Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions
Affichage des articles dont le libellé est كتاب و آراء. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est كتاب و آراء. Afficher tous les articles

تحليل لشبكة "سي إن إن" الأميركية : قادة عسكريون خدموا مع ترامب يحذرون من عودته للرئاسة.. فيديو

 

حذر قادة عسكريون كبار سبق أن خدموا تحت إمرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من عودة ترامب لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة مرة ثانية، ووصفوه بأنه "فاش حتى النخاع" ويحاول تقسيم الأميركيين.

وبحسب تحليل لشبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن تهديد ترامب باستخدام الجيش الأميركي للتعامل مع "العدو من الداخل" إذا فاز بالانتخابات أثار مخاوف جديدة بشأن ما قد يطلبه من القوات الأميركية إذا فاز بولاية ثانية لكونه قائدا أعلى للجيش.

ونقل بوب وودورد في كتابه الجديد "الحرب" عن رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الجنرال مارك ميلي قوله إن الرئيس السابق "هو الشخص الأكثر خطورة على هذا البلد.. إنه فاش حتى النخاع".

والخميس الماضي، قال وودورد إن الجنرال جيم ماتيس، الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد ترامب، أرسل له رسالة عبر البريد الإلكتروني ليقول إنه يتفق مع التقييم الذي قدمه ميلي، موضحا أن جوهر رسالة ماتيس بشأن ترامب كان "دعونا نتأكد من أننا لا نحاول التقليل من شأن التهديد، لأن التهديد مرتفع".

ورغم الصداقة الوثيقة التي تربط ترامب بالجيش، فإن كبار الجنرالات والقادة المتقاعدين لم يبادلوه الحب نفسه، ويبدو أن البعض منهم يعتقد أن الرئيس السابق هو "العدو الداخلي" الحقيقي، وعدّد تقرير "سي إن إن" حالات انتقد فيها قادة عسكريون كبار ترامب، وحذروا من خطره على الشعب الأميركي، وأبرزها:

قبل أربع سنوات، أدلى ماتيس بتصريح لمجلة "ذا أتلانتيك" جاء فيه "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الشعب الأميركي ولا يتظاهر حتى بالمحاولة، بل إنه بدلاً من ذلك يحاول تقسيمنا".

على نحو مماثل، قال كيلي لجيك تابر من شبكة "سي إن إن" العام الماضي إن ترامب "شخص لا يحمل سوى الازدراء لمؤسساتنا الديمقراطية ودستورنا وسيادة القانون".

يقول هربرت ريموند ماكماستر في كتابه "في حرب مع أنفسنا"، وهو مذكرات عن فترة عمله في البيت الأبيض في عهد ترامب، إنه في أعقاب هزيمة ترامب الانتخابية عام 2020 فإن "غرور ترامب وحبه لذاته.. دفعاه إلى التخلي عن قسمه بدعم الدستور والدفاع عنه، وهو أعلى التزامات الرئيس".

قبل ثلاثة أسابيع، كتب الجنرال ستانلي ماكريستال، الذي أحدث ثورة في قيادة العمليات الخاصة المشتركة، وهي الوحدة المسؤولة عن قتل أسامة بن لادن في عام 2011، مقال رأي في صحيفة "نيويورك تايمز"، قال فيه إنه سيصوت لصالح كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن بسبب "شخصيتها". ولم يذكر في مقاله تقييمه لترامب، رغم أن ماكريستال قال في الماضي إن ترامب "غير أخلاقي" و"غير أمين".

الأدميرال بيل ماكرافين، وهو زعيم عملية قتل بن لادن، كتب مقالا عام 2020 في صحيفة "واشنطن بوست" عن ترامب، قائلا "عندما تكون الأنا الرئاسية والحفاظ على الذات أكثر أهمية من الأمن القومي فلن يتبقى شيء لوقف انتصار الشر".

في أوائل يونيو/حزيران 2020، كتب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الأدميرال مايك مولن في مجلة "ذا أتلانتيك" أنه "شعر بالاشمئزاز" لرؤية المتظاهرين السلميين الذين كانوا يحتجون على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة يتم إبعادهم بـ"القوة والعنف" من محيط البيت الأبيض.

ميادين - شبكة "سي إن إن" الأميركية

محور صلاح الدين مفجر المفاوضات

 

في إطار جولة تفاوضية جديدة، ودون وجود أفق لتحقيق أي إختراق فيها، جاء وزير الخارجية الأميركي للمنطقة، للمرة التاسعة خلال أشهر حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مع عدم قدرة بلاده على اخفاء انحيازها الأعمى ودعمها المفتوح للاحتلال.

تأتي مفاوضات وقف إطلاق النار والتبادل الجارية حالياً بمبادرة أميركية، في محاولة لإخراج المنطقة من مأزق الإنزلاق إلى حرب إقليمية أوسع. ورغم أن جولة المفاوضات الجارية حالياً لا تختلف في الهدف عن جولات سابقة، عقدت على أساس الخطة التي عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية أيار الماضي، والتي قبلت بها حركة حماس، إلا أن تعديلات نتنياهو عليها بعد ذلك وفي كل مرة يتم طرحها، يجعل امكانية الوصول لإتفاق بعيدة، بما فيها هذه المرة.

ومن بين أهم القضايا التي تشكل نقطة خلاف محورية حتى اللحظة تمسك نتنياهو بإبقاء محور صلاح الدين "فيلادلفيا" الحدودي مع مصر تحت السيطرة الاسرائيلية، والذي لم يكن تحت سيطرة الاحتلال عندما وضع بايدن خطته للمفاوضات، بالإضافة إلى قضايا أخرى من بينها إحكام السيطرة الإسرائيلية على محور أقامه الاحتلال، يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وإخضاع المواطنين الفلسطينيين للتفتيش في حال رغبتهم بالعوده لبيوتهم في شمال القطاع، والتدخل في قوائم ومصير الأسرى الفلسطينيين التي حددتها حركة حماس. فما سر تمسك الاحتلال بمحور صلاح الدين؟

يعتبر محور صلاح الدين شريطاً حدودياً عازلاً، يقع داخل الأراضي الفلسطينية، وفق الخطوط التي رسمها الإنتداب البريطاني. ويمتد طوله حوالي 14 كيلومتراً، من بحر قطاع غزة في أقصى الجزء الجنوب الغربي حتى الجزء الجنوبي الشرقي للقطاع، نقطة الالتقاء مع صحراء سيناء، ولا يتجاوز عرض المحور بضع مئات الأمتار.

واعتبرت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وكيان الاحتلال الموقعة في العام 1979 أن محور صلاح الدين منطقة عازلة، تخضع للسيطرة الاسرائيلية، وصنفت بالمنطقة (د) في الاتفاق، والذي نص على تواجد قوات محددة العدد والعدة للاحتلال في المحور، قوامها 180 مركبة مدرعة، وأربعة آلاف عنصر، ومنشآت عسكرية وميدانية، تلاصقها منطقة منزوعة السلاح على الجانب المصري، صنفت بالمنطقة (ج)، سمح الاتفاق بتواجد عناصر شرطة مدنية مصرية مسلحة بأسلحة خفيفة فيها. وبقي الوضع على ما هو عليه بعد توقيع إتفاقيات أوسلو، الأمر الذي يعني بقاء السيطرة الأمنية والعسكرية للاحتلال على حدود غزة، كما الضفة الغربية.

صادق الكنيست على قرار انسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في العام 2004، ودخل حيز النفاذ في آب من العام التالي. ونصت خطة "فك الارتباط" على احتفاظ إسرائيل "بوجود عسكري لها على طول الخط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر أي محور صلاح الدين.

في العام 2005، وبعد انسحاب الاحتلال أحادي الجانب من غزة، تسلمت السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح، برقابة أوروبية، بعد توقيعها على إتفاقية المعابر والحدود مع حكومة الاحتلال. وفي الشهر التالي وقع الاحتلال على بروتوكول فيلادلفيا مع مصر، وصادق الكنيست على البروتوكول، الذي عارضه نتنياهو والأحزاب الدينية والمتطرفة في حينه، والتي تقف على رأس الحكم اليوم، واعتبر نتنياهو ذلك التصديق من الكنيست بمثابة إقرار بحدود 1967.

ولا يغير بروتوكول فيلادلفيا، الذي يعتبره الاحتلال ملحقا أمنيا لاتفاقية كامب ديفيد ومحكوم بمبادئها العامة وأحكامها، حالة المنطقة المصرية الحدودية المنزوعة السلاح المصنفة في معاهدة كامب ديفيد بالمنطقة (ج)، الملاصقة لمحور صلاح الدين العازل، إلا أنه سمح، وبتنسيق معه، بتواجد قوات مصرية من حرس الحدود غير عسكرية، عددها 750 عنصر، عدد منهم مسلح بأسلحة خفيفة، وعدد محدد من العربات المدرعة، للانتشار على طول محور صلاح الدين الحدودي لحفظ الأمن، ومنع التهريب والتسلل. فاحتفظ الاحتلال بالسيطرة العسكرية والأمنية الفعلية، ومنح لمصر مهمة مراقبة أمنية محدودة على المحور، دون تواجده الظاهر.

بعد عامين من استلام مصر لمحور صلاح الدين، قام الاحتلال ببناء جدار لعزل المحور نهائياً عن مصر، بعد سيطرة حركة حماس على معبر رفح، التي قامت بادارته بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وبعد احتلال محور صلاح الدين بعد "طوفان الأقصى" تراجع الاحتلال وبشكل أحادي منفرد عن تفاهماته مع مصر، بموجب بروتوكول فيلادلفيا لعام 2005، وأعاد سيطرته المباشرة على المحور، بقوات وعتاد تجاوز أيضاً حدود ما نصت عليه معاهدة كامب ديفيد للسلام مع مصر لعام 1979.

أعلن الجيش الاحتلال في 29 أيار الماضي استكمال سيطرته العسكرية الكاملة على محور صلاح الدين. وكانت النية مبيته للاحتلال للقيام بذلك منذ شن هجومه على غزة. فتكررت اعتداءات الاحتلال على محور صلاح الدين، وقصفت دبابة للاحتلال برج مراقبة مصري في تشرين أول الماضي، وشنت القوات الجوية للعدو هجوماً على طول المحور في كانون الأول الماضي. وأعلن نتنياهو أكثر من مرة منذ بدء الحرب عن رغبة حكومته بالسيطرة على محور صلاح الدين، معتبراً المحور بالثغرة التي يجب إغلاقها، ومؤكداً أن أي ترتيب آخر لن يضمن نزع سلاح حركات المقاومة في غزة ولن يكون مقبولاً، وأن استمرار سيطرة الاحتلال على محور صلاح الدين أحد شروط أي صفقة ممكنة.

ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي تصريحات لـ نتنياهو تفيد بعدم نيته الانسحاب من محور صلاح الدين لأهميته العسكرية والاستراتيجية. وفي شباط الماضي، كشفت «القناة13» العبرية عن رغبة حكومة نتنياهو في نقل موقع معبر رفح، ليكون بالقرب من معبر كرم أبو سالم التجاري، في خطوة تعني إلغاء وجود معبر رفح الذي يديره الفلسطينيون. وخلال المفاوضات الجارية حالياً، أكد ديفيد منسر، المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية يوم الإثنين الماضي، أن إسرائيل ستبقى في محور صلاح الدين، لضمان عدم نقل الأسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة. جاءت تصريحات منسر بعد بيان صدر عن مكتب نتانياهو، في أعقاب وصول بلينكن إلى تل أبيب، شدد على بقاء جيش الاحتلال في محور صلاح الدين. وقدم المفاوضون الاسرائيليون مؤخراً خريطة تظهر تخفيض عدد قوات الاحتلال في محور صلاح الدين دون سحبها. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين مطلعين على مفاوضات وقف إطلاق النار الحالية في غزة أن الاقتراح الأميركي الجديد للتوصل إلى إتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار من شأنه أن يسمح للقوات الإسرائيلية بمواصلة دورياتها في جزء من محور صلاح الدين. إن ذلك الموقف الأميركي يفيد صراحة بتناهيه مع رغبة الاحتلال بإعادة السيطرة على محور صلاح الدين، وفق تفاهمات معاهدة كامب ديفيد، والسيطرة الإسرائيلية المباشرة على الحدود الفلسطينية الجنوبية مع مصر.

