بوتيرة متصاعدة واستراتيجيات متسارعة عنون الجيش واللجان الشعبية اليمنية عامهم الجديد ليكون هذا العام عام الحسم لناحية الردع والرد السريع على عمليات العدوان الامريكي السعودي الاماراتي على الشعب اليمني ، فمنذ مطلع العام الحالي يسجل الشعب اليمني انتصاراته التي كان قد وعد بها من خلال القادة السياسيين والعسكريين بالرد على قوى العدوان لتتوج هذه الانتصارات بعملية نوعية للجيش واللجان الشعبية استهدفت من خلالها مواقع حيوية استراتيجية لدولة الامارات في كل من مطار ابو ظبي ومنشأة ادونك النفطية ليأتي هذا الرد اليمني على اختراق الامارات للاتفاقية الغير المكتوبة بين حكومة صنعاء والامارات المعنية بتجميد دور الامارات في عمليات تحرير مناطق الشمال اليمني وسحب قواتها منه ، وهذا الاتفاق حفظ ماء وجه الامارات وحيدها لفترات طويلة من ضربات الجيش اليمني وبعودة الامارات للتدخل في معارك التحرير ودعمها للمجاميع الانفصالية بدعم واسناد سعودي والتي ذاقت هزيمة مرة في كل من معارك مأرب وشبوة لتأتي العودة الاماراتية والمشاركة بدعم هذه الفصائل لصالح المملكة السعودية التي زار اميرها محمد بن سلمان عدة دول خليجية ومنها الامارات للحصول على صواريخ استراتيجية متطورة كانت واشنطن قد سحبتها من السعودية ونفاذ المخزون الاستراتيجي السعودي منها وهذا ما جعل سماء الرياض مكشوفة امام مسيرات وصواريخ انصار الله وما تبعها من هزائم للسعودية في عملية فجر النصر التي كان اطلقها الجيش اليمني وسجل فيها انتصارات استراتيجية.
اتبع قادة انصار الله سياسة النفس الطويل في عمليات الرد والردع وترك هامشا جيدا لتحييد الدور الاماراتي بالطرق الدبلوماسية الا ان عودة الامارات للعب دور المعتدي والغازي وخرق الاتفاق مع حكومة صنعاء جعل باب الرد اليمني مفتوحا لكل السيناريوهات وكلنا يعلم ان قادة انصار الله كانوا قد اعلنوا ومنذ عام ٢٠١٩ عن وجود بنك اهداف استراتيجية في الامارات من ضمنها ابو ظبي ودبي .
هذه المستجدات اليمنية التي اربكت دولة الامارات وشركائها من ما يسمى بقوات التحالف العربي الذي خرج ليعلن عن هذه العملية كشفت عن الضعف الكبير في سلاح الجو الاماراتي والفشل الذريع في قدرة الامارات على كشف او رصد المسيرات اليمنية مما يجعل من قدرة استمرارها في هذا العدوان ضعيفة فالسلوك الاماراتي اصبح تحت مجهر القوات اليمنية ولن تكون السفينة الاماراتية المحملة بالعتاد العسكري التي تم احتجازها في المياه الاقليمية اليمنية من قبل القوات البحرية اليمنية الا البداية لعمليات بحرية وجوية وبرية اوسع واقوى من كل سابقاتها.
الامارات التي تعتمد اعتمادا كبيرا على النفط والشركات الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية متعددة الجنسيات والتي يشكل عامل الامن والاستقرار احد اهم ركائز استمرارها وازدهارها ستكون امام مرحلة مفصلية في تاريخ هذا البلد بما ينعكس بسكل كبير على كل مفاصل هذا الاقتصاد ان ما استمرت في نهجها العدائي لليمن والشعب اليمني وهي مدركة تماما لهذه المفصلية لذا وجدناها تبحث وساطات وزيارات مكوكية الى حلفاء انصار الله بهدف الوصول الى تسوية مع صنعاء تجنبها ومصالحها في باب المندب صواريخ انصار الله .
الامارات التي ورطت نفسها بتنفيذ مشاريع امريكا واسرائيل في المنطقة بدءا بدعم مشروع الربيع العربي وانتهاءا بالعدوان على اليمن وسخرت ارادتها السياسية ومقدراتها الاقتصادية لخدمة المشاريع الأمريكية الصهيونية في المنطقة فهل ستغامر بأمن ارضها وشعبها خدمة لنفس الاهداف التي اثبتت السنوات الماضية فشلها ؟ ام انها ستجد في دعوة وزير الخارجية الروسي التي اطلقها منذ ايام قليلة والتي طالب فيها بعقد مؤتمر ايراني – عربي لبحث مسألة الأمن الجماعي في الخليج والتي يشكل اليمن فيه عصبه الرئيسي والأوحد فرصة مناسبة للذهاب الى حلول وتسويات تحفظ لدول العدوان على اليمن حفظ ما تبقى من ماء الوجه .
هذه الاستراتيجيات المدروسة الاهداف للجيش واللجان الشعبية اليمنية التي تجلت باستهداف مطار أبو ظبي وخزانات الوقود القريبة من منشأة ادونك النفطية والتي توازي بأهميتها شركة ارامكو السعودية تجعلنا نستقرأ اننا امام مرحلة جديدة من التصعيد اليمني التي لن تقتصر على ابو ظبي بل ستتخطاها بكثير وسيفرض واقع جديد على الجغرافية السياسية تتخطى الحدود الجغرافية اليمنية الى ابعد ايضا من دول الجوار .
دول العدوان على اليمن تراقب تطور المشهد اليمني بعيون ملؤها القلق صحيح ان المسيرات استهدفت الامارات وقبلها السعودية الا اننا كنا نسمع صدى الأنين في كل من أمريكا واسرائيل .