Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions
Affichage des articles dont le libellé est قضايا وملفات. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est قضايا وملفات. Afficher tous les articles

دمشق تشهد عودة تدريجية للحياة مع إعادة فتح البنوك والأسواق

 

بدأت الحياة في العاصمة السورية دمشق تعود تدريجيًا إلى طبيعتها، حيث أعادت البنوك الخاصة فتح أبوابها لأول مرة منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال سعدي أحمد، مدير أحد فروع البنوك في حي أبو رمانة الراقي، إن البنوك استأنفت عملها يوم الثلاثاء، وزاول موظفوها أعمالهم بشكل اعتيادي. وأكد أحمد أن الحياة في دمشق أصبحت مستقرة وأن الأمور تعود إلى طبيعتها.

وفي سوق الحميدية القديم في قلب دمشق، فتحت المتاجر أبوابها، فيما تجول المدنيون والمسلحون في السوق، وكانوا يشترون مختلف المنتجات.

وأوضحت ميسون القربي، إحدى النساء اللواتي كن يتجولن في السوق: أن "دمشق أصبحت أجمل الآن، ولديها روح ويشعر الناس بالأمان". وأضافت: أن "الناس كانوا يعانون من الجوع والخوف، وكان النظام قويًا".

خبرات

وجاء تكليف البشير أمس الاثنين بعد اجتماع ناقش ترتيبات نقل السلطة وتجنب دخول سوريا في حالة فوضى. وضم الاجتماع قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، ومحمد البشير، والجلالي الذي كُلف بتسيير شؤون الحكومة.

وقال الشرع إن حكومة الإنقاذ لديها خبرات وإنها بدأت العمل من لا شيء، وفق وصفه.

في الأثناء، تستعد الدوائر الحكومية السورية للعودة إلى العمل بعد إغلاقها على مدى اليومين الماضيين إثر سيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.

وكان الجلالي دعا العمال والموظفين إلى العودة لأعمالهم وتقديم الخدمات للمواطنين اعتبارا من اليوم.

وبدأت حركة مرور السيارات داخل دمشق، وباتجاه العاصمة، خفيفة جراء القصف الإسرائيلي على محيط المدينة.

ميادين + وكالات

عودة المواجهة: الصين تستعد لموجة جديدة من التوترات مع ترامب حول التجارة والتكنولوجيا وتايوان.. فيديو


عندما واجهت الصين دونالد ترامب في البيت الأبيض للمرة الأولى، كانت النتيجة حرباً تجارية ومواقف استفزازية حول تايوان، وعلاقة متقلبة بين الرئيسين انتهت بتوتر واضح.
ومع اقتراب ولاية ترامب الثانية، تستعد الصين للتعامل مع موجة من التوترات المتوقعة حول التجارة والتكنولوجيا وتايوان.
ومن أبرز التحديات التي قد تواجهها الصين مع ترامب هو التهديد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 60% على كافة الصادرات الصينية للولايات المتحدة، وهو إجراء قد يشكل ضربة كبيرة لاقتصاد الصين، الذي يعاني بالفعل من ارتفاع البطالة بين الشباب، وأزمة طويلة في سوق العقارات، وزيادة الديون الحكومية.
وخلال فترة رئاسته الأولى، استهدف ترامب شركات التكنولوجيا الصينية بدعوى مخاوف أمنية، مركّزاً على عمالقة الاتصالات مثل "هواوي". واتبع الرئيس بايدن النهج نفسه بوضع قيود على وصول الصين لأشباه الموصلات المتقدمة.
قد تكون الرسوم والتوترات مجرد أدوات تكتيكية تعود بالطرفين إلى طاولة المفاوضات، خاصة مع زيادة احتمالية قبول الصين للمحادثات في ظل الوضع الاقتصادي الحالي.
ميادين - وكالات

غضب أوروبي.. وبايدن يدعو إسرائيل لتجنب قوة يونيفيل بلبنان.. فيديو

 دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا إسرائيل إلى الكف عن إطلاق النار على قوة اليونيفيل في جنوب لبنان. من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أطلق النار باتجاه "تهديد" قريب من موقع لليونيفيل بلبنان.

دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل، الجمعة (11 أكتوبر / تشرين الأول 2024)، إلى الكف عن إطلاق النار على عناصر قوة الأمم المتحدة المؤقتة المنتشرة في جنوب لبنان (اليونيفيل). وخلال مشاركته في اجتماع في البيت الأبيض حول الإعصار ميلتون سُئل بايدن "هل تطلب من إسرائيل الكف عن ضرب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة؟"، فإجاب "قطعا، بكل تأكيد".

من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه أطلق النار في اتجاه "تهديد" قريب من موقع لقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، في سياق "حادث" أسفر عن إصابة عنصرين في اليونيفيل، في حين طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأمم المتحدة بالعمل على "وقف فوري لإطلاق النار" في بلاده.

وفي حين تتهيأ إسرائيل للاحتفال بعيد الغفران اليهودي دوت عصرا في مناطق عدة في شمال غرب إسرائيل صفارات الإنذار تحذيرا من هجوم جوي، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي رصد "نحو 80 مقذوفا" أطلقت من لبنان، وفي جنوب لبنان أكدت قوة اليونيفيل الجمعة إصابة اثنين من عناصرها من الكتيبة السيرلانكية في انفجارين قرب نقطة مراقبة حدودية في واقعة هي الثانية من نوعها التي تفيد اليونيفيل بوقوعها خلال يومين، إذ جُرح عنصران تابعان لها الخميس وهو ما استدعى إدانات دولية.

وقالت القوة الأممية في بيان الجمعة: "تعرض المقر العام لليونيفيل في الناقورة صباح اليوم لانفجارات للمرة الثانية خلال 48 ساعة" حيث "أصيب جنديان من قوات حفظ السلام بعد وقوع انفجارين بالقرب من برج مراقبة". وحذرت من أن هذه "الحوادث تضع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي تعمل في جنوب لبنان... في خطر شديد للغاية". كما تحدثت عن انهيار "عدة جدران حماية في موقعنا التابع للأمم المتحدة رقم 1-31، بالقرب من الخط الأزرق في اللبونة، عندما اصطدمت جرافة إسرائيلية بمحيط الموقع وتحركت دبابات إسرائيلية بالقرب من موقع الأمم المتحدة" الجمعة.

وأعرب الجيش الإسرائيلي في بيان عن "قلقه العميق إزاء حوادث من هذا النوع"، موضحا أنه "يجري حاليا مراجعة شاملة على أعلى مستويات القيادة لتحديد التفاصيل". وشرح لاحقا أنه فتح النار باتجاه "تهديد" على مقربة من موقع لليونيفيل.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أن الضربات الإسرائيلية تشكل "انتهاكا للقانون الإنساني الدولي".

"غضب" أوروبي

وانتقدت الحكومة الألمانية القصف الإسرائيلي لقوة حفظ السلام ودعت إسرائيل إلى التوضيح. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: "إن إسرائيل لها الحق، مثل أي دولة أخرى، في الدفاع عن نفسها ضد الخطر والتهديدات والقصف من قبل حزب الله. ورغم ذلك فإن قصف قوات حفظ السلام الأممية ليس مقبولا بأي حال". وذكر المتحدث أن الحماية والأمن لا بد أن يكونا على رأس الأولويات، مضيفة أن الوزارة تتوقع أن "يتم التعامل مع هذه الواقعة بالكامل".

ودانت باريس "استمرار إطلاق النار الاسرائيلي المتعمد على قوات اليونيفيل". ومساءً حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده "لن تقبل" بأن "يتعمد" الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان مجددا، وشدد على أن "وقف تصدير السلاح" المستخدم في غزة ولبنان هو "الرافعة الوحيدة" لإنهاء النزاعات، مع تأكيده أن هذا الأمر لا يعني تجريد إسرائيل من السلاح. بدوره دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى "وضع حد لكل أشكال العنف" ضد اليونيفيل في لبنان. كذلك اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن الضربات ضد اليونيفيل "أمر غير مقبول".

كما نددت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا باستهداف الجيش الإسرائيلي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وقالت إن مثل هذه الهجمات "غير مبررة" ويجب "أن تنتهي على الفور". وعبرت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهي أكبر المساهمين الأوروبيين في اليونيفيل من حيث عدد الأفراد، في بيان مشترك، عن "غضبها" بعد إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام في القاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة.