في خضم تلك التطورات، شهدت الأسابيع الماضية حالة من التوتر بين مصر والكيان المحتل، فرفض الرئيس المصري تلقي مكالمة هاتفية من نتنياهو، وثمنت حركة حماس الموقف المصري الرافض للوجود العسكري الإسرائيلي في محور صلاح الدين، ونفى بيان عن الجهاز الحكومي المسؤول عن الإعلام الأجنبي في مصر الادعاءات الإسرائيلية حول وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية عبر أنفاق زعم الاحتلال بوجودها على جانبي الحدود. وكانت مصر قد شنت حملة لتدمير الأنفاق في أعقاب الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، وبنت جدارا فاصلاً، وأزالت منازل ومزارع بمدينة رفح المصرية وقراها، وأقامت منطقة حدودية عازلة تمتد حوالي خمس كيلومترات في عمق سيناء.

يشكل وجود الاحتلال في محور صلاح الدين اليوم انتهاكاً لاتفاقية كامب ديفيد للسلام الموقعة مع مصر في العام 1979، ولبروتوكول فيلادلفيا الموقع معها في العام 2005.

وتضع معاهدة كامب ديفيد سقفاً لحدود التواجد العسكري والأمني الإسرائيلي في محور صلاح الدين كمنطقة عازلة، تخطاه الاحتلال اليوم بكثير، والذي لا يمكن تجاوزه أو تغيره إلا باتفاق الطرفين، كما جرى في بروتوكول فيلادلفيا. وتعدى هجوم الاحتلال على محور صلاح الدين في هذه الحرب على تفاهمات فيلادلفيا، والتي سمحت لقوات شرطية مصرية للتواجد في المحور لحفظ الأمن. وعليه يعتبر تعدي الاحتلال على محور صلاح الدين انتهاك لاتفاقية كامب ديفيد وبنود برتوكول فيلادلفيا. كما تعد تصريحات قادة الاحتلال بامكانية خفض قواتها المتواجدة في المحور اليوم، وهو ما وافقت عليه واشنطن أيضاً، يعني إستعادة للحاله التي أرستها إتفاقية كامب ديفيد مع مصر، الأمر الذي يعيد وضع الحدود الفلسطينية تحت السيطرة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بعد أن تسلمت مصر المسؤولية الأمنية بالتنسيق مع الفلسطينيين. إن ذلك يستشرف نية الاحتلال بسحب ما أرسته إتفاقية أوسلو بمنح إدارة المناطق للسلطة الفلسطينية في الضفة وغزة، وبعض جوانب حفظ الأمن، والذي قد يعني أن المؤامرة ضد غزة تأتي في سياق أوسع.

انتخابات فنزويلا تثير الجدل داخل الاتحاد الأوروبي ومن المستبعد فرض عقوبات جديدة على كاراكاس

منعت المجر صدور بيان مشترك للاتحاد الأوروبي يدين "المخالفات" التي شابت الانتخابات الرئاسية في فنزويلا، ممّا دفع جوزيب بوريل إلى نشر بيانه الخاص.

وانضم الاتحاد الأوروبي إلى الأصوات المتعالية باتّباع الشّفافية لتحديد الفائز الشرعي في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد. علما وأنّ بروكسل تعتبر أنّه "شابتها عيوب ومخالفات عدّة".

وتبقى الدّعوات لفرض عقوبات جديدة "سابقة لأوانها" في هذه المرحلة، حسبما صرّح به متحدث باسم الاتحاد الأوروبي اليوم، مشدّدًا على ضرورة "إيجاد مخرج للأزمة السياسية" في فنوزيلا.

وأضاف: "المناقشات بين الدول الأعضاء مستمرة. نحن منخرطون أيضًا في تفاعلات مع الشركاء، على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، لتقييم العملية برمّتها وتحديد الخطوات التالية المحتملة... لكنّ أيّ نقاش وأيّ قرار بشأن العقوبات يتم اتخاذه في سرّية بين الدول الأعضاء، لذا فإنّ هذا سابق لأوانه".

من جهته دعا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيان له مساء الاثنين، اللجنة الوطنية للانتخابات في فنزويلا إلى "ممارسة أقصى قدر من الشفافية في عملية جدولة النتائج، بما في ذلك منح إمكانية الوصول الفوري إلى سجلات التصويت في كل مركز اقتراع".

وسرد البيان سلسلة من "العقبات“ و"الظروف غير المتكافئة" في العملية الانتخابية، مثل الاعتقالات التعسفية وترهيب أعضاء المعارضة والقصور في تسجيل بعض الناخبين وعدم التوازن في الوصول إلى وسائل الإعلام.

وينذر الفيتو المجري بإحباط أيّ جهود مستقبليّة لتعزيز العقوبات ضد نظام مادورو. ويعود تاريخ العقوبات الحالية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي إلى عام 2017 وتشمل حظر تصدير الأسلحة والمعدات المستخدمة في قمع الاحتجاجات في الشوارع والقائمة السوداء التي تضم 54 شخصًا مُتّهمين بتقويض الديمقراطية وسيادة القانون في فنزويلا.

يُذكر أنّ المجلس الوطني للانتخابات، الذي يسيطر عليه حلفاء الحكومة، أعلن فوز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو في السباق الانتخابي في فنزويلا بنسبة 51.2% مقابل 44.2% لمرشح المعارضة، إدموندو غونزاليس.

واعترض غونزاليز، وتحالفه السياسي "المنصة الموحدة"، بشدة على النتائج، بحجّة أنّ الأرقام الصّادرة عن اللجنة الوطنية للانتخابات لا تتطابق مع استطلاعات الرأي والتقديرات الإحصائيّة.

في حين تقول المعارضة إنّها حصلت على 73% من أوراق الفرز التي تُظهر أنّ غونزاليس حصل على 3.5 مليون صوت أكثر من مادورو. ما جعل المتظاهرين يخرجون إلى الشوارع ويشتبكون مع الشرطة.

ميادين - وكالات

 

البريطانيون ينتخبون والاستطلاعات ترجح فوز حزب العمال.. من هو العمالي كير ستارمر القريب من ترأس حكومة بريطانيا؟

أظهرت نتائج استطلاع أجري بعد إقفال مكاتب التصويت فوزا تاريخيا وساحقا لحزب العمال بزعامة كير ستارمر حيث حصل حسب التقديرات، على 410 مقاعد. فيما مُني المحافظون بهزيمة مدوية بحصولهم على 131 مقعدا.

وجاء في المركز الثالث الليبيراليون الديمقراطيون حيث فازوا ب61 مقعدا. أما حزب إصلاح الممكلكة المتحدة بزعامة نايجل فاراج السياسي الشعبوي وعراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقد حصل على 13 مقعدا بحسب نتائج الاستطلاع.

بدأ البريطانيون الاقتراع في انتخابات تشريعية يتوقع أن تطلق مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، إذ تتوقع الاستطلاعات فوز حزب العمال وهزيمة المحافظين بعدما استمروا في الحكم 14 عاما شهدت اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية.

وتضع استطلاعات الرأي حزب يسار الوسط الذي يتزعمه ستارمر على طريق تحقيق فوز ساحق، لكنها تشير أيضا إلى أن كثير من الناخبين يريدون ببساطة التغيير بعد فترة من التناحر والاضطراب في عهد المحافظين تغير فيها خمسة رؤساء وزارة خلال ثمانية أعوام.

يعتبر كير ستارمر هو الأكثر انتماء للطبقة العاملة بين من تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود. ما أهم محطات مسيرته الحياتية والسياسية؟ وما هي العلاقة التي تربطه بأمل كلوني؟

قبل أن يتولى كير ستارمر زعامة حزب العمال البريطاني تدرج في مسؤوليات عدة، من محام في مجال حقوق الإنسان إلى مدع عام للدولة، لكن يبدو أن طموحه الذي لا حدود له وامكاناته الهائلة للعمل سيدفعانه إلى أعلى منصب سياسي في بريطانيا.

 ويعد الزعيم البالغ 61 عاما والذي سمي على اسم مؤسس حزب العمال كير هاردي، الأكثر انتماء إلى الطبقة العاملة من بين الذين تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود.

 قال ستارمر للناخبين مرارا خلال جولاته الانتخابية إن "والدي كان صانع أدوات، وأمي كانت ممرضة"، رافضا تصوير منافسيه له أنه ينتمي إلى النخبة الليبرالية المتعجرفة في لندن.

 وبشعره الرمادي ونظارتيه ذات الإطار الأسود، يظل ستارمر لغزا في عيون ناخبيه الذين سيوصلونه إلى داونينغ ستريت بعد الانتخابات العامة الخميس.

"انتهازي أم براغماتي؟"

 ويصفه منتقدون بأنه انتهازي، لكن مؤيديه يصرون على أنه إداري براغماتي يتعامل مع منصب رئيس الوزراء بالطريقة نفسها التي مارس بها مسيرته المهنية: بدون كلل وباستخدام الحجة القانونية.

 وقال ستارمر في خطاب ألقاه مؤخراً خلال حملته الانتخابية "السياسة يجب أن يكون محورها الخدمة"، مكرراً شعاره المتمثل في وضع "البلد أولا، والحزب ثانياً" بعد 14 عاماً من حكم المحافظين في ظل خمسة رؤساء وزراء.

 وفي بعض الأحيان، يبدو مشجع فريق أرسنال الذي جاء إلى السياسة في وقت متأخر من حياته، غير مرتاح في دائرة الضوء، ويكافح من أجل التخلص من صورته العامة باعتباره شخصية مملة.

 لكن يقال إن ستارمر الذي تعمل زوجته فيكتوريا في الخدمة الصحية الوطنية وله منها فتى وفتاة في سن المراهقة يكون مختلفا بشخصية تميل للدعابة في مجالسه الخاصة.

 وتعهد ستارمر في حال انتخابه الحفاظ على عادته المتمثلة بعدم العمل بعد الساعة السادسة مساء من أيام الجمعة وتمضية هذا الوقت مع عائلته.

ابن لعائلة بسيطة 

 وُلِد كير رودني ستارمر في 2 أيلول/سبتمبر 1962، ونشأ في منزل ضيق في ضواحي لندن برعاية أم تعاني من مرض خطير وأب بعيد عاطفيا.

 لديه ثلاثة أشقاء أحدهم يعاني من صعوبات في التعلم، ووالداه من محبي الحيوانات وقد ساهما في العناية بالحمير. وقال ستارمر مازحا "كلما غادر أحدنا المنزل، كان يتم استبداله بحمار".

 تعلم ستارمر في المدرسة العزف على الكمان على يد نورمان كوك عازف الغيتار السابق الذي أصبح منسق موسيقى مشهورا، وانضم إلى مدرسة موسيقى مرموقة في لندن خلال عطلات نهاية الأسبوع.

 بعد دراساته القانونية في جامعتي ليدز وأكسفورد، حول ستارمر انتباهه إلى القضايا اليسارية ودافع عن النقابات العمالية والناشطين المناهضين لماكدونالدز والسجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الخارج.

