Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions
Affichage des articles dont le libellé est ثقافة وفنون. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est ثقافة وفنون. Afficher tous les articles

معرض فن الزخرفة الإسلامية والخط العربي بتونس: هنا فلسطين

 

في معرض فنّ الزخرفة الإسلامية والخط العربي المقام في مدينة الثقافة بتونس، لوحات تحاكي الحاضر والمستقبل وتستلهم من عبر التاريخ لاستنهاض الهمم ودفع الزائرين إلى التفكير والنقاش في القضية الفلسطينية.

حينما تسكن القضية الفلسطينية روح الفنان ووجدانه، يسهل أمامه تطويع الألوان والأدوات وأحرف الخط العربي وفنون الزخرفة الإسلامية، من أجل تجسيد رسالة التعلّق بالقدس ونصرة القضية الفلسطينية.

هكذا يأتي معرض فنّ الزخرفة الإسلامية والخط العربي في مدينة الثقافة بتونس، ليطلق رسائل دعم ومساندة للقضايا الإنسانية العادلة وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، ويؤكد مدى تجذّر الهوية والحضارة العربية الإسلامية والقيم الفنية والجمالية لدى المولعين بالإبداع والفنون.

ويضمّ المعرض لوحات إبداعية تحاكي الحاضر والمستقبل، وتستلهم من عبر التاريخ لاستنهاض الهمم ودفع الزائرين إلى التفكير والنقاش في أمهات القضايا.

وتقول الفنانة بسمة ثابت إنّ استخدام اللونين الأحمر والأخضر في بعض اللوحات ومنها لوحة قبة الصخرة، هي لتأكيد أنّ القضية الفلسطينية هي قضيتنا. 

وأضافت أنّ الزخرفة الإسلامية فنّ مندثر في بلادنا العربية، لكنها حضارة إذا ما راجعنا التاريخ ورأيناها تدخل في كلّ الفنون من العمارة إلى الحرف. 

 أما الفنانة التشكيلية يسر عمار، فتقول إن فنّ الزخرفة والخط العربي فنّ يحافظ على تراثنا وهويتنا العربية والإسلامية ويطرح قضايا الحاضر والمستقبل.   

المصدر: الميادين نت

ويل سميث يعود للخيال العلمي بفيلم "المقاوم".. فيديو

 

بعد نجاح فيلمه الأخير "فتيان أشقياء: الركوب أو الموت" (Bad Boys: Ride or Die) الذي تجاوزت إيراداته 223 مليون دولار في أقل من أسبوعين، انضم النجم العالمي ويل سميث لفيلم الخيال العلمي "المقاوم" (Resistor).

"المقاوم" من إنتاج شركة "سوني بيكتشرز" Sony Pictures، التي تعمل على تطوير المشروع منذ سنوات جنبا إلى جنب مع سميث، إلى جانب كل من تود بلاك، جيسون بلومنثال، ستيف تيش، توني شو، جون مون.

الفيلم مقتبس من رواية "إنفلكس" Influx الصادرة عام 2014 لدانييل سواريز وهي الرواية الأكثر مبيعا في نيويورك تايمز عقب إصدارها.

تولى زاك أوليكويتش، مؤلف فيلم "القطار السريع" (Bullet Train)، تطوير المسودة الأولى لفيلم جديد، بينما كتب إريك سينجر، مؤلف فيلمي "ابتزاز أميركي" (American Hustle) و"توب غان: مافريك" (Top Gun: Maverick)، المسودة النهائية.

ووفقا لتقارير الصحف العالمية، التزم الممثل الحاصل على جائزة الأوسكار بالمشاركة في المشروع بعد قراءة النص واجتماعه مع المديرين التنفيذيين، على الرغم من عدم اختيار مخرج للفيلم بعد. ويبدو أن النجم الشهير متحمس للعودة إلى أعمال الخيال العلمي.

تدور أحداث الفيلم، التي لا تزال حبكتها طي الكتمان، في مجتمع بائس تستخدم فيه الحكومة تكتيكات مشبوهة لمنع التقدم التكنولوجي. يركز الفيلم على وكالة حكومية تحتجز المخترعين في سجن سري، وتستولي على أعمالهم.

من المتوقع أن يجسد النجم ويل سميث دور الفيزيائي جون غرادي في فيلمه الجديد، حيث يكتشف فريق غرادي جهازا يمكنه عكس الجاذبية، مما يُعد إنجازا ثوريا قد يغير مستقبل البشرية. لكن سرعان ما تأخذ الأحداث منعطفا مرعبا عندما تعتقل منظمة غامضة تُعرف باسم "مكتب مراقبة التكنولوجيا" غرادي وتزج به في سجن عالي التقنية مليء بالمخترعين الآخرين. يصبح غرادي وزملاؤه أمل البشرية الوحيد للخروج من هذا العصر المظلم، ويسعون لكشف أسرار عدو لا يمكن تصوره.

تأتي هذه الخطوة الجريئة بعد عودة سميث القوية إلى المنافسة في شباك التذاكر، عقب الحادثة الشهيرة التي صفعت مسيرته المهنية، حرفيا ومجازيا، عندما اعتدى على كريس روك في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2022. ومع ذلك، تمكن سميث من استعادة مكانته بسرعة، حيث حقق فيلم الحركة "فتيان أشقياء: الركوب أو الموت" (Bad Boys: Ride or Die)، الذي شارك في بطولته، والذي لا يزال يحقق المزيد من الإيرادات في دور العرض.

في الجزء الرابع من "فتيان أشقياء"، يؤدي مارتن لورانس دورا مميزا حيث يقوم بصفع سميث بشكل متكرر لإعادته إلى شخصيته "الولد الشرير"، في إشارة رمزية إلى الحادثة التي كادت تهدد مسيرة سميث الفنية. يعكس هذا الدور قدرة سميث على مواجهة التحديات وتخطي الأزمات، مما يؤكد مكانته كنجم لا يزال قادرا على جذب الجماهير وتحقيق النجاحات.

ميادين - مواقع إلكترونية

كتاب “اسمحوا لي بالتلصص” التلصص ليس التحديق.. إنه فعل إبداعي يجسد اللااكتمال

"اسمحوا لي بالتلصص" أسئلة تنبش في الأدب والتاريخ.

لا اختلاف على أن المبدعين في العادة هم متأملون. فالعمل الإبداعي يأتي من التأمل قبل كل شيء. ولا يخلو فعل التأمل من التلصص على الآخرين والظواهر، وحتى على خفايا الذات. التلصص ليس مجرد استراق نظر، بل هو فعل إبداعي كما يكشف الكاتب المصري محمد زاهر في كتابه ”اسمحوا لي بالتلصص“.

عشر مفردات وعدد لا نهائي من الأسئلة يطرحها الكاتب المصري محمد زاهر في كتابه “اسمحوا لي بالتلصص” الذي يقدم رؤية خاصة ومتفردة للأدب والتاريخ يسميها المؤلف التلصص.

يقول المؤلف في المقدمة “في هذا الكتاب تلصصت على عشر مفردات، التلصص، الانتظار، الذاكرة، الثوب، الانتقام، الخريطة، اللعب، الطيران، البطء، والنوم. وبرغم عشقي للتلصص لم أسع إلى أن أحيط بالمفهوم من أبعاده كافة، فلكل منا تلصصه وإنما اقتربت من معانيه كما أفهمها ومارستها في القراءة الأولى”.

ما هو التلصص

الكاتب يتلصص على مفرداته ويتعقبها ويتجول باحثا عنها في صفحات الأدب والدراما والتاريخ والعلوم الاجتماعية وغيرها الكاتب يتلصص على مفرداته ويتعقبها ويتجول باحثا عنها في صفحات الأدب والدراما والتاريخ والعلوم الاجتماعية وغيرها

يعد الكتاب، الصادر عن دار صفصافة للنشر في 315 صفحة، عملا ذاتيا من بؤرة العين التي يقول المؤلف إنها، في التلصص، “تشم وتسمع وتلمس وتسع كل الحواس”.

وفي القراءة الأولى أو الفصل الأول، يقدم فلسفته في التلصص فيقول “كل تلصص هو نظرة مختلسة إلى الذات قبل الآخر والعالم، وكل تلصص ينحو إلى الداخل لا إلى الخارج كما يبدو للوهلة الأولى. كل تلصص رغبة صامتة في التفاعل مع البشر يعجز عن تحقيقها بطل متوحد لا يستطيع التعامل بأريحية مع المحيطين به”.

وبدءا بالمقدمة، يطرح المؤلف أسئلته قائلا “هل يسعى المتلصص عن عمد وراء هتك كل مستور ومخبوء؟ هل يقتصر التلصص على الأماكن المغلقة أم يمكننا أن نتلصص في الشارع والزحام؟” وهكذا يسترسل في وابل من الأسئلة يترك القارئ ليفكر فيها.

ويفرق في المقدمة أيضا بين التلصص والمحدق فيقول “التحديق فعل جارح، فالعين هنا لا تتسلل، بل تقتحم… وذلك بخلاف المتلصص حيث النظرة المنزوية والمخطط لها والتي يحاول صاحبها حجبها وإحاطتها بالكتمان شغوفا بأسرار يكتشفها على مهل وتؤدة. المتلصص متوحد، أما المحدق فشخص اجتماعي جريء”.