ميادين - وكالات

لبنان: مبادرات دبلوماسية على وقع تلويح إسرائيلي بهجوم بري.. فيديو

كشفت عدة مصادر أنّ الولايات المتحدة تقود جهودا دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان في إطار مبادرة واحدة. في المقابل قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إنّ الغارات في لبنان تمهد الطريق لهجوم بري محتمل.
قالت سبعة مصادر لرويترز إن الولايات المتحدة تقود جهودا دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان في إطار مبادرة واحدة.
وأعلن مسؤول أميركي كبير، الأربعاء (25 سبتمبر/أيلول 2024)، أن الولايات المتحدة تجري "مشاورات مكثفة مع الاسرائيليين ودول أخرى في محاولة للتوصل الى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله" اللبناني. وكان الرئيس جو بايدن حذر في وقت سابق من خطر اندلاع "حرب شاملة" في الشرق الأوسط.
وذكر مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان غربيان ومصدر مطلع على تفكير  حزب الله  ومصدر في واشنطن ومصدر آخر مطلع على المحادثات أنه يجري وضع التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
لكن مع تسارع وتيرة الجهود لوحت إسرائيل بالقيام بتوغل بري إضافة إلى حملتها الموسعة من الضربات الجوية على جماعة حزب الله المرتبطة بإيران.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن الغارات الجوية في لبنان ستتواصل من أجل تدمير البنية التحتية لجماعة حزب الله وكذلك الاستعداد لعملية برية محتملة للقوات الإسرائيلية.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لرويترز إن الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار لكن دون إحراز تقدم كبير حتى الآن.
وقالت المصادر السبعة، وفق رويترز، إن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها ربط الجبهتين ضمن جهود دبلوماسية أمريكية.
وقال مسؤول لبناني كبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله والمصدر المطلع على المحادثات إن الاتفاق ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة وألمانيا دول الاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
ولم يرد مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بعد على طلب للتعليق. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد على طلب للتعليق أيضا.
إسرائيل تكثف هجماتها
وقالت السلطات اللبنانية إن إسرائيل كثفت بشدة حملتها العسكرية على حزب الله في لبنان بتنفيذها مئات الضربات الجوية وقتلها عددا من قادة من الجماعة اللبنانية بالإضافة إلى مئات الأشخاص الآخرين. وفر عشرات الآلاف بالفعل من منطقة جانبي الحدود منذ أكتوبر/تشرين الأول، وانضم إليهم هذا الأسبوع نحو نصف مليون شخص مخافة توغل بري إسرائيلي في جنوب لبنان.
وقال دبلوماسي غربي بارز لرويترز إن الصفقة التي تسعى إليها الولايات المتحدة ستشمل إعلانا إسرائيليا عن إنهاء أعمال القتال  الرئيسية في غزة، يليه مسعى  لوقف إطلاق النار في لبنان  ثم صفقة سياسية قد تتضمن ترسيما للحدود البرية الإسرائيلية اللبنانية المتنازع عليها.
وقال الدبلوماسي إن هذا قد يوفر "مخرجا" لجماعة حزب الله  لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل.
وقالت المصادر إن تكثيف الهجمات دفع إلى بذل جهود دبلوماسية لوقف الأعمال القتالية على الجبهتين. وذكر المسؤول اللبناني الكبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله لرويترز أن حزب الله "منفتح على كل التسويات التي تشمل غزة  ولبنان". وأضاف المسؤول اللبناني الثاني "إذا لم تجهزوا حزمة، فإن من المستحيل التوصل إلى اتفاق ولن تتوقف الحرب".
وتعتبر دول عديدة  حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لرويترز إن الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان التوصل إلى اتفاق مؤقت "لتجنب المزيد من التصعيد" بين إسرائيل وحزب الله بهدف بدء محادثات دبلوماسية أوسع نطاقا.
وفي إشارة إلى تسريع الجهود الدبلوماسية، توجه نجيب ميقاتي رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال بلبنان إلى نيويورك لحضور اجتماعات بشأن التطورات في الآونة الأخيرة. ولم يكن يعتزم الحضور قبل ذلك.
وفيما تحدثت مصادر لبنانية عن قيامه بمبادرة لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ستكون "حاسمة" للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تجنب مزيد من التصعيد.
"فرصة" للتسوية
وكان الصراع في غزة مكلفا سياسيا للرئيس الأمريكي جو بايدن، وبالتبعية للحملة الرئاسية لنائبته كاملا هاريس، ثم فاقم العنف في لبنان الضغوط على بايدن لإيجاد حل دبلوماسي. وقال بايدن إن من المحتمل نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط لكن هناك أيضا فرصة للتوصل إلى تسوية واسعة النطاق.
وقال مصدر مطلع في واشنطن إن محادثات تجري على هامش جلسات الجمعية العامة "بهدف إعطاء فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وإنعاش صفقة الرهائن. لكن مصدرا أمريكيا ثانيا نبه إلى أن عقبات هائلة تعترض مثل هذا المقترح الدبلوماسي المعقد وأن التنفيذ قد يكون أصعب.
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس الثلاثاء ممارسة نفوذه على جماعة حزب الله. وكان ماكرون هو الزعيم الغربي الوحيد الذي أجرى محادثات مع بزشكيان على هامش جلسات الجمعية العامة.
وقال مسؤولون فرنسيون إن الدبلوماسية يتعين أن تركز أولا على وقف أعمال القتال نظرا لتعقيد دخول غزة في صفقة أوسع نطاقا حاليا.
ومن المقرر أن يناقش بايدن وماكرون هذه القضية في وقت لاحق اليوم. وقال دبلوماسي أوروبي إن نجاح مبادرة أوسع نطاقا يعتمد كثيرا على موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار في غزة وأضاف أنه يتمنى "حظا سعيدا لجو في هذه المرة"، في إشارة للرئيس الأمريكي جو بايدن.
ميادين /د ب ا /ا.ف.ب/ رويترز

هيومن رايتس ووتش: لبنان وقبرص يعرقلان وصول اللاجئين السوريين إلى أوروبا ويعيدونهم قسرا إلى سوريا

قالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير أصدرته اليوم إن القوات المسلحة اللبنانية والسلطات القبرصية يعملان معا لمنع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا، ثم ترحيلهم ليواجهوا الخطر في سوريا.

يوثق التقرير الصادر في 90 صفحة، بعنوان "’لا أستطيع العودة إلى بلدي أو البقاء هنا أو الرحيل‘: صدّ وإرجاع اللاجئين السوريين من قبرص ولبنان"، سبب سعي اللاجئين السوريين في لبنان اليائس إلى المغادرة ومحاولة الوصول إلى أوروبا، وكيفية اعتراض الجيش اللبناني لهم وإرجاعه لهم وطردهم فورا إلى سوريا. بالتزامن مع ذلك، قام خفر السواحل القبرصي والقوى الأمنية القبرصية الأخرى بإعادة السوريين الذين وصلت قواربهم إلى قبرص إلى لبنان، دون اعتبار لوضعهم كلاجئين أو خطر طردهم إلى سوريا. طرد الجيش اللبناني العديد من الذين أعادتهم قبرص إلى لبنان إلى سوريا على الفور.

قابلت هيومن رايتس ووتش 16 لاجئا سوريا حاولوا مغادرة لبنان بشكل غير نظامي بالقوارب بين أغسطس/ آب 2021 وسبتمبر/ أيلول 2023. كما راجعت هيومن رايتس ووتش وتحققت من الصور الفوتوغرافية والفيديوهات المرسلة مباشرة من الأشخاص الذين قابلتهم، ووصلت إلى بيانات تتبع الطائرات والقوارب لتأكيد روايات هؤلاء الأشخاص، وقدمت طلبات حرية المعلومات للحصول على وثائق تمويل "الاتحاد الأوروبي". وثّقت هيومن رايتس ووتش حالات الأشخاص الذين أعيدوا بين أغسطس/ آب 2021 وسبتمبر/ أيلول 2023، لكنّ لبنان أكد لـ هيومن رايتس ووتش أنه طرد السوريين الذين أعادتهم قبرص في أبريل/ نيسان 2024، وأعلن عن عمليات إرجاع جديدة في أغسطس/ آب 2024.

قالت نادية هاردمان، باحثة في مجال حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: "عبر منع اللاجئين السوريين من المغادرة لطلب الحماية في بلد آخر، ثم إعادتهم قسرا إلى سوريا، ينتهك لبنان الحظر الأساسي على إعادة اللاجئين إلى حيث يواجهون الاضطهاد، بينما يساعد الاتحاد الأوروبي في دفع التكلفة. تنتهك قبرص هذا الحظر أيضا من خلال دفع اللاجئين إلى لبنان حيث قد يتعرضون للإعادة إلى الخطر في سوريا".

قدّم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه إلى مختلف السلطات الأمنية اللبنانية تمويلا يصل إلى 16.7 مليون يورو بين 2020 و2023 لتنفيذ مشاريع إدارة الحدود التي تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز قدرة لبنان على الحد من الهجرة غير الشرعية. في مايو/ أيار 2024، خصص حزمة أوسع بقيمة مليار يورو للبنان حتى 2027، بما في ذلك أموال لتزويد "القوات المسلحة اللبنانية والقوى الأمنية الأخرى بالمعدات والتدريب لإدارة الحدود ومكافحة التهريب".

شاركت هيومن رايتس ووتش النتائج التي توصلت إليها مع 12 جهة معنية ودعتها إلى التعليق عليها، بما في ذلك حكومتي لبنان وقبرص ومؤسسات وهيئات الاتحاد الأوروبي وجهات خاصة. وردت إجابات من عشرة منها.

طردت السلطات القبرصية المئات من طالبي اللجوء السوريين بشكل جماعي دون السماح لهم بالوصول إلى إجراءات اللجوء، وأجبرتهم على ركوب سفن سافرت بهم مباشرة إلى لبنان. قال الأشخاص المُبعدون إن عناصر الجيش اللبناني سلموهم مباشرة إلى جنود سوريين ومسلحين مجهولين داخل سوريا.

قالت امرأة سورية (44 عاما) إنه بعد أن اعترض خفر السواحل القبرصي قاربهم، "بدأ عناصر الأمن بإمساكنا ودفعنا" إلى سفينة العودة، و"استخدموا صاعقا كهربائيا وهراوة" على زوجها. قالت: "سالت الدماء من أنفه وفمه في كل مكان". قالت إنه بمجرد عودتهم إلى لبنان "اقتادنا الجيش من المرفأ... إلى منطقة محظورة بين الحدود [السورية واللبنانية]... وطلبوا منا الركض إلى الجانب الآخر". قالت إن الجيش السوري احتجزها وعائلتها لمدة تسعة أيام.

بمجرد وصولهم إلى سوريا، تعرض اللاجئون المبعدون ليس فقط للاحتجاز من قبل الجيش السوري، بل للابتزاز من قبل مسلحين مقابل دفع المال لتهريبهم إلى لبنان مجددا.

يستضيف لبنان أكبر عدد من اللاجئين نسبة لعدد السكان في العالم، بما في ذلك 1.5 مليون لاجئ سوري، في الوقت الذي يعاني فيه من أزمات متعددة ومتراكمة أدت إلى ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة لكل من يعيش هناك. تساهم هذه الأوضاع في الظروف التي تدفع العديد من اللاجئين السوريين إلى المغادرة إلى أوروبا. نظرا لعدم وجود مسارات هجرة قانونية وخوفا من الاضطهاد في سوريا، قال العديد من الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إن رحلات العبور غير النظامية بالقوارب هي السبيل الوحيد المتاح لهم لحياة آمنة وطبيعية.