 وهو صديق لمحامية حقوق الإنسان أمل كلوني التي تدرب معها على ممارسة المحاماة، وروى أنه تناول وجبة غداء معها ومع زوجها الممثل جورج كلوني ذات مرة.

 وعام 2003 بدأ يقترب من المؤسسة السياسية ما سبب صدمة لأصدقائه وزملائه، وفي البداية تولى وظيفة تضمن امتثال الشرطة في إيرلندا الشمالية لتشريعات حقوق الإنسان.

 وبعد خمس سنوات، تم تعيينه مديرا للنيابة العامة في انكلترا وويلز عندما كان زعيم حزب العمال غوردون براون رئيسا للوزراء.

 بين عامي 2008 و2013، أشرف على محاكمة أعضاء برلمان بتهمة استغلال نفقاتهم، وصحافيين بتهمة التنصت على الهواتف، ومثيري شغب شبان شاركوا في الاضطرابات في جميع أنحاء إنكلترا.

 وحصل على لقب سير من الملكة إليزابيث الثانية، لكنه نادرا ما استخدم هذا اللقب، وعام 2015 تم انتخابه عضوا في البرلمان عن منطقة في شمال لندن تغلب على ناخبيها الميول اليسارية.

 وقبل أسابيع فقط من انتخابه، توفيت والدته بسبب مرض نادر في المفاصل جعلها غير قادرة على المشي لسنوات عديدة. وعام 2021 بكى ستارمر خلال مقابلة تلفزيونية وهو يروي كيف "حطم" وفاة والدته والده.

 وبعد عام واحد فقط من انتخابه عضوا في البرلمان، انضم ستارمر إلى مجموعة من النواب المتمردين في حزب العمال ضد اليساري المتطرف جيريمي كوربن متهمين اياه بالافتقار إلى القيادة خلال حملة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فشل التمرد في وقت لاحق من ذلك العام، لكن ستارمر انضم مجددا إلى فريق القيادة في حزب العمال بصفته متحدثا باسم بريكست، وبقي يؤدي هذا الدور حتى خلافته كوربن الذي قاد الحزب إلى أسوأ هزيمة له في الانتخابات منذ عام 1935. ومنذ ذلك الحين، أظهر ستارمر تصميما من خلال إعادة الحزب إلى موقع الوسط وقيادته حملة تطهير لارث كوربن إضافة إلى اجتثاث معاداة السامية داخل الحزب.

 اتهم اليسار ستارمر بالخيانة لإسقاطه عددا من التعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية، بما في ذلك إلغاء الرسوم الجامعية. لكن دفعه لإعادة التموضع الاستراتيجي لحزب العمال ووضعه مرة أخرى على سكة السلطة، يدل على أن النجاح أمر ثابت في حياة ستارمر. وقال ستارمر مرة "إذا ولدت بدون امتيازات، فلن يكون لديك وقت للعبث"، مضيفا "لا يمكنك الالتفاف حول المشكلات من دون حلها".

ميادين  / وكالات

 

بايدن: إسرائيل اقترحت اتفاقا "شاملا" لوقف إطلاق النار في غزة.. فيديو

أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إسرائيل عرضت "خريطة طريق" جديدة نحو سلام دائم في غزة، وحضّ حماس على قبولها. ورئيس الحكومة الإسرائيلية يؤكد وجود الخطة لكنه كرر أنّ الحرب لن تنتهي حتى "القضاء" على حماس.

أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة (31 مايو/أيار 2024) أن إسرائيل عرضت "خريطة طريق" جديدة نحو سلام دائم في غزة، وحضّ حماس على قبول الاتفاق لأنه "حان وقت انتهاء هذه الحرب".

وفي أول خطاب رئيسي له بشأن حل النزاع المستمر منذ ثمانية أشهر، قال بايدن إن الاقتراح يبدأ بمرحلة مدتها ستة أسابيع تشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة.

وتابع في خطاب متلفز من البيت الأبيض "حان وقت انتهاء هذه الحرب، وليبدأ اليوم التالي"، مضيفاً: "لا يمكننا أن نفوت هذه اللحظة" لاغتنام فرصة السلام. وأردف أن "إسرائيل عرضت اقتراحاً جديداً شاملاً. إنها خريطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن".

ودعا الديموقراطي - البالغ 81 عاماً - حماس إلى قبول المقترح، قائلاً إن الحركة الفلسطينية "يجب أن تقبل الصفقة".

وأضاف بايدن: "بصفتي شخصاً كان له التزام طويل تجاه إسرائيل، وبصفتي الرئيس الأمريكي الوحيد الذي زار إسرائيل في وقت حرب، وبصفتي شخصاً أرسل القوات الأمريكية للدفاع المباشر عن إسرائيل حينما هاجمتها إيران، أطلب منكم التروي والتفكير فيما سيحدث إذا ضاعت هذه اللحظة ... لا يمكننا تضييع هذه اللحظة".

صفقة من ثلاثة مراحل

وأوضح بايدن أن المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع تتضمن "وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين".

ولفت إلى إن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال تلك الأسابيع الستة حول وقف دائم لإطلاق النار، لكن الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية. وأضاف الرئيس الأمريكي "طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار الموقت سيصبح، وفق العبارة الواردة في الاقتراح الإسرائيلي، وقفاً دائماً للأعمال العدائية"، وأضاف أنه "بوقف إطلاق النار، سيمكن توزيع المساعدات بأمان وفعالية على جميع المحتاجين إليها".

وقال مسؤول أمريكي إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان سيجتمع اليوم الجمعة مع دبلوماسيين من 17 دولة يحتجز مواطنوها رهائن لدى حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ حرب غزة لن تنتهي حتى "القضاء" على حماس. وقال مكتب نتانياهو في بيان عقب خطاب بايدن إنّ "رئيس الوزراء أجاز لفريق التفاوض تقديم خطة لتحقيق هذا الهدف، مع تشديده على أنّ الحرب لن تنتهي حتى تحقيق جميع أهدافها، ويشمل ذلك عودة جميع الرهائن والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية". وأضاف أنّ "الخطة المحدّدة التي عرضتها إسرائيل والتي تشمل انتقالاً مشروطاً من مرحلة الى أخرى، تتيح لإسرائيل التمسّك بهذه المبادئ".

يأتي إعلان بايدن عن الاقتراح بعد تعثر محاولات متكررة لإنهاء الحرب. وتصر حماس على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون دائما. وقالت الحركة في وقت سابق الجمعة إنها أبلغت الوسطاء بأنها لن توافق على اتفاق تبادل "شامل" إلا إذا أوقفت إسرائيل "عدوانها".

وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أن المطالب الأساسية لحركته - بما في ذلك وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل - غير مطروحة للتفاوض. لكن إسرائيل تقول إنها لن توافق إلا على هدنة موقتة مدتها نحو ستة أسابيع وأنها متمسكة بهدفها المتمثل في تدمير الحركة الفلسطينية.

لم يتطرق الرئيس الأمريكي بإسهاب إلى الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب غزة، التي قال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قواته توغلت في وسطها رغم الاعتراضات الدولية. لكنه أقر بأن الفلسطينيين يعيشون في "جحيم مطلق".

يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطاً متزايدة مرتبطة بدعمه لإسرائيل منذ الضربة الدامية على مخيم للاجئين في رفح والتي أدت إلى اندلاع حريق الأحد. وأفاد مسؤولون في غزة بأن الضربة أودت بحياة نحو 45 شخصا وأسفرت عن إصابة 250 شخصا بجروح.

وقال البيت الأبيض هذا الأسبوع إنه على الرغم من أن الضربة الإسرائيلية "مروعة"، إلا أنها  لم تنتهك الخطوط الحمر  التي وضعها بايدن لحجب شحنات أسلحة عن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في هذا الحادث.

ميادين / أ ف ب/ رويترز

 

هل هو صراع على رئاسة تونس؟

 

من المرتقب أن تشهد تونس، بحسب تصريح رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، خلال سبتمبر/ أيلول أو أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تنظيم الانتخابات الرئاسية الثانية عشرة، والثالثة بعد الثورة، ومن المتوقع أن يُنتخب فيها رئيس الجمهورية الثامن في تاريخ البلاد. ويتبيّن للمتابع لتطوّرات المشهد السياسي في تونس احتدام الصراع، أخيراً، على الترشّح لرئاسة البلد، رغم أنّ الحملة الانتخابية القانونية لم تبدأ بعد، وكلٌّ يدّعي أنّه يملك إكسير الخلاص وسفينة نجاة تونس من أزماتها المتعدّدة. ويُمكن التمييز بين ثلاثة تيّارات تتنافس على الاستحقاق الرئاسي، هي تيّار العهد القديم، ومنظومة 25 يوليو (2021)، والتيّار المعارض للنظام الحاكم.  

ظلّ تيّار الحنين إلى النظام القديم يراوح بيْن الكمون والظهور زمن الثورة، واستثمر حالة الانتقال الديمقراطي، وازدهار الحرّيات خلال العشرية المنقضية. فأعاد ترتيب صفوفه، واستجمع طيفاً مُعتَبَراً من أنصاره تحت يافطة أحزاب سليلة ما يُعرف بـ"العائلة الدستورية"، مثل نداء تونس، والحزب الدستوري الحر، وحزب المبادرة، وغيرها، وروّج سردية الرئيس المُخلّص، واستعادة سلطوية الدولة في عهدي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، وعبّر كثيرون في ذلك التيّار عن امتعاضهم من النظام البرلماني، ومن مشروع التحوّل الديمقراطي، والتفريق بين السلطات، وشوقهم إلى مركزة السلطة بيد رئيس الجمهورية.

وقد أدّى الصراع على الزعامة، وتحوّلات المشهد السياسي في تونس إلى تشتت معظم تلك الأحزاب أو انقراضها، ولم يبقَ منها سوى الحزب الدستوري الحر، وبعض الوجوه الدستورية التاريخية، التي عبّرت عن نيتها الترشّح لرئاسيات 2024، ومنها رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، وأحد رموز التجمّع الدستوري الديمقراطي المنحل، أحد وزراء زين العابدين بن علي منذر الزنايدي. والجامع بيْن هذين المرشّحيْن أنّ كلاً منهما انتمى إلى منظومة الحكم الشمولية القديمة، وكلاهما عمل ضمنها ودافع عنها، ولم يعتذر للتونسيين عن انخراطه في دعم الدكتاتور المخلوع، وكلاهما لم يقدّم مراجعة ذاتية نقدية لمُنجزه السياسي قبْل الثورة وبعدها.

فشلت غبير موسي مراراً في تحشيد الشارع ضدّ الرئيس سعيّد، الذي نجح نسبيّاً في استقطاب عدد من أنصارها باستجابته لجلّ مطالبهم

والثابت أنّ عبير موسي تعتبر الثورة مؤامرة دبّرتها عقول خارجية، ونفّذتها أياد داخلية، وقد لعبت، بحسب مراقبين، دوراً محورياً في تهشيم تجربة الانتقال الديمقراطي وإرباك البرلمان المنتخب في عام 2019 وتعطيل أشغاله، وإشاعة الهرج والمرج تحت قبّته على نحو ساهم في تنفير الناس من السياسة عموماً، ومن الديمقراطية التمثيلية خصوصاً. ويذهب متابعون للشأن التونسي إلى أنّها اسْتَعْدَتْ جلّ الفرقاء السياسيين، ونعتتهم بالخيانة، وطعنت في وطنيتهم، وادّعت امتلاك الحقيقة المُطلَقة، وأقصت الآخر السياسي عموماً، والإسلاميين خصوصاً الذين توعّدتهم بالمحاكمات والمعتقلات لانخراطهم في "الربيع العربي". ومع إسقاط التجربة الديمقراطية الوليدة، وصعود حركة 25 يوليو بقيادة قيس سعيّد، ظنّ كثيرون أنّ موسي ستلتحق وحزبها بركب الموالين للرئيس لتحقيق جُلّ مطالبها، من قبيل إلغاء الدستور، وحلّ البرلمان، وإزاحة الإسلاميين من الحكم، وإقامة نظام رئاسي مطلق. لكنّها لم تفعل، لأنّها كانت وما انفكّت تطمح إلى أن تكون رئيسة تونس الأولى، وهو طموح مشروع، غير أنّ بلوغه أقرب إلى المُحال منه إلى الإمكان.