التلصص حالة إبداعية (لوحة للفنانة سارة شمة)

ويصف التلصص بأنه اللا اكتمال وليس حالة إبداعية فقط لكنه تطلع في الكون بأكمله وهو فعل طفولي، وصفات أخرى كثيرة يلحقها الكاتب بالمتلصص المتوحد.

ويقول إن كل روائي “هو متلصص كبير. والتلصص في مداره الأوسع أداة الأديب التي يستبطن من خلالها أحوال البشر والأمكنة من حوله”. ويطرح سؤالا ماذا لو تلصصنا على الأدب؟ وهو ما يفعله في جانب كبير من كتابه.

وفي المفردات التسع، بخلاف فلسفته عن التلصص، يطرح علينا مفرداته التي اختارها محورا لتلصصه ويتناولها بالقراءة من خلال تعريفه للتلصص.

 وينتقل الكاتب بالفكرة، ومعه القارئ، في نصوص مختلفة من الأدب والتاريخ إلى النصوص المقدسة، ومن الكلاسيكيات القديمة إلى نصوص معاصرة، عبر عدسة واسعة وشهية نهمة لقارئ استثنائي يعيد قراءة النصوص من خلال تصور ينبش في هذه النصوص ليستخرج، عبر تلصصه، معاني جديدة ينسجها مع نصوص أخرى من ثقافات وأزمنة مختلفة.

أسئلة مثيرة

لنأخذ مثال فصل مفردة “اللعب… الحياة في قبضة الدمى” الذي يستهله بالآية القرآنية “وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب”. وبعد سطور قليلة، يؤرقنا الكاتب بوابل من الأسئلة “هل يمكن المماهاة بين الحياة واللعبة؟” ويسترسل في طرح الأسئلة على مساحة تزيد على نصف صفحة. وهنا أيضا ترشده الأسئلة في القراءة التي يقدمها للقارئ في السطور التالية.

كل تلصص هو نظرة مختلسة إلى الذات قبل الآخر والعالم وكل تلصص ينحو إلى الداخل لا إلى الخارج كما يبدو

ومثل باقي الفصول، يقدم لنا في هذا الفصل نصا أدبيا وهو قصة (مغامرات بنوكيو) لكارلو كولودي، ثم قصص الإخوان غريم. ويطرح أسئلته حول معاني الكتب التي يقدمها لنا في تصوره عن التلصص على الحياة والأدب.

ولا يلبث بعد ذلك أن يحيلنا إلى كتاب جوناثان غوتشل “الحيوان الحكاء” ثم كتاب أحمد تيمور باشا “لعب العرب” وكتاب ألبرتو مانغويل “شخصيات مذهلة من عالم الأدب”، بل ينقلنا إلى مسلسل “لوسيفر” على شبكة نتفليكس، وقصة “الشهيد” لتوفيق الحكيم.

ويمضي الكاتب متلصصا على مفرداته الخاصة ويتعقبها ويتجول باحثا عنها في صفحات الأدب والدراما والتاريخ والعلوم الاجتماعية وعلوم الطبيعة وواقع الحياة المعاصرة. وتذكرنا الأسئلة التي يطاردنا بها المؤلف دون إجابة غالبا بمقولة الشاعر السوري أدونيس “لماذا لا تتوقف الأسئلة عن التهام رأسي؟”.

ويطرح الكاتب أسئلة لا ليجيب عنها بل لحمل القارئ في رحلة شيقة. وفي أحيان كثيرة يعذبنا بما اكتشفه من مرارات التاريخ وعذابات الفرد المتوحد لكن تظل رحلة المشقة ممتعة. ويَعِد كل فصل في الكتاب بطرافة الرؤية التي تبقي القارئ في تشوق، خاصة إذا كان ممن قرأوا النصوص التي يتلصص عليها الكاتب، فكل نص يتناوله الكاتب بالتلصص يجعل القارئ متحفزا ليعرف، كيف سيستخرج الكاتب، بتلصصه، هذه المفردة من النصوص التي يتناولها بالنقد وإعادة القراءة؟

والكتاب هو العمل الثاني للمؤلف الذي تخرج من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ويرأس حاليا القسم الثقافي في جريدة الخليج الإماراتية، بعد كتاب (أزمة الوعي العربي بين الحملة الفرنسية والحملة الأميركية) عام 2004.

ميادين -  العرب


أم كلثوم بتقنية الهولوغرام في مهرجان موازين بمشاركة نجوم الغناء في العالم.. فيديو

كشفت إدارة مهرجان موازين عن إقامة حفل غنائي بتقنية الهولوغرام لكوكب الشرق أم كلثوم ضمن فعاليات المهرجان الذي سيقام بين 21 و29 يونيو/حزيران 2024 بمدينة الرباط المغربية.

وفي بيان عبر الصفحة الرسمية للمهرجان على فيسبوك، تم الإعلان عن موعد الحفل الذي سيقام في 23 يونيو/حزيران المقبل على خشبة المسرح الوطني محمد الخامس.

وجاء في البيان "استعدوا لسهرة مميزة مع تكنولوجيا الهولوغرام الساحرة لإحياء الحفل الكبير لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم، لأن الفن يتجدد بأسماء الأساطير" وهو الخبر الذي وجد تفاعلا من جمهور المهرجان عبر التعليقات.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم خلالها استخدام تقنية الهولوغرام لإعادة تقديم أغنيات أم كلثوم، ففي عام 2019 أقيم حفل غنائي بدار الأوبرا في دبي ظهرت خلاله أم كلثوم بتقنية الهولوغرام.

وتكررت التجربة في مصر خلال الحفل الذي نظم داخل قصر عابدين، وتم تقديم عدد من المقاطع الغنائية لكوكب الشرق.

وعام 2021 تم الاستعانة بتقنية الهولوغرام لتقديم حفل غنائي للمغنية المصرية الراحلة في مدينة الرياض السعودية. كما استعاد الجمهور الأردني حضور أم كلثوم العام الماضي من خلال حفل هولوغرام أقيم في قصر الثقافة بمدينة عمان.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات

فيلم "ماتريا" يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي.. فيديو

الفيلم الإسباني "ماتريا" يحصد الجائزة الكبرى في "مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي" وتكريم لوجوه فنية في عالم السينما العربية.

تُوّج الفيلم الروائي الطويل "ماتريا" للمخرج الإسباني ألفارو جاجو، بالجائزة الكبرى "الغزالة الذهبية"، وذلك ضمن فعاليات الدورة الرابعة من "مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي".

ويتناول الفيلم الذي أنتج سنة 2023 موضوعاً اجتماعياً بحتاً من خلال قصة أمّ عاملة تعيش ظروفاً اجتماعية صعبة للغاية، وتقاوم يومياً بالعمل هنا وهناك من أجل لقمة العيش وضمان مستقبل أفضل لابنتها.

ويعكس الفيلم صورة قوية للمرأة الصامدة في وجه الظروف الصعبة، وهو الدور الذي أدته الممثلة ماريا فاسكيز التي توجت في فيلم "ماتريا" بجائزة "أحسن ممثلة".

أما جائزة "أحسن دور رجالي" فذهبت للممثل الفلسطيني صالح بكري عن دوره في الفيلم الفلسطيني "الأستاذ" للمخرج فرح النابلسي، الذي يصور قصة مدرس فلسطيني يحاول أن يعبر بطلابه إلى بر الأمان عن طريق العلم، وفي الوقت ذاته يلقنهم كيف لا ينحنون للمحتل الصهيوني.

ثم جائزة "أحسن سيناريو" في فئة الأفلام الروائية الطويلة الذي ذهبت للفيلم التركي "روزينانت"، فيما نال جائزة لجنة التحكيم فيلم "فرانس فانون" للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح.

أما في فئة الأفلام الوثائقية، فنال جائزة "أحسن فيلم وثائقي" الفيلم الإيطالي  "صارورة" للمخرج نيكولا زمبيلي، فيما ذهبت جائزة "أحسن فيلم قصير" للفيلم الفلسطيني "سوكرانيا 59" لمخرجه عبد الله الخطيب.

ثم الفيلم الجزائري "الطيارة الصفراء" للمخرجة هاجر سباطة الذي حاز جائزة الجمهور. 

وشهدت الدورة الحالية من المهرجان تكريم وجوه فنية في عالم السينما العربية من بينهم الفنانين فتحي الهداوي من تونس ومصطفى شعبان من مصر إلى جانب الفنانة المصرية شيرين، والسينمائي الجزائري مرزاق علواش.

وانطلقت الدورة الرابعة من المهرجان بعد غياب دام 6 سنوات، وبمشاركة 70 فيلماً من 18 بلداً من دول حوض البحر الأبيض المتوسط. 

وأفردت إدارة المهرجان مساحة لعروض خاصة بالسينما الفلسطينية، ضمن برنامج "تحيا فلسطين"، بالشراكة بين إدارة المهرجان وبين "مؤسسة الفيلم الفلسطيني".

ميادين - وكالات

الرواية "بالأمس كنت ميتًا" رحلة في التاريخ واكتشاف للمجتمعات المنسية

 

رضوى الأسود تعيد قراءة قصص الأقليات بشكل مغاير.

ليس هاجس الرواية المعاصرة تقديم حكايات محبوكة لمتعة القراء، بل هاجسها الأساسي هو تحريك السواكن وتقديم نص يتجاوز ما هو سطحي ويطرح المساءلات الحارقة للتاريخ والسياسة والمجتمعات بأغلبياتها وأقلياتها والصراعات وغيرها مما يحتاج إلى المعرفة لتفكيكه بعناية الجرّاح، كما فعلت الروائية رضوى الأسود في روايتها “بالأمس كنت ميتًا”.