ذكرت "المديرية العامة للأمن العام اللبناني"، التي تراقب دخول الأجانب وإقامتهم، أنها اعتقلت أو أعادت 821 سوريا على متن 15 قاربا حاولوا مغادرة لبنان بين 1 يناير/ كانون الثاني 2022 و1 أغسطس/ آب 2024.

في إحدى الحالات، أنقذ الجيش اللبناني في عملية إنقاذ مشتركة مع "قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان" (اليونيفل) 200 راكب من قارب غارق وأعادهم إلى مرفأ طرابلس اللبناني في 1 يناير/ كانون الثاني 2023. ثم طرد الجيش بعد ذلك هؤلاء السوريين بإجراءات موجزة عبر معبر وادي خالد في شمال لبنان. قال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم إنهم ناشدوا مرارا عناصر الجيش اللبناني والأمم المتحدة عدم إعادتهم إلى لبنان خشية طردهم إلى سوريا.

وصف الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات الذين تمكنت قواربهم من الوصول إلى المياه القبرصية استخدام سفن خفر السواحل القبرصية مناورات خطيرة لاعتراض القوارب. اعترض خفر السواحل أيضا أحد القوارب ثم تركوه يجنح طوال الليل دون تقديم الطعام أو أي مساعدة أخرى للأشخاص الذين كانوا على متنه. قام عناصر من الشرطة القبرصية بتقييد معصمي صبي (15 عاما) غير مصحوب بذويه ووضعوه على متن سفينة قبرصية أعادته مباشرة إلى مرفأ بيروت. ثم قام الجيش على الفور بترحيل الطفل مع مجموعة من السوريين الآخرين عبر معبر المصنع الحدودي مع سوريا.

تشكل عمليات الطرد بإجراءات موجزة هذه انتهاكا لالتزامات لبنان كطرف في "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب" وبموجب مبدأ القانون الدولي العرفي بعدم الإعادة القسرية للأشخاص إلى بلدان يواجهون فيها خطر التعذيب أو الاضطهاد. احتجاز الأطفال وإساءة معاملتهم وفصلهم عن أسرهم وغير ذلك من الانتهاكات ينتهك التزامات لبنان في مجال حقوق الطفل.

تعتبر عمليات الصد في قبرص عمليات طرد جماعي محظورة بموجب "الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان"، وتنتهك حظر الإعادة القسرية غير المباشرة أو المتسلسلة أو الثانوية.

تؤكد "مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين" المكلفة بتوفير الحماية الدولية والمساعدة الإنسانية للاجئين، أن سوريا غير آمنة للعودة القسرية وأنها لا تُسهل ولا تُشجع العودة الطوعية.

وجدت هيومن رايتس ووتش أن الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأعضاء فيه قدموا تمويلات كبيرة لإدارة الحدود اللبنانية دون ضمانات حقيقية لضمان عدم استخدام أموال الاتحاد الأوروبي من قبل جهات مسؤولة عن الانتهاكات أو المساهمة في إدامة الانتهاكات.

قالت هاردمان: "لطالما كافأ الاتحاد الأوروبي لبنان على منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا بمشاريع إدارة الهجرة. بدلا من الاستعانة بجهات خارجية لارتكاب الانتهاكات، يتعين على الاتحاد الأوروبي والمانحين الآخرين أن ينشئوا على الفور آليات مباشرة ومستقلة لمراقبة الامتثال لحقوق الإنسان في عمليات مراقبة الحدود اللبنانية".

 

البريطانيون ينتخبون والاستطلاعات ترجح فوز حزب العمال.. من هو العمالي كير ستارمر القريب من ترأس حكومة بريطانيا؟

أظهرت نتائج استطلاع أجري بعد إقفال مكاتب التصويت فوزا تاريخيا وساحقا لحزب العمال بزعامة كير ستارمر حيث حصل حسب التقديرات، على 410 مقاعد. فيما مُني المحافظون بهزيمة مدوية بحصولهم على 131 مقعدا.

وجاء في المركز الثالث الليبيراليون الديمقراطيون حيث فازوا ب61 مقعدا. أما حزب إصلاح الممكلكة المتحدة بزعامة نايجل فاراج السياسي الشعبوي وعراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقد حصل على 13 مقعدا بحسب نتائج الاستطلاع.

بدأ البريطانيون الاقتراع في انتخابات تشريعية يتوقع أن تطلق مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، إذ تتوقع الاستطلاعات فوز حزب العمال وهزيمة المحافظين بعدما استمروا في الحكم 14 عاما شهدت اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية.

وتضع استطلاعات الرأي حزب يسار الوسط الذي يتزعمه ستارمر على طريق تحقيق فوز ساحق، لكنها تشير أيضا إلى أن كثير من الناخبين يريدون ببساطة التغيير بعد فترة من التناحر والاضطراب في عهد المحافظين تغير فيها خمسة رؤساء وزارة خلال ثمانية أعوام.

يعتبر كير ستارمر هو الأكثر انتماء للطبقة العاملة بين من تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود. ما أهم محطات مسيرته الحياتية والسياسية؟ وما هي العلاقة التي تربطه بأمل كلوني؟

قبل أن يتولى كير ستارمر زعامة حزب العمال البريطاني تدرج في مسؤوليات عدة، من محام في مجال حقوق الإنسان إلى مدع عام للدولة، لكن يبدو أن طموحه الذي لا حدود له وامكاناته الهائلة للعمل سيدفعانه إلى أعلى منصب سياسي في بريطانيا.

 ويعد الزعيم البالغ 61 عاما والذي سمي على اسم مؤسس حزب العمال كير هاردي، الأكثر انتماء إلى الطبقة العاملة من بين الذين تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود.

 قال ستارمر للناخبين مرارا خلال جولاته الانتخابية إن "والدي كان صانع أدوات، وأمي كانت ممرضة"، رافضا تصوير منافسيه له أنه ينتمي إلى النخبة الليبرالية المتعجرفة في لندن.

 وبشعره الرمادي ونظارتيه ذات الإطار الأسود، يظل ستارمر لغزا في عيون ناخبيه الذين سيوصلونه إلى داونينغ ستريت بعد الانتخابات العامة الخميس.

"انتهازي أم براغماتي؟"

 ويصفه منتقدون بأنه انتهازي، لكن مؤيديه يصرون على أنه إداري براغماتي يتعامل مع منصب رئيس الوزراء بالطريقة نفسها التي مارس بها مسيرته المهنية: بدون كلل وباستخدام الحجة القانونية.

 وقال ستارمر في خطاب ألقاه مؤخراً خلال حملته الانتخابية "السياسة يجب أن يكون محورها الخدمة"، مكرراً شعاره المتمثل في وضع "البلد أولا، والحزب ثانياً" بعد 14 عاماً من حكم المحافظين في ظل خمسة رؤساء وزراء.

 وفي بعض الأحيان، يبدو مشجع فريق أرسنال الذي جاء إلى السياسة في وقت متأخر من حياته، غير مرتاح في دائرة الضوء، ويكافح من أجل التخلص من صورته العامة باعتباره شخصية مملة.

 لكن يقال إن ستارمر الذي تعمل زوجته فيكتوريا في الخدمة الصحية الوطنية وله منها فتى وفتاة في سن المراهقة يكون مختلفا بشخصية تميل للدعابة في مجالسه الخاصة.

 وتعهد ستارمر في حال انتخابه الحفاظ على عادته المتمثلة بعدم العمل بعد الساعة السادسة مساء من أيام الجمعة وتمضية هذا الوقت مع عائلته.

ابن لعائلة بسيطة 

 وُلِد كير رودني ستارمر في 2 أيلول/سبتمبر 1962، ونشأ في منزل ضيق في ضواحي لندن برعاية أم تعاني من مرض خطير وأب بعيد عاطفيا.

 لديه ثلاثة أشقاء أحدهم يعاني من صعوبات في التعلم، ووالداه من محبي الحيوانات وقد ساهما في العناية بالحمير. وقال ستارمر مازحا "كلما غادر أحدنا المنزل، كان يتم استبداله بحمار".

 تعلم ستارمر في المدرسة العزف على الكمان على يد نورمان كوك عازف الغيتار السابق الذي أصبح منسق موسيقى مشهورا، وانضم إلى مدرسة موسيقى مرموقة في لندن خلال عطلات نهاية الأسبوع.

 بعد دراساته القانونية في جامعتي ليدز وأكسفورد، حول ستارمر انتباهه إلى القضايا اليسارية ودافع عن النقابات العمالية والناشطين المناهضين لماكدونالدز والسجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الخارج.

 وهو صديق لمحامية حقوق الإنسان أمل كلوني التي تدرب معها على ممارسة المحاماة، وروى أنه تناول وجبة غداء معها ومع زوجها الممثل جورج كلوني ذات مرة.

 وعام 2003 بدأ يقترب من المؤسسة السياسية ما سبب صدمة لأصدقائه وزملائه، وفي البداية تولى وظيفة تضمن امتثال الشرطة في إيرلندا الشمالية لتشريعات حقوق الإنسان.

 وبعد خمس سنوات، تم تعيينه مديرا للنيابة العامة في انكلترا وويلز عندما كان زعيم حزب العمال غوردون براون رئيسا للوزراء.

 بين عامي 2008 و2013، أشرف على محاكمة أعضاء برلمان بتهمة استغلال نفقاتهم، وصحافيين بتهمة التنصت على الهواتف، ومثيري شغب شبان شاركوا في الاضطرابات في جميع أنحاء إنكلترا.

 وحصل على لقب سير من الملكة إليزابيث الثانية، لكنه نادرا ما استخدم هذا اللقب، وعام 2015 تم انتخابه عضوا في البرلمان عن منطقة في شمال لندن تغلب على ناخبيها الميول اليسارية.

 وقبل أسابيع فقط من انتخابه، توفيت والدته بسبب مرض نادر في المفاصل جعلها غير قادرة على المشي لسنوات عديدة. وعام 2021 بكى ستارمر خلال مقابلة تلفزيونية وهو يروي كيف "حطم" وفاة والدته والده.