ذلك أنّ قاعدتها الشعبية محدودة، ومردّ ذلك نهجها الإقصائي، وخطابها الدوغمائي الأحادي، وميل حزبها، حتّى في معارضته النظام، إلى البحث عن خلاص فردي في غير تنسيق مع بقية الأحزاب المُعارِضَة. وهو ما زاد في عزلة الحزب ورئيسته. وقد فشلت موسي مراراً في تحشيد الشارع ضدّ الرئيس سعيّد، الذي نجح نسبيّاً في استقطاب عدد من أنصارها باستجابته لجلّ مطالبهم. كما أنّ ترشّح منذر الزنايدي إلى الرئاسيات سيستنزف رصيدها الانتخابي لا محالة. تلك المُعطيات كلّها ستجعل وصول موسي إلى قصر قرطاج أمراً بعيداً، سواء كانت داخل السجن أو خارجه، بحسب مراقبين.

مع أهمّية الخطاب الواعد ودوره في عطف القلوب للزنايدي، فإنّه لا يقدّم بدائل عملية، ولا حلولاً تفصيلية لأزمات البلاد المُركّبة، المُتعدّدة

أمّا منذر الزنايدي، فخرّيج المدرسة القومية للإدارة في فرنسا، وقد تقلّد عدّة مناصب وزارية (النقل، التجارة، السياحة، الصحة)، في عهد الدكتاتور زين العابدين بن علي، وكان ضمن تشكيلة آخر حكومة أطاحتها الثورة، وقد قدّم ترشّحه للسباق الرئاسي عام 2024 من باريس، ويتميّز بخبرته الواسعة ضمن منظومة الحكم والتسيير الإداري، وقدّم بظهوره عبر شبكات التواصل الاجتماعي خطاباً واعداً للتونسيين، انبنى على ثلاث استراتيجيات بارزة.

الأولى، نقد سياسات سعيّد ومراسيمه من خلال نعتها بالشعبوية، والأحادية، والتخبط، وعدم النجاعة.

والثانية، الاستثمار في قطيعة سعيّد مع المعارضين، والانتصار لهم والتأكيد على ضرورة إطلاق سراح السجناء السياسيين، ووقف التتبّعات القضائية ضدّهم. الثالثة، وعد المواطنين بغد أفضل قوامه تكريس الحرّيات العامة والخاصة، وتحسين أوضاعهم المعيشية. ويروم الزنايدي من ذلك توسيع كتلته الانتخابية من خلال استقطاب الدساترة وأشياع العهد القديم، واستقراب أنصار الأحزاب المُعارِضَة، والمُحبَطين من مخرجات مسار 25 يوليو. ومع أهمّية الخطاب الواعد ودوره في عطف القلوب للرجل، فإنّه لا يقدّم بدائل عملية، ولا حلولاً تفصيلية لأزمات البلاد المُركّبة، المُتعدّدة. كما أنّ تقديم الزنايدي ترشّحه من الخارج، جعله عرضةً لشبهة الاستقواء بالخارج. يضاف إلى ذلك أنّ رهانه على جمهور المعارضة قد يصيب وقد يخيب. ذلك أنّ جلّ الأحزاب المعارضة لم تُزكّه صراحة. كما أنّ احتمال تسوية رضائية بين قيس سعيّد ومعارضيه ستقلّص من شعبية الزنايدي وحظوظه في الفوز بكرسي الرئاسة لا محالة.

مع أنّ قيس سعيّد يتصدّر نيات التصويت، فإنّ تجربة الحكم استنزفت شعبية الرجل، بحسب مراقبين، بسبب الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية لمسار 25 يوليو

ويراهن تيّار 25 يوليو على تجديد ولاية سعيّد في منصب رئيس الجمهورية. ومعلوم أنّ الرجل لم يعلن ترشّحه للسباق الرئاسي بعد، لكن سبق أن عبّر عن "عدم استعداده لأن يسلّم الوطن لمن لا وطنية له"، وقال، أخيراً، ردّاً على سؤال حول إمكانية ترشّحه مجدداً للرئاسة:

"المسألة ليست شهوة أو طموحاً، بل هي قضية بقاء أو فناء"، وفي ذلك إشارة إلى أنّ استمرار مشروعه السياسي مرتبط بفوزه بالرئاسيات من عدمه، ويذهب مراقبون إلى أنّ سعيّد بدأ مبكّراً حملة انتخابية غير معلنة للظفر ثانية بكرسي الرئاسة، من خلال تكثيفه نشاطه الميداني، وقيامه بزيارات مفاجئة لأحياء شعبية ومناطق طرفية، ومؤسّسات ومصانع حكومية ومعاينته مواضع الخلل فيها، داعياً إلى حتمية إصلاحها، وكذا من خلال إطلاقه مشاريع تفعيل الصلح الجزائي، واستعادة الأموال المنهوبة، وإحداث شركات أهلية، ووعده بإنشاء أقطاب خدمية كبرى، مثل المدينة الطبية بالقيروان. ومع أهمية هذه المشاريع، فإنّ مسار تحقيقها متعثّر.

ويركّز سعيّد في خطابه التحشيدي على استحضار سردية التحرير الوطني من لوبيات الداخل والخارج، ومسألة السيادة الوطنية، ومكافحة الفساد، والتشنيع بمعارضيه، وتجذير القطيعة بين الجموع المُهمَّشة والنخب الفاسدة في نظره.

ويجد هذا الخطاب هوى لدى طيْف معتبر من التونسيين، لكنّه لا يقي كثيرين عواقب الفقر والبطالة. ومع أنّ قيس سعيّد يتصدّر نيات التصويت، فإنّ تجربة الحكم استنزفت شعبية الرجل، بحسب مراقبين، بسبب الإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية لمسار 25 يوليو، الذي لم يُحسّن المقدرة الشرائية للناس وأوضاعهم المعيشية، وبسبب تراجع منسوب الحرّيات العامة والخاصّة، واعتقال عدد من رموز الأحزاب السياسية التي انتصرت لسعيّد في الدور الثاني لرئاسيات 2019 (حركة النهضة، وائتلاف الكرامة، والتيار الديمقراطي).

ويحظى سعيّد بدعم القوى الصلبة، وطيف من الإداريين والمحافظين، وأحزاب قومية ويسارية صغيرة، ولا تكفي هذه القاعدة الانتخابية لضمان فوزه بأغلبية مريحة في رئاسيات 2024. لذلك يحتاج، بحسب مراقبين، لتحقيق انفراج سياسي، ومدّ جسور التواصل مع معارضيه، واتخاذ تدابير فورية لتحسين معاش الناس، ليضمن الفوز بنسبة معتبرة من أصوات الناخبين.

يبدو أنّ الهاجس الموجّه لرئاسيات 2024 سيكون البحث عن شخصية تحقّق الانفراج السياسي والنهوض الاقتصادي

أمّا تيّار المعارضة الوازن، فيتكوّن أساساً من جبهة الخلاص الوطني، وكتلة الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية، وائتلاف صمود اليساري، ويلتقي هؤلاء عند اعتبار حركة 25 يوليو انزياحاً عن الشرعية الدستورية، وانقلاباً على مخرجات الثورة، ويركّزون في خطابهم على ضرورة استعادة الديمقراطية، ونقد سياسات سعيّد الأحادية، ورفض تهميشه الأحزاب ومكوّنات المجتمع المدني. لكنّهم لا يقدّمون بدائل واضحة لحلّ مشاكل تونس الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة. وتشق المعارضة خلافات بشأن تأييد المشاركة في الرئاسيات أو مقاطعتها، وتعتريها شكوك بشأن شفافية الاستحقاق الانتخابي. ومع أنّ بعض الوجوه المعارضة (لطفي المرايحي، وعصام الشابي، وألفة الحامدي)، أعلنت ترشّحها للرئاسيات، فإنّها لمْ تلقَ تزكية صريحة من الكتل الحزبية المعارضة. كما أنّ حركة النهضة، التي تعتبر الحزب المعارض الأبرز، ولها حاضنة شعبية معتبرة، لن تقدّم مرشّحاً من داخلها للرئاسيات. لذلك، من المتوقّع أن يتنافس مترشّحون من خارجها على اجتذاب خزّانها الانتخابي الوازن. ويرجّح مراقبون أنّ احتمال اختيار المعارضة مرشَّحاً توافقياً سيشكّل حرجاً للمنظومة الحاكمة. لكنّ تحقيق ذلك الاحتمال يبدو بعيداً، لما يعتري المعارضة التونسية من خلافات مصلحية وأيديولوجية قديمة.

ختاماً، لقد كان البحث عن مرشّح توافقي العامل المُحدّد لاختيار الباجي قائد السبسي رئيساً لتونس في عام 2014، والبحث عن شخصية نزيهة معياراً في انتخاب سعيّد سنة 2019، ويبدو أنّ الهاجس الموجّه لرئاسيات 2024 سيكون البحث عن شخصية تحقّق الانفراج السياسي والنهوض الاقتصادي. وعلى ذلك فليتنافس المتنافسون.

أنور الجمعاوي - أستاذ وباحث جامعي تونسي / العربي الجديد

السودان.. صناعة الموت! حرب المسيرات

 ما حدث من هجوم بالمسيرة على افطار كتيبة البراء بن مالك، إيذانا بان الحرب اللئيمة، دخلت مرحلة جديدة في استخدام المسيرات لتصفية الحسابات الخاصة بين الفصائل المتحاربة، وهي نوع من المعارك التي لا ينجو من سوء حصادها العسكريون او المدنيون، في جو تعددت فيه الكتائب التي لا تخضع لخطط الجيش..

 وفي ذات الوقت تظهر بيانات ومخاطبات عامة تبرز صراع القادة العسكريين حول شأن إدارة المعارك، ودعم تلك المليشيات واخضاعها للنظم العسكرية، وقد انقسم رأيهم حول هل تظل هذه المليشيات في حياض الجيش، او تكون مستقله عنه فتصبح هي الخطر القادم! فبحسب تصريحات الفريق ياسر العطا ومساعد القائد العام شمس الدين الكباشي، التي تبتعد عما سمي بمعركة الكرامة، لتتحول الى صراعات عسكر معلنة ستجني منها البلاد التمزق وضياع الوطن.. أنها حرب المليشيات جهادية، التي تجذب المحاربين الأجانب الذين تستهويهم الشعارات الجهادية الاستشهادية، ويستهويهم أيضا استخدام أنواع المسيرات الانتحارية، التي تصيب الهدف وتنفجر فيه، وهي بدورها تحصد تلك الجماعات المستنفرة البريئة والمضللة باسم الدفاع عن الوطن.