لا شك أن الصلة الوثيقة بين الرواية والمجتمع وبين الرواية والشخصية كانت ومازالت ميدانا واسعا ومساحة عريضة للتجريب على الصعيد الروائي، هنا سوف تتباين مستويات التعبير عن فكرة النص وبعده السوسيولوجي، كل تلك الإشارات والعلامات هي التي تجعل من النص مرآة للواقع والشخصيات.

من هنا يتم التعبير عن ذلك البعد السوسيولوجي بمستويات عدة في النص الروائي لكنها مستويات مرتبطة بتلك القدرة على الاستبطان والاكتشاف المولّد للدهشة الذي ينتظره القارئ من الروائي.

وفي هذا الصدد تناقش الباحثة والناقدة آن أوكلي فكرة المعرفة بالتاريخ الاجتماعي وسيرة المجتمعات والشخصيات التي تعيش في الفضاء الروائي ومستوى الغنى والفقر المعرفي الذي ينتجه الكاتب، وهي تستشهد بالكاتبين تشارلز ديكنز وجين أوستن: فمن دون وصفهم لأخلاق وأعراف عصرهم في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، لأصبحت معرفتنا بتلك البيئة الاجتماعية فقيرة.

الأقليات والتاريخ

يستكشف الخيال الروائي نفس المواضيع في البحث السوسيولوجي ولكن بالمزيد من العمق والتحليل والزوايا المتعددة للاكتشاف، وتستذكر عددا من الكتّاب مثل كليمنتينا بلاك، ومارجريت هاركنيس، وشارلوت بيركينزجيلمان.

هذه المقدمة أجدها ضرورية لغرض الغوص في عالم رضوى الأسود الروائي، فهي معنية بجميع تلك المعطيات وذاهبة إلى أبعد من ذلك باتجاه الأقليات الغائرة في ثنايا المجتمعات الأخرى وخاصة الأكراد، ثم تذهب باتجاه الأرمن حيث راحت تحلل وتدقق في ثنايا مجتمعاتهم وحياتهم اليومية ضمن نسيج روائي متميز.

ها نحن معها وعلى امتداد روايتها المكثفة بعنوان “بالأمس كنت ميتاً” نفتتح الرحلة مع ليلى، حياتها وشخصيتها التي امتزجت بعالم التصوّف والماورائيات المرتبط بالعائلة، وصولا إلى صور متلاحقة ترتبط بالأسرة وبحياتها في الأزمنة المتأخرة لمجيء ثورة يوليو والمد الوهابي، وكل ذلك ينعكس على المكان الذي يتم رصده من وجهة نظر ليلى بعين ثاقبة.

وفي موازاة ذلك، وفي التفاتة ذكية إلى بيئات أخرى نائية لكي تمهد لانتقالنا الزماني والمكاني والاجتماعي، تشير إلى التاريخ العثماني والشركسي، ما بين السلطان العثماني مراد الأول والشركسي طومان باي، وها هما كنقيضين يحضران كشارعين تمر بهما الشخصية.

ولكي تمضي بنا مع أهواء الشخصيات تمنح شخصية لوسي أبعادا أكثر خصوصية وبعدا حسيّا لاسيما في علاقتها مع مالك الذي صارت تقرأه بوجوده الكامن المعزز، عبق روحه وعطره ورغبته فيها، محطات اللذة الصامتة والرغبة واندفاع الذات، تهويمات أنثوية رقيقة وذاتية سرعان ما تفتح لنا مشهدا مختلفا كليا بانتقالنا إلى وان التركية النائية والمطبعة وصاحبها الأرمني المسيحي الذي يواجه مصيره المباشر مع السلطان العثماني.

ويتم التأسيس للواقع المحيط والبيئة التي تؤطر الشخصيات بعناية ابتداء من الطراز المعماري العثماني – الأرمني المختلط، بواسطة المعماريين الأرمن، ثم الانتقال إلى العلاقة مع فرهد الكردي المتدين. هذا المثلث السوسيولوجي، التركي – الأرمني – الكردي هو الذي سوف تنسج عليه أنساق الرواية والمزيد من حبكاتها التاريخية والتحولات الأهم فيها.

أما من الجهة الأخرى فإن الثنائي الكردي/ الأرمني هو الذي يجري التأسيس عليه لاحقا مما تنغمس فيه الرواية وتتغلغل في ثنايا العرقيتين، لاسيما وأن كلا من عاملي التاريخ والجغرافيا يلعبان دوريهما في حياة العرقيتين وكونهما تعرضتا للعواصف نفسها.

ويدخل عامل التاريخ بقوة في ثنايا العمل بالعودة إلى ما قبل 300 عام أو أكثر في تتبع مسارات شخصيات أرمنية وكردية، وهو ما يلفت النظر لجهة التغلغل في الحياة اليومية التفصيلية للشخصيات ابتداء من آرام الأرمني المولود في عام 1855 وصديقه الكردي سالار، وها هما يلتقيان في عيد النوروز حيث كانت كلتا العرقيتين زرادشتيتين قبل أن تدخلا المسيحية والإسلام.

الحياة الزراعية البسيطة هي التي سوف تكون الفضاء العام والشامل للشخصيات وهي تعيش يومياتها، وخاصة لجهة سالار الكردي الذي من خلاله وعبر وجهة نظره سوف نكتشف المزيد من حياة الأكراد والأرمن على حد السواء، بما في ذلك التجارب الشخصية والحب ومعاشرة المرأة ومواسم الحصاد وغيرها.

صراعات وتنقلات

إذا تقدمنا خطوة إلى الأمام فسوف نجد أن النصف الثاني من ذلك المجتمع، وهو النصف الأنثوي، هو بنفس حالة الاتصال والتفاعل بين ما هو أرمني وكردي، وذلك من خلال شخصيات الفتيات الثلاث روشنا الكردية وصديقتيها الأرمنيتين وهن اللاتي يقدمن المتعة لشباب هم خليط بين الأرمن والأكراد.

“بعد هروب روشنا، كففت عن شراء الجسد”، هذا ما يقوله سالار الذي كانت مشاعره سببا في هرب الفتاة أو تركها لصديقيها الأرمنيين، ليعود إلى سيرته الأولى ويومياته، وهي يوميات فضاؤها الجغرافي هو أمد ولا يتعداها وجود الأرمن والأكراد والسريان في بعض الأحيان.

رضوى الأسود تقدم في روايتها حصيلة تعبيرية روائية متداخلة تتفوق بها في الانتقال بين الأزمنة والمجتمعات والشخصيات

على أن هذه الحياة المسالمة ما تلبث أن تولد من داخلها حبكات أخرى تقلب الواقع رأسا على عقب، وذلك من خلال الصراعات العرقية وخاصة بين الأتراك والأرمن ودخول الأكراد طرفا بشكل ما، ولهذا فإن مجازر الأرمن في آمد هي التي تبقى عالقة في الذاكرة.

” تتدحرج كرة النار الملتهبة لتحيل كل مكان تمر عليه إلى رماد، وتصل إلى ولاية آمد، فيهاجم المسلمون محال المسيحيين وبتخطيط من  السلطان وحاشيته يتم تلفيق تهم بالجملة للأرمن، وليتخلص الباب العالي من أرمن آمد، كما تخلص قبلهم من أرمن بدليس”.

على هذه الخلفية من الصراعات العرقية يتم التأسيس لما هو آت من مجتمعات مأزومة تتآكل مقدراتها في ظل صراعات طاحنة لا تكاد تنتهي، لكنها سوف تتخذ مسارات عدة من خلال مجتمعات الشتات وتبعثر ضحايا العرقيات المأزومة وخاصة الأرمن، وها هم مشردون ويصلون إلى مصر طلبا لملاذ آمن.

“رست السفينة على شاطئ بورسعيد، فوجدا نفسيهما مع جموع من الأرمن ممن نجحوا في الفرار على متون السفن والمراكب التي كانت تتطوع لإنقاذهم ونقلهم من أرض الجحيم. كانت السلطات المصرية على علم بتلك الوفود المتشرذمة، الموتى الأحياء، يستقبلونهم بشفقة لو صادف أن كانوا مثلهم من ‘رعايا الدولة العثمانية’، أو يستقبلونهم بصلف لو حدث أن كانوا ينتمون إلى أصول عثمانية”.

بعد هذا الإطار السوسيولوجي/ التاريخي ما نلبث أن نعود إلى يوميات موازية تعود إلى ليلى ولوسي في عام 2000، تلك الأصداء والامتدادات الماضوية سوف تجد لها أصداء في وعي ولاوعي الشخصيات في الأزمنة المعاصرة، لاسيما مع افتتان مالك بالفتاتين وكل منهما لها عالمها الخاص، لكن الرواية لا تترك الشخصيات فرادى إذ تظهر في الأحداث وهي متقاربة بود فيما بينها، وهو ما يكرسه سيل المراسلات بين مالك والفتاتين لاسيما وأن مالك جواب آفاق يتنقل بين البلدان ويمطر الفتاتين بالخطابات.

مشاهد المستشفى والنهايات التراجيدية المرتبطة بقضية الأرمن تحضر بقوة وتعيدنا إلى ذات السلسلة الاجتماعية/ التاريخية التي نشأ عليها السرد، ولكن هذه المرة من خلال شخصية لوسي التي تسدل الستار الأخير على حياتها ومأساة الأرمن.