 وبعد عام واحد فقط من انتخابه عضوا في البرلمان، انضم ستارمر إلى مجموعة من النواب المتمردين في حزب العمال ضد اليساري المتطرف جيريمي كوربن متهمين اياه بالافتقار إلى القيادة خلال حملة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فشل التمرد في وقت لاحق من ذلك العام، لكن ستارمر انضم مجددا إلى فريق القيادة في حزب العمال بصفته متحدثا باسم بريكست، وبقي يؤدي هذا الدور حتى خلافته كوربن الذي قاد الحزب إلى أسوأ هزيمة له في الانتخابات منذ عام 1935. ومنذ ذلك الحين، أظهر ستارمر تصميما من خلال إعادة الحزب إلى موقع الوسط وقيادته حملة تطهير لارث كوربن إضافة إلى اجتثاث معاداة السامية داخل الحزب.

 اتهم اليسار ستارمر بالخيانة لإسقاطه عددا من التعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية، بما في ذلك إلغاء الرسوم الجامعية. لكن دفعه لإعادة التموضع الاستراتيجي لحزب العمال ووضعه مرة أخرى على سكة السلطة، يدل على أن النجاح أمر ثابت في حياة ستارمر. وقال ستارمر مرة "إذا ولدت بدون امتيازات، فلن يكون لديك وقت للعبث"، مضيفا "لا يمكنك الالتفاف حول المشكلات من دون حلها".

ميادين  / وكالات

 

مصر: يجب على السلطات وضع حد لحملة الاعتقالات الجماعية والإعادة القسرية للاجئين السودانيين

 

قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب على السلطات المصرية أن توقف فورًا الاعتقالات التعسفية الجماعية والترحيل غير المشروع للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر بحثًا عن ملاذ آمن من الصراع الدائر في السودان؛ جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته المنظمة اليوم عشية اليوم العالمي للاجئين.

ويظهر التقرير الصادر بعنوان “كبّلونا وكأنّنا مجرمون خطرون”: الاحتجاز التعسفي والإعادة القسرية للاجئين السودانيين في مصر، كيف يجري القبض على اللاجئين السودانيين، ثم ترحيلهم بصورة غير مشروعة إلى السودان – الذي يشهد صراعًا محتدمًا – دون اتباع الإجراءات الواجبة أو إتاحة أي فرصة لطلب اللجوء، مما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. وتظهر الأدلة أن الآلاف من اللاجئين السودانيين قد اعتُقلوا تعسفيًّا، ثم أُبعدوا جماعيًّا؛ حيث تشير تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن 3,000 شخص قد رُحِّلوا من مصر إلى السودان في شهر سبتمبر/أيلول 2023 وحده.

وقالت سارة حشاش، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “من المستعصي فهم الإقدام على اعتقال النساء والرجال والأطفال السودانيين جماعيًّا بعدما عبروا الحدود فرارًا من الصراع المسلح الدائر في بلادهم، وبحثًا عن الملاذ الآمن في مصر، ثم احتجازهم تعسفيًّا في ظروف سيئة ولاإنسانية، وترحيلهم بصورة غير مشروعة”.

وأضافت سارة حشاش: “يجب على السلطات المصرية أن تضع حدًا فوريًا لهذه الحملة الخبيثة من الاعتقالات الجماعية والإبعاد الجماعي. وينبغي لها الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين التي تستوجب منها أن تكفل للفارين من الصراع في السودان عبورًا آمنًا وكريمًا إلى مصر، وسبل الوصول إلى إجراءات اللجوء دون أي قيود”.

يجب على السلطات المصرية أن تضع حدًا فوريًا لهذه الحملة الخبيثة من الاعتقالات الجماعية والإبعاد الجماعي.

سارة حشاش، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

على مدى عدة عقود، ظلت مصر موطنًا للملايين من السودانيين الذين يدرسون أو يعملون أو يستثمرون أو يتلقون الرعاية الصحية فيها، ويُعفى من شروط الدخول النساء والفتيات السودانيات، والفتيان السودانيون دون 16 عامًا والرجال فوق سن الـ 49. وتشير التقديرات إلى أن نحو 500,000 لاجئ سوداني قد فروا إلى مصر في أعقاب اندلاع الصراع المسلح في السودان في أبريل/نيسان 2023. ولكن خلال الأشهر التالية، فرضت الحكومة المصرية على جميع المواطنين السودانيين شرط الحصول على تأشيرة دخول قبل القدوم إلى مصر، مما اضطر الفارين من الصراع للهروب من خلال المعابر الحدودية غير النظامية.

ويوثق التقرير بالتفصيل محن 27 لاجئًا سودانيًا اعتُقلوا مع نحو 260 آخرين على يد قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الدفاع وقوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية بصورة تعسفية، خلال الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ومارس/آذار 2024. كما يوثِّق كيف أعادت السلطات ما لا يقل عن 800 محتجز سوداني قسرًا خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2024، وكيف حُرموا جميعًا من إمكانية طلب اللجوء، بما في ذلك إتاحة الفرصة أمامهم للوصول إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أو الطعن في قرارات ترحيلهم.

ويستند التقرير إلى مقابلات أجريت مع لاجئين محتجزين، وأقاربهم، والقيادات المجتمعية بالجالية السودانية، ومحامين، ومهنيين طبيين؛ فضلًا عن مراجعة البيانات والوثائق الرسمية، وفحص الأدلة السمعية البصرية. ولم ترد وزارتا الدفاع والداخلية المصريتان على الرسائل التي بعثتها إليهما منظمة العفو الدولية وأوردت فيها نتائج توثيقها وتوصياتها؛ أما المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو المؤسسة الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، فقد رفض هذه النتائج زاعمًا أن السلطات تفي بالتزاماتها الدولية.

وقد جاء التصاعد الحاد في عمليات الاعتقال والإبعاد الجماعية في أعقاب صدور قرار لرئيس الوزراء في أغسطس/آب 2023، يلزم الأجانب المقيمين في مصر بتوفيق أوضاعهم وتقنين إقامتهم. وتزامن هذا القرار مع تصاعد نبرة الخطاب العنصري وخطاب كراهية الأجانب، سواء على الإنترنت أم في وسائل الإعلام، فضلًا عن تصريحات المسؤولين الحكوميين التي ينتقدون فيها “أعباء” استضافة “الملايين” من اللاجئين.

كما جاءت هذه الحملة على خلفية تزايد التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر على صعيد الهجرة ومراقبة الحدود، بالرغم من سجل مصر المزري في مجال حقوق الإنسان، وانتهاكاتها الموثقة توثيقًا جيدًا ضد المهاجرين واللاجئين.

ففي أكتوبر/تشرين الأول 2022، وقع الاتحاد الأوروبي ومصر اتفاقًا للتعاون تبلغ قيمته 80 مليون يورو، يشمل بناء قدرات قوات حرس الحدود المصرية لمكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر عبر الحدود المصرية. ويدّعي هذا الاتفاق أنه يطبق “مناهج قائمة على الحقوق وموجهة نحو الحماية ومراعية للنوع الاجتماعي”. غير أن التقرير الجديد لمنظمة العفو الدولية يوثق ضلوع قوات حرس الحدود في انتهاكات ضد اللاجئين السودانيين.

وفي مارس/آذار 2024، تم الاتفاق على حزمة أخرى من المعونات والاستثمارات، تُعدُّ الهجرة واحدة من ركائزها الرئيسية، في إطار شراكة استراتيجية وشاملة أعلن عنها حديثًا بين الاتحاد الأوروبي ومصر.

من خلال التعاون مع مصر في مجال الهجرة بدون ضمانات صارمة لحماية حقوق الإنسان، يخاطر الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها مصر.

سارة حشاش، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وقالت سارة حشاش: “من خلال التعاون مع مصر في مجال الهجرة بدون ضمانات صارمة لحماية حقوق الإنسان، يخاطر الاتحاد الأوروبي بالتواطؤ في انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها مصر. فيجب على الاتحاد الأوروبي الضغط على السلطات المصرية لحملها على اتخاذ تدابير ملموسة لحماية اللاجئين والمهاجرين”.

وأردفت سارة حشاش قائلةً: “قبل تنفيذ أي تعاون في مجال الهجرة، يجب على الاتحاد الأوروبي أيضًا إجراء تقييمات صارمة لما قد ينطوي عليه هذا التعاون من مخاطر على حقوق الإنسان، وإرساء آليات مستقلة للرصد تعمل وفق معايير واضحة لحقوق الإنسان. ولا بد من وقف أي تعاون أو تعليقه على الفور، إذا كانت ثمة مخاطر أو تقارير حول وقوع انتهاكات”.

عمليات الاعتقال التعسفية في الشوارع والمستشفيات

جرت أغلبية الاعتقالات الجماعية في القاهرة الكبرى (التي تضم القاهرة والجيزة)، وفي المناطق الحدودية في محافظة أسوان أو داخل مدينة أسوان. وفي القاهرة والجيزة، قامت الشرطة بعمليات الإيقاف والتحقق من الهوية الجماعية، مستهدفة الأفراد السود، مما بث شعورًا من الخوف في أوساط اللاجئين، وجعل الكثيرين منهم يحجمون عن مغادرة منازلهم.

وبعد اعتقال اللاجئين السودانيين على يد الشرطة في أسوان، يُنقلون إلى مراكز الشرطة أو معسكر قوات الأمن المركزي، وهو أحد مرافق الاحتجاز غير الرسمي، في منطقة الشلال. أما من تعتقلهم قوات حرس الحدود في محافظة أسوان، فيُحتجزون في مرافق احتجاز مؤقتة، من بينها مخازن داخل أحد المواقع العسكرية في أبو سمبل، وإسطبل للخيول داخل موقع عسكري آخر بالقرب من قرية نجع الكرور، ثم يُجبرون على ركوب حافلات وشاحنات تنطلق بهم إلى الحدود السودانية.

وتتسم الظروف السائدة في مرافق الاحتجاز المذكورة بالقسوة واللاإنسانية، والاكتظاظ الشديد، وعدم تيسر المراحيض ومرافق الصرف الصحي، وقلة الطعام ورداءته، والحرمان من الرعاية الصحية الكافية.