ولقد تحولت شعارات تلك الكتائب لتكون ليس حرباً على الدعم السريع، بل توسعت لتشمل جميع المدنيين الذين لا يحملون سلاح في المعركة، من قوي الحرية والتغيير، وجبهة (تقدم) وجميع المواطنين الرافضين للحرب، حتي ان النائب العام الفاتح طيفور في حكومة علي كرتي الفلولية، اصدر بلاغاً ضد قيادات (تقدم) تنسيقية القوي الديموقراطية والمدنية، وامر وكيل النيابة الأعلى، بالقبض على رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك وخمسة عشر من قادتها. يرمونهم بتهم التسبب في تبعات حرب عجز الجيش الذي يتولى زمام الحكومة منفرداً منذ انقلاب البرهان 25 اكتوبر 2021 من حسمها في سويعات، أو أسبوع او أسبوعين، بحسب تصريحاتهم.

فالكتيبة التابعة للحركة الإسلامية صارت لواء، تم تعميد صاحبها المصباح أبو زيد من الجنرال البرهان ومن قادة الجيش، لتقاتل الدعم السريع! الذين يقوضون اركان الدولة فعلياً بطبيعة تكوينها.

فبدلا من تواجدها في المعارك في الجزيرة حيث التهجير القسري، والترويع، والقتل للأبرياء والانتهاكات الإنسانية، والدمار الشامل بواسطة تلك القوات التي بلا وازع أخلاقي، ولا قيمي يضبطها، ولا قيادة راشدة تحاسبها، انفلات لا شبيه له، يقع على كاهل أناس لم يعرفوا طوال تاريخهم سوي صناعة الحياة البسيطة الخيرة، والرضا بعطائها.

لقد هرب قائد الكتيبة من الجزيرة، ثم شوهد في صالة (الخلود) بعطبرة يرتدي سترة واقية من الرصاص، يحتفل بصناعة الموت واستمرار الحرب (لواء البراء بن مالك الذكري السنوية لمعركة الكرامة) إفطار فخم الطعام، بإزاء طعام جنود الجيش وصغار العسكر! وجميع الناس بطول البلاد وعرضها يتضورون من الجوع، وبأزمة لا مثيل لها عالمياً، إفطار حصاده قتل 12 شخص واصابة 30 بجروح حين خرج قايد اللواء امنا بعد مغادرته الموقع! الشاهد هي مليشيات تعددت الويتها تنتحل أسماء الصحابة الاجلاء، لاستغلال قلوب المحبين للدين للانضمام لركابها، ثم هي عجزت طوال عام حربها عن صد هجوم او كسب معركة؟

ان الذي يدور في البلاد هو مواصلة لتجارب اخوانية في تمديد صناعة مليشيات خارجة من رحم الجيش تملك السلاح والعتاد والتمويل الخارجي، بعون من مليشيا الجيش التي كثفت حملات حرب المسيرات التي حصدت أرواح المواطنين في دارفور والخرطوم، ثم أوقف العديد من القنوات الإخبارية مثل الحدث وسكاي نيوز عربية، بحسب ماورد عن نقابة الصحفيين السودانيين 3 ابريل 2024 التي اكدت علي ان هذه الإجراءات سوف تزيد وتيرة الكراهية والعنف وهي نفس أساليب حكومة الاخوان المسلمين السابقة في التغطية علي جرائمها ضد المدنيين العزل ، كما اعتادت علي قطع خدمات الانترنت ابان التظاهرات السلمية في ثورة ديسمبر ومذبحة القيادة العامة.

ان الحرب في البلاد فريدة في أصلها من حيث ان القوتين المتصارعتين، الجيش والدعم السريع، عجزتا عن فتح ممرات إنسانية لتوصيل المساعدات للجوعى والمرضي والمحاصرين، وتمدد عجزها في تحقيق نصر يصد تفتيت البلاد الي دويلات مهان انسانها ومستباحة مواردها. ثم لا يحل مشكلة السودان الا السودانيين أنفسهم.

بين الهوية والانتماء

 لا شك؛ أن البحث بموضوع الهوية والانتماء يعتبر من الامور المعقدة، حيث يجري تناول هذا الموضوع على مستويات متعددة، منها الفلسفية والاجتماعية والنفسية والقانونية وغيرها من طرق البحث المتعارف عليها علمياً. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يذهب أصحاب الرؤية الفلسفية على أن الهوية تدل على ماهية الشيء، فجوهر الهوية هو تطابق الإنسان مع ذاته، حيث أن عدم التطابق سيؤدي الى الشعور بالاغتراب. والهوية تكون على مستويين اولاً: الفرد؛ وهنا ترتبط الهوية بالحرية؛ لأن الذات لا تعي نفسها بدون حرية، وتصبح الحرية ناتجة عن الهوية لأنها تعبر عنها، وثانياً: على مستوى الجماعة أو المجتمع.

أما على صعيد علم النفس الاجتماعي، فيذهب الباحثون على أن الهوية هي إدراك الفاعل الاجتماعي أو السياسي لذاته، ولما يميزه عن الآخرين، أي أن الهوية أداة تمييز بين "الأنا" و "الغير" على المستويين الفردي والجماعي. وقد يكون تحليل مذهب ما يعرف بالظاهريات “الفينومولوجي” مفيداً في فهم الهوية والانتماء، لأنه يعتمد المميزات الشعورية تحليلاً واقعياً مباشراً دون الاعتماد على النظريات والدراسات السابقة، أي أنه يعتمد على التحليل المباشر دون العودة الى " قال فلان ويقول علان" فالمرجع هو الشيء نفسه وليس ما قيل عنه.

اقتداءً بالمذهب الفينومولوجي يمكن أن نقول؛ إن الانتماء هو إحساس فطري ناتج عن ولادتنا في زمان ومكان معينين، وفي اسرة ما، على لغة ما،حيث ينقل الوالدان الصفات الوراثية لطفلهما، فيصبح هذا الطفل منتمياً لأبوين وأسرة في زمان ومكان ما.. دون ارادته، فهو لا يختار مكان وزمان وباقي تفاصيل الولادة. فالانتماء قسري لا خيار فيه للإنسان، فهو لا يستطيع تغيير ابويه واسرته وعائلته وعشيرته حتى لو انتقل لأي مكان على وجه البسيطة، فهذه الانتماءات سترافقه كظله.

بالمقابل؛ الهوية تُصنع وتتطور مع الزمن، من خلال فهم الإنسان وتفاعله مع المستويات المختلفة للانتماء، فاذا استعرنا من الفكر الماركسي مفهوم البنية التحتية والبنية الفوقية، نستطيع أن نقول إن الهوية هي البنية الفوقية التي تعبر عن مستويات الانتماءات المتعددة التي تشكل البنية التحتية. ولذلك لا يوجد هوية واحدة موحدة تعبر عن الجماعة بدقة، لإن الأفراد يولون الانتماءات المختلفة أهميات مختلفة، ولذلك تتشكل هويات مختلفة، ولكن يوجد هوية جامعة بخطوطها العريضة تقبل بالاختلافات ضمن الهوية الواحدة. فاذا اخذنا الهوية العربية، على سبيل المثال لا الحصر، يمكن ملاحظة الهويات المختلفة الني تتضمنها وفقاً للدين والمذهب والمنطقة، ولكن يجمعها إطار عام ترعاه اللغة والجغرافيا والتاريخ.

يخلط الكثيرون بين مفهومي الهوية والانتماء، وهناك من يعتبر أنهما يدللان على نفس المعنى، وهذا بعيد عن الصحة. فالخلط بين هذين المفهومين كالخلط بين مفهومي الجسد والروح، فالانتماء يمثل الجسد، والهوية تمثل الروح، التي تبعث الحياة في هذا الجسد، كذلك الهوية تبعث الروح في الانتماء. فالهوية كما ذكرنا سابقاً تقوم على إدراك الإنسان لذاته؛ أي لطريقة ادراكه وفهمه لمستويات الانتماء المختلفة التي ينتمي اليها هذا الإنسان، والتي تتشكل من حلقات تبدأ من الانتماء الأسري وصولاً للانتماء الإنساني. وعادة يتقوقع الإنسان في الحلقة التي يشعر فيها بالأمان. فهناك من يشعر بالأمان في الحلقة الطائفية، وهناك من يشعر بالأمان في الحلقة الوطنية أو القومية، وهناك من يصل الى الحلقة الإنسانية، وبالمقابل هناك من لا يتخطى الانتماء العائلي.

إذا دققنا النظر؛ نستطيع أن نلحظ أن هوية الفرد متعلقة بشكل وثيق بعاملين؛ الأول، العامل الذاتي، المتمثل بمستوى وعي الفرد لذاته، والثاني العامل الموضوعي، والمتمثل بالظروف المحيطة بالفرد والبيئة التي يعيش فيها، فمثلاً في بيئة التهديد يعود الإنسان للحلقة الأقوى التي يشعر فيها بالأمان. والمثال الواضح على ذلك هو ما حدث في سوريا، فبعد تفكك الهوية السورية نتيجة للحرب، عاد السوريون ليتقوقعوا في الأطر الطائفية، لأنه الإطار الأكثر أماناً للأفراد في المرحلة الحالية، ولن يخرجوا من هذه الأطر ويعودوا الى الساحة الوطنية الا من خلال بناء الدولة العلمانية التي تحترم إنسانية الإنسان، وتفصل الدين عن الدولة، حينها يستطيع أن يشعر المواطن السوري بالأمان، فيخرج من خندق الانتماء الطائفي الى ساحة الانتماء الوطني السوري.

ان أصعب حالات فقدان الهوية تتجلى عند الأفراد أو المجموعات التي تعيش تحت احتلال أو هيمنة ثقافة أخرى، عندها يصبح الضياع مضاعفاً، فلا يكتفي الفرد او المجموعة بالانكفاء الى الانتماءات الضيقة، بل يتعدى ذلك الى الانصياع للثقافة السائدة والتماهي معها لمرحلة يصبح فيها الشخص كما يقال " كاثوليكياً أكثر من البابا" فيتبنى هؤلاء مقولات السيد ويدافعون عنها لدرجة التماهي التام معها. ونراها أيضاً على مستوى المجموعات من خلال التماهي الجمعي مع ما يعتبروه مُرضٍ للسيد، لا شك أن هذه الحالة هي محاولة للتعويض عن فقدان الهوية التام، والشعور بالخواء، مما يتطلب ملء الفراغ الناتج عن ضياع الهوية بثقافة السيد.

إن أهم أسباب فقدان الهوية؛ هو غياب الذاكرة الجمعية عند الأفراد والجماعات، الأمر الذي يفقدهم القدرة على إدراك الذات وفهم ما يميزهم عن الآخرين، فيبدؤون بالبحث عما يعوضهم في ثقافة الآخرين للتعامل مع هذا الفراغ الذي لا يمكن للإنسان أن يتعايش معه. وبغض النظر عن قيمة هذه الذاكرة، ومدى تفاخر الأفراد والجماعات بالانتماء اليها أو ازدرائها، تبقى ذات أهمية في صياغة الهوية الجمعية للأفراد والجماعات، فعدم رضى الأفراد عن هذه الذاكرة لا يشكل على الإطلاق مبرراً لهم للتخلي عن هويتهم، وانما يجب أن يدفعهم للمساهمة في تصحيح مسار هذه الذاكرة، وإدخال مضامين ذات قيمة لها من خلال صناعة الحاضر، الذي سيدخل في اليوم التالي في إطار الذاكرة الجمعية، لأنه سيصبح من الماضي.

إن نقد الذاكرة الجمعية للمجتمعات أمر بغاية الأهمية من أجل صناعة واقع جديد أفضل، ولكن النقد يجب أن يكون أصيلاً؛ أي من منطلق اصلاح الواقع وتغييره الى واقع أفضل، وليس بهدف استمالة سخط الأفراد والجماعات الذين ينتمون لهذه الذاكرة دون تقديم البديل لهم. تاريخ الشعوب بشكل عام مليء بالمثالب والمناقب، وكل ناقد يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذه المتلازمة بعين الاعتبار من أجل صياغة نقد بناء قادر على تحريك عجلة التطور الى الأمام، اما الناقد بعين واحدة سواء رأى فقط نقاط القوة في هذه الذاكرة أو رأى فقط نقاط الضعف فيها، يتحول الى مهلل لهذه الذاكرة أو الى ساخط عليها، وهذا لا يفيد المجتمعات بشيء، أما الناقد الحقيقي الأصيل عليه أن يرى بكلتا العينين، ليكون موضوعياً وليصبح نقده مؤثراً ويؤخذ به.