تقدّم رضوى الأسود في هذه الرواية حصيلة تعبيرية روائية متداخلة تتفوق بها في الانتقال بين الأزمنة والمجتمعات والشخصيات، وتضفي على عالمها الروائي متانة وحسّاً جماليّاً تعمقه باقترابها من شخصياتها وتماهيها معها لتنقلنا إلى أزمنة وتواريخ فيها الكثير من نبض المعاناة والتحولات في قالب روائي متميز.

طاهر علوان - كاتب عراقي مقيم في لندن / العرب اللندنية

الفن السوداني يجد مساحات جديدة في القاهرة هروبا من الحرب

فنانون اختاروا أن يبدأوا من جديد حالمين بالعودة إلى الوطن.

أجبرت الحرب الدائرة رحاها في السودان الكثير من المثقفين والفنانين على الفرار من وطنهم تاركين منازلهم وأستوديوهاتهم وأعمالهم وحتى شهرتهم التي حققوها هناك، ليختاروا البدء من جديد في الأراضي التي استقبلتهم، ومن أهمها مصر، حيث يشتغل الفنانون على استعادة نشاطهم رغم المصاعب الكبيرة التي يواجهونها.

 عندما سقطت أولى القنابل على الخرطوم، ترك أمجد وفاطمة ومازن ألوانهم وآلاتهم للبحث عن مأوى آمن في المنفى. اليوم، يعيد السودانيون الثلاثة في القاهرة حيث استقروا إحياء البعض من أنشطتهم الفنية التي اعتادوا عليها في العاصمة السودانية.

وعلى بعد بضع خطوات من ميدان التحرير الشهير في العاصمة المصرية، تنبعث نغمات سودانية. هنا، يستمتع قرابة مئة سوداني بحفلة موسيقية ومعرض للفن التشكيلي بعيدا عن الحرب التي تدور رحاها منذ ثمانية أشهر في الخرطوم. ويتمايل الجمهور على موسيقى مازن حامد، وهو موسيقي ومنتج شاب في الحادية والثلاثين من عمره، مشهور في بلاده ويعمل على تحديث التراث السوداني.

الفرار من الحرب

عندما اندلعت الحرب في الخامس عشر من أبريل، خرج حامد للذهاب إلى عمله كالمعتاد، بعدما عايش خلال السنوات الأربع السابقة أحداثا سياسة كبيرة بدأت بـ”الثورة” ثم الانقلاب والقمع الدامي لأنصار الديمقراطية. وكان عليه أن ينهي الموسيقى التصويرية لـ”وداعا جوليا”، أول فيلم سوداني روائي طويل يُعرض في المسابقة الرسمية في مهرجان كان ويحصل على جائزة.

الفنانون السودانيون تركوا كل شيء وراءهم وفروا من الحرب في بلادهم دون أن يحملوا معهم أدواتهم أو معداتهم

وكان يضع اللمسات الأخيرة، واعتقدَ أنه سيمضي بضع ساعات في الأستوديو حيث كان يسجل عمله، ريثما تهدأ النفوس. لكن الجنرالين اللذين بدآ الحرب في ذلك اليوم ما زالا يتقاتلان حتى الآن.

وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 13 ألف مدني حتى الآن، وفق منظمة أكلد المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات. غير أن جهات كثيرة تؤكد أن الحصيلة الفعلية للضحايا أعلى بكثير.

الحرب التي بدأت في العاصمة السودانية امتدت إلى إقليم دارفور في الغرب ثم إلى محافظة الجزيرة حيث سيطرت أخيرا قوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو على مدينة ود مدني، بعد أن انتزعتها من الجيش السوداني الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان.

وأدت الحرب الى نزوح 7.1 مليون شخص، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة معتبرة أنها “أكبر أزمة نزوح في العالم”، فيما حذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن ما يشهده السودان “مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة في الأساس”.

من خلف الجدران العازلة للأستوديو الخاص به، لم يسمع حامد إلا بضع طلقات نارية هنا وهناك. ولكن عندما سمع أصوات “الطائرات الحربية”، أدرك، بحسب ما رواه أن “الأمر خطير”.

بعد أن صار الفنانون الشباب في أمان بالقاهرة عادوا إلى العمل الفني ولو بصعوبة في بيئة جديدة ودون إمكانيات

ولذلك قرّر الفرار شأنه في ذلك شأن آخرين كثيرين، “من دون أن يحمل معه آلاته أو معداته لكي لا يلفت الانتباه عند نقاط التفتيش” التي أقامتها قوات الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق مختلفة.

ظلت فاطمة إسماعيل من جانبها حبيسة شقتها “في صمت خوفا من قوات الدعم السريع” التي كان عناصرها يتمركزون “أسفل المنزل”، وفق روايتها.

هذه الرسامة التي تعرض اليوم لوحاتها في القاهرة، تشير إلى أنها اختبأت لأن معلومات كانت انتشرت في الخرطوم عن حالات اغتصاب على يد عناصر من قوات الدعم السريع التي تدربت على الحرب خلال النزاع في دارفور في العقد الأول من القرن الحالي.وتقول إسماعيل (26 عاما) “لو أنهم عرفوا بوجود شابات في البناية، لكان الأمر رهيبا”.

وتمكنت من الفرار مع أسرتها عندما استقلّوا، وفقا لها، أول حافلة رأوها في مدينة خاوية ومدمرة. قبل أن ترحل، رسمت إسماعيل بدقة تفاصيل الحياة داخل منزلها “والدتي التي كانت تطبخ ووالدي كان يتلو القرآن”، لتسجل ذكرياتها من حياة يومية تبدلت إلى الأبد.

وبعد أن صارت في أمان بالقاهرة، عادت إسماعيل إلى لوحاتها التي تحاول من خلالها مكافحة شياطين الحروب. وتضيف “أبدأ من الصفر مجددا”، إذ أنها لم تحمل معها أدواتها أو معداتها. وتقول الفنانة الشابة “الله والرسم أنقذاني”.

البدء من الصفر

أمجد بدر (28 عاما)، فر هو الآخر من الخرطوم تاركا خلفه آلاته ومعداته في الأستوديو الخاص به. ويقول “هذا المساء، أعزف على غيتار أعارني إياه أحد الأصدقاء”. وعاد بدر إلى العزف بعد رحلة طويلة إلى القاهرة “و11 يوما أمضاها في النوم” تعويضا عن مشقة السفر في البحث عن مكان آمن.

ويضيف “كان من المهم جدا بالنسبة إليّ أن أعبّر عمّا مررت به” من خلال الفن. ويتابع “هناك فنانون سودانيون في القاهرة وكذلك في نيروبي وفي إثيوبيا”، حيث لجأ سودانيون هربا من الحرب إلى جانب قرابة 400 ألف سوداني اختاروا اللجوء إلى مصر. في المكان نفسه، يعرض هاشم نصر (33 عاما) صورا فوتوغرافية تروي قصة عائلته وقصص المنفى والحرب والموت.


مكافحة شياطين الحروب بالرسم

المصور الفوتوغرافي الذي كان يعمل طبيبا للأسنان، حط الرحال في مدينة الإسكندرية في شمال مصر على البحر المتوسط حيث عاد لتسجيل اللحظات من خلال الكاميرا. ولكنه يقول إنه “لا يعرف أحدا هنا”. ويضيف “من دون علاقات، من الصعب العثور على أشخاص يمكن تصويرهم”. ولذلك فقد اكتفى بتصوير أفراد أسرته.

ويقول بدر إنه من الصعب كذلك إيجاد “الدافع والإلهام” في مثل هذه الظروف. ولكنه يضيف بثقة “سنعود”، لافتاً إلى أن “الساحة الموسيقية كانت بدأت تتطور حقاً قبل الحرب، لذا فإننا سنعود قريباً أقوى مما كنا”.

المصدر: العرب اللندنية

 

كتاب "المسيحيّون والعنف" لمنير العكش : كيف قرصنت أوروبا المسيحية الشرقية؟

 

ضمن ثلاثيته "كيف يصبح الدين شراً"، يصدر منير العكش كتابه الثاني بعنوان "المسيحيّون والعنف"، ويستعرض فيه دور الممالك الأوروبية في تحريف المسيحية الشرقية وقرصنتها وعسكرتها وتحويلها من ضحية إلى جلاد.

صدر حديثاً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، الكتاب الثاني لمنير العكش بعنوان "المسيحيّون والعنف"، ضمن ثلاثية بعنوان "كيف يصبح الدين شراً: نظرة موحدة للعنف في تاريخ الأديان الثلاثة". 

ويقول العكش إن الكتاب "ينطلق من أن المسيحية ظاهرة مدنية مشرقية فلسطينية حرفتها ممالك أوروبا البربرية".

وفي المقابل، يستعرض جناية هذه الممالك على المسيحية، ويروي كيف قرصنتها وعسكرتها وحولتها من ضحية إلى جلاد.