كما وثقت منظمة العفو الدولية اعتقال ما لا يقل عن 14 لاجئًا أثناء وجودهم في مستشفيات حكومية في أسوان، حيث كانوا يتلقون العلاج الطبي لإصابات خطيرة تكبدوها في حوادث سير أثناء رحلاتهم من السودان إلى مصر. ونقلتهم السلطات – بخلاف نصائح الأطباء وقبل تماثلهم للشفاء التام – إلى مرافق الاحتجاز حيث أجبروا على النوم على الأرض بعد العمليات الجراحية التي أجريت لهم.

ومن بين هؤلاء أميرة، وهي امرأة سودانية عمرها 32 عامًا، فرت من الخرطوم مع أمها، وكانت تتلقى العلاج الطبي في أحد مستشفيات أسوان في أعقاب حادث تصادم سيارة في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أدى إلى إصابتها بكسور في العنق والظهر. وقالت نورا، وهي إحدى قريبات أميرة، للمنظمة إن الأطباء أخبروها أنها بحاجة لرعاية طبية لمدة ثلاثة أشهر؛ ولكن بعد 18 يومًا فقط نقلتها الشرطة إلى أحد مراكز شرطة أسوان حيث أجبرت على النوم على الأرض لمدة نحو 10 أيام.

الاحتجاز في مرافق باردة وموبوءة بالجرذان قبل الإبعاد الجماعي

فحص مختبر الأدلة التابع لمنظمة العفو الدولية صورًا فوتوغرافية وتحقق من مقاطع فيديو تعود إلى يناير/كانون الثاني 2024 لنساء وأطفال جالسين على أرض قذرة وسط القمامة في أحد المخازن التي تسيطر عليها قوات حرس الحدود المصرية. وقال المحتجزون السابقون إن المخازن كانت موبوءة بالجرذان وعشش الحمام، ووصفوا كيف اضطر المحتجزون لتحمل البرد أثناء الليل بدون ملابس ملائمة ولا بطاطين. واتسم مخزن احتجاز الرجال بالاكتظاظ الشديد، حيث زُجَّ فيه بأكثر من 100 محتجز معًا، وعانوا من صعوبة الوصول إلى المراحيض الطافحة، مما يضطرهم للتبول في زجاجات بلاستيكية أثناء الليل.

واحتُجز ما لا يقل عن 11 طفلًا، بعضهم دون الرابعة من العمر، مع أمهاتهم في هذه المواقع.

وذكرت إسراء، التي تعاني من الربو، لمنظمة العفو الدولية أن الحراس في إسطبل الخيول المكتظ بالقرب من قرية نجع الكرور تجاهلوا طلبها الحصول على بخاخ استنشاق، حتى عندما طلبت منهم شراءه على نفقتها الخاصة.         

وبعد فترات من الاحتجاز، تتراوح بين بضعة أيام وستة أسابيع، كبّلت الشرطة وقوات حرس الحدود أيدي المحتجزين، ونقلتهم إلى معبر قسطل-أشكيت الحدودي، حيث سلمتهم للسلطات السودانية، بدون إجراء تقييم فردي لمخاطر تعرضهم لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في حال إعادتهم إلى السودان. ولم تُتح الفرصة لأي من المرحَّلين لطلب اللجوء حتى في حالات اللاجئين الذين كانت لديهم مواعيد للتسجيل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو الذين طلبوا التواصل مع المفوضية أو التمسوا عدم إعادتهم. ومثل هذه الحالات من الإعادة القسرية تشكل انتهاكًا للالتزامات الدولية الواقعة على عاتق مصر بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين، بما فيها مبدأ عدم الإعادة القسرية.

كما قامت قوات حرس الحدود بإبعاد أحمد وزوجته، وطفلتهما البالغة من العمر عامين، ضمن مجموعة تتألف من نحو 200 محتجز، في 26 فبراير/شباط 2024، بعد احتجازهم طيلة ستة أيام في موقع أبو سمبل العسكري.

منذ بدء الصراع في السودان، تقاعست السلطات المصرية عن تقديم بيانات إحصائية، أو الاعتراف بسياسة الترحيل التي تنتهجها.

ميادين - منظمة العفو الدولية

وكالات أممية تحذر من انعدام الأمن الغذائي في غزة والسودان

حذرت وكالات أممية، اليوم الأربعاء، من أن سكان غزة وهايتي ومالي وجنوب السودان والسودان قد يواجهون "مستويات كارثية" من انعدام الأمن الغذائي بحلول أكتوبر/تشرين الأول إذا لم يتم اتخاذ إجراءات إنسانية وجهود دولية للوصول إلى المناطق المتضررة.

الأمن الغذائي يهدد نصف سكان غزة

وتحذر الأمم المتحدة منذ أشهر من أن المجاعة تهدد غزة. وفي تقرير جديد حول "بؤر الجوع الساخنة" في العالم، أشارت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من مليون شخص، أي نصف سكان غزة، معرضون لمواجهة انعدام الأمن الغذائي الكارثي بحلول منتصف يوليو/تموز.

ووفقا للوكالتين اللتين تشعران بالقلق إزاء خطر انتقال عدوى انعدام الأمن الغذائي إلى لبنان وسورية، فإن هذا الوضع نتيجة "الآثار المدمرة للنزاع المستمر والقيود الشديدة على التنقل وانهيار أنظمة الأغذية الزراعية المحلية".

وبحسب تقرير "بؤر الجوع الساخنة" في العالم الذي يقيّم حالة الأمن الغذائي في جنوب السودان من يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول، "يؤدي انخفاض إنتاج الغذاء المحلي المرتبط بتراجع قيمة العملة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وما زاد الأمور سوءا هو مخاطر وقوع فيضانات والنزاعات المتكررة على المستوى الداخلي".

وتفيد الوثيقة بأن الوضع في مالي يتدهور بسبب "تصاعد النزاعات" و"يتفاقم بانسحاب" بعثة الأمم المتحدة، وفي السودان، بين الإنتاج الزراعي الذي يتأثر نتيجة العنف وأعمال النهب، والواردات التي تعرقلها الصعوبات المادية والمالية، ترتفع أسعار المواد الغذائية كما ذكر التقرير.

أضافت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي هايتي إلى قائمة المناطق الأكثر إثارة للقلق (القائمة السابقة تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023)، حيث إن عنف الجماعات المسلحة المتزايد "يؤدي إلى تعطيل أكبر للإمدادات ويزيد من النزوح الداخلي ويؤثر على وصول المساعدات الإنسانية".

وتشتد أزمة الغذاء في 18 "نقطة جوع ساخنة" بحسب تقديرات الأمم المتحدة، مع مستوى قلق "مرتفع جدا" بالنسبة لتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما وسورية واليمن.

من جهة أخرى أشار تقرير، صدر الثلاثاء عن "شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة"، إلى أن المجاعة ربما تكون قد بدأت في شمال غزة بالفعل، محذرا من أنه من المرجح أن تتم إعاقة جمع البيانات طالما استمرت الحرب، موضحا أن السكان - بمن فيهم الأطفال - يموتون لأسباب تتعلق بالجوع في أنحاء القطاع، وإن هذه الظروف ستستمر على الأرجح حتى يوليو/ تموز على الأقل إذا لم يكن هناك تغيير جوهري في كيفية توزيع المساعدات الغذائية، وحذر التقرير أيضا من أن الجهود المبذولة لزيادة المساعدات إلى غزة غير كافية، وحث الاحتلال الإسرائيلي على التحرك بشكل عاجل.

ميادين  /فرانس برس /  العربي الجديد

العدل الدولية تطالب إسرائيل بوقف عملياتها برفح وغضب بتل أبيب من القرار.. فيديو

 

في اليوم الـ231 من العدوان الإسرائيلي على غزة، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارا يلزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح، وفتح كل المعابر البرية للقطاع لا سيما معبر رفح.

كما ذكرت أن الشروط مستوفاة لاتخاذ إجراءات طارئة جديدة في قضية اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية.

وقد أثار القرار موجة غضب عارمة في إسرائيل، وانتقد عدد من المسؤولين والسياسيين القرار، معتبرين أنه قرار ضد السامية، واعتبر وزير الأمن الوطني المتطرف إيتمار بن غفير أن مستقبل إسرائيل "ليس منوطا بما يقوله الأغيار".

وعبّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية عن ترحيبهما بالقرار.

ميدانيا، شن الطيران الحربي للاحتلال غارات عنيفة وغير مسبوقة على رفح تزامنا مع إصدار المحكمة قرارها.

كما أطلقت قوات الاحتلال النار على كل من يقترب من وسط المدينة، ومنعت فرق الإسعاف من إغاثة المصابين.

على الجانب الآخر، قال أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة إن العودة الحزينة للمحتجزين الثلاثة الذين عثر على جثثهم تشكل حسرة أخرى لعائلات المحتجزين.

ميادين - وكالات

تونس: الاتحاد الأوروبي قلق من اعتقالات بصفوف المجتمع المدني

 

طلب الاتحاد الأوروبي إيضاحات من السلطات التونسية بشأن موجة اعتقالات في صفوف المجتمع المدني، وذكر أنه يتابع بقلق التطورات الأخيرة في تونس، ولا سيما اعتقال العديد من شخصيات المجتمع المدني والصحفيين والفاعلين السياسيين.

أعرب الاتحاد الأوروبي الثلاثاء (14 مايو / أيار 2024) عن "قلقه" إزاء موجة التوقيفات الأخيرة في تونس التي شملت عدة شخصيات من المجتمع المدني، مؤكدا أن حرية التعبير واستقلالية القضاء يشكلان "أساس" شراكته مع تونس. وقالت المتحدثة باسم الدائرة الدبلوماسية للاتحاد الاوروبي نبيلة مصرالي إن "وفد الاتحاد الأوروبي طلب محليا توضيحات من السلطات التونسية حول أسباب هذه التوقيفات". وأضافت: "يكفل الدستور التونسي حريات التعبير والتجمع بالإضافة إلى استقلالية القضاء، ما يشكل أساس شراكتنا" مع تونس.