لا يختلف عاقلان على أن الدين له التأثير الأكبر على الذاكرة الجمعية، والطريقة التي يتعامل بها أفراد مجتمع ما مع الدين وطريقة فهمهم له، يعتبران أمران مفصليان في بناء الهوية، فالإسلام، وطريقة تعامل المسلمين معه، وفهمهم له، شكّل مع الزمن في عملية تراكمية جوهر الذاكرة الجمعية العربية، كون المسلمين يشكلون الغالبية العظمى للمكون العربي، طبعا هذا لا ينتقص من تأثير المجموعات الدينية الأخرى في هذا الواقع؛ فقد كان للمسيحيين العرب وباقي المذاهب الإسلامية صولات وجولات، ان كان على الصعيد الفكري أو الثوري، ولكن الغالبية السنية حددت معالم الهوية العربية الإسلامية من خلال فهمها وممارستها الدينية على مدار عصور طويلة.

لقد كان لعلماء المسلمين أمثال البخاري ومسلم وابن تيمية وغيرهم ممن قدموا اجتهادات ورسموا نهجاً في الإسلام استمر تأثيره أيضاً في العصر الحديث من خلال علماء أمثال يوسف القرضاوي وتلامذته، حيث لعب هؤلاء العلماء وغيرهم دوراً محورياً في صناعة هوية إسلامية ما زال الكثيرون متمسكين بها، والتي اثبتت الأحداث وبرهن الزمن على عدم قدرتها على التعامل مع الواقع العصري الجديد والمتطور، وباتت عبئاً على اصحابها، وعلى الواقع العربي أجمع، فقد شكلت هذه الهوية الأسس النظرية لإسلام القاعدة وداعش وجبهة النصرة وجيش الإسلام وغيرها من الفصائل التي عادت بالمآسي على العالم العربي الإسلامي. وبالمقابل كفروا العلماء الذين قدموا للإنسانية فكراً وعلماً يُعتّد به أمثال الفارابي والكندي وابن سينا وابن رشد وعلماء أمثال ابن الهيثم وجابر ابن حيان والخوارزمي وغيرهم ممن ساهموا في نهضة أوروبا والغرب بشكل عام، وكُفّروا في العالم الإسلامي.

لقد بات التصدي لفكر هذه الفصائل واجباً مقدساً على كل الغيورين على الهوية العربية الإسلامية، ومدخلاً لا بد منه لتجديد الهوية وإصلاح الذاكرة الجمعية، من خلال رفد هذه الذاكرة بواقع جديد قادر على تغيير الصورة النمطية التي صُبغ بها العربي في هذه المرحلة. ان اظهار مثالب هؤلاء العلماء، واستنكار تكفيرات ابن تيمية والقرضاوي وتلامذتهم المتكررة، لكل من يعتبروه خارجاً عن فهمهم للإسلام، والذي يسمونه الإسلام الحق، غير كافية لتغيير الواقع، وانما التصدي الفكري والنقد البناء والموضوعي لطريقة فهم هؤلاء للإسلام، هو القادر على تغيير الواقع بشكل تدريجي.

وفي هذا السياق لا بد لنا من أن نذكر اسهامات ابن غزة الدكتور عدنان إبراهيم في هذا المضمار، ومحاولاته الدؤوبة إعادة وضع الإسلام على السكة الصحيحة، بما يتناسب مع المفاهيم الحديثة، أما الدكتور محمد شحرور، والذي يعتبر وبحق، رائد التنوير الإسلامي في العصر الحديث، فقد نقض الإسلام التقليدي بكليته من خلال كتبه وأهمها " الكتاب والقرآن" ووضع أسس نظرية حديثة للتعامل مع النصوص الدينية، وقدم تفسيرات جديدة بما يتناسب مع روح العصر، وحول الإسلام لدين قادر على التعامل مع الواقع العصري، المتغير، واكثر ما يثلج الصدر؛ هو الازدياد المضطرد في اتباع الدكتور الشحرور الذي رحل عن هذه الدنيا في عام 2019.

اذاً الحل ليس بلعن الواقع وإظهار مثالبه فقط، وانما في طرح البديل كما فعل الدكتور محمد شحرور، والدكتور عدنان إبراهيم، أي يجب أن نُشعل شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام، لأننا لا نستطيع أن نغير انتماءنا، فالانتماء قسري كما ذكرنا سابقاً، لا نختاره لأنفسنا بل نولد عليه، أما الهوية فيمكن تطويرها وتحسينها، فنحن عرب بالانتماء، والثقافة الإسلامية تشكل هويتنا، والجزء الأكبر من هندسة وعينا، على اختلاف انتماءاتنا الدينية أو المذهبية، شئنا أم أبينا، ولهذا علينا خلق واقع جديد يعدّل الصورة النمطية التي أُلصقت بنا كعرب، وبناء هوية حديثة يعتز افرادها بالانتماء اليها، وليس الهروب الى تبني هويات أخرى غريبة عنا، ستُدخلنا حتماً مع الزمن في غربة عن واقعنا، وتشوه الأجيال الصاعدة، فنصبح بلا هوية، لأننا سنهمل هويتنا الحقيقية وحتماً لن نتقن اداء وتقمص هوية الغرباء لأنها دخيلة علينا.


إردوغان يطمح إلى دور لتركيا بعد حرب غزة

لا شكّ في أن الرئيس التركي فقد الكثير من شعبيته لدى الشباب العربي بعدما تلا فعل الندامة وانضمّ إلى قافلة المطبعين مع الكيان، إلا أنه سيسعى إلى استغلال علاقته بحماس من أجل أن يعوّم دور تركيا، فتكون حاجة إقليمية ودولية، إن استطاع إلى ذلك سبيلاً.

أحدثت عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتباكاً شديداً لدى القيادة التركية التي كانت قد رتبت مشاريعها بعد انتخابات رئاسية وبرلمانية صعبة بعد عقدين من الحكم.

أكثر الرئيس من الوعود على الصعد كافة، أولها إنقاذ الاقتصاد المتهاوي الذي كان السبب الأساسي في انخفاض شعبيته، إضافة إلى أسباب عديدة، ليس أقلها تفرده في اتخاذ القرارات والصراع مع المكون الكردي والخلافات مع الولايات المتحدة حول سياسته الخارجية ومحاولاته أخذ مسافة استقلالية في القرارات بعيداً من الغرب وأكثر تقارباً مع روسيا، خدمة لمصالح تركيا كما يراها.

وكان قد خرج بمشروع تفصيلي سُمي "قرن تركيا" حاول انطلاقاً منه إعلان سياسة خارجية تهدف إلى إصلاح علاقات بلاده مع محيطها الإقليمي، وإعادة تشكيل علاقاتها مع الغرب من منظور الواقعية الجيوسياسية، إلا أن ما أحدثته الحرب في غزة في إثر عملية طوفان الأقصى أدى إلى اضطرابات جديدة في العلاقات التركية الإسرائيلية بعدما كان عام 2023 بمنزلة انتقال إلى المرحلة الجيدة من إستراتيجية تركيا للتقليل من عداواتها من أجل زيادة الأصدقاء.

كانت الجهود الدبلوماسية التي بذلتها تركيا لإدانة الهجمات الإسرائيلية في غزة واضحة، إلا أنها لم تسفر عن نتيجة لتحسين الوضع الإنساني. تطور الموقف التركي بشكل ملموس باتجاه ترك مساحة الحياد نحو دعم الموقف الفلسطيني وإدانة الاحتلال.

اتهم إردوغان في اجتماع حزبه "إسرائيل" بقتل المدنيين والأطفال والنساء، واعتبرها جرائم ضد الإنسانية، واعتبر أن حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حركة تحرير تقاتل من أجل حماية أرضها ومواطنيها، وطالب بضرورة محاكمة نتنياهو، واعتبر ما يجري جريمة حرب، لكنه لم يقدم أي خطوة عملية باتجاه تقديم شكوى لمحكمة العدل الدولية، رغم أن بعض الهيئات الحقوقية فعلت ذلك.

قوبلت تصريحات إردوغان بشأن حماس بردود فعل سلبية من العديد من الدول الغربية، وأدت إلى تراجع العلاقات مع "إسرائيل". لا شكّ في أن خطابه كان موجهاً إلى الأحزاب التركية التي انتقدت موقف حزب العدالة والتنمية، والتي انتقدت "إسرائيل" بشدة، وتوقعت من تركيا فعل المزيد من أجل غزة وسكانها، ولا سيما أن حزب العدالة والتنمية الحاكم وإردوغان ربطتهما علاقة وثيقة مستمرة بحماس طيلة السنوات الأخيرة، لكن بقي الموقف التركي ضمن إطار المواقف الخطابية والسياسية من دون أي إجراءات عملية.

حاول إردوغان البقاء حذراً ومتوازناً. وعندما أثبتت الجهود الدبلوماسية لأداء دور الوسيط وبناء آلية ضامنة جديدة عدم فعاليتها، وفشلت الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، اتخذ إردوغان جانباً للدفاع عن حماس من أجل أداء دور رئيسي في مستقبل المنطقة عندما ينجلي الغبار، وتحول نحو تحديد مسؤولية "إسرائيل" في المأساة في غزة، وبدأ البحث عن سبل لمعاقبتها في المجتمع الدولي، ما يتماشى مع الدور الذي تريد تركيا أن تؤديه في السياسة الإقليمية والدولية. 

هذه المواقف كانت في الوقت عينه تتماشى مع الاحتجاجات المختلفة ضد "إسرائيل" في جميع أنحاء تركيا، ومع الاعتصامات والحملات لوقف القصف الإسرائيلي على غزة، والدعوات إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية. 

عداء في الخطاب وصداقة في التجارة 

تبدو الطبيعة المرنة لسياسة إردوغان الخارجية مدفوعة باعتبارات سياسية داخلية، وهي تسلط الضوء على التحديات المتمثلة في الحفاظ على توازن دقيق بين استخدام الخطاب المؤيد للفلسطينيين والحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع "إسرائيل".

يثير هذا التوازن تساؤلات حول مدى اتساق سياسة إردوغان الخارجية والتاريخ المتوتر للعلاقات التركية الإسرائيلية. تُعَد "إسرائيل" شريكاً تجارياً بالغ الأهمية وسوقاً مهمة للصلب والسيارات والمجوهرات والملابس التركية. وقد بلغت الصادرات التركية إلى "إسرائيل" 7.03 مليار دولار عام 2022. 

وعلى الرغم من انتقادات إردوغان المستمرة لـ"إسرائيل"، فإن تركيا تواصل التجارة معها. كذلك، تستمرّ سفينة تابعة لشركة بوراك إردوغان، نجل إردوغان، بإرسال الشحنات إلى "إسرائيل". وكانت أصوات حزبَيْ "العدالة والتنمية" الحاكم وحليفه "الحركة القومية" قد أسقطت مقترح بعض أحزاب المعارضة بتدقيق البرلمان في السفن التجارية التي تتجه من تركيا إلى "دولة" الاحتلال خلال الحرب.