ويسرد الكتاب، وفق مؤلفه، "أدلة كثيرة على أن هذه الممالك، حين لم تجد في تعاليم المسيح ما ينسجم مع حياتها وتوحشها، تجاهلتها وانصرفت إلى عناق أخلاق الإله المحارب، الذي سما ببربريتها إلى مصاف الدين، وأطلق سكاكينها الطويلة في رقاب أمم العالم الجديد والقديم. وكما هو الحال في فكرة إسرائيل التوراتية، وجدوا في أخلاق الإله المحارب كنزاً لأدلجة: (1) حق التضحية بالآخر، (2) تفوقهم العرقي، (3) توسعهم في الأرض، (4) تساميهم على القوانين الأخلاقية الإنسانية، وأن معاملتهم للآخرين يحكمها ما نسجه العبرانيون من أساطير عن تجربتهم مع الكنعانيين".

ويضيف العكش أنه "على هذه الخلفية البربرية ـ كما يصورها الكتاب تأسست مسيحية الغرب، وأُبرمت القطيعة الأخلاقية والدينية مع مسيحية المسيح الفلسطيني، ومع المسيحية المشرقية بمختلف كنائسها. وبهذا الاعتداد بشرت شعوب أوروبا بأكثر صنوف العنف والإبادات دموية، ثم أطلقت حملتها الصليبية الأولى، وعسكرت لها حتى الرهبان. إنها قصة تشويه مضاعف لما بشر به السيد المسيح. والكتاب حافل بشواهد على رعونات هذا التشويه الغربي لخلقة السيد المسيح وأخلاقه، بل وعلى اتهام صليب المسيح بأنه كان سبباً في عذابات اليهود حتى في أوشفيتز، وأن على المسيحيين أن ينبذوه".

الفصول الخمسة التي تضمنها الكتاب رحلة أكاديمية موثقة لألفي سنة من تاريخ المسيحية؛ بدءاً من مسيحية المشرق التي انتصرت على أعظم إمبراطوريات عصرها، من دون أن ترفع في وجهها خنجراً، أو عصاً، أو حتى شوكة، وانتهاء بالدين المدني الأميركي الذي طرد السيد المسيح من ملكوته، وأجلس على عرشه "الإله المحارب".

ويبحث الكتاب الدين المدني الأميركي وانسلاخه عن تعاليم السيد المسيح وأخلاقه، فكشف كيف أن تبني الموجات الاستعمارية الأولى لديانة العهد، وإيمانها بضرورة العمل من أجل "عودة" اليهود إلى "بلاد أجدادهم"، يشكلان المصدر الأول والأعمق لهذا الدين المدني، بل وللروح الوطنية الأميركية. ولعل هذا ما يفسر لماذا كان صانع القرار الأميركي، بمجرد أن يسمع بكلمة فلسطين، أو فلسطيني، يتحول ضميره إلى جيفة منتنة.

المصدر: الميادين نت

خمسة أعمال سينمائية حديثة تروي حياة الفلسطينيين

 

لطالما اعتبر الفن مرآة الشعوب، إذ يعكس الحياة اليومية على شكل أعمال درامية وسينمائية، ولا سيما الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي الذي حظي باهتمام السينما العربية والعالمية وانعكس في الأفلام المنتجة وفي طريقة سردها وعرضها ومعالجتها، حتى أن بعضها شارك في أهم المهرجانات والمحافل الفنية.

وكان فيلم "يلا غزة" لمخرجه الفرنسي، رولاند نورير واحدا من الأفلام التي أُنتجت مؤخرا وتحديدا قبل أشهر من الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وهو أحد الأفلام التي تُعرض لأول مرة في المنطقة العربية ضمن مهرجان (كرامة) لأفلام حقوق الإنسان في الأردن والذي جاء هذا العام في دورة خاصة واستثنائية تحمل عنوان "فلسطين".

"يلا غزة"

"يستعرض الفيلم مجموعة شهادات لفلسطينيين يعيشون في قطاع غزة يتحدثون فيها عن إنسانيتهم، تلك الإنسانية التي سلبها منهم الاحتلال"، يقول مخرج العمل في حوار مع بي بي سي.

ويقول رولاند نورير، مخرج فيلم "يلا غزة"، الذي افتتح به المهرجان: "يقدّم العمل كل الأحداث من منظور التاريخ المعاصر والسياق الجيوسياسي لقطاع غزة، والفضل في ذلك يعزى إلى إسهام عدد من الخبراء المحليين والدوليين المعترف بهم في المنطقة".

ويضيف: "من المعروف أن الفلسطينيين عانوا من ويلات حروب عدة منذ عام 2006، وهو تاريخ يوافق بدء حصار لا إنساني فرضته إسرائيل، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء. وعلى الرغم من ذلك لا يزال الفلسطينيون في غزة يشكّلون المجتمع بفضل نسيج مترابط في المنطقة، فضلا عن تضامن مستمر، وقدرات رائعة وإصرار استثنائي على الحياة".

وعن سبب اختيار "يلا غزة" لمخرجه الفرنسي نورير ليكون فيلم الافتتاح، فقد أوضح مؤسس المهرجان ومديره الفني، المخرج إيهاب الخطيب قائلا لبي بي سي: "نحن لا نتضامن مع أنفسنا، فهناك كثير من الأصدقاء في العالم يهمنا أن يراهم جمهورنا العربي، ولأن الفيلم جديد وعنوانه غزة، ويشرح كل فكرة الاحتلال والتطهير العرقي كما يظهر النسيج الاجتماعي والحياتي لأهل غزة".

"اصطياد أشباح"

وعلى مسافة قريبة، فيلم آخر يحاكي هذا الصراع، بعنوان "اصطياد أشباح" لمخرجه رائد أندوني الذي ينشر إعلانا في إحدى صحف رام الله مفاده أنه يبحث عن سجناء سابقين في مركز استجواب المسكوبية في القدس. وبعد عملية اختيار الممثلين، يرتب لبناء نسخة طبق الأصل من غرف الاستجواب والزنازين في المركز تحت إشراف دقيق من السجناء السابقين وبناء على ذكرياتهم. في هذا السياق الواقعي، يعيد الرجال بعد ذلك تمثيل استجواباتهم، ويناقشون تفاصيل عن السجن، ويعبرون عن حجم الإهانات التي تعرضوا لها أثناء احتجازهم.

"200 متر"

الفيلم الروائي الطويل "200 متر"، لمخرجه أمين نايفه، وهو عمل درامي يسلط الضوء على جانب من معاناة الفلسطينيين اليومية مع الجدار الفاصل، ونتائجه الوخيمة على نسيج المجتمع الفلسطيني.

يتناول العمل الذي فاز بعدد من الجوائز ورشّح لعدد آخر، وأُنتج عام 2020، يوميات أسرة فلسطينية تشتت أفرادها بسبب الجدار الفاصل، الذي فرّق أب فلسطيني عن زوجته وأبنائه بسبب رفضه الحصول على الهوية الإسرائيلية، وبات الأب يعيش شرق الجدار الفاصل، وأسرته غربه، وكل ليلة لا ينام أبناؤه إلا بعد أن يطمئنوا على والدهم من خلال لغة سرية بينهم، هي إضاءة مصباح شرفة منزله شرق الجدار، يقابلها إضاءة وإطفاء غرفة أبنائه غربه.

جانب من عرض أحد الأفلام المشاركة في مهرجان (كرامة) لأفلام حقوق الإنسان في العاصمة الأردنية عمان.

"المدرعة وشجرة الزيتون"

فيلم آخر يحمل عنوان "المدرعة وشجرة الزيتون" وهو أيضا من إخراج الفرنسي رولاند نورير، ويستعرض تاريخ الأراضي الفلسطينية؛ إذ يضم الفيلم روايات خبراء دوليين، ومؤرخين، ودبلوماسيين في الأمم المتحدة، وخبراء في القانون الدولي، وأيضا روايات أشخاص عاديين.

"نكسة روح"

وسط الأفلام الوثائقية والروائية التي عرضت ضمن فعاليات (كرامة) يلتقط المتابع مساحة لأفلام الرسوم المتحركة القصيرة، كان أبرزها الفيلم الروائي القصير "نكسة روح" لمؤلفه ومخرجه سائد عاروري الذي يلخص الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي من خلال حياة جدة تعود أخيرا مع حفيدها إلى إحدى المدن الفلسطينية التي هُجّرت منها. وتجد منزلها تماما كما تركته. وتعيدها ذاكرتها إلى عام 1967 حيث تتذكر اللحظات الأخيرة التي قضتها في المنزل، لتجد في هذه الذكريات شيئا غير متوقع تماما.

تتمحور معظم الأعمال السينمائية التي تُعرض ضمن المهرجان حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والإنسان الفلسطيني.

ما هو مهرجان "كرامة"؟

يعد مهرجان "كرامة" لأفلام حقوق الإنسان أول مهرجان عربي متخصص في تناول قضايا حقوق الإنسان وأول مهرجان دولي وطني في الأردن، حيث تأسس عام 2009، وانطلق في دورته الأولى عام 2010 قبل ما يُعرف بـ "الربيع العربي" أو "الثورات العربية".

وحول تنظيم دورة خاصة بعنوان (فلسطين) هذا العام يقول مؤسس المهرجان ومديره الفني، المخرج إيهاب الخطيب: "حذفنا كلمة (مهرجان) هذا العام واستخدمنا بدلا منها (عروض أفلام) احتراما ودعما لما يجري في قطاع غزة. ونظرا للظروف الاستثنائية لهذه الدورة، ستقتصر جوائز كرامة على (جائزة الجمهور) لأفضل فيلم وثائقي وجائزة (أنهار- الشبكة العربية لمهرجانات أفلام حقوق الإنسان) التي انطلقت عام 2016 لدعم أفضل الأعمال السينمائية التي تتناول قضايا حقوق الإنسان في المنطقة العربية.