وأوضح الاتحاد الأوروبي في بيانه اليوم "تلعب جمعيات المجتمع المدني ووسائل الإعلام دورا أساسيا في جميع الديمقراطيات من خلال المشاركة بشكل مباشر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد". وتابع: "إن حريات التعبير وتكوين الجمعيات، فضلا عن استقلال القضاء، يكفلها الدستور التونسي وتشكل أساس شراكتنا".

وكانت السلطات القضائية التونسية أصدرت الأحد مذكرة توقيف بحق مقدم برامج ومعلق سياسي إثر تعليقات انتقدا فيها الوضع العام في البلاد، وذلك غداة توقيف طال محامية هي أيضا كاتبة، على خلفية اتهامات مماثلة. وتوجه منظمات حقوقية تونسية ودولية انتقادات شديدة لنظام قيس سعيِّد الذي يحتكر السلطات في البلاد منذ صيف عام 2021 وقد غير الدستور، مؤكدة أنه "يقمع الحريات في البلاد". غير أن الرئيس التونسي يكرر أن "الحريات مضمونة" في تونس.

وقال الاتحاد الذي يرتبط بشراكة قوية مع تونس إن "بعثة الاتحاد الأوروبي طلبت من السلطات التونسية توضيحات حول أسباب هذه الاعتقالات". وداهمت قوات الأمن في مناسبتين "دار المحامي" وأوقفت في مناسبة أولى سنية الدهماني وهي محامية سابقة تعمل بقطاع الإعلام بسبب تعليقات لها اعتبرت "مسيئة" في برنامج حواري.

كما أوقفت في وقت لاحق المحامي مهدي زقروبة بدعوى اعتدائه "ماديا ولفظيا" على عنصرين من الأمن أثناء احتجاجات بقاعة المحكمة وتعطيل عملهما. ويتهم المحامون قوات الأمن بممارسة القوة المفرطة أثناء إيقاف زقروبة في "دار المحامي".

وأوقف قوات الأمن أيضا منذ أمس الأول الأحد الصحفي مراد الزغيدي ومذيع البرامج الحوارية برهان بسيس. وقال محاميهما غازي مرابط إنه يجري التحقيق معهما بشأن تدوينات منسوبة إليهما والتحاليل السياسية والاجتماعية التي يقدمانها في برنامج حواري يعملان به.

وأعربت فرنسا الثلاثاء عن "قلقها" بعد توقيف المحامية والكاتبة سونيا الدهماني في تونس بتهمة نشر "معلومات كاذبة بهدف الإضرار بالسلامة العامة" وفق وسائل إعلام تونسية. وكانت الدهماني تساءلت بسخرية خلال برنامج بُث في السابع من مايو / أيار 2024 "ما هو البلد الاستثنائي الذي نتحدّث عنه؟"، وذلك رداً على كاتب صحافي آخر قال إن المهاجرين الذين يأتون من بلدان في إفريقيا جنوب الصحراء، يسعون للاستقرار في تونس.

وفي 13 سبتمبر / أيلول 2022 أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد مرسوما -عُرف بـ"المرسوم 54"- ينص على "عقاب بالسجن لمدة خمسة أعوام" وغرامة تصل الى خمسين ألف دينار "لكل من يتعمد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتصال لإنتاج أو ترويج أو نشر أو إرسال أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني". وخلال عام ونصف عام حوكم أكثر من 60 شخصا -بينهم صحافيون ومحامون ومعارضون للرئيس- بموجب هذا المرسوم، وفق النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين.

ميادين / د ب أ/أ ف ب

فلسطين.. "أين المفر؟".. 1.4 مليون فلسطيني في مدينة رفح يتساءلون عن سبيل النجاة من اجتياح إسرائيلي محتمل

 

"أين يمكن أن نذهب؟"، هو السؤال الأكثر شيوعًا بين الفلسطينيين في مدينة رفح، في أقصى جنوب قطاع غزة التي حشر فيها مئات آلاف النازحين، معربين عن مخاوفهم من اجتياح إسرائيل للمدينة بذريعة "استئصال حماس".

كان مئات آلاف الأشخاص قد نزحوا من الشمال، هربا من قصف القوات الإسرائيلية الذي أعقب تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في غلاف غزة في 7 أكتوبر، ومنذ ذلك الحين، تم تسوية أجزاء واسعة من شمال القطاع بالأرض، وقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني.

وبعد أشهر من القيود الإسرائيلية المفروضة على المساعدات إلى الشمال، أصبح نحو 300 ألف فلسطيني ممن بقوا هناك على حافة المجاعة وفقاً للأمم المتحدة. ورغم ذلك، يرغب العديد من الفلسطينيين في العودة، قائلين إنهم سئموا من الظروف القاسية التي عانوا منها أثناء النزوح.

وعلى مدى شهور، كانت العائلات محشورة في منازل الأقارب والخيام والمدارس، التي تحولت إلى ملاجئ في جميع أنحاء جنوب قطاع غزة.

وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع كبار المسؤولين، للعمل على الاستعدادات لاجتياح رفح، حسبما قال مكتبه.

وقد أعرب المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، عن اعتراضات قوية على الهجوم المخطط له، قائلين إنه سيعرض للخطر ما يقدر بنحو 1.4 مليون فلسطيني لجأوا إلى رفح.

المصادر: يورونيوز -  أ ب

تحديد هدف للتضخم.. صندوق النقد يقدم توصياته للمغرب

حث صندوق النقد الدولي بنك المغرب المركزي، الأربعاء، على تحديد هدف للتضخم مع انحسار الضغوط التي تسهم في رفع أسعار السلع والمواد الغذائية.

وانخفض التضخم السنوي إلى 6.1 بالمئة العام الماضي من 6.6 بالمئة في 2022، ويتوقع بنك المغرب المركزي مزيدا من التراجع إلى 2.4 بالمئة هذا العام، مع انخفاض أسعار السلع المستوردة وزيادة الاستقرار في أسواق المواد الغذائية.

وقال الصندوق في بيان بمناسبة انتهاء مهمة بعثته الحالية في البلاد "مع استمرار انخفاض التضخم، يتعين على بنك المغرب أن يستأنف انتقاله إلى إطار وضع هدف للتضخم".

وترك البنك المركزي سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند ثلاثة بالمئة خلال الاجتماع الأخير لمجلس إدارته في ديسمبر، وهو الموقف الذي قال الصندوق النقد إنه مناسب.

وحث الصندوق حكومة الرباط على تحسين إيراداتها الضريبية لتعزيز "ضبط أوضاع المالية العامة" على المدى المتوسط، مع توسيع نطاق الحصول على الرعاية الاجتماعية.

وتوقع زيادة فرص العمل بدعم إصلاح الشركات المملوكة للدولة وزيادة دور القطاع الخاص في الاستثمار ومكافحة الفساد ومعالجة الممارسات التي تقوض المنافسة.

وتشير بيانات وكالة الإحصاء الحكومية إلى ارتفاع معدل البطالة في المغرب إلى 13 بالمئة في 2023 من 11.8 بالمئة مقارنة بالعام السابق، مع استمرار فقدان قطاع الزراعة وظائف بسبب الجفاف.

وقال الصندوق إن خطة الحكومة لتحسين البنية التحتية ضرورية للحد من ندرة المياه، إلى جانب إعادة النظر في رسوم استهلاك المياه ومواصلة الجهود لتحسين الكفاءة في استخدام الموارد المائية.

وأضاف أن "التقدم المحرز مؤخرا، الذي كان مخططا له على صعيد تحرير سوق الكهرباء، من شأنه أن يشجع التحول إلى الطاقة المتجددة".

ويتوقع صندوق النقد أن يرتفع النمو الاقتصادي في المغرب تدريجيا إلى حوالي 3.5 بالمئة على المدى المتوسط، بفضل الطلب المحلي القوي وارتفاع الصادرات والاستثمارات.

ميادين - رويترز

 

تركيا بعد عام من الزلزال.. لا حياة طبيعية في مدن أشباح

 

بعد مرور عام على كارثة الزلزال في جنوب تركيا، لا يزال عشرات الآلاف يعيشون في ظروف صعبة ضمن مساحات ضيقة في مساكن مؤقتة. وعملية إعادة البناء تسير ببطء شديد. وفي الأثناء أدار ظهره للمنطقة وغادرها كل من استطاع ذلك.

في السادس من شهر شباط/ فبراير 2023 ضرب زلزال عنيف جنوب تركيا وشمال سوريا، وحسب الأرقام الرسمية أدى الزلزال إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخاص وإصابة أكثر من125 ألف آخرين. وبعد مرور عام على الكارثة لا تزال مشاكل الناجين من الزلزال قائمة حتى الآن. ففي محافظة هاتاي القريبة من الحدود السورية والتي كانت أكثر تضررا بالزلزال، أفاد ناجون لـ DW بأنه لم يتم القيام بما هو مطلوب رغم مرور عام، ولم تعد الحياة إلى طبيعتها حتى الآن.

وفي حيي، دفني وسامان داغ، بمدينة أنطاكية أحدث الزلزالدمارا هائلا، وبعد مرور عام لا تخطر على بال المرء هنا سوى عبارة "مدينة أشباح" مباشرة. هذان الحيان يبدوان وكأنهما فارغان تماما، فالأنقاض التي تمت إزالتها بقي مكانها فارغا تماما ولم يتم تشييد أي شيء.

تحول المساكن المؤقتة إلى دائمة!

هاجر الكثير من الناس إلى مدن أخرى بعد الزلزال، وأغلب من بقوا تم إيواؤهم في حاويات "مساكن جاهزة"، كان من المفترض أن تكون مساكن مؤقتة. وهناك اليوم حوالي 200 تجمع لهذه الحاويات في هاتاي، تأوي نحو 187 ألف شخص.

المكان هنا ضيق، وفي الكثير من الحاويات تقطن أكثر من عائلة واحدة، فالمعلمة سراب سلجوق، مثلا تقطن مع طفليها وخمسة أشخاص آخرين في حاوية. وقالت لـ DW إنها طالبت بحاوية أخرى، لكنها لم تتلق أي رد، وأضافت بأن "ظروف الحياة صعبة جدا. أنا وأطفالي نعاني من مصاعب بكل معنى الكلمة"

السيدة مريم كاراتاس تعيش الآن في حاوية بمدينتها أنطاكية، وتقول "الحياة صعبة، لكننا نحاول التأقلم مع المصاعب". فالحاوية ضيقة جدا، وأغلب الأحيان لا تتوفر المياة والكهرباء، تقول كاراتاس الأم لثلاثة أطفال.

