات الفيديو المروعة التي تحقق منها مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية، والتي انتشرت في الأسابيع الأخيرة، وتُظهر رجالًا فلسطينيين جردوا من ملابسهم وأجبروا على الركوع على الأرض بملابسهم الداخلية وأيديهم مقيدة، والجنود الإسرائيليون يراقبونهم عن كثب.

حدد مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية إحداثيات الموقع الذي التُقطت فيه ثلاث صور ومقطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في 7 ديسمبر/كانون الأول، وتُظهر عشرات الرجال الذين احتجزتهم القوات الإسرائيلية في شوارع مدينة بيت لاهيا، في شمال غزة. وتظهر الصور محتجزين جردوا من ملابسهم إلى ملابسهم الداخلية، ويُرجَّح أن تكون وثائق ثبوتية موضوعة أمام بعضهم. وتظهر إحدى هذه الصور محتجزين يُنقَلون وأيديهم مقيدة إلى مكان آخر دون تزويدهم بالملابس.

وأضافت هبة مرايف: “لقد جُرِّد هؤلاء الرجال من كرامتهم ومن إنسانيتهم في انتهاك للقانون الدولي. لا شيء يمكن أن يبرر إهانة المحتجزين أو إذلالهم بصورة متعمدة. إنَّ حق المحتجزين في عدم التعرض للتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية أو المهينة هو حق مطلق وينطبق على جميع الناس، بغض النظر عما إذا كانوا يشاركون في الأعمال القتالية أم لا. فالتعذيب والمعاملة اللاإنسانية والاختفاء القسري والاعتداء على الكرامة الشخصية التي تُرتكب في حالات النزاع المسلح والاحتلال هي جرائم حرب؛ وعندما تُرتكب كجزء من هجوم منهجي أو واسع النطاق ضد مدنيين، فإنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية”.  

وختمت هبة مرايف قائلةً: “ينبغي أن تستدعي المشاهد القاسية من غزة إدانة دولية، وأن تستدعي إجراء تحقيق عاجل واتخاذ تدابير لمنع المزيد من التعذيب والاختفاء القسري وغير ذلك من الجرائم بموجب القانون الدولي. ويجب على العالم أن يضمن عدم تطبيع هذه الأعمال، بل الاعتراف بها على أنها إهانة للإنسانية”.

وتكرر منظمة العفو الدولية مطالباتها حماس وغيرها من الفصائل المسلحة في غزة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المدنيين، ومعاملة جميع المحتجزين لديها معاملة إنسانية والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول إلى الرهائن والمحتجزين. يشكل أخذ الرهائن واختطاف المدنيين جريمتي حرب. ويعتبر تسجيل شهادات الرهائن ومشاركتها علنًا، مثل مقطع الفيديو الذي نشره الجناح العسكري لحركة حماس في 18 ديسمبر/كانون الأول لثلاثة رهائن، جميعهم رجال مدنيون من كبار السن، يعتبر معاملة لاإنسانية ومهينة.

خلفية

من بين الفلسطينيين من غزة الذين اختفوا قسرًا فلسطينيون اعتُقلوا من داخل قطاع غزة وكذلك فلسطينيون اعتُقلوا داخل إسرائيل. ولا يزال عدد غير معروف من الفلسطينيين من غزة الذين كانوا يحملون تصاريح لدخول إسرائيل، ومعظمهم من العمال، مختفين قسرًا. وكانوا من بين آلاف الأشخاص الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية تعسفًا، وأفرج عن العديد منهم في وقت لاحق.

وفي 18 ديسمبر/كانون الأول، أفادت صحيفة هآرتس بوقوع عدة حالات وفاة بين محتجزين من غزة في قاعدة بئر السبع الجوية، المعروفة بالعبرية باسم سدي تيمان، حيث يمكن لثلاثة مرافق احتجاز على الأقل، بالإضافة إلى مرفق أُنشئ حديثًا، احتجاز 200 معتقل. ووفقًا لتقرير هآرتس، يبقى المحتجزون، ومن بينهم أطفال وكبار السن، “معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي معظم اليوم”.