ظلَّت العلاقات الاقتصادية بين "إسرائيل" وتركيا قوية، ونمت في السنوات الأخيرة، على الرغم من الخلافات السياسية العديدة بين البلدين في الماضي. لقد زاد حجم التجارة الإسرائيلية التركية 6 أضعاف بين عامي 2002 و2022. طيلة هده الفترة، كان حزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان يحكم تركيا، وكانت "إسرائيل" الشريك العاشر الأكثر أهمية لتركيا عندما يتعلق الأمر بالصادرات على أنواعها، على الرغم من التوترات الأخيرة. 

يدّعي وزير الاقتصاد التركي أن التجارة تأثرت بشكل كبير، ولا سيما تجارة النفط، وهذا طبيعي بسبب الحرب، وليس بسبب موقف تركيا. يمكن القول إنّ تركيا آثرت اتخاذ موقف شبيه ببعض الدول العربية التي لها علاقات مع "إسرائيل"، إذ استمرت الأعمال التجارية رغم الحرب على غزة، وكان موقفها حيادياً.

تركيا تعمل لدورها لما بعد حرب غزة 

كان الرئيس إردوغان قد أعلن أن بلاده مستعدة لتولي المسؤولية مع دول أخرى في الهيكل الأمني الجديد الذي سيتم إنشاؤه بعد انتهاء الحرب في غزة، بما في ذلك "آلية الضامنين" التي اقترحتها أنقرة في بداية الحرب. وكان رئيس الاستخبارات إبراهيم قالن قد عقد اجتماعاً في تركيا مع قادة حركة حماس خلال الأسابيع الأخيرة، وللمرة الرابعة، في الدوحة وأنقرة وإسطنبول. 

وشهدت اللقاءات تسليم "حماس" طلبات من عدد من الدول للإفراج عن أسرى تحتجزهم، وأن الأخيرة نفّذت بالفعل تلك الطلبات التي قال قالن إن تنفيذها سيساعد في الجهود المبذولة، وبخاصة من جانب تركيا، لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات إلى سكان غزة.

تسعى تركيا لأداء دور محوري في جهود إنهاء الحرب، من خلال عرض دورها كوسيط سلام بين "إسرائيل" وحماس، وتسعى أيضاً إلى إبداء استعدادها للانخراط في الترتيبات الأمنية المستقبلية في غزة بعد الحرب، وتأمل أن يكون لها دور في الترتيبات السياسية والأمنية المرتبطة بإدارة قطاع غزة ما بعد انتهاء الحرب، محاولة العمل على مسار المصالحة الفلسطينية الداخلية، تجاوباً مع ما يطرحه المجتمع الدولي والعديد من مراكز البحث بالحديث عن مرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية على غزة ومن سيحكمها. كما أنها تطمح إلى أداء دور في الإعمار، وترى أن الإسرائيلي والأميركي يمكن أن يشجّعا دورها.

تحاول تركيا الاستفادة من كونها على علاقة مع "إسرائيل" رغم كل الخطابات الشكلية التي أطلقها إردوغان، وترى أن علاقتها بحماس تؤهلها لأداء دور الوسيط. لا شكّ في أن على تركيا أن تتحقق من الرأي العام الفلسطيني في الأراضي المحتلة، أي في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، والذي لا يتطابق مع مشاريع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، إذ يؤكد استطلاع الرأي الأخير الذي قام به المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن رأي الشارع الفلسطيني منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى اليوم في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة يثبت أن أي خطط يجري إعدادها لا يمكن أن تتوفر فيها عوامل النجاح من دون الانتباه لنبض الشارع الفلسطيني تحت الاحتلال من الآن فصاعداً، ولا يمكن تجاهل حماس على الإطلاق، فقد فرضت نفسها لاعباً مهماً في الساحة في المرحلة المقبلة، وصارت شعبيتها أعلى بكثير في الضفة الغربية منها في غزة. ولعل ذلك مفهوم بعد المعاناة الكبيرة التي تتحملها غزة.

ومن الواضح عدم نجاعة سياسة الحديث مع السلطة الوطنية الفلسطينية بشكلها الحالي فقط، فقد تجاوزتها كل من حماس والقوى الثالثة في المجتمع الفلسطيني. أما الحديث عن دولة فلسطينية، فأصبح غير ممكن بسبب الاستيطان.

يبدو أن نبض الشارع الفلسطيني مع حرب غزة ومعاناتها يتجه إلى أن المقاومة هي الطريق الوحيد، والأمر لم يكن وارداً قبل 20 عاماً، ما يعني عدم الاقتناع بأن حل الدولتين بحسب أوسلو الذي تطرحه تركيا أتى بنتيجة، وأن موقف إردوغان الكلامي من حرب غزة أثار نقمة شعبية فلسطينية بعدما كانت تعتبره حليفها الإقليمي والإسلامي بوجه التخاذل العربي.

لا شكّ في أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان فقد الكثير من شعبيته لدى الشباب العربي بعدما تلا فعل الندامة وانضمّ إلى قافلة المطبعين مع الكيان، إلا أنه سيسعى إلى استغلال علاقته بحماس من أجل أن يعوّم دور تركيا، فتكون حاجة إقليمية ودولية، إن استطاع إلى ذلك سبيلاً.

هدى رزق - باحثة في الشأن التركي والإقليمي / الميادين 

وقفة بانورامية سريعة عن تسلح المطبعين مع الكيان الصهيوني

 كشف أكثر من تقارير صادرة عن مصادر ذات مصداقية , أن دول منطقة الشرق الأوسط والأدنى جاءت على رأس الدول المستوردة للسلاح الفرنسي بإجمالي صادرات بلغت 64 في المائة من مجموع مبيعات الأسلحة الفرنسية، تليها الدول الأوروبية بنسبة 23 في المائة ثم الدول الآسيوية بنسبة 8 في المائة.

وقد احتل المغرب الرتبة الثالثة ضمن أكبر مستوردي السلاح الفرنسي سنة 2020، حسب تقرير رسمي لوزارة الدفاع الفرنسية، إذ بلغت قيمة مشترياتها حينها أكثر من 425 مليون يورو، ما مثل نسبة 8 في المائة من مجموع المبيعات الفرنسية عالميا و50 في المائة من هذه المبيعات على صعيد القارة الإفريقية،وفي هذا المضمارقال محمد شقير، خبير عسكري واستراتيجي،قال إن “فرنسا طالما كانت من أهم الدول التي يتزود منها المغرب بالسلاح؛ غير أن تراجع مبيعات الأسلحة الفرنسية إلى المغرب تفسره جملة من العوامل، أولها تبني الرباط لاستراتيجية جديدة للتسلح تقوم على تنويع الشركاء العسكريين، خاصة أن المغرب أبرم مع الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية شراكة عسكرية تمتد من سنة إلى سنة 2030، والتي سيتحصل من خلالها على أحدث الأسلحة من واشنطن.

كما أن المملكة المغربية كانت قد شعرت بحاجتها إلى نوعية خاصة من الأسلحة لا تتوفر عليها فرنسا؛ على رأسها الطائرات المسيرة التي أصبح المغرب يركز بشكل أساسي على ضمها إلى ترسانته العسكرية، بالنظر إلى دورها الاستراتيجي وفعاليتها الكبيرة في ساحات الحروب، كالساحة الأوكرانية على سبيل المثال. وهذا ما يفسر اعتماد الرباط على تل أبيب وأنقرة وبكين في الحصول على هذا النوع من الأسلحة” وساهمت أيضا التكاليف المرتفعة لاقتناء الأسلحة الفرنسية هي الأخرى في تراجع مشتريات المغرب من فرنسا... علما أنه في الصدد ذاته وجبت الاشارة إلى أن “المحرك السياسي لأية شراكة عسكرية يعقدها المغرب مع أية دولة ترتبط أساسا بالموقف هذ من قضية الصحراء إذ كانت فرنسا منذ سنة 2007، من الدول الأولى التي أثنت على المقترح المغربي للحكم الذاتي؛ فالمغرب يظل مسترشدا بقضية الصحراء التي تعتبر ” بمثابة المنظار الذي تقيس به بلاط الرباط شراكاته مع الدول.

على المستوى الاقليمي عموما يظل المغرب ضمن الدول العربية الأكثر إنفاقا على السلاح والتسلح رغم التضعضع الكبير الذي يعرفه المجال الاجتماعي.

في 2023 ولجت 9 دول عربية قائمة أكبر 40 مستورداً للسلاح، بينما تمكنت دولتان عربيتان من اقتحام قائمة أكبر 25 دولة مصدرة للأسلحة، وفق أحدث تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، والذي تضمن إحصاءات وبيانات لـ 9 دول عربية هي الأكثر استيراداً للأسلحة في الفترة ما بين 2018 و2022، من إجمالي 40 دولة.

وجاءت كل من السعودية وقطر ومصر، ضمن أكبر 10 دول استيراداً للسلاح في العالم. بينما تضمنت قائمة أكبر الدول المصدرة للسلاح كلاً من الولايات المتحدة -40%- وروسيا -16%- وفرنسا -11%- والصين -5.2%- وألمانيا –-%- وإيطاليا -3.8%- وبريطانيا -3.2%- وإسبانيا -2.6%- وكوريا الجنوبية -2.4%- وإسرائيل -2.3% -.

وولجت كل من الإمارات والأردن من دخول نادي المصدرين للسلاح، وحجز مكانهما بين أكبر 25 دولة مصدرة للأسلحة. وتم تصدير أكثر من 260 طائرة مقاتلة إلى منطقة الشرق الأوسط، كما قدمت الدول الخليجية وحدها طلبات شراء أكثر من 180 طائرة مقاتلة أخرى.

وهكذا يبدو إذ تستوذ دول الخليج على معظم صفقات السلاح العربية، فيما تراجعت نسبيا واردات السلاح في منطقة المغرب العربي، لكنها استقرت في مصر.

حسب ما ورد في التقارير المعلن عنها احتلت السعودية المرتبة الثانية عالمياً في استيراد الأسلحة بعد الهند ، بنسبة 9.6% من إجمالي السلاح المستورد في العالم، في الفترة ما بين 2018 و2022. لكن استيراد السعودية للسلاح تراجع بشكل طفيف مقارنة بالفترة من 2013 إلى 2017.

وظلت الولايات المتحدة على رأس الدول المزوردة إلى المملكة بنسبة 72%، ، ما يعكس بجلاء درجة الارتباط السعودي بالسلاح الأمريكي، تليها فرنسا -6.4%- ثم إسبانيا -4.9% -

وفي مصر لم تؤثر الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها القاهرة على حصة وارداتها من الأسلحة، واستقرت عند 4.5% من تجارة السلاح على الصعيد العالمي في الفترتين محل الدراسة، مع تسجيل تراجع طفيف جدا بنسبة إذ تراجعت من المرتبة الثالثة عالمياً إلى المرتبة السادسة.

ورغم أن مصر تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية بنحو 1.3 مليار دولار سنوياً، إلا أن الولايات المتحدة ليست من بين أكبر ثلاث موردين للسلاح إليها.إذ تصدرت روسيا قائمة الموردين لمصر

وعموما تراجعت الامارات في قائمة أكبر مستوردي السلاح من المرتبة الخامسة عالمياً (2017-2013) إلى المرتبة الـ11 (2022-2018 ).

وشمل هذا التراجع حصة البلاد من واردات السلاح العالمية التي نزلت من 4.1% (2017-2013) إلى 2.7% (2022-2018)، بنسبة انخفاض مهمة بلغت -38% بين الفترتين.