هناك مخاوف أمنية أيضا!

في الأيام الأولى بعد الزلزال كان يقدم للناجين الطعام والمواد الغذائية مجانا، لكن اليوم لا يوجد شيء من ذلك. ويقول هؤلاء إن الماء والكهرباء والبنية التحتية هي أكبر المشاكل والمصاعب التي يعانون منها، إذ لا تتوفر شبكة كهرباء ومياه ثابتة ودائمة في المنطقة، وهي مشكلة كبيرة. والكثير من الشوارع في مركز المدينة لا تزال متضررة ولا يمكن استخدامها، وتزداد المشكلة صعوبة حين يكون الجو ماطرا.

وغياب الأمن أيضا يعتبر مشكلة بالنسبة للكثيرين، فالمعلمة سراب سلجوق تطالب بالمزيد من الأمن في تجمع الحاويات الذي تقيم فيه. في السابق كان هناك تواجد للشرطة والحراس الذين كان يوفرون الأمن، "لكن اليوم ليس هناك أي تواجد لرجال الأمن. هناك فقط بعض كاميرات المراقبة. ومؤخرا تعرض شخص لهجوم مسلح. ليس لدينا أمن أبدا" تقول سلجوق.

إنجاز بناء 25 شقة فقط!

أعمال إعادة البناء تسير ببطء شديد، والدولة تريد بناء منازل للمتضررين من الزلزال. هناك حوالي 45 ألف شقة في طور البناء، 2665 شقة منها سيتم الانتهاء من بنائها قريبا. وحسب المصادر الرسمية فإنه تم حتى الآن تسليم 25 شقة فقط ويقيم فيها أصحابها.

لكن بالنسبة للسيدة كاراتاس وعائلتها فإنها لا تريد الانتقال إلى هذه الشقق التي يتم بناؤها في أحياء أخرى غير حيّها الأصلي الذي كانت تعيش فيه قبل الزلزال. وتقول "لم يتم الانتهاء من بناء الشقق بعد والشوارع المحيطة بها موحلة، وهي بعيدة جدا بالنسبة لي".

وعلاوة على ذلك لا تقوم الدول ببناء ما يكفي من الشقق السكنية، تؤكد كاراتاس، وتضيف أن "عدد الشقق المزمع بناؤها لا يمكن مقارنتها مع عدد الشقق التي دمرها الزلزال. ولا يمكن إيواء جميع المتضررين في هذه الشقق".

بالضبط مثل السيدة كاراتاس يشتكي كثيرون، ولا يريدون ترك أحيائهم التي كانوا يعيشون فيها قبل الزلزال. "لم أترك مدينتي بعد الزلزال. لكن الدولة تركت هاتاي تواجه مصيرها لوحدها" يقول مصطفى باير الذي يعيش في حاوية صغيرة مع عائلته المكونة من ثمانية أفراد.

كما يشتكي المتضررون من عدم وجود ما يكفي من المساعدات الحكومية، فالمعلمة سراب سلجوق حصلت حتى الآن على حزمتين فقط من المساعدات

التي تقدمها هيئة الكوارث الحكومية "آفاد/ AFAD"، التي تم اتهامها بعيد كارثة الزلزال بأن مساعداتها لم تكن بالسرعة الكافية وخاصة في مدينة هاتاي.

الكثيرون لا يعودون

بعد عام من الكارثة، لم تعد الحياة الاقتصادية أيضا في المدينة إلى طبيعتها، ففي المنطقة الصناعية انهار 95 بالمائة من المباني، حسب إفادات المتضررين.

الخباز أدهم إيجر، يخبز في مبنى متضرر، ويخبز يوميا ألف رغيف فقط، بدل أربعة آلاف رغيف قبل الزلزال. والسبب: تراجع عدد السكان في هاتاي ولم يعد هناك عدد كبير من الزبائن كما سابقا. واليوم يعمل لوحدة في المخبز بعد أن كان عدد العاملين فيه سبعة أشخاص سابقا، ويشتكي من عدم حصوله على مساعدات حكومية قائلا: "الكل يقول إن الحياة عادت إلى طبيعتها في هاتاي، لكن هذا ليس صحيحا".

الميكانيكي لاوند إنايجه أيضا يشتكي وينتقد الدولة، ويقول "لم نحصل على أي مساعدة من الدولة". وأكد أن أصحاب المحلات في المنطقة الصناعية كما باقي الناس عليهم أن يكافحوا بمفردهم من أجل العيش. وقد دمر الزلزال ورشته أيضا التي كان يديرها لمدة عشرين عاما. "لقد نسيتنا الدولة" يقول إنايجه، ويضيف بأن الكثيرين يريدون العودة إلى العمل، ولكن لا يتم دعم ذلك بما يكفي من قبل الدولة. ويوضح بأن هناك نقص كبير في الأيدي العاملة المتخصصة في القطاع الاقتصادي، بقوله "كان لدينا هنا الكثير من العمال المهرة الموهوبين. لقد ذهبوا ولم يعودوا. وهذه خسارة كبيرة".

سائق التاكسي أركان أوزتورك أيضا، غير متفائل بمستقبل الاقتصاد في مدينته. قبل الزلزال كان هناك 15 سائق تاكسي في المركز الذي يعمل فيه، والآن هو الوحيد الباقي هناك. وعبر عن تشاؤمه بالقول "يقول كثيرون إن كل شيء عاد إلى طبيعته هنا، هذا ليس صحيحا أبدا. أقول التالي: أتمنى لو أنني متُّ خلال الزلزال، ولم أر ما أراه اليوم".

 عارف جابو - علي جان أولوداع | أينور تاكين | بوراك أونفيران - DW عربية

الصين تحاول “التلاعب” بالمجتمع الدولي وتضليله أثناء استعراض الأمم المتحدة لسجل حقوق الإنسان

 

قالت سارة بروكس، المديرة المعنية بالصين في منظمة العفو الدولية، تعقيبًا على الاستعراض الدوري الشامل الذي أُجري اليوم، والذي يركز على سجل الصين في مجال حقوق الإنسان:

“كان ينبغي لاستعراض سجل الحقوق اليوم أن يكون بمثابة حساب حقيقي للسلطات الصينية: فهو حيز نادر للحكومات الأخرى لإبراز الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يواجهها الضحايا في جميع أنحاء الصين وخارجها.

“وبدلاً من ذلك، رأينا الصين تسعى إلى التلاعب بالمجتمع العالمي وتضليله، ناكرةً نطاق وحجم انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة في تقارير للأمم المتحدة، في حين قدمت نهجها المناهض لحقوق الإنسان كنموذج للدول الأخرى.

“لقد رفضت السلطات تمامًا الاعتراف بحقائق أساسية: حيث قدمت قمعها للأويغور باعتباره وسيلة فعالة لمكافحة الإرهاب، وقمعها للفضاء المدني في هونغ كونغ على أنه يوفر الاستقرار في المدينة.

“ولكن لم تسر الأمور كلها النحو الذي تريده الصين. فعلى سبيل المثال، قدمت العديد من الدول توصيات إلى الصين من أجل تعاون أكثر جدوى مع منظومة الأمم المتحدة وآلياتها – بما في ذلك تنفيذ توصيات الخبراء فيما يخص السياسات والسماح بالوصول غير المقيد لخبراء الحقوق الدوليين. وهذا يظهر الأهمية المحورية لعمل منظومة الأمم المتحدة، فضلاً عن إجماع متزايد على أن محاولات الصين لتقويضها ــ من خلال تشويه الحوار والتعاون ــ تنطوي على إشكاليات بالغة.

“إن مأساة هذا الاستعراض الدوري الشامل هي أن أسلوب الصين الذي تم اختباره عبر الزمن والمتمثل بقمع المدافعين عن حقوق الإنسان – سواء في شينجيانغ أو التبت أو هونغ كونغ أو في مكان آخر – يعني أن أولئك الذين هم الأكثر قدرة على النهوض بهذا العمل لم يكونوا حاضرين في الغرفة. لقد تم إسكاتهم، أو هم في السجن أو تم حرمانهم من الحرية بطريقة أخرى، أو تحت المراقبة، أو في المنفى. إذا أرادت الحكومات أن ترى توصياتها تتحقق، فإن دعم المدافعين عن حقوق الإنسان في الصين يجب أن يكون محوريًا في تفاعلها مع البلاد”.

خلفية

الاستعراض الدوري الشامل هو عملية تخضع بموجبها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاستعراض لسجلها في مجال حقوق الإنسان كل بضع سنوات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتخضع الصين للاستعراض الرابع لسجلها، بعد أن خضعت للاستعراض الثالث في عام 2018. استمع اليوم، في جنيف، وفد حكومي صيني كبير إلى توصيات، وأجاب على أسئلة الدول حول مجموعة من قضايا حقوق الإنسان. وستقبل الصين التوصيات أو تحيط علمًا بها، وسيعتمد مجلس حقوق الإنسان تقرير نتائج الاستعراض في يونيو/حزيران. والغرض المعلن للاستعراض الدوري الشامل هو أن يكون “آلية تعاونية” لتحسين حالة حقوق الإنسان على أرض الواقع.

في الاستعراضات الدورية الشاملة السابقة لسجل الصين، أظهرت الحكومة انخراطها بسوء نية في هذه العملية. وقد تم استبعاد المجتمع المدني الصيني المستقل بشكل منهجي. وأفظع الأمثلة على هذا هو الوفاة في الحجز للمدافعة عن حقوق الإنسان كاو شونلي، التي احتُجزت أثناء محاولتها السفر إلى جنيف للمشاركة في الاستعراض الدوري الشامل الثاني في عام 2013. ويصادف 14 مارس/آذار 2024 الذكرى السنوية العاشرة لوفاتها. وقد ازدادت جرأة الصين في نشر أسلوبها الانتقامي في السنوات التي تلت ذلك؛ ويواجه المجتمع المدني في هونغ كونغ الآن تهديد الملاحقة القضائية بموجب قانون الأمن القومي لعام 2020 بسبب تعاونه مع منظومة الأمم المتحدة.