ميادين -  منظمة العفو الدولية 

اليونان: لا عدالة للناجين وعائلات ضحايا غرق السفينة قبالة بيلوس بعد مرور ستة أشهر

قالت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش اليوم إنَّ التحقيقات الرسمية في مزاعم ذات مصداقية بأن أفعال خفر السواحل اليوناني وتقصيراته ساهمت في الغرق الكارثي لسفينة وخسائر في الأرواح قبالة سواحل بيلوس باليونان قبل ستة أشهر لم تحرز تقدمًا ذا مغزى يُذكر.

فقد انقلبت أدريانا، وهي سفينة صيد كانت شديدة الاكتظاظ، في الصباح الباكر من يوم 14 يونيو/حزيران 2023، مما أدى إلى وفاة أكثر من 600 شخص. وكانت قد أبحرت من ليبيا قبل خمسة أيام مع ما يقدر بنحو 750 مهاجرًا وطالب لجوء، بينهم أطفال، معظمهم من سوريا وباكستان ومصر. ونجا 104 فقط من الذين كانوا على متنه، وتم انتشال 82 جثة.

وقالت جوديث سندرلاند، المديرة المشاركة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في هيومن رايتس ووتش: “يبدو أن غرق السفينة قبالة بيلوس مثال مأساوي آخر على تخلي السلطات اليونانية عن مسؤولية إنقاذ الأرواح في البحر. إن البيان الكامل لما حدث أمر بالغ الأهمية لضمان الحقيقة والعدالة للناجين وعائلات الضحايا والمساعدة في تجنب الوفيات في المستقبل”.

وأجرت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش مقابلات مع 21 ناجيًا، و5 من أقارب 5 أشخاص ما زالوا مفقودين، وممثلين عن خفر السواحل اليوناني، والشرطة اليونانية، والمنظمات غير الحكومية، والأمم المتحدة، والوكالات والمنظمات الدولية.

ووجدت المنظمتان أنه في الساعات الـ 15 بين تلقي السلطات اليونانية الإنذار الأول أن أدريانا كانت في منطقة البحث والإنقاذ التابعة لها، وعندما انقلب بمن فيه، فشلت هذه السلطات في تعبئة الموارد المناسبة للإنقاذ. وكانت السلطات على دراية واضحة بمؤشرات الاستغاثة، مثل الاكتظاظ وعدم كفاية الطعام والماء، على متن أدريانا، وقال الناجون إنها كانت على علم بوجود جثث على متن السفينة وبطلبات الإنقاذ. كما تتحدى شهادات الناجين ادعاء السلطات بأن الأشخاص على متن أدريانا لم يرغبوا في إنقاذهم، وهو ما لم يكن ليعفي، على أي حال، خفر السواحل اليوناني من التزامه باتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان السلامة في البحر. وقال الناجون بصورة متسقة إنهم توسلوا مرارًا وتكرارًا إنقاذهم، بما في ذلك إلى خفر السواحل نفسه.

وقال ناجون إن قارب دورية تابع لخفر السواحل ربط حبلًا بأدريانا وقام بسحبه، مما تسبب في انقلابه. كما زعموا أنه بعد انقلاب السفينة، كان قارب خفر السواحل بطيئًا في تفعيل عمليات الإنقاذ، وفشل في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأشخاص، واتخذ تدابير خطرة.

وقد وثقت تحقيقات منفصلة أجرتها المجموعة المستقلة سلمون Solomon، ومنصة التحقيق متعددة التخصصات فورنسيس Forensis، و نيويورك تايمز New York Times ودير شبيغلDer Spiegel وإل بايييس El País، ولايتهاوس ريبورتس Lighthouse Reports وواسنطن بوست Washington Post، من بين جهات أخرى، مزاعم مماثلة.

وقالت المنظمات إن طبيعة التحقيقات القضائية الجارية في اليونان تثير مخاوف بشأن امكانيات المساءلة عن غرق السفين. ويواجه تسعة ناجين، رهن الاعتقال حاليًا، تُهمًا خطيرة أمام محكمة كالاماتا الجنائية في اليونان، بما في ذلك على خلفية التسبب في غرق سفينة. في موازاة ذلك، فتحت المحكمة البحرية تحقيقًا في يونيو/حزيران في المسؤولية المحتملة لخفر السواحل، وفي سبتمبر/أيلول، قدم 40 ناجيًا شكوى إلى نفس المحكمة زاعمين أن السلطات اليونانية مسؤولة عن غرق السفينة. ومن غير الواضح كيف يمكن أن تؤثر نتائج تتوصل إليها إحدى المحكمتين على الأخرى.