وللمهرجان خمس نسخ مماثلة في دول عربية هي: الأراضي الفلسطينية وموريتانيا ولبنان وتونس واليمن.

ختام عامر - بي بي سي نيوز عربي

موسيقيون وفنانون يواصلون دعمهم لغزة وفلسطين.. فيديو

 في ظل استمرار وحشية الاحتلال وهمجيته، يواصل موسيقيون وفنانون دعمهم لغزة وفلسطين. ماذا قدموا؟

في ظل استمرار وحشية الاحتلال وهمجيته، والصراع الوجودي الذي يستوجب نفساً طويلاً في المجابهة، يواصل العديد من الموسيقيين والفنانين دعمهم لأهل غزة وفلسطين عبر نشر وإعادة نشر أعمال فنية تعكس مؤازرتهم ومواقفهم، فيما يناصر آخرون فلسطين من خلال كلمات وجدانية تحض على الثبات، يخاطبون بها أصحاب الحق والأرض المحتلة. 

هكذا توجه الفنان اللبناني مارسيل خليفة عن برسالة إلى أهل غزة وفلسطين قال فيها: "لن ننسى فلسطين. يطيب لي البوح لكن الكلام يخدش حرمة الصامدين على أرضنا، يختلط الواقع بالأسطورة في ذلك الشارع، في تلك الساحة".

وأردف: "يطلعون من أرضهم، يلعبون ويكتبون النشيد المغمس بالدم والحياة. هذه الأرض لأبنائها منذ الأزل وإلى الأبد. كان الأولاد يعدون السنين وحبات المطر ليكبروا، هؤلاء المولودون على الحراب، وعلى عتبات الزنازين وطرق غير معبدة في زمن الاحتلال، هم يدلون التائهين على الطريق، يطلعون من هنا وهناك، من خيمة نازحة، من رصاصة وكتاب، من تراب، من "وطن الوطن". في وسع الهزائم أن تخلع خيامها وترحل إلى الجحيم، لأن هناك شعلةً واحدة مرفوعة على أصابع الأولاد في غزة، ومهما حشدوا لها من ليل جديد لا مفر من الحرية. غزة وحدها في العاصفة تبحث عمن يشبهها فلا تجد".

وشدد خليفة على أن المقاومة هي حبل النجاة والأمل: "من يمكنه أن يقاوم وهو يعيش في الموت، ذلك هو الرجاء، وذلك هو الخلاص من هذا الزمن الإجرامي السافل، ومن حقارة الواقع والمشهد المرعب".

وتوجه ابن عمشيت إلى الفلسطينيين قائلاً: "يا أهلنا في غزة، في القدس، في الضفة، في فلسطين من البحر إلى النهر، نحبكم، مع أجمل تحية".

أما "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" فقد نشر فيديو يتدثر بدلالات رمزية لافتة لموسيقيين فلسطينيين شبان يؤدون عزفاً على الأعواد "إني اخترتك يا وطني" و"يا بحرية هيلا هيلا" و"منتصب القامة أمشي" لمارسيل خليفة، فوق الأنقاض والركام وآثار المباني المدمرة ممهورةً بوسوم "غزة تقاوم"، و"طوفان الأقصى"، و"ساندوا غزة"، وسواها. هكذا يستمر موسيقيو فلسطين في انتهاج طريق المقاومة الثقافية ببسالة، ويتوسلون بالفن والشعر أداةً نضالية وأداة صمود متشبثين بالحياة لمواصلة المسار والمواجهة والتصدي عبر التحدي.

وللغناء في لبنان أيضاً صداه المعبر النافذ إلى المسامع عربياً، حيث نشرت المغنية والمطربة اللبنانية جاهدة وهبه مقتطفاً معبراً من قصيدة "خطبة الهندي الأحمر - ما قبل الأخيرة- أمام الرجل الأبيض" للشاعر الفلسطيني محمود درويش مرفقاً بصورته،  بصوتها الشجي وبأداء الـ"أكابيلا" A cappella في إطار الغناء المنفرد، بإحساس مقامي مشرقي عربي أصيل ورفيع: "ألا تحفظون قليلاً من الشعر كي توقفوا المذبحة؟ ألم تولدوا من نساء؟ ألم ترضعوا مثلنا حليب الحنين إلى أمهات؟ ألم ترتدوا مثلنا أجنحة لتلتحقوا بالسنونو؟".  

أما الفنانة أميمة الخليل، فتعاونت مع الشاعر الفلسطيني مروان مخول وأطلقا قصيدته الدرامية "نيو غزة" في فيديو أسهم في إنجازه الفنان هاني سبليني، علماً بأنه يشتمل على مشاهد "الأنيمايشن" مرفقةً بصوت أميمة وارتجالاتها التراجيدية المتقنة. وتطوع لتنفيذ الفيديو كل من محمود قرق، وعلاء فليفل، وغسان حلواني، ومنير المحمود من "تعاونية المهن السينمائية" و"تجمع الأنيمايشن في بيروت". 

ومروان مخول افتتح قصيدته ببلاغة يتقطر منها وجع الشعب الفلسطيني الجبار في جرحه المفتوح وحكايته المأساوية الممتدة: "لا أيام زائدةً/ فلا تتلكأ في بطن أمك يا بني عجل/ تعال/ لا لأني أتوق إليك/ بل لأن الحرب دارت وأخشى أن لا ترى بلادك كيفما شئت لك/ بلادك لا تراب ولا بحر تنبأ بالذي نحن فيه/ فمات../ إنما هي شعبك/ تعال تعرف إليه/ قبل أن تشوهه القذيفة وتضطرني أن أجمع الأشلاء/ كي تعرف أن الذين راحوا/ جميلين كانوا وأبرياء/ وأن لهم أطفالاً مثلك تركوهم هاربين من ثلاجة الموتى كل غارة/ كي يلعبوا يتامى على حبل النجاة/ قد لا تصدقني إن تأخرت وتصدق أنها أرض بلا شعب وأنا لم نكن هنا فعلاً/ تشتتنا مرتين/ ثم انتفضنا على حظنا خمساً وسبعين سنةً/ عندما أزاح الحظ عنا كل جيده/ فشاب الأمل". قصيدة مخول ترجمت في الفيديو إلى اللغات الفرنسية والإنكليزية والتركية والبرتغالية.

تكتسي الأعمال الفنية المذكورة ثوباً تعبيرياً وثيقاً وتواصلياً قيماً يخاطب العقل والوجدان والضمير الجمعي والعالم بأسره، علماً بأنها ليست وليدة برهة مقطوعة من سياق، بل تنتسب إلى مسار جلي وتنقش بصمتها في المدى في مرحلة شديدة القساوة يسودها الاضطراب والصراع واحتمال التفجر. 

يعد الفن الأصيل سلاحاً معنوياً ونفسياً وإبداعياً مؤثراً في المعركة ضد المحتل والأباطيل واليأس وثقافة الاستسلام والانهزام. هكذا يواظب أهل الفن الملتزم بأشكال وأساليب عدة في فضاءات متنوعة على رفد "سيدة الأرض" فلسطين وقضية العرب المركزية التي تمادى العالم في ضربها والتواطؤ عليها، ويشعلون قنديلاً لا ينطفئ في غمرة الظلام.

هالة نهرا - ناقدة موسيقية وفنية وكاتبة وشاعرة لبنانية / الميادين الثقافية

رواية "سطوة التقاليد" على نساء الصين

تتساءل الكاتبة في روايتها "ما يجمعنا يفرقنا" عن التناقض بين العرف المفروض والفارض نفسه في الصين كاشفةً عن سطوة التقاليد على مصائر النساء، وفرضها عاداتٍ أفضت بهن إلى آلام مبرحة.

"ما يجمعنا يفرقنا" للكاتبة الصينية الأميركية لينزي ناميوكا (1929) روايةٌ عن فتاة غردت خارج سرب جماعتها. من خلال تتبع قصتها، ترصد الكاتبة الأحوال في الصين قبل عام 1920، كاشفةً عن سطوة التقاليد على مصائر النساء، وفرضها عاداتٍ أفضت بهن إلى آلام مبرحة.

الرواية الصادرة عن دار فواصل في دمشق (2023) بتعريب وائل بحري تبحث في أصول عادة ربط أقدام الفتيات في الصين، إذ تشير الكاتبة في تقديم روايتها إلى أنه لم يُعثر على أي وثائق سجلت مسألة ربط الأقدام إلا في عهد أسرة تشونغ (960-1279)، حين كانت عرفاً مقتصراً على الأرستقراطية، ثم امتد إلى باقي طبقات المجتمع، واستمر إلى ما يربو على ألف عام، محملاً النساء آلاماً عدّها المجتمع مسوغاً للجمال والجاذبية.

قدم اللوتس الذهبية

تقول الكاتبة: "إن صور تلك الأقدام العارية العاجزة هو مشهد مقزز. أين هي الجاذبية إذاً؟ لا يمكن لأي شيء أن يكون أشد سوءاً من تقييد أقدام المرء". تبدأ الرواية بصوت الطفلة آيلين تاو من مدينة نانجينغ. تبدو فتاة مدللة وجامحة وسط أسرة يرأسها الجد، ويقودها عمّ كبير دائم الانتقاد.