وقالت الصين في تقريرها الرسمي قبل استعراض اليوم إنها “تعلق أهمية كبيرة على أعمال المتابعة” فيما يخص التوصيات الـ284 التي قبلتها من أصل 346 في الاستعراض الدوري الشامل الثالث لسجلها في عام 2018. إلا أن العديد من تلك التوصيات المقبولة كانت ضعيفة أو تنطوي على إشكاليات، أو شجعت الصين على “مواصلة” العمل بالسياسات التي تنتهك حقوق الإنسان. وفيما يتعلق ببعض التوصيات الحازمة، زعمت الصين أنها “قد تم تنفيذها” ــ ولم تلتزم بفعل المزيد. ووجدت منظمة العفو الدولية أن معظم التوصيات التي “تم قبولها” لم يتم تنفيذها، بل والأكثر من ذلك، أن التقدم الذي كان قد أُحرز تراجع في بعض المجالات.

في عام 2018، رفضت الصين عدة توصيات بشأن السماح بوصول خبراء مستقلين من الإجراءات الخاصة التابعة للأمم المتحدة، وهو إجراء رئيسي للتعاون مع منظومة الأمم المتحدة، على أساس أنه يشكل تدخلًا في “سيادة” الصين “وشؤونها الداخلية”. ولم تمنح الحكومة حتى الآن حق الوصول الكامل وغير المقيد للأمم المتحدة، وغيرها من مراقبي حقوق الإنسان المستقلين. ولم تتم سوى زيارة شخص واحد مكلف بولاية في إطار الإجراءات الخاصة خلال فترة الاستعراض، بينما تم تجاهل 13 طلبًا للزيارة وتذكيرًا بالطلبات.

منذ عام 2018، أثارت هيئات حقوق إنسان مختلفة تابعة للأمم المتحدة مخاوف بشأن تدهور سجل حقوق الإنسان في الصين، ما يعكس النتائج التي توصلت إليها منظمة العفو الدولية. في عام 2022، وجدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنه، على خلفية القوانين والسياسة والممارسات التقييدية والتمييزية، أن تصرفات الصين التي تستهدف الأويغور، وغيرهم من أفراد الجماعات ذات الأغلبية المسلمة، “قد تشكل جرائم دولية، وبصورة خاصة جرائم ضد الإنسانية”.

وفي نفس العام، دعت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إلغاء قانون الأمن القومي، والأحكام الخاصة بالتحريض الواردة في قانون الجرائم في هونغ كونغ. وبدلاً من ذلك، تخطط الحكومة المحلية لمزيد من التشريعات لمثل هذه الجرائم هذا العام بموجب “مشروع قانون حماية الأمن القومي” الجديد بموجب المادة 23 من قانون هونغ كونغ الأساسي، وهو ’الدستور المصغر‘ للإقليم.

تأخر تقديم تقرير الصين إلى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة أربع سنوات. وخلافاً لادعاءات الحكومة في تقريرها الحكومي بأنها “ملتزمة بإعطاء الناس شعوراً بالإنصاف والعدالة”، فقد وثقت منظمة العفو الدولية حالات الاعتقال التعسفي والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، والمحاكمات الجائرة ضد الأقليات العرقية والمدافعين عن حقوق الإنسان خلال هذه الفترة.

ولا يزال النشطاء والصحفيون والمحامون في الصين، بما في ذلك هونغ كونغ – مثل تشاو هانغ تونغ، ودينغ جياشي، وشو زيونغ، ووانغ جيان بينغ، وتشانغ زان – مسجونين على الرغم من النتائج التي توصل إليها الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة بأنه يجب إطلاق سراحهم.

ميادين - منظمة العفو الدولية

الابتزاز الجنسي في الشرق الأوسط: "الوصمات" تمنع النساء من العدالة


سلطت مجلة "فورين بوليسي" الضوء على أزمة "الابتزاز الجنسي" التي تعاني منها النساء في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الوصمات الاجتماعية تمنعهن من الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي الذي يتعرضن له عبر الإنترنت، وبالتالي يضيع حقهن في الوصول إلى العدالة.
وعرضت المجلة قصصا لحالات من اليمن ومصر وسوريا، باعتبارها الدول الثلاث ذات النسب المرتفعة من جرائم الابتزاز الجنسي.
روت المجلة قصة امرأة يمنية بعد تغيير اسمها حفاضا على سلامة المصادر، موضحة أنها كانت تتبادل مع زوجها صورا خاصة بعد سفره للعمل في السعودية، ثم تمت سرقة هاتفها المحمول وهددها اللص بنشر صورها على الإنترنت ما لم تدخل معه في علاقة.
ووفقا للمجلة، رغم أن هذه المرأة الشابة، البالغة من العمر 27 عاما، أصبحت ضحية لما تسميه السلطات في العديد من البلدان "الابتزاز الجنسي"، وهو التهديد بنشر صور خاصة مقابل الابتزاز المالي أو الأفعال الجنسية، لكنها تحولت أيضا إلى قتيلة على يد شقيقها الأصغر الذي تم الضغط عليه من والدهما لارتكاب ما يسمى بجريمة الشرف في عام 2022.
وأكد ضابط تحقيق جنائي في اليمن مقتلها، رغم عدم توجيه أي اتهامات لشقيقها، كما هو الحال في كثير من الأحيان مع مثل هذا النوع من جرائم القتل.
وذكرت "فورين بوليسي" أنه حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ووكالة إنفاذ القانون الدولية التابعة له، العام الجاري، من أن الابتزاز الجنسي أصبح أزمة عالمية.
ويقول الناشطون للمجلة إن التقاليد الأبوية المتجذرة جعلت النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عرضة بشكل خاص لهذا الابتزاز.
ووفقا للمجلة، رغم أنه لا يتم إبلاغ السلطات إلا بعدد محدود من الحالات، فقد وجد استطلاع أجرته منظمة الشفافية الدولية عام 2019 أن واحدا من كل خمسة أشخاص شملهم الاستطلاع في الأردن ولبنان وفلسطين قد تعرضوا للابتزاز الجنسي أو عرفوا شخصا تعرض له، وهو من بين أسوأ المعدلات في العالم.
وأوضحت المجلة أن التقاليد والأعراف المجتمعية التي تضع عبء الحفاظ على شرف العائلة على كاهل المرأة كثيرا ما تمنع الضحايا من اللجوء إلى العدالة، وبالتالي، وكما هو الحال في حالة الشابة اليمنية، يمكن أن يكون للابتزاز عواقب مأساوية.
وذكرت أن هذه القواعد المجتمعية الصارمة تتجلى بشكل خاص في اليمن، التي احتلت المرتبة الأخيرة في مؤشر الفجوة بين الجنسين التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي لمدة 15 سنة متتالية (من 2006 إلى 2020) ولها تاريخ مضطرب فيما يسمى بجرائم الشرف.
وقال الناشط اليمني، مختار عبد المعز، مؤسس سند، وهي منظمة غير ربحية في اليمن تدعم ضحايا الجرائم الإلكترونية من خلال شبكة تضم حوالي 400 خبير رقمي متطوع، إنه عندما بدأ إطلاق المنظمة في مارس 2020، لم يكن يتوقع أن يجد كثيرا من حالات الابتزاز الجنسي، لكن وصله حوالي 17 ألف بلاغ عن جرائم إلكترونية حتى الآن، وتم الإبلاغ عن 6 آلاف منها في عام 2023، ويقدر عبد المعز أن حوالي واحدة من كل أربع حالات تندرج تحت الابتزاز الجنسي.
وأشارت المجلة إلى أن الأرقام الرسمية أقل بكثير، وقال مسؤول في وزارة الداخلية في الحكومة التي يقودها الحوثيون في صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إنه تم الإبلاغ عن 114 جريمة إلكترونية، بما في ذلك الابتزاز الجنسي، في عام 2022.
ووفقا لـ"فورين بوليسي"، احتلت مصر المرتبة 134 من بين 146 دولة في مؤشر الفجوة بين الجنسين لعام 2023.
ونقلت المجلة عن الناشط المصري، محمد اليماني، مؤسس مبادرة "قاوم" لدعم ضحايا التحرش والابتزاز الجنسي، قوله إن مجموعته تلقتا تقارير عن أكثر من 100 ألف حالة ابتزاز جنسي منذ عام 2020، لكنه يعتقد أن هذا ليس سوى جزء صغير من الجرائم المرتكبة.
وأضاف اليماني أن مصر تعتبر رائدة إقليميا في معالجة مشكلة الابتزاز الجنسي، حيث  أنشأت السلطات وحدات تحقيق رقمية في جميع أنحاء البلاد للتعامل مع مثل هذه الجرائم، وأصدرت قوانين لضمان بقاء هويات الضحايا الذين يتقدمون مخفية.
ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، تُقدر الأمم المتحدة في سوريا أن "ما يصل إلى 3.7 مليون سوري حاليا، والغالبية العظمى منهم من النساء والفتيات، يحتاجون إلى خدمات تتعلق بالعنف الجنسي".
وفي عام 2020، ألغت الحكومة السورية قانون "جرائم الشرف"، ومع ذلك، لا تزال المادة 192 من قانون العقوبات تمنح القضاة سلطة تقديرية واسعة لتخفيف العقوبات بشكل كبير إذا انطبقت ظروف مخففة، بما في ذلك عندما يكون للجريمة دافع "مشرِّف"، أو إذا ارتكبت جريمة القتل بدافع الغضب، وبدافع فعل غير قانوني أثارته الضحية.
وتوجد تقارير من جميع أنحاء البلد تتحدث عن قتل النساء أو الفتيات على أيدي الأقارب "لاستعادة شرف الأسرة" في سياق مزاعم سلوك غير أخلاقي، وانخفاض معدل الملاحقات القضائية على "جرائم الشرف" رغم أنه لا توجد إحصاءات أو تقديرات رسمية.