وتشير شهادات الناجين إلى أوجه قصور إجرائية خطيرة محتملة قد تؤثر على كلا التحقيقين، بما في ذلك مصادرة الهواتف المحمولة للناجين، التي قد يحتوي بعضها على أدلة رئيسية على الأحداث. ولم يطلب المدعي العام للمحكمة البحرية هواتف ضباط خفر السواحل اليونانيين، التي يمكن أن تحتوي أيضًا على أدلة، إلا في أواخر سبتمبر/أيلول، وحتى أوائل ديسمبر/كانون الأول، تم استدعاء 13 ناجيًا فقط للإدلاء بإفاداتهم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، فتح أمين المظالم اليوناني تحقيقًا في أفعال خفر السواحل، مشيرًا إلى رفضه إجراء تحقيق تأديبي داخلي. وفتح أمين المظالم الأوروبي تحقيقًا في دور الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، التي شاهدت الطائرة التابعة لها السفينة في البداية، بينما يتابع مسؤول الحقوق الأساسية في الوكالة تحقيقه الخاص. وفي مساهمتين في تحقيق أمين المظالم الأوروبي، تؤكد منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أنه كان على وكالة فرونتكس مواصلة مراقبتها لـأدريانا وإصدار نداء استغاثة. وأخبرت فرونتكس المنظمتين أن مسؤولية تنسيق عمليات البحث والإنقاذ تقع على عاتق السلطات المحلية وأنها لم تصدر نداء استغاثة لأنها لم تقيّم وجود “خطر وشيك يهدد حياة الناس”.

وردت وزارة الشؤون البحرية والسياسة الجزرية اليونانية على رسائل المنظمتين، قائلة إن حماية الأرواح البشرية في البحر تشكل “أعلى التزام مهني وأخلاقي” وأن خفر السواحل ومركز تنسيق الإنقاذ المشترك بيرايوس يلتزمان بالأطر القانونية والتشغيلية المعمول بها في عمليات البحث والإنقاذ. ومع ذلك، رفض خفر السواحل، مستشهدًا بالتحقيقات القضائية وغير القضائية الجارية، الإجابة على أسئلة المنظمتين أو الرد على النتائج التي توصلتا إليها.

وقالت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية إنَّ الإخفاقات التاريخية في تحقيقات اليونان في حوادث غرق السفن التي تتعلّق بمهاجرين ولاجئين والإفلات من العقاب على نطاق واسع على الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان على حدودها، تثير بواعث قلق بشأن كفاية وكفاءة التحقيقات القضائية الجارية في مأساة بيلوس. في 2022، أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اليونان بسبب أوجه القصور في جهود الإنقاذ التي قامت بها وفي تحقيقاتها اللاحقة فيما يخص حادثة غرق سفينة “فارماكونيسي” عام 2014 الذي قُتل فيه 11 شخصًا.

وقالت أدريانا تيدونا، الباحثة المعنية بالهجرة في منظمة العفو الدولية: “بعد مرور ما يقرب من 10 سنوات على حادثة غرق سفينة “فارماكونيسي” القاتلة، فإن رد السلطات اليونانية على مأساة بيلوس هو اختبار حاسم لاستعدادها للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأشخاص المصنفين عنصريًا من المهاجرين واللاجئين على حدود البلاد”.

“ويجب على اليونان أن تضمن تمكّن الناجين وعائلات المئات الذين فقدوا أرواحهم من المشاركة بأمان وفعالية في الإجراءات القانونية إلى أقصى درجة ممكنة، وتصمن إجراء التحقيقات بصورة سريعة، مع ضمان شمولية ونزاهة الأدلة التي سيتم قبولها”. 

ميادين -  منظمة العفو الدولية - هيومن رايتس ووتش