تعيش آيلين صدمة حين يخبرونها أنها عند بلوغ الخامسة ستتوقف عن الجري، وستُمنع من اللعب، وتبدأ بربط قدميها لتتعلم مهارات السيدات. تقول الطفلة: "لم أكن واثقة برغبتي في أن أكبر". 

وهنا تفشل محاولات الأسرة في قسرها على ربط قدميها، ويساعدها في ذلك عمل والدها وبقاؤه قريباً من الأجانب ومطلعاً على الثقافات الغربية. لذا، نجده يساند طفلته في رفضها الانصياع إلى العرف المعهود.

 تطرح الكاتبة هنا سؤالها عن التناقض بين العرف المفروض والفارض نفسه، فالنساء الصينيات، وعبر عقودٍ، كنّ الضحايا من جراء ربط الأقدام، وهن في الوقت ذاته اللواتي أجبرن فتياتهنّ على كسر أصابع الأقدام، وهو أمر يذكرنا بثنائية "الضحية – الجلاد".

ذلك الإصرار على تفعيل الألم ودفعه إلى الاستمرار عبر ألف عام زرعَ في المرأة الصينية انقياداً مضللاً، فأن تعاني الفتيات لأن شخصاً أفتى بمنع الأقدام الكبيرة في أوساط الطبقة العليا، ودفع الصغيرات لتشكيل أقدامهن بما يشبه زهرة اللوتس، جعلهن في معرض التشكيك في مسألة العفة، وهو ما خلق شغف آيلين بالحرية ودفعها إلى الهروب، لتمسي محط سخرية العائلة، وتُتهم بإصابة شرف العائلة في الصميم.

هكذا، ينظر الجميع إلى الطفلة كمن ينظر إلى غانية، إلا أن موقف الأب قبيل الثورة والانقلاب على حكم الإمبراطور يساعدها على المضي في تمردها، وفي ذلك إشارة إلى أهمية موقف المثقفين وما أنجزه المتنورون في الوقوف ضد ما وجدوه عاراً على جبين الأمة الصينية.

لقد برز دورهم في نبذ ما سلب أمتهم معايير الإنسانية، وطالبوا بكسر عزلتهم عن الشعوب الأخرى. وهنا، تتكشف العوامل التي أدت إلى اندلاع الثورة والقضاء على الإمبراطور، ودفعت البلاد إلى تحولات جذرية على مستوى السياسة والمجتمع.

مصدرٌ للبهجة والألم

عُدّ النظر إلى الأقدام المشدودة مبعثاً للبهجة في نفوس الرجال الصينيين. وعلى عكس الحال في الغرب، ساد الاعتقاد بأن المرأة التي لا تشد قدمها تفتقد الطهارة ويعوزها الإخلاص. 

أما النساء ذوات الأقدام الكبيرة، فلم ينظر إليهن من زاوية الجمال، إنما من مبعث الخجل لأسرهن، إذ سادت لـ1000 عام قناعة بأنه إذا لم يتم شد قدم المرأة، فسوف تتحول إلى كائن منفلت، وربما ينمو عقلها ويسمح لها بالتفكير، وهو ما كان مخجلاً للأسرة الصينية، وهو أيضاً ما تلتقطه الطفلة آيلين حين تجلس مع خطيبها في عمر الخامسة، وتتجادل معه حول خفايا ظاهرة الكسوف، وتُفاجأ حين يفسرها كما تعلم في المدرسة بأسبابها العلمية، فيما تخبرها المربية أن سبب الكسوف هو محاولة كلب سماوي التهام الشمس، وعليها كامرأة صالحة أن تقرع الناقوس بصوت عالٍ لإخافته وإبعاده.

تقارن الطفلة بين تفكيرها وتفكير الصبي الآسر، فتدرك أنها تعيش في عالم قوامه الخرافة والكذب، وهو ما يدفعها إلى تقييم عيشها ضمن أسطورة عنوانها الكذب والتلفيق.  

زمن التحولات الكبرى

تكرس الرواية جزءاً من فصولها لمصلحة التحولات بعد الانقلاب السياسي في البلاد، إذ تبدأ بانتقاد الإذلال الذي تعرض له الصينيون بعد حرب الأفيون عام 1839، التي عدت ثمرة العزلة والانغلاق، وهو ما يكرره والد آيلين في حديثه إلى أسرته، الأمر الذي يجعل من وضع النساء المزري مرآة تعكس أحوال البلاد عامة.

وحين تقرر الطفلة أن تحيا حرة وتتعلم في مدرسة عامة بعيداً من عالم أسرتها، تقع في مأزق وفاة أبيها المبكرة، فالعائلة تجد التعليم أمراً غير صحي للفتاة، ويمسي لزاماً عليها أن تختار بين الطرد أو الزواج بصورة تقليدية.

تظهر هنا محنة المرء في الاختلاف، فآيلين تكبر كامرأة لا تجيد ما تقوم به باقي النساء، بل تتعلم عن المجرات وتتحدث اللغات، فيما ينظر إليها داخل أسوار البيت كفتاة شقية تجلب العار للأسرة.

مع قيام الثورة ضد الإمبراطور، تتكشف المؤشرات التي دفعت فئاتٍ من الشعب الصيني إلى رفض حياتهم السابقة، ويسهم في ذلك دخول البعثات التبشيرية والاحتكاك بالأجانب. هنا، ترفض آيلين سطوة العمّ، وتترك الدراسة وتهرب لتعمل مربية لدى أسرةٍ أميركية. 

تمضي وقتاً طويلاً لفهم الأسباب وراء عزلة شعبها، إلا أنها تدرك حقيقة كونها عزلةً قادت الجميع نحو التغيير. ومع انهيار أسرة تشينج، تغادر آيلين إلى أميركا وتتزوج فيها، فيما يزداد الانتقاد للعادات التي أغرقت البلاد، ويبدأ الصينيون بتشكيل مجتمع جديد ينبذ انغلاقهم السابق، إذ تفرض غرامات باهظة على من يمارس تلك العادات.

وحين يأتي الشيوعيون إلى الحكم عام 1949، يختفي تقليدٌ صيني قديم بدأه الأجداد كتجسيد للجمال، وقضى عليه الأحفاد كتعريف غير محمودٍ لحقبةٍ طويلة من تاريخ البلاد. 

"كان الانتحار أقوى سلاح استعملته المرأة الصينية عبر التاريخ. لطالما كانت النساء الصينيات اللواتي يتعرضن للظلم يُقدمن على الانتحار. حتى عندما يُخفى هذا الجرم عن الغرباء، كان الشبح الغاضب للمنتحرة لا يكف عن مطاردة الجاني. أبعدتُ فكرة الانتحار؛ إذ لم أكن على ثقة تامة بأن شبحي الغاضب سيعود ليطارد عمي الكبير"، تقول آيلين في الرواية.

غنوة فضة - الميادين نت + ميادين

فيلم مصري "فوي فوي فوي" يطمح للأوسكار بموضوعه الساخن عن الهجرة غير الشرعية.. فيديو

 يطرح فيلم "فوي فوي فوي" الذي رشحته القاهرة لجوائز الأوسكار، موضوع الساعة وهو الهجرة غير الشرعية من الشرق الأوسط وإفريقيا، وتشكّل مصر أحد منابعها، وكذلك لبنان الذي بدأت فيه عروض الشريط الخميس.

وسيكون الفيلم الذي كتب حواراته وأخرجه عمر هلال، ضمن الأفلام الساعية للتأهل إلى المرحلة النهائية في فئة أفضل فيلم أجنبي من بين عشرات الترشيحات من مختلف دول العالم.

ويروي الفيلم قصة حارس أمن يؤدي دوره محمد فراج، يعيش مع والدته في حي فقير، ويسعى للهجرة الى أوروبا بحثاً عن مستقبل أفضل. ولكن ليس بالقارب نظراً إلى أن هذه الطريقة مكلِفة مادياً ومحفوفة بالمعاناة والخطر.

وما كان من الحارس لكي يتمكن من الانتقال إلى أوروبا إلاّ أن تظاهر بأنه فاقد البصر وانضم إلى فريق لكرة القدم للمكفوفين يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم في بولندا. وما لبث الكفيف المزيّف أن اكتشف أنه ليس وحده من اعتمد هذه الحيلة.

وشرح المخرج عمر هلال البالغ 48 عاماً، في حديث لوكالة فرانس برس خلال وجوده في بيروت مع أعضاء في طاقم العمل للترويج للفيلم، ظروف ولادة فكرته، فروى أنه قرأ "منشوراً على فيسبوك تَداوَلَه الكثير من المتابعين، عن مجموعة من الشبان المصريين انتحلوا صفة مكفوفين ووصلوا الى بولندا وفروا إلى جهات أخرى".

وقال هلال الذي نشأ في السعودية وكندا "وجدتُ في القصة تماماً ما أبحث عنه".

وجعل هلال هذه القصة العمود الفقري لفيلمه، لكنّه بنى نصه الدرامي على "أحداث ومفارقات" من صميم أفكاره.

وأضاف "في الخبر الحقيقي، لم يكن أعضاء الفريق لاعبي كرة قدم عادية بل لاعبي كرة بالجرس، وهي رياضة خاصة بالمكفوفين، قريبة من كرة اليد".

و"فوي" كلمة إسبانية تعني "أنا قادم"، يقولها اللاعبون غير المبصرين حين تكون الكرة معهم للتواصل مع زملائهم.