ومن المرجح أن يكون هذا التراجع واردات له علاقة بتحول البلاد نحو تصنيع جزء من سلاحها بنفسها، بل وتصدير الفائض، حتى أصبحت من بين أكبر 25 دولة مصدرة للسلاح، ما أغناها عن استيراد أنواع معينة من الأسلحة.حيث احتلت البلاد المرتبة الـ18 عالمياً في تصدير الأسلحة، بنسبة 0.4% من إجمالي صادرات السلاح في العالم. ووردت مصر (28%) والأردن (27%)، والجزائر (15%) على رأس زبائن السلاح الإماراتي. أما بالنسبة لموردي السلاح إلى الإمارات، فحافظت الولايات المتحدة على صدارتها بنحو 66%، تليها تركيا بــ 7.4%.

والمفارقة أن روسيا احتلت المرتبة الثالثة بـ5.4%، رغم أن الجيش الإماراتي معروف باعتماده على السلاح الغربي، إلا أنه منذ مطلع القرن الجديد بدأ ينفتح على أسواق جديدة على غرار تركيا وروسيا والصين.

وظلت الجزائرعلى رأس الدول الإفريقية المستوردة للسلاح، إذا استثنيا مصر التي تصنفها الدراسة ضمن بلدان الشرق الأوسط.تراجُع حجم مشتريات السلاح الجزائرية أثر سلباً على القارة الإفريقية، التي تقلصت حصتها من واردات السلاح من 8 إلى 5%، مقارنة مع ارتفاع واردات أوروبا من الأسلحة من 11 إلى 16%.

ومن الممكن أن يعود هذا التراجع في مشتريات السلاح إلى الضغوط الأمريكية على الجزائر لوقف استيراد الأسلحة من روسيا، خاصة أن ميزانية الدفاع الجزائرية بقيت مرتفعة وقاربت 10 مليارات دولار سنوياً، بل تضاعفت في موازنة 2023.

وأيضاً تحول الجزائر لتصنيع بعض الأنواع من الأسلحة محلياً بالشراكة مع ألمانيا والإمارات، وخاصة المدرعات ومختلف العربات الميكانيكية والأسلحة الخفيفة، سمح لها بتقليص قيمة وارداتها العسكرية، واستعدادها للتحول نحو تصدير معدات عسكرية وصلت فيها لمرحلة التشبع.

وتستحوذ روسيا على معظم واردات الجزائر من الأسلحة خاصة من الطائرات المقاتلة والمروحيات الحربية بنسبة 73%، وألمانيا 10%، وكان مفاجئاً أن تحل فرنسا في المرتبة الثالثة بـ5.2%، رغم العلاقات المتذبذبة بين البلدين، بالتزامن مع تصاعد الصادرات العسكرية الصينية للجزائر.

وعلى غرار الجزائر، تراجعت واردات المغرب من السلاح من 1.1 إلى 0.8%، وحل المرتبة 29 عالمياً، بعدما كان في المرتبة الـ21. ويعتبر المغرب ثاني أكبر مستورد للسلاح في إفريقيا بعد الجزائر.

وقد تحصّل المغرب على موافقة الخارجية الأمريكية لبيعه منظومة "هيمارس" الصاروخية. وجاءت هذه الصفقة تتمة لمسار تعزيز المغرب قدراته العسكرية وتحديث عتاده، الذي أصبحت حكومات البلاد ترصد له ميزانيات ضخمة في السنوات الأخيرة.

كان المغربقد أطلق خلال السنوات الأخيرة، مشروعاً ضخماً لتعزيز قدراته العسكرية وتحديث عتاد جيشه. وهو ما كشفت عنه الزيادات المتتالية في الإنفاق العسكري، التي سنّتها الحكومات لهذا الغرض، والتي لا تستهدف فقط شراء العتاد بل إنشاء صناعة حربية محلية، تركز أكثر على أحدث التقنيات في هذا المجال، كالطائرات المسيّرة والصواريخ الذكية.

وسجل الإنفاق العسكري المغربي مستوى قياسياً حسب المراقبين، برسم قانون المالية الجاري، إذ بلغ حدود 17 مليار دولار. فيما وُضعت حصة الأسد من هذه الميزانية تحت بند "اقتناء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية ودعم وتطوير صناعة الدفاع"، التي خصص لها غلاف مالي قُدر بـ11.2 مليار دولار. أي بزيادة ناهزت 47 مليون دولار عن قانون الموازنة برسم اسنة 2022.

بالمقابل هي المرة السادسة في سبع سنوات التي تسجل فيها هذه الميزانية زيادة ملحوظة، إذ انتقلت من 5.21 مليار دولار (بسعر اصرف الدرهم المغربي) في قانون مالية سنة 2016، إلى 10.23 مليار دولار في مشروع قانون مالية سنة 2020، أي ما يفوق الضعف خلال أربع سنوات. ثم استقر سنة 2021 بانخفاض طفيف بلغت قيمته 330 ألف دولار.

وفي مضمار تحديث الترسانة الحربية، حصل المغرب، على موافقة الخارجية الأمريكية، لشراء منظومات الصواريخ أرض-أرض المتحركة "هيمارس"، التي اكتسبت مؤخراً شهرة كبيرة إثر استخدامها من قبل القوات الأوكرانية في معاركها ضد الروس، وأبرزت كفاءة عالية في ضرب الأهداف الروسية

سعى المغرب إلى تنويع مصادر أسلحته، وهو ما تكشف أبرز صفقاته في السنوات الأخيرة، إذ سجلت إقبال المغرب على موردين جديدين - تركيا والصين وإسرائيل.

وقد وافقت أمريكا على بيع محتمل لأنظمة هيمارس الصاروخية وعتادها إلى المغرب، في صفقة بلغت قيمتها 524 مليون دولار. هذا بالإضافة إلى 250 مليون دولار أخرى من أسلحة المواجهة المشتركة وعتادها.

إن هذه الصفقة من شأنها تعزيز قدرات المغرب على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية، وستساهم في قابلية قواتها على اكتشاف التهديدات والسيطرة على الحدود، مما يساهم في "الحفاظ على الاستقرار والأمن الإقليميين". كما ستدعم عملية البيع المقترحة هذه السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة، من خلال تحسين أمن حليف رئيسي من خارج الناتو، لا يزال يمثل قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا في نظر واشنطن.

وبذلك سيصبح ا المغرب أول بلد إفريقي يمتلك هذه المنظومات الصاروخية المتطورة، وبهذا الخصوص ، قال الخبير في الشؤون العسكرية عبد الرحمان مكاوي، بأن "تشكيلة دفاعات القوات البرية المغربية كانت في حاجة إلى هذا النوع من الصواريخ"، موضحاً أن اقتناء المغرب له في الوقت الراهن هو “لأسباب دفاعية وردعية ليس إلا".

علما أنه قبل صفقة "هيمارس"، كانت الخارجية الأمريكية، في عام 2021، قد وافقت على تزويد المغرب بمنظومة الدفاع الجوي الشهيرة "باتريوت"تتويجا ذلك لمفاوضات جرت سنة 2019.

وكانت شركة "لوكهيد مارتن" قد أكدت، أن موعد تسليم الطلبية سيكون بحدود عام 2022 ، وأن الشركة فتحت خط إنتاج جديداً لمنظومات "باتريوت -لدعم الطلب القوي عليها.

وهذا إضافة إلى منظومات الدفاع الجوي، همت 36 مروحية هجومية ثقيلة الوزن من طراز "AH-64 Apache" وغيرها من الأسلحة ومعدات الصيانة المرتبطة بها.

وفي سنة 2018، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع المغرب 162 دبابة من نوع "أبرامز". في صفقة أخرى تهدف إلى تجديد عتاده العسكري وتعزيز القدرات الدفاعية للقوات المسلحة المغربية، وبلغت قيمتها 1.259 مليار دولار.

وجاء اقتناء المغرب لهذه الدبابات المتطورة، بعد ست سنوات من صفقة أخرى مكنت المملكة من شراء 222 دبابة "أبرامز نسخة A1".

وبعيداً عن الأسلحة الأمريكية، سعت المغرب إلى تنويع مصادره ، وهو ما برز من خلال صفقات عقدها مع مُصنعين آخرين، كالصين وتركيا. كما أدى التقارب المغربي-الإسرائيلي، بعد تطبيع العلاقات بين البلدين عام 2020، إلى أن تصبح تل أبيب مصدراً لسلاح القوات المسلحة الملكية.

في 2022 عزز المغرب قدراته العسكرية بالطائرة المُسيرة الهجومية الثقيلة الصينية من طراز "Wing Loong II"- تنفيدا لصفقة المُسيّرات جرى توقيعها بين المغرب و الصين في2021.

وفي خريف 2021، تسلم المغرب أولى شحنات طلبيته من مُسيّرات "بيرقدار تي بي 2"، التي تصنعها شركة بايكار التركية. وكانت المملكة قد طلبت من أنقرة، في وقت سابق ، تزويدها بـ13 مُسيّرة من هذا الطراز بقيمة 70 مليون دولار،. كما أن عدداً من أفراد القوات المسلحة المغربية خضعواجاً لتدريب لاستخدام هذا السلاح في تركيا.

في عام 2022، اقتنى المغرب سرباً مكوناً من 150 طائرة مُسيّرة عسكرية إسرائيلية، من طرازي "WanderB" و"ThunderB" اللذين تصنعهما شركة "BlueBird" المملوكة تملك اسرائيل بـ 50% من راسمالها.

يسعى المغرب إلى إنشاء قدرات محلية في الصناعات الدفاعية, أنشطة صناعية كـ"صناعة الأسلحة والذخائر وصناعة الطائرات المُسيّرة وصيانة الطائرات العسكرية". وهذا رغبة في التقليل من كلفة استيراد الأسلحة، خاصة قطع الغيار والأسلحة الخفيفة.

ويبدو أن الرهان هوعلى نوع خاص من التصنيع العسكري الذي يتمثل في الطائرات بدون طيار إلى جانب تطوير بعض أنواع الطائرات المقاتلة كـF5 وF16، وكذلك تصنيع صاروخ جو-جو قصير المدى.

وقد قعت الحكومة المغربية مع شركة "لوكاهيد مارتن" الأمريكية اتفاقاً لإنشاء وحدة صناعية في القاعدة الجوية "بن سليمان"في الجنوب المغربي. والتي ستمتد مساحتها إلى 15 ألف متر مربع، وستنفذ عمليات صيانة وتطوير وإعادة بناء مقاتلات F16 وC130 هيركوليس الأمريكية.

كما أعلن الفرع المغربي للشركة البلجيكية "Sabca"، المتخصص في الصناعات الجوية، عن إنشاء مصنع جديد بمنطقة النواصر، والذي يعمل على تجميع هياكل الطائرات، منها مقاتلات شركة "داسو" الفرنسية. لا علنا ولا سرا

لكن كل هذا السلاح لم بفد ولو قيد أنملة في مساندة الشعب الفلسطيني لا علنا ولا سرارغم صراخ أطفال الاقصى قائلين أين أنتم يا ملوك ويا حكام العرب لكن لا جواب لنداءاتهم لأن كل هؤلاء أسود على شعوبهم فقط ومجرد حملانا في عيون المغتصبين حلفاءوبيادق أمريكا وازدادت فضيحة حكام العرب تفاقما بفعل تصرف الشعب اليمني الذي قد يكون فقيرا لكنه حرا وأبيا فمن سيحتدي به من العرب.....

لقد صرح لي الكثر من الاصدقاء في الخارج أنهم أصبحوا يخجلون من القول أنهم عرب أو مسلمين وقال أحد الفرنسيين لأحدهم أين فقهاؤكم لما ذا لم ينادوا للجهاد لنصرة أطفال ونساء فلسطين أين فتاواهم أم أن هذه الأخيرة ليست صالحة إلأ لأمثال رشد يسلمان ونجيب محفوظ وطه حسين و نصر أبو زيد..


إدريس ولد القابلة