وتؤدي نيللي كريم دور صحافية يستأثر الفريق باهتمامها. وقالت الممثلة المصرية الشهيرة لوكالة فرانس برس عن شخصيتها في الفيلم إنها "صحافية ملّت إعداد المواضيع التافهة، فذهبت ذات يوم لإجراء مقابلات مع شباب في نادي +الإحسان+، حيث تعرفت إلى عالم جديد بالنسبة إليها، ونشأت قصة إعجاب خفيفة وصدمات".

وأضافت كريم أنها "الشخصية الوحيدة في الفيلم المتفائلة بالحياة".

"ضياع وخوف"

وأشار هلال الذي درس الإعلام في الجامعة الأميركية في القاهرة، إلى أن حوادث الفيلم "تدور عام 2013، أي في مرحلة ضياع وخوف وقلق" تَلَت ثورة 25 كانون الثاني /يناير 2011 التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك.

وأضاف "لم يحتمل أحد الحكم الجديد أنذاك برئاسة (محمد) مرسي (...)، فالحياة في ظل حكم +الإخوان (المسلمين)+ كانت لا تُطاق، وكان يوجد خوف على المستقبل (...) ورغبة جامحة في الخروج".

ومع أن القضية التي يطرحها الفيلم مأسوية، شاء هلال أن يعالجها "بأسلوب كوميدي طريف، خلافاً للسائد في الأفلام التي تتناول الهجرة غير الشرعية عادة".

ولم يعتمد الفيلم على "النحيب والبكاء"، بل تكمن قوته بحسب هلال في "الفرادة في طريقة رواية القصة".

وأبدى الناقد السينمائي اللبناني الياس دُمَّر بعد حضوره العرض الأول في بيروت إعجابه باختيار "نهاية سعيدة لفيلم عن مأساة الهجرة غير الشرعية".

ولا يحبّذ المخرج الذي يعمل أساساً في مجال الإعلانات الهجرة غير الشرعية. وقال في هذا الصدد "حين يصل المهاجر الى الجهة الأخرى، قد لا تكون حياته أفضل". وشدد على ضرورة "تحسين أوضاع الشباب ليبقوا في بلدهم ولا يغامروا بحياتهم، فالهجرة غير الشرعية قد تقتلهم".

وكان عدد من المصريين في حزيران/يونيو الفائت بين العشرات من المهاجرين الذين قضوا في غرق قارب صيد قديم قبالة سواحل اليونان، في واحد من أكبر حوادث غرق مراكب الهجرة إلى أوروبا.

أما نيللي كريم فلاحظت أن "الهجرة غير الشرعية موضوع مهم حالياً. فالناس يتوقون الى السفر (...) ليحققوا آمالهم، لكن (...) ليس بمجرد السفر الى الخارج تصبح ظروف الحياة أفضل".

العين على الأوسكار

وأمل المخرج في أن يجذب "فوي فوي فوي" القيّمين على الأوسكار. وقال "كان طموحي أن أصل الى العالمية. وأثناء إدارتي للممثلين طلبت منهم أن يبذلوا جهداً إضافياً في أداء ادوارهم لأننا نريد ان نصل إلى الأوسكار".

ومن المقرر الكشف عن الأفلام الـ15 المتأهلة إلى التصفية ما قبل النهائية للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي في 21 كانون الأول/ديسمبر المقبل، على أن تُعلن قائمة الأفلام الخمسة المتأهلة إلى المنافسة النهائية في هذه الفئة في 23 كانون الثاني/يناير 2024، تمهيداً لحفلة توزيع جوائز الأوسكار في العاشر من آذار/مارس في لوس أنجليس.

وتتمحور أفلام أخرى ضمن هذه الفئة حول موضوع الهجرة غير الشرعية، منها الإيطالي "إيو كابيتانو" للمخرج ماتيو غاروني.

وبات موضوع الهجرة حاضراً بقوة في أعمال الشاشة الكبيرة، ومنها فيلم "غرين بوردر" للمخرجة البولندية أنييشكا هولاند الذي حصل أخيراً على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي.

وتصاعدت المخاوف أخيراً في أوروبا جراء تدفّق المهاجرين بكثافة إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الصغيرة. وشددت روما إجراءاتها لمواجهة هذه الظاهرة، فيما اقترحت المفوضية الأوروبية خطة لمساعدتها.

وتُعدّ مصر أحد مصادر الهجرة غير النظامية، ويُقبل عدد متزايد من المصريين الشباب على الانتقال إلى اوروبا بواسطة قوارب صيد. ومثّل المصريون العام المنصرم واحدا من كل خمسة مهاجرين وافدين إلى إيطاليا بهذه الطريقة، بحسب بيانات وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء. وأطلقت القاهرة استراتيجية 2016- 2026 لـ"تجفيف منابع الهجرة غير الشرعية".

ميادين +   يورونيوز

من جدة.. ميادة الحناوي تروي سيرة الحب اللي كان.. فيديو

ظهرت المطربة ميادة الحناوي في فعاليات صيف جدة 2023 بالمملكة العربية السعودية، وأحيت حفلا أقيم أمس الخميس تحت عنوان "ليلة الزمن الجميل"، قدمت خلاله مجموعة من أبرز أعمالها ومنها "أنا بعشقك" و"كان يا ما كان" و"الحب اللي كان" و"مش عوايدك".

وعادت الحناوي إلى الغناء قبل عامين بعد فترة اختفاء، حيث أعلنت عام 2021 في أحد البرامج التلفزيونية أنها تستعد لعدد من الحفلات وأغنيات جديدة، ولم تلك المرة الأولى التي تقرر فيه الفنانة السورية الابتعاد عن الساحة الغنائية، ورغم ذلك الغياب المتكرر استطاعت أن تصبح واحدة من نجمات الصف الأول، بل ولقبت بمطربة الجيل، ولم يؤثرغيابها في شعبيتها.

إعادة اكتشاف

ميادة الحناوي، التي ولدت عام 1959، بدأت مشوارها الغنائي وهى لا تزال صغيرة فكانت تغني آنذاك في سوريا، ولكن أعاد اكتشافها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والذي استمع لها بالصدفة عام1977 في إحدى السهرات الفنية، وطلب منها الحضور إلى القاهرة من أجل تقديم عدد من الأغنيات.

سافرت ميادة الصغيرة مع شقيقها، وعلى مدار عامين عملت على مجموعة أغاني من أجل انطلاقتها لعالم الشهرة، لكن علاقتها توترت مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي كان قد لحن لها أغنية "في يوم وليلة".

فوجئ عبد الوهاب بأغنية لميادة، التي اعتبرها اكتشافه الخاص، مع الملحن محمد الموجي، وهو ما أغضبه فأعطى "في يوم وليلة" للفنانة الراحلة وردة الجزائرية، وشهدت هذه المرحلة أيضا تعاون ميادة الحناوي مع كبار الملحنين مثل رياض السنباطي ومحمد سلطان وفاروق سلامة.

ورغم أن عبد الوهاب هو من احتضن موهبتها الفنية في بدايتها، لكن الملحن بليغ حمدي يعد صاحب الأثر الأكبر في مشوارها، حيث قدم لها عددا من الألحان، حققت لها شعبية كبيرة في الوطن العربي منها "الحب اللي كان" و"سيدي أنا" و"أنا أعمل ايه"، فانطلقت نحو الشهرة والحفلات الغنائية في الوطن العربي والجاليات العربية في أوروبا وأميركا.

مرحلة التجديد

بعد رحيل بليغ حمدي، انتقلت ميادة الحناوي إلى مساحة غنائية مختلفة، وقررت أن تتعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين، إلى جانب تغيير النمط الغنائي الطربي الذي كانت تقدمه، ولجأت للأغنيات القصيرة مثل "غيرت حياتي" مع الملحن سامي الحفناوي، ثم مع الملحن صلاح الشرنوني في أغنيتي "أنا مخلصالك" و"مهما يحاولوا يطفوا الشمس".

ورغم نجاحها في هذه التجارب، كانت ميادة حريصة على التعاون مع كبار الملحنين، فقدمت مع الملحن محمد سلطان ألبومها "هو مش أنا"، ومع الموسيقار عمار الشريعي "متجربنيش" ومع الملحن خالد الأمير "أنا مغرمة بيك".

مد وجزر

شهد التدفق الفني والغنائي في مشوار ميادة الحناوي مراحل توقف، فقد اختفت من الوسط الفني لأسباب شخصية عام 1999 بعد إصدارها ألبوم "توبة"، الذي جمعها بالموسيقار صلاح الشرنوبي، ثم ظهرت عام 2000 لتسجل ألبوما جديدا في فترة شهدت تغييرا كبيرا في سوق الغناء بالوطن العربي، لذلك تعثر الإنتاج وتأجل صدور الألبوم 4 سنوات وعادت معه ميادة مرة أخرى، لتحيي عددا من الحفلات ومنها حفلها في مهرجان قرطاج 2005، قبل أن تغيب مرة أخرى.

وبعد عودتها في 2017، اقتصر نشاطها على مجموعة من الأغنيات الوطنية، ثم اختفت من جديد، وعادت عام 2021، لتعلن رغبتها في العودة للساحة الفنية، وبدأت بالمشاركة في عدد من الحفلات وكان آخرها حفلها في جدة ليلة أمس والذي شاركت فيه مع الفنان محمد ثروت وعفاف راضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات