Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions
Affichage des articles dont le libellé est آراء مغاربية. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est آراء مغاربية. Afficher tous les articles

البرلمان المغربي وذبح العربية من الوريد إلى الوريد

 

يشكل البرلمان في الدول الراقية في الديمقراطية والتنمية الشاملة فضاء رسميا رفيعا لتمثيل الشعب وبلورة القضايا التشريعية والرقابية، من أجل الدفع بالمنجز السياسي نحو الأفضل، وبالتالي فإن نواب الشعب يفترض أن يتميزوا بقدر كبير من الوعي الثقافي والفكر السياسي، والكفاءة التواصلية للمناقشة الجادة والحوار البناء.

 و ما من شك في أن اللغة أداة فعالة لضمان أداء حواري يليق بالدولة ومؤسساتها والصورة الاعتبارية للوطن. كما أن البرلماني سواء كان نائبا أو مستشارا يفترض أن يكون متمكنا من أبجديات اللغة التواصلية، للدفاع عن وجهة نظره وإيصال ما يصبو إليه الشعب من مطالب وتدابير وإجراءات لتحسين جودة الحياة الاجتماعية. غير ان هذا المبتغى الضروري يكاد ينعدم في البرلمان المغربي، صحيح هناك نواب كثيرون نجلهم ونحترمهم لاجتهادهم وإصرارهم على تمثيل هذه المؤسسة الوطنية السامية أحسن تمثيل، غير أن عددا كبيرا منهم يسيء إليها ويلحق بها ضررا بالغ الخطورة .

لسنا في حاجة إلى سرد الأمثلة وذكر أسماء من “سقطوا سهوا“ في هذه القبة المحترمة، ولسنا بصدد الشماتة أو تقطير الشمع على أحد منهم ، وإنما نريد فقط أن نذكرهم بالواقع البرلماني بالغ الحيوية في أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا ، حيث النزالات المجتمعية النوعية، وبلاغة الحجاج والاستدلال والدفاع العلمي بالغ الجودة عن تطلعات الشعب نحو العيش الكريم، وحماية نموذج الحياة السليمة من الظلم والاحتكار والفساد .. 

كل ذلك باللغة الرسمية للوطن، ودون قراءة  أوراق معدة سلفا، وعيِّ في الكلام وعجز على تركيب جمل مفيدة خالية من الركاكة والحشو والغموض .. لا نرى نواب الدول الغربية يلحنون في اللغة، أو ينهمكون في قراءة نص السؤال والعرق يتصبب من جباههم، وأعينهم لا تكاد تفارق الورقة خوفا من العودة إلى البحث عن السطر الذي كانوا يتلونه بشق الأنفس.

أليس نوابُنا معجبين بهذه المجتمعات المتقدمة والمتطورة؟ فلماذا يتخذونها قدوة ونهجا في كل المستويات والميادين إلا في إتقان اللغة الوطنية والذود عنها، واستعمالها في الحياة الاجتماعية اليومية؟ نعلم أن بعض البرلمانيين المغاربة يتواصلون بسلاسة حينما يتحدثون بالفرنسية والانجليزية والإسبانية.. 

بل إن بعضهم يجتهد في تعلم بعض اللغات الأجنبية الأخرى ، لكنه لا يبذل أي جهد في تقوية معرفته باللغة العربية ، لا بل إنه يمعن في تهميشها وإبعادها عن فضاء أسرته وكأنها وباء أو مرض عضال !

نحن لا نطلب من السادة البرلمانيين المستحيل، بقدر ما نطلب منهم أن يجتهدوا قليلا للتمكن من الأداة الرمزية التي تحقق التواصل الفعال والإيجابي مع فئات الشعب.

 من المعلوم أن جل ممثلي الشعب في المؤسسات الرسمية في الدول الغربية قادرون على التعبير الشفهي والكتابي بأكثر من لغة أجنبية ، لكنهم يفضلون مخاطبة الشعب الذي ينتمون إليه باللغة الوطنية، في المقابل نجد “السادة النواب والمستشارين المحترمين“ عندنا متفوقين في اللغات الأجنبية الأكثر انتشارا في العالم وهذا أمر هام ومفيد، لكنهم للأسف لا يتوقفون عن الإجرام في حق اللغة العربية والاعتداء عليها، وذبحها من الوريد إلى الوريد، وهذا يقلل من شأن المؤسسة البرلمانية الوطنية، ويجعلها عرضة للنقد والسخرية والاستهزاء، أما الكفاءة الثقافية قانونيا وسياسيا واقتصاديا .. فهي عملة نادرة تحت القبة الغراء!

 الصادق بنعلال - موقع لكم

آراء مغاربية - تونس | إقامة جبرية في مكان غير معلوم

 

الحديث عن نائب رئيس حركة النهضة نورالدين البحيري لا يمكن دون الإشارة إلى دوره في إدارة سياسة التمكين الإخواني وهو الذي كان من أبرز القياديين الفاعلين خلال السنوات الأربعين الماضية.

يبدو من الصعب الاقتناع بأن قرار الدفع بنورالدين البحيري إلى الإقامة الجبرية في مكان غير معلوم يعود فقط إلى شبهة تورطه في ملف منح الجنسية وجواز السفر التونسيّيْن لمن لا يستحقهما، من خلال وثائق رسمية تم اختلاقها أو تزويرها خلال فترة حكم الترويكا الأولى، أي عندما كان البحيري وزيرا للعدل في حكومة حمادي الجبالي بين ديسمبر 2011 وفبراير 2013.

لا يمكن الحديث عن نائب رئيس حركة النهضة دون الإشارة إلى دوره المهم في إدارة سياسة التمكين الإخواني في البلاد، وهو الذي كان من أبرز القياديين الفاعلين خلال السنوات الأربعين الماضية، ويمكن القول إنه الوحيد من قياديي الصف الأول الذي لم يسجن خلال عهد نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، ولم يضطر إلى مغادرة البلاد، وإنما استطاع أن يحافظ على شعرة معاوية في علاقته مع الأجهزة الرسمية، لاسيما أنه من مثّل الحركة في التوقيع على الميثاق الوطني في نوفمبر 1988، وكان يمارس عمله كمحام في النقض، ويدرك مجريات ما يحدث في قطاع القضاء، وامتلك بذلك تصورا لإمكانية التغلغل في هذا القطاع، وهو ما سعى لتحقيقه بالفعل بعد توليه الإشراف على حقيبة العدل في أول حكومة شكلتها حركة النهضة مع حليفيها آنذاك المؤتمر من أجل الجمهورية، بزعامة المنصف المرزوقي، والتكتل من أجل العمل والحريات، بقيادة مصطفى بن جعفر، اعتمادا على ما أفرزته نتائج انتخابات المجلس التأسيسي التي انتظمت في الثالث والعشرين من أكتوبر 2011.

وما إن تولّى البحيري الوزارة حتى بدأ في تصنيف القضاة وفق ما يعرفهم عنهم شخصيا أو ما تم إعداده من قبل فريق النهضة المكلف أو من خلال الوثائق والتقارير التي تم تجهيزها في إطار مشروع التمكين، ومن هذا المنطلق قرر إعفاء 82 قاضيا من مناصبهم بدعوى تورطهم في الفساد وتنفيذهم للأوامر السياسية في عهد بن علي، وهو ما تم اعتباره لاحقا أسلوبا ممنهجا لتركيع القضاة وإجبارهم على التبعية المباشرة لمشروع التمكين الإخواني، حيث أن قرار الإعفاء استهدف بعض القضاة ليكون رسالة تهديد غير مباشرة لمن لا يقبل تنفيذ أوامر معالي الوزير الذي استطاع أن يشكلّ مراكز نفوذ داخل القطاع القضائي من الصعب اختراقها، وواصل إدارة ملف هذا القطاع حتى بعد خروجه من الوزارة، مستفيدا من أن حركة النهضة كانت في السنوات العشر المنقضية القوة السياسية الأكثر تنظيما وهيكلة وتغلغلا في مفاصل الدولة حتى من خارج السلطة نتيجة شبكة تأثيرها الواسع داخل المؤسسات من خلال منتسبيها العقائديين أو تابعيها المصلحيين.

لا يمكن الحديث عن نائب رئيس حركة النهضة دون الإشارة إلى دوره المهم في إدارة سياسة التمكين الإخواني في البلاد، وهو الذي كان من أبرز القياديين الفاعلين خلال السنوات الأربعين الماضية

خلال السنوات الماضية قضت المحكمة الإدارية التونسية بإلغاء قرار إعفاء أغلب القضاة المستهدفين من قبل البحيري وإعادتهم إلى وظائفهم، لكن في المقابل كان التمكين الإخواني قد تكرّس أكثر عبر تغيير عدد من القضاة ولاءهم من نظام بن علي سابقا إلى ركاب حركة النهضة لاحقا، وكشف آخرون عن انتماءاتهم العقائدية الحقيقية، وأثرت سياسة الأوامر على الوضع العام ضمن منظومة انتقالية استغلها الإخوان سواء بالسيطرة على الهيئة الوقتية لمراقبة القضاء أو من خلال المجلس الأعلى للقضاء الذي تدخلت التوازنات والتحالفات الحزبية في تشكيله الانتخابي، فأدى ذلك إلى التلاعب بالملفات المهمة والمصيرية ومنها ما يتعلق بالاغتيالات السياسية والإرهاب وشبكات تسفير الشباب التونسي للقتال في الخارج، وخاصة في ليبيا وسوريا، وكذلك ملفات التنظيم السري لحركة النهضة والأمن الموازي والفساد الانتخابي والتمويلات الأجنبية للأحزاب، وغيرها، مع تدخل واضح للفصل في قضايا ذات صلة بنهب وإهدار المال العام من قبل أشخاص مقابل التشفي في آخرين للتغطية على هذا بذاك ضمن منظور المفاضلة في تحقيق المصالح الحزبية والفئوية وحتى الشخصية.

وكان قد تبين أن الإخوان قد استطاعوا التحكم في القضاء عبر قيادة مركزية قطاعية تدار سياسيا من قبل البحيري، الذي ترأس بعد تشريعيات 2014 كتلة حركة النهضة في البرلمان، وتم انتخابه في 2019 نائبا بالمجلس (البرلمان)، مع تمتعه بميزة أساسية وهي قربه من راشد الغنوشي الرئيس والأب الروحي لحركة النهضة، ونجاحه في أن يكون مهندس التمكين والناقل الرسمي لمواقف الحركة التي يتجنب الغنوشي التعبير عنها سواء في ما يتصل بالعلاقات الداخلية أو الخارجية أو بالسير العام للدولة، إلى جانب قدرة فائقة على الاختراق وعلى التخطيط المستقبلي وعلى تحديد متى يمكن أن يكون صداميا ومتى يمكن أن يتجنب الصدام مع الأجهزة الرسمية، كإحدى مخرجات تجربته في عهد بن علي.

عندما أعلن عن إخضاع البحيري للإقامة الجبرية في مكان غير معلوم (قبل أن يصبح معلوما)، كان واضحا أن الأمر مرتبط بعدة جوانب، أبرزها تباطؤ القضاء في حسم عدد من الملفات المهمة ومنها ملف التمويل الخارجي لبعض الأحزاب السياسية والقائمات والشخصيات المستقلة، وهو تباطؤ اعتبره الرئيس قيس سعيد متعمدا نتيجة تدخل بعض الأطراف الحزبية، في إشارة إلى حركة النهضة. وكذلك الصراع مع المجلس الأعلى للقضاء، وسيطرة الإخوان على نسبة مهمة من قراراته ومواقفه، وفق ما يراه أنصار تدابير الخامس والعشرين من يوليو الاستثنائية، واستمرار سيطرة البحيري على القطاع بغطاء سياسي يتمثل في التصعيد الممنهج لإقناع المعنيين بالأمر بأن ما يحدث مجرد انقلاب وسينتهي قريبا، وأن مصير من يسير في ركاب قيس سعيد سيكون كمصير من سار في ركاب بن علي، وهو ما جعل القضاء يفشل لمدة خمسة أشهر على الأقل في مواكبة التحولات السياسية التي تدور في البلاد، وفي التعامل معها كمعطى أساسي في إعادة قراءة الواقع.

كما أن البحيري لا يمكن فصل اسمه عن حقيقة مركزه السياسي المؤثر في حركة النهضة، وهو إلى جانب دوره الرئيسي في الجناح الذي تزعمه الغنوشي يعتبر من أكثر القياديين قدرة على التواصل مع مختلف الأطياف، ولديه علاقات واسعة مع قوى اليسار واليمين والوسط وحتى مع عدد كبير من المحسوبين على النظام السابق، وكان حتى الأسبوع الماضي ضابط اتصال فعلي بين من يعتبرون أنفسهم “ضد الانقلاب”. ولعل قرار وزارة الداخلية بوضعه قيد الإقامة الجبرية في مكان غير معلوم كان بهدف منعه من التواصل مع الفاعلين الأساسيين سواء ضمن منظومة القضاء أو ضمن شبكة العاملين على الإطاحة بتدابير وإجراءات الرئيس قيس سعيد الاستثنائية.

الحبيب الأسود - كاتب تونسي / العرب اللندنية

الجزائر | تجاذبات بشأن واقع حقوق الإنسان بين السلطة والمعارضة

 انتقادات شديدة لتجاهل المجلس الوطني لحقوق الإنسان وضع الحريات في البلاد.

وجه حقوقيون ومحامو معتقلي الرأي بالجزائر، انتقادات شديدة لرئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان المقرب من السلطة، على خلفية التصريحات التي أدلى بها لوسائل إعلام محلية حول وضعية حقوق الإنسان المريحة في البلاد، ودور السلطات الرسمية في ترقية الحقوق والحريات، واستندوا في انتقاداتهم إلى حملات التضييق والقمع والملاحقات القضائية، التي لم تسلم منها فتاة قاصر، ولا رئيس حزب سياسي معارض، فضلا عن العشرات من الناشطين المسجونين.

وأكد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بوزيد لزهاري أن ما حققته بلاده في مجال حقوق الإنسان يؤكد أن “الإرادة السياسية واكبت تطلعات الشعب، الذي طالب في حراكه الشعبي بالقضاء على الفساد والرشوة وتعسف السلطة وغيرها من المظالم”.

وأضاف “التعديل الدستوري الأخير أشار في ديباجته بصراحة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وربطها بتمسك الشعب بحقوقه، وهو ما برز في كل خطابات رئيس الجمهورية، وأن أحسن مثال للتسيير وفق منهج حقوق الإنسان هو الاهتمام بـ’مناطق الظل’ ومساعي القضاء عليها عن طريق تكريس مجمل الحقوق، منها الحق في التمدرس والتكفل الصحي والنقل وغيرها من الخدمات الأساسية، وأن السلطات المعنية تمكنت إلى حد الآن من إنجاز أزيد من ثمانية وثلاثين ألف عملية لفائدة هذه المناطق، وهي خطوة في طريق إزالة الفوارق بين الأفراد ومختلف المناطق الجغرافية”.

ودعا المتحدث، الرئيس عبدالمجيد تبون إلى المضي في سياسة العفو، مشيرا إلى أن السلطة القضائية عفت عن حوالي ثمانية عشر ألف سجين، لكنه لم يشر إلى عدد الناشطين المعارضين الذين أطلق سراحهم أو الذين لا يزالون في السجون، وهو الأمر الذي ترفض السلطة السياسية الاعتراف به.

بوزيد لزهاري: السلطة القضائية عفت عن حوالي ثمانية عشر ألف سجين

وذكر بأن “قلب الدولة الجزائرية قلب رحيم وواسع يسع اختلافات الجزائريين وآرائهم، لكن مع احترام القانون وعدم نشر خطاب الكراهية”، معتبرا أن بيان الأول من نوفمبر (بيان اندلاع ثورة التحرير 1954) هو وثيقة لحقوق الإنسان لتحقيق الحرية والعدل والكرامة والقضاء على التمييز وحق تقرير المصير الذي هو أبو وأم حقوق الإنسان.

وحض لزهاري الجمعيات والمنظمات الناشطة في مجال حقوق الإنسان على التعاون والتنسيق، حيث تعهد برفع مقترحاتها باسم أصحابها في التقرير السنوي لرئيس الجمهورية حتى ولو لم تعجب المجلس، وشدد على ضرورة إرفاق رفع الادعاءات بوجود انتهاك لحقوق الإنسان في الجزائر  بأدلة موثقة.

وأثارت تصريحات لزهاري غضب ناشطين وفاعلين في مجال حقوق الإنسان والحريات في الجزائر، بسبب ما أسموه بـ”تجاهل الوضع الحقيقي لحقوق الإنسان المتدهور في السنوات الأخيرة، بشهادة منظمات حقوقية وإقليمية متخصصة، راسلت في أكثر من مناسبة السلطات الرسمية، للرد على الشكاوى والعرائض المودعة لديها التي تتضمن خروقات وانتهاكات لحقوق الإنسان بالجزائر”.

وصرّح نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الحقوقي والمحامي سعيد صالحي، بأن ما حدث مع الفتاة القاصر التي وجهت لها تهمة التحريض على التجمهر غير المسلح، هو “سابقة خطيرة في تاريخ القضاء الجزائري، وانحراف لحقوق الإنسان والحريات، بعدما بات القضاء يتهم فتاة تبلغ من العمر أربعة عشر عاما بهذا الشكل”.

ومثلت الفتاة المذكورة أمام قضاء عنابة رفقة عشرين شخصا آخرين، حيث وجهت لها تهمة التحريض على التجمهر غير المسلح، كما يتواجد والدها في السجن بتهم مماثلة، لمشاركته في احتجاجات الحراك الشعبي واصطحابه لابنته معه في تلك المظاهرات.

وحسب تنسيقية الدفاع عن معتقلي الرأي، فإن قرابة ثلاثمئة ناشط معارض يتواجدون في السجون حاليا، سواء بأحكام قضائية أو بالإيداع المؤقت، وهو ما تنكره السلطة وتنفي أن يكون هناك معتقلون سياسيون معارضون في السجون، وتعتبرهم مساجين حق عام.

ووصف محامي الطفلة عبدالحليم خيرالدين المحاكمة بـ”السابقة الخطيرة”، وأكد أن القانون ينص على محاكمة القصّر أمام قضاء الأحداث، و”إنها سابقة أولى من نوعها في تاريخ القضاء الجزائري، لأننا نحاكم طفلة تبلغ 14 عاما على خلفية وقائع سياسية”.

والأحد طالب محامي الحق العام (وكيل الجمهورية)، بإصدار عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذة وغرامة مالية تقدر بـ800 دولار أميركي، في حق الناشط السياسي المعارض ورئيس حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية فتحي غراس، المتواجد في السجن منذ ستة أشهر، على خلفية المشاركة ودعم أنشطة مهددة لأمن وسلامة البلاد والمؤسسات.

وقامت الحكومة في الآونة الأخيرة بحل جمعية “راج”، وهددت بحل عدة أحزاب سياسية بدعوى عدم تطابق وضعيتها القانونية مع التشريعات الناظمة للنشاط السياسي، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي، الذي تتزعمه الحقوقية والمحامية المعارضة زبيدة عسول.

وسبق أن نظمت جمعيات ناشطة في الخارج وقفات احتجاجية دورية أمام هيئات برلمانية ودولية، على غرار مبنى الأمم المتحدة في جنيف، وسلمت العديد من العرائض والشكاوى التي تتهم فيها السلطة بتسجيل انتهاكات وصفتها بـ”الخطيرة” في حق المعارضين لها، وهو ما دعا اللجنة إلى التدخل ومراسلة السلطات الجزائرية في أكثر من مناسبة.

واحتلت الجزائر في آخر تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود” المرتبة 146 في مجال الحريات الإعلامية، وهو ما يبرز وضع الذراع الأساسية للديمقراطية في البلاد، ويؤشر إلى المضايقات التي يتعرض لها الصحافيون والمدونون المغردون خارج خط السلطة، التي تتظاهر في العادة بارتفاع عدد الصحف والمواقع الإلكترونية كدليل على ارتقاء الحريات الإعلامية.

 ميادين الحرية + العرب اللندنية

موريتانيا | التعامل مع المشكلة الاقتصادية (الندرة النسبية) من منظور الاقتصاد الإسلامي

 إن النظام  الاقتصادي الإسلامي يمثل رؤية تنظم سلوك الفرد والمجتمع من حيث التصرفات الاقتصادية المنضبطة بقواعد الشرع العامة.

ولما كان علم الاقتصاد كغيره من العلوم الاجتماعية يهتم بدراسة السلوك الإنساني، أي كيف يحصل الإنسان على وسائل عيشه واستمرار وجوده، والإسلام جاء لتنظيم هذا السلوك وفق المنهج الرباني كان هناك ترابط بين الأمرين، فالنظريات الاقتصادية لا تصادم التشريعات الإسلامية من حيث المبدأ ما لم تشتمل على محظور حظره الشارع الحكيم، فهذه النظريات إنما ظهرت نتيجة لتطور الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه، وهذا التطور يعود إلى مجموعة من الاجتهادات الفكرية التي تخضع للتغيرات في الظواهر الاقتصادية في مجتمعات معينة عبر التاريخ خضعت لطبيعة التعاملات بين الأفراد، وقد لاقت اهتماما بالغا من قبل المفكرين، ما أدى إلى عناية فائقة بشقيها الجزئي والكلي من خلال دراسة سلوك الفرد والمجتمع وتصرفاته الاقتصادية من حيث الإنتاج، ولأنه؛ ما من منهج اقتصادي إلا وله رؤيته الخاصة وفق القواعد والضوابط الناظمة لمميزاته، كان لزاما أن نتعرف على نظرة نظام المشاركة المستمد من الشريعة الإسلامية لآليات تدبير الأموال وطرق التعامل مع الثروة والموارد واشتراك الجميع في حق الانتفاع والحصول على نصيب الفرد من الثروات الطبيعية.

 ولتوضيح العلاقة بين الرؤية الإسلامية لعلم التدبير الاقتصادي، ومفهوم المشكلة الاقتصادية، لا بد في البداية من الحديث عن موقف النظام الإسلامي من الاقتصاد ليتبين المغزى من ربط هذه المواضيع بعضها ببعض.

إن الإسلام لا يجانب العلم لأن العلم يهتم بالحقيقة والإسلام أصل لكل حقيقة، والأصل أساس الفرع ولكن الفرع قد يعبر عن ظواهر إنسانية تتأثر بالبيئات والمذاهب والمناهج الاقتصادية لمجتمعات متباينة الثقافات والممارسات.

 ويعتبر علم الاقتصاد أحد العلوم الاجتماعية التي تهتم بدراسة السلوك الإنساني، أي كيف يحصل الإنسان على وسائل عيشه واستمرار وجوده؟ والبحث عن الطرق الأمثل للموازنة بين المحدود من الموارد واللا محدود من الحاجات، وفق الرؤية الاقتصادية لسدنة الفكر الاقتصادي الحديث بقسميه الرأسمالي والاشتراكي.

وتبعا لما تقرر؛ يمكن القول أن السلوك الاقتصادي رافق الإنسان منذ ظهوره الأول، حيث سعى الإنسان القديم أولا من أجل إيجاد وتوفير الوسائل التي تكفل عيشه واستمرار وجوده، تلك الوسائل التي تتمثل بالحصول على الغذاء والملبس والمسكن وبشكلهما الأولي والبدائي.

وبتطور الحياة وتعقدها تدريجيا وتكون المجتمعات، ثم ظهور التنظيمات السياسية والاجتماعية المختلفة، واعتبار وظائفها الأساسية، والتي كان من مهامها الأولى إيجاد الوسائل التي تكفل معيشة أفرادها، وعلى الرغم من بساطة المشكلة الاقتصادية التي واجهت الإنسان في المجتمعات القديمة، إلا أن جوهر المشكلة هو نفسه الذي يواجه الإنسان في الوقت الحاضر.

ولقد واجهت الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية والاشتراكية المشكلة الاقتصادية بوسائل مختلفة تتمثل في الاعتماد على جهاز الثمن وآلية السوق أو على نظام التخطيط المركزي، إلا أن للنظام الاقتصادي الإسلامي وسائله الخاصة لتفسير المشكلة الاقتصادية، فقد اعتمد على قوى السوق على الرغم مما لها من حسنات وسيئات، ولكن النظام الإسلامي حين اعتمد على قوى السوق فقد نقاها مما شابها من شوائب في ظل النظام الرأسمالي، وفي نفس الوقت فقد أقام الإسلام من الحاكم رقيبا على النشاط الاقتصادي، لذلك يلاحظ أن النظام الإسلامي يجعل الباب مفتوحا أمام الملكية الخاصة لتساهم وتبدع وتبتكر وتربح، ولكن في ظل معايير تجعل أنشطة الفرد تصب كلها في النهاية في مجال المجتمع وتعمل على صالحه وصالح المجموع.

إن المشكلة الاقتصادية في الإسلام لا تكمن في الندرة النسبية أو في الحاجات الغير محدودة والمتجددة وقلة الموارد، وإنما تكمن في الكسل وعدم العدالة في التوزيع؛ فالمشكلة الاقتصادية: هي عدم قدرة المجتمع على تلبية حاجات أفراده التي تتميز بأنها غير محدودة ومتزايدة ومتجددة، ومتداخلة، نظرا للندرة النسبية للموارد الاقتصادية.

وهذا ليس هو التفسير الإسلامي لمشكلة توزيع الثروة لأن الله تعلى خلق الإنسان وخلق له ما في السماوات والأرض من رزق وسخر له خيرات الأرض وإنما عليه أن يعمل ويستخرج هذه الخيرات وكذلك على الدولة أن تسهر على التوزيع العادل لخيرات المجتمع وثرواته.

إن نظرة الإسلام الاقتصادية لا تعتبر أن هناك قلة أو ندرة في الموارد فالله تعالى خلق الخلق وتكفل لهم بالرزق قال في كتابه العزيز: ﴿ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾.

فقد أخبر تعالى أنه تكفل بأرزاق المخلوقات من سائر دواب الأرض صغيرها وكبيرها بحريها وبريها.

كما أن مواجهة صعوبة إشباع الحاجات إنما تتم من خلال التوزيع العادل للثروة، وذلك من خلال تسيير الموارد تسييرا رشيدا، ولهذا حذر الإسلام من عدم الأمانة في تسير الموارد العامة، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾، وهذا تهديد ووعيد أكيد.

 و قد وردت السنة بالنهي عن ذلك، فقد روى الإمام أحمد عن أبي حميد الساعدي قال: (( استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد يقال له: ابن اللتبية على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم، و هذا أهدي لي، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: { ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم وهذا أهدي لي، أفلا جلس في بيت أبيه و أمه فينظر أيهدي إليه أم لا؟ و الذي نفس محمد بيده لا يأتي أحد منكم منها بشيء إلا جاء به يوم القيامة على رقبته}. ثم ذكر تمام الحديث، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه، ثم قال: { اللهم هل بلغت} ثلاثا)).

وعلى ما سبق يتبين لنا أن الإسلام نظر إلى المشكلة الاقتصادية نظرة متوازنة تعتمد على التوزيع العادل للثروة والدعوة إلى العمل لتحصيل المال والسعي في طلب الحلال من الرزق، قال الله تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾.

وروى الإمام أحمد عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لأن يحمل الرجل حبلا فيحتطب به ثم يجيء فيضعه في السوق ثم يستغني به فينفقه على نفسه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه}.

 فالإسلام حض على العمل ورغب فيه لكي يكون الإنسان قادرا على الإنفاق على نفسه وعياله.

  وذلك يعني أن المال ليس المصدر الوحيد للكسب، وأن المال لا يلد المال، بل لا بد من مشاركة العمل في العملية الإنتاجية وذلك يعني مشاركة العمل للمال في العملية التنموية، ولا يعني هذا منع قبول المكاسب الوارد من غير جهد كالهبة والإرث والصدقة، لأنها في حقيقتها قاصرة، فهي مصادر غير مضمونة، وفي حاجة إلى الجهد للحصول على الكسب، وإلا فإن الزكاة ستأكلها.

وتأسيسا على ما سبق، فإن من قدم عملا وبذل جهدا استحق المردود، وله الحق في المطالبة فيه، أما الذي لم يقدم العمل ولم يبذل جهدا فليس من حقه الحصول على العائد ولا المطالبة به.

وكذا يتأكد مبدأ حماية الأموال العامة، والعمل على التوزيع العادل للثروة، وتحقيق تمام الكفاية لكل أفراد المجتمع، ورد المظالم ومنع أكل أموال الناس بالباطل، والمحافظة على الموارد المتجددة صونا لحقوق الأجيال اللاحقة كما فعل الفاروق عمر رضي الله عنه في قضية سواد العراق..

وجوهر المسألة أن مبدأ "الندرة النسبية"؛ الذي يرى أن البشر يتزايدون وفق معادلة هندسية تؤدي إلى التكاثر، بشكل تعجز الموارد الطبيعية عن تلبية حاجاته اللا متناهية واللا محدودة، لا وجود له من منظور الاقتصاد الإسلامي؛ لأن الله تعالى قدر الأقوات وبارك في ما يخرج من الأرض بحكمته، قال الله تعالى:﴿وَبَـٰرَكَ فِیهَا وَقَدَّرَ فِیهَاۤ أَقۡوَ ٰ⁠تَهَا فِیۤ أَرۡبَعَةِ أَیَّامࣲ سَوَاۤءࣰ لِّلسَّاۤىِٕلِینَ﴾. [فصلت ١٠].

يقول ابن جزي المالكي في تفسيره:

" ﴿وَبَارَكَ فِيهَا﴾ أكثر خيرها ﴿وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا﴾ أي أرزاق أهلها ومعاشهم وقيل: يعني أقوات الأرض من المعادن وغيرها من الأشياء التي بها قوام الأرض، والأول أظهر ﴿فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ﴾ يريد أن الأربعة كملت باليومين الأولين، فخلق الأرض في يومين وجعل فيها ما ذكر في يومين، فتلك أربعة أيام وخلق السمٰوات في يومين فتلك ستة أيام حسبما ذكر في مواضع كثيرة، ولو كانت هذه الأربعة الأيام زيادة على اليومين المذكورين قبلها لكانت الجملة ثمانية أيام، بخلاف ما ذكر في المواضع الكثيرة ﴿سَوَآءً﴾ بالنصب مصدر تقديره: استوت استواء قاله الزمخشري، وقال ابن عطية انتصب على الحال للسائلين قيل: معناه لمن سأل عن أمرها، وقيل: معناه للطالبين لها، ويعني بالطلب على هذا حاجة الخلق إليها، وحرف الجر يتعلق بمحذوف على القول الأول تقديره: يبين ذلك لمن سأل عنه ويتعلق بقدّر على القول الثاني".

فلا نقص في الأرزاق من جهة الإنشاء والتقدير، وإنما مرد الخلل الحاصل يكمن في كيفية التدبير والترشيد والتوزيع العادل للثروة وتجذر سلوك الكسل والخمول والقعود، وغياب تكريس قيم العمل والسعي وتحري الكسب الطيب..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ليبيا | البرلمان الليبي يستعد لإعلان موعد جديد للانتخابات

 عدم الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين جمّد الإجراءات والخطة الموضوعة لإجراء الانتخابات في موعدها.

يستعد البرلمان الليبي للإعلان عن موعد جديد للانتخابات العامة، وذلك بعد تعثر الاستحقاق الرئاسي الذي كان من المقرر إنجازه في الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري وبعد تساؤلات عن الجهة التي ستعلن تعثر الانتخابات خاصة في ظل الدعم الأميركي القوي لإجراء الاستحقاق في موعده.

وبددت أوساط برلمانية ليبية الغموض الذي يُحيط بمصير الانتخابات الرئاسية بعد كشفها أن البرلمان سيحدد في الأيام المقبلة موعدا جديدا للاستحقاق الانتخابي حيث قال رئيس اللجنة البرلمانية لمتابعة الانتخابات الهادي الصغير إن “مجلس النواب هو من سيحدد الموعد الجديد للانتخابات”.

وأضاف الصغير في تصريحات لوسائل إعلام محلية بُثت الأربعاء “استلمنا التقرير من المفوضية وسيُناقش مع باقي أعضاء اللجنة”، موضحا أن “التقرير تناول كل الصعاب التي تواجهها مفوضية الانتخابات لعرضها على مجلس النواب ومحاولة معالجته، والأسبوع القادم سيعقد مجلس النواب جلسة لعرض التقرير على كافة أعضاء المجلس”.

الهادي الصغير: مجلس النواب سيحدد الموعد الجديد للانتخابات

وقال “كما يعلم الجميع، أصبح من المستحيل إقامة الانتخابات في موعدها المحدد ومجلس النواب هو من سيحدد الموعد الجديد لإجراء الانتخابات”.

وأكد سامي الشريف مدير المكتب الإعلامي للمفوضية العليا للانتخابات أن القوائم النهائية للمترشحين أصبحت أمرا مشتركا بين المفوضية واللجنة التي شُكلت من قبل مجلس النواب، لافتا إلى أن أي مستجدات بخصوص العملية الانتخابية والقوائم النهائية ستكون في جلسة النواب المقرر عقدها الاثنين القادم.

وأوضح الشريف أن مصير الانتخابات وموعدها أصبح مربوطا بجلسة النواب القادمة، مضيفا أن جميع المعطيات الحالية تؤكد أن الرابع والعشرين من ديسمبر ليس موعدا للانتخابات، مشيرا إلى أن التجهيزات اللوجستية جاهزة لإجراء الانتخابات، ولكن عدم الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين جمّد كل الإجراءات والخطة الموضوعة، مشددا على أن المدد والتواريخ للخطط التي وضعتها المفوضية ستتغير بتغيير موعد الانتخابات.

وتأتي هذه المستجدات في وقت شهدت فيه مدن ليبية من بينها العاصمة طرابلس، سبها، سرت وطبرق للمطالبة بعدم تأجيل الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 73 مترشحا بحسب القائمة الأولية التي أعلنتها المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في وقت سابق وذلك بعد استبعادها لـ25 مترشحا من بينهم ابن العقيد الراحل معمر القذافي سيف الإسلام.

ورفع العشرات من المحتجين في العاصمة شعارات من قبيل “لا لتأجيل الانتخابات” و”يجب القبول بنتائج الانتخابات”.

وقالت عضو “حملة لا لتأجيل الانتخابات” فائزة القذافي، خلال الوقفة “نطالب بعدم تأجيل الانتخابات وإن حدث يجب أن يكون تأجيلا فنيا لاستعداد المترشحين للانتخابات الرئاسية والنيابية”.

وأضافت “لا نسمح بتأجيل الانتخابات لفترات طويلة لأن التأجيل فيه ضرر على ليبيا وينتج عنه تشظّ وانقسام، نطالب بالانتخابات في موعدها حتى ترجع لليبيا سيادتها”.

وقال عثمان أرحومة، أحد المحتجين “سئمنا من المراحل الانتقالية التي مرت بها ليبيا والآن نريد أن نبني دولة ليبيا المستقلة، نحن نريد الانتخابات وأن نحتكم للصندوق وإرادة الشعب الليبي”.

 ميادين الحرية - العرب اللندنية

المغرب | المغاربة العالقين ومحنة العودة الى الوطن

 لماذا تهرع الدول الاروبية الى تسهيل عودة رعاياها من المغرب الى أروبا ، بيدما المغرب لا يقوم بنفس العملية لتسهيل عودة المغاربة العالقين الى بلدهم في ظل تعليق الرحلات الجوية والبرية والبحرية تحسبا ومخافة من انتشار المتحور الجديد لكرونا اللعين ؟ .

سؤوال يجرنا بل ويجبرنا على الخوض في الوطنية وفي تداعيات القرارات العليا وفي نجاعة الحلول وما يصاحبها من اٍجراءات ترتيبية وتنظيمية ومساعدة المواطنين أينما كانوا اجتماعيا ونفسانيا وتهيئ الاجواء التي تضمن لهم حياة كريمة وشريفة .

طبعا، المغرب سارع الى اٍغلاق الحدود مع العالم لمدة اسبوعين ، وذالك حفاظا على المكتسبات التي حققها في سياسته المتعلقة بالصحة ، خاصة التي تحد من انتشار الوباء المتحور الجديد – أميكرون – وهنا لابد من الاشارة أن المغرب من الدول الثلاثة في العالم التي أغلقت حدودها بالكامل وفي وقت مبكر ، وهي نقطة حسنة تسجل في خانة المزايا الحسنة لصد الوباء .

لكن هناك نقطة ثانية ، ألا وهي ترتيب العودة للمغاربة العالقين خارج المغرب والتي لم يستفذ منها أصحاب القرارات رغم التجربة الماضية ، حيث كان مغاربة شهورا مضت عاشوا نفس الحالة ، كانوا  قد اجتمعوا أمام السفارات والقنصليات بأروبا سعيا وطمعا في الرجوع الى الوطن عبر رحلات جوية مبرمجة من طرف السلطات المعنية .

المثال الذي يدور أمام أعيننا اليوم يشرح بوضوح الى حد كبير مفهموم الاهتمام بالمواطن لدى المؤسسات والادارات والوزارات ويبين الى حد كبير مستوى الادراك السياسي والحس الاجتماعي  لدى المسؤولين الذين هم في مناصب القرارات العليا.

اذن بعدما أعلن المغرب عن اٍغلاق الرحلات الجوية من والى المغرب سارعت بعض الدول الاروبية مثل: اسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا، والتي بلغها خبر تواجد  رعاياها  بالمغرب ، سارعت هذه الدول  الى تنظيم رحلات العودة الى الوطن الام، وهذه المبادرة بالنسبة للدول الاروبية تبقى من الاوليات في سياستها، وهناك حالات خاصة في سنوات مضت عرفت نفس  النتيجة، حيث بادرت دول أروبية غير ما مرة الى تهيئ طائرة لنقل مواطن واحد من وسط الصحراء الى مقر سكناه ببلده الاصلي، وهذا هو الفرق والفارق بين الدول الاروبية وغيرها.

يهتمون بالمواطن أينما كان ، وأينما حل وارتحل ولو كلف ذالك أموالا كثيرة واٍجراءات معقدة ، وهذا العمل لا يقومون به رغبة في احتلال الصفحات الاولى على الجراءد الدولية، لكن يعملون به  انطلاقا من مبادء  راسخة وبنود مكتوبة في القانون، وقناعة ليس بعدها شيئ.

…رحماء بمواطنيهم وحكماء في تصرفاتهم، وحماة للعدالة الاجتماعية، ومسؤولة أمام جميع الظواهر التي تعكر أجواء العيش على المواطنين والمقيمين أيضا.

وبعيدا ، عن وباء كورونا ، مثلا في دولة ألمانيا فوق كل مستشفى في كل مدينة هناك مساحة على سطح المستوصف قابلة لاستقبال نزول طائرة تحمل مريضا في حالة حرجة، وذالك لربح الوقت واٍغاثة مواطن ومساعدته على تخطي الحالة الصحية الحرجة.

لا أريد الدخول في موضوع المساعدات المادية  مثلا التي تخصصها الدول الاروبية لرعاياها المتضررين من غياب فرص العمل، أو جراء  فيضانات موسمية، أو زلازل مفاجئة، أو ظهور وباء يقلص من مباشرة الحياة اليومية بشكل عادي، أو ضعف القدرة الشرائية جراء تضخم اقتصادي، لكن نحن اليوم أمام مشكلة مواطنين عالقين خارج وطنهم لم يتعمدوا ذالك، بل فاجئهم قرار الاغلاق وداهمهم وهم اٍما في سياحة، أو في علاج، أو في آداء مهمة تسمى صلة الرحم، مطلبهم الوحيد يتلخص في  تحقيق العيش بين أفراد العائلة بما قسمه الله لهم من رزق، وليس أمام السفارات والقنصليات والتي بدورها ترسل تقارير الى السلطات المركزية في انتظار الحلول المنطقية والتي في الواقع لا تحتاج الى علم كثير.

تونس | قيس سعيد يُمهّد لحل البرلمان بمرسوم رئاسي

 الرئيس التونسي يواجه مزاعم الغنوشي عن عودة البرلمان بتأكيد أن لا رجوع إلى الوراء.

لوح الرئيس التونسي قيس سعيد بتفعيل تقرير محكمة المحاسبات بشأن الانتخابات من خلال مرسوم رئاسي يسقط القائمات الانتخابية المتهمة بالحصول على تمويل أجنبي، ما يعني حل البرلمان وذلك بعد التباطؤ المسجل في تفعيل التقرير.

يأتي هذا في وقت زعم فيه رئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي أن البرلمان سيعود قريبا، وهو نفس الكلام الذي باتت تكرره مواقع محسوبة على النهضة.

وفجرت تهديدات قيس سعيد، التي جاءت بعد إنذارات عدة وجهها بشأن التقرير الذي صدر في عام 2020، جدلا داخل الأوساط السياسية التونسية في ما يتعلق بدستورية الخطوة التي قد يقدم عليها الرئيس لاحقا.

إبراهيم الوسلاتي: قيس سعيد قد يعلن عن تعديلات متعلقة بالإصلاحات السياسية

لكن تلك الأوساط أجمعت على أن الرئيس سعيد يُجهز لحل البرلمان من خلال مراسيم رئاسية.

وقال سعيد خلال لقاء مع الصادق بلعيد الخبير في القانون الدستوري وأمين محفوظ أستاذ القانون الدستوري ”هناك تباطؤ حتى تمر الآجال وتُلغى إمكانية إسقاط القائمات، لا بد من تصوّر جديد، أليس من العدل أن نرتب الآثار القانونية اللازمة ونختصر الآجال؟ ما قيمة نص قانوني وُضع من قبل عشرات النواب في حين أن تمويلهم تمويل أجنبي؟”.

وتابع بحسب فيديو نُشر على صفحة الرئاسة بموقع فيسبوك مساء الاثنين “ثبتت الخروقات لمحكمة المحاسبات، فماذا ينتظرون؟ أعتقد أنه لا بد أن نتخذ إجراءات أخرى في إطار المراسيم”.

وليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها قيس سعيد انتقادات حادة للقضاء بسبب ما يعتبره تباطؤا في تفعيل تقرير محكمة المحاسبات، غير أن اللافت هو التلويح بالذهاب نحو اتخاذ مراسيم في هذا الصدد.

وقال مراقبون محليون إن تلويح قيس سعيد بحل البرلمان عن طريق مرسوم رئاسي رسالة واضحة مفادها أنه لا رجوع إلى الوراء، وذلك بعد تصريحات رئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي الذي قال فيها منذ يومين إن “البرلمان سيعود، أحب من أحب وكره من كره”، ما اعتُبر محاولة لتحريك موضوع عودة البرلمان الذي صار من الماضي.

وأشار المراقبون إلى أن رئيس حركة النهضة يراهن على ضغوط الخارج والصعوبة التي تجدها تونس في الحصول على التمويلات الكافية للخروج من الأزمة الحادة التي خلفتها الحكومات السابقة، في محاولة للعودة إلى الواجهة وفتح الباب لإعادة تدوير اسمه بحثا عن حوار مع الرئيس سعيد.

وعزا هؤلاء عودة الجدل بشأن مصير البرلمان إلى البطء في الإجراءات القضائية التي تخص مخرجات تقرير محكمة المحاسبات، ما قد يشرّع الباب أمام استمرار هذا الملف مفتوحا لفترة طويلة، وهو ما يمنع إسقاط القائمات المتهمة بالتجاوز، كما يمنع أيضا حلا قانونيا للبرلمان بعد أن توقفت أعماله عمليا تحت وقع غضب شعبي عارم ضد رئيس البرلمان والنواب.

وقال المحلل السياسي إبراهيم الوسلاتي “من المنتظر أن يعلن رئيس الجمهورية عن إجراءات جديدة تخص البرلمان، لتفعيل تقرير دائرة المحاسبات وخاصة الفصل 163 من القانون الانتخابي الذي ينص على إسقاط القائمات التي تحصّلت على تمويل أجنبي أثناء الحملة الانتخابية، ما يعني حل البرلمان”.

مبروك كرشيد: اعتماد المراسيم في إسقاط القائمات سيكون خطأ جسيما

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن “هذا الإعلان من المرتقب أن يكون يوم السابع عشر من ديسمبر الذي سيصبح يوم عطلة بدلا من يوم 14 يناير (في إشارة إلى عيد الثورة)”.

وتابع الوسلاتي أن “قيس سعيد قد يعلن أيضًا عن جملة من مشاريع المراسيم الخاصة بـ’التعديلات المتعلقة بالإصلاحات السياسية’ التي نص عليها الفصل 22 من الأمر عدد 117 بتاريخ الثاني والعشرين من سبتمبر وكذلك بطريقة تطبيق الحوار الإلكتروني الذي أعلن عنه سابقا، لكن السؤال يبقى متمحورا حول التسقيف الزمني للخروج من الوضع الاستثنائي الذي تعيشه تونس”.

وأثار هذا التلويح باللجوء إلى المراسيم الرئاسية لتفعيل تقرير محكمة المحاسبات ردود فعل مختلفة لدى الأوساط السياسية التونسية بين متحمس -خاصة في ظل اتهام بعض الأحزاب (التي كانت مهيمنة على المشهد مثل حركة النهضة الإسلامية وحزب قلب تونس حليفها) بالقيام بخروقات في الانتخابات الأخيرة- وبين محذر من خطورة الاستعانة بمثل هذه الإجراءات.

وحث النائب عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد منجي الرحوي رئيس الجمهورية على “التسريع في إصدار المراسيم الضرورية لإسقاط القائمات الانتخابية التي تحصلت على تمويل أجنبي في انتخابات 2019”.

في المقابل حذرت أوساط سياسية أخرى من لجوء الرئيس سعيد إلى تفعيل تقرير محكمة المحاسبات من خلال المراسيم الرئاسية، وهي أوساط جلها يعارض مسار الخامس والعشرين من يوليو، وهو التاريخ الذي أعلن فيه قيس سعيد عن تجميد كافة اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإقالة الحكومة السابقة برئاسة هشام المشيشي بعد تفعيل الفصل 80 من الدستور.

واعتبر النائب مبروك كرشيد أن “إقحام المراسيم في إسقاط القائمات التشريعية بصفة مباشرة سيكون خطأ جسيما”.

وكانت محكمة المحاسبات التي تُعد أعلى هيئة قضائية رقابية في تونس قد كشفت في تقرير لها أن حركة النهضة الإسلامية تعاقدت مع شركة دعاية وضغط أميركية من أجل تلميع صورة الحركة.

صغير الحيدري - صحافي تونسي / العرب

الجزائر تعتبر أنها “المستهدفة” بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب.. وصحف جزائرية تندد بالتطبيع

 اعتبر رئيس مجلس الأمة الجزائري صلاح قوجيل الخميس أن بلاده “هي المستهدفة” بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمغرب حيث وقّع البلدان اتفاقا للتعاون الأمني.

وقال قوجيل في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الجزائرية إن “الاعداء يتجندون أكثر فأكثر لعرقلة مسار الجزائر”، مشددا على أن بلاده “هي المستهدفة” بالزيارة التي أجراها غانتس.

وتابع “اليوم الأمور أصبحت واضحة لما نشاهد وزير دفاع الكيان الصهيوني يزور بلدا مجاورا بعدما زاره وزير خارجية هذا الكيان (في آب/أغسطس) وهدد الجزائر من المغرب و لم يكن هناك أي رد فعل من طرف الحكومة المغربية”، في إشارة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد.

والأربعاء وقّع المغرب وإسرائيل خلال زيارة غانتس للمملكة اتفاقا للتعاون الأمني من شأنه تسهيل حصول الرباط على التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية.

وأثارت هذه الزيارة ردود فعل مندّدة في الإعلام الجزائري.

وجاء في تعليق لموقع “تو سور لالجيري” الإخباري الإلكتروني “ما لم تفعله إسرائيل مع مصر والأردن خلال 43 عاما و27 عاما من العلاقات الثنائية، فعلته مع المغرب بعد 11 شهرا فقط” من تطبيع العلاقات.

من جهتها أكّدت صحيفة “ليكسبريسيون” اليومية أن “هذه الخطوة الإضافية نحو المسايرة (…) تفتح المجال أمام الموساد الإسرائيلي لترسيخ حضوره عند الحدود الغربية للجزائر، مع كل ما يطرحه هذا الأمر من تهديد لأمن المغرب العربي”، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات في الدولة العبرية.

وجاءت زيارة غانتس بعدما قطعت الجزائر في آب/أغسطس علاقاتها مع المغرب بسبب “أعمال عدائية” ضدها من جانب المملكة، وبعدما توعّدت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) بـ”تصعيد الكفاح المسلّح” ضد المغرب في الصحراء الغربية.

والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة، سيطر المغرب على معظم أراضيها بعد رحيل الاستعمار، ما أدّى إلى اندلاع نزاع مسلّح مع “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (بوليساريو) استمرّ حتى 1991.

ومذاك تنشر الأمم المتّحدة بعثة في المنطقة التي تعتبرها “إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي” في غياب تسوية نهائية.

وتطالب بوليساريو مدعومةً من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية أقرّته الأمم المتحدة عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أيلول/سبتمبر 1991، فيما ترفض الرباط مدعومةً من باريس وواشنطن أيّ حلٍّ خارج حكم ذاتي تحت سيادتها في هذه المنطقة الشاسعة البالغة مساحتها 266 ألف كلم مربع.

وفي عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اعترفت الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر 2020 بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.

ميادين الحرية - أ ف ب

آراء مغاربية - موريتانيا | سواء كان المنشور من داخل السجن أم من خارجه

 قرأت منشورا وقعه بعضهم باسم الرئيس السابق، أراد صاحبه المقارنة بين فترة الحكم الحالي وحكمه هو، محاولا أن يقول إن عشر سنوات خلت قد نعم فيها الشعب الموريتاني بكل أنواع الرفاه والحرية والاحترام و...!!!.

فعلا، لم يتناول المنشور سجن رجال الأعمال ولا تخصيص سجن في بئر أم اكرين لكل المعترضين على إرادة "الرمز" المالية، وسياساته في إثراء الشعب ولو كان به هو خصاصة!، كما أن من كتب المنشور لم يتحدث عن جانب من "رمزية" الرئيس السابق لا يقل أهمية، يتعلق بازدرائه لكل أعوانه، الذين طالما عاملهم بما يعامل به "الرموز" كل من ليس رمزا، ولا يحق له أن يكون كذلك..

تحدث من كتب المنشور كذلك عن صيانة الحريات في زمنه "الجميل" والابتعاد عن التسلط، ولم يذكر هذا "الكاتب" حادثة طرد إعلامي من "المجلس" الرئاسي الموقر، ولا حادثة إيقاف اللعب في إحدى المباريات الوطنية...، كذلك فإن المنشور لم يتحدث عن الصفقات التي حفلت بها العشر العجاف، ولم يتحدث عن الثراء الذي من الله به على "الرمز" حينها، والذي تحدث لا حقا أن لا علاقة له بمال الشعب، وأنه مجرد رزق ساقه الله إليه هو، لم يتحدث المنشور كذلك عن الهبوط في التعاطي الأخلاقي في زمن محاولة رفع الهابطين، ولم يتحدث عن محاولة طمس رموز الوطن واستبدالها بطبقة من الرموز من صنع صانع..لم يتحدث المنشور..ولم يتحدث...!. 

لم نتوقع من كاتب المنشور، أيا كانت حقيقته، أن يقول بأن قانون الرموز جاء في إطار تكريس سيادة روح الأخلاق واحترام المقدسات والخصوصيات، ولم نتوقع منه كذلك إلا ما قام به من التهجم على ما تحقق من إجماع وطني، لأنه يعرف أن من أسباب هذا الإجماع أن يجد المجمعون ما يجذبهم..لم نتوقع كذلك من المنشور أن يتحدث عن ما تعيشه البلاد من إعادة اعتبار لكل شيء، من أجل أن توجد ثقة متبادلة بين أبناء الوطن وبينهم ومؤسسات وطنهم، ولم ننتظر من المنشور أن يتحدث عن ما تم خلال سنتين من اجتياح الوباء لبلادنا وللعالم، حين تساءل الكثيرون عن مصير الشعب لو أن هذا الوباء حدث خلال العشرية؟!. 

لا أريد الخوض في مسألة الكاتب الحقيقي لهذا المنشور، إذ أنه من المنطقي أن يكتبه الكل إلا من نسب له، وذلك لسبب بسيط هو أنه أكثر إتقانا لأشياء أخرى غير الكتابة، فالكتاب والمثقفون وأهل الحرف يعرفون جيدا العلاقة التي تربطهم به، اللهم إذا كانت فترة السجن المعروفة شكلت إضافة نوعية بالنسبة له في هذا المضمار، فذلك يستدعي أن يكون السجن أحب إليه مما يدعوه له من أزعجهم ذهابه عن السلطة..

وأيا كان كاتب المنشور فإن الرجل عرف لدى جميع الموريتانيين، وموقفه من رموز الوطن ليس جديدا، وما بقي عنه من مال الشعب يوم غادر السلطة يمكن لكل مواطن حسابه دون عناء، مهما أشهر البعض هره وعكازه..

آراء مغاربية - ليبيا | رئاسيات ليبيا والمادة 12 وصراع الإرادات

 هل سيستسلم الدبيبة وفريقه؟ لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث خلال الساعات والأيام القادمة ولكن الثابت أن هناك صراعا للإرادات وأن الانتخابات قد تكون منطلقا لأزمة جديدة أصعب مما سبق.

سيكون على متابعي الشأن الليبي أن ينتبهوا جيدا لتطورات الأحداث خلال الأيام القادمة، وأن ينتظروا مفاجآت قد تعلن عن نفسها في أي لحظة، ولاسيما في ما يتصل بالانتخابات الرئاسية التي شرّعت أبواب الترشح لها الاثنين الماضي، على أن تنتظم جولتها الأولى في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم.

فرض مجلس النواب خياره بتقديم الرئاسيات على التشريعيات، ونحن هنا أمام فرضيتين: الأولى، أن يحقق أحد المرشحين للسباق الرئاسي أغلبية مطلقة أي بـ50 في المئة من الأصوات زائد 1، منذ الشوط الأول، وبالتالي يعلن رئيسا للبلاد، على أن يتم تحديد موعد للانتخابات التشريعية.

والثانية، ألا يفرز الشوط الأول أي فائز بالأغلبية المطلقة، وهو ما يفرض الاتجاه إلى شوط ثان، ترجّح مفوضية الانتخابات أن يكون متزامنا مع انتخابات تشريعية بعد حوالي 52 يوما من الشوط الأول، وقد يكون الهدف تحديد ذكرى السابع عشر من فبراير لتكون موعدا للحدث، في حال حدوثه.

 رغم التستر على النتائج حتى لا يتم خلط الأوراق قبل الوصول إلى موعد الانتخابات، إلا أن المجتمع الدولي قرر بشكل غير معلن تعليق أعمال وصلاحيات ملتقى الحوار قبل الانتهاء من مهمته

مبدئيا، يمكن تقدير نتائج الدور الأول بعد عرض اللائحة النهائية للمترشحين للرئاسيات، فالشخصيات المحورية القادرة على المنافسة الحقيقية على المنصب ليست كثيرة، وهي محور جدل وصراع وتحذيرات وتهديدات، وقد تكون أهليتها للترشح محلّ طعون قضائية، وربما محلّ تدخلات خارجية مباشرة.

علينا أن ندرك أن ليبيا لا تزال تعاني من حالة انقسام أفقيا وعموديا؛ انقسام في المجتمع وانقسام في السلطة وانقسام في المؤسسة العسكرية، وغياب لأي إرادة حقيقية لتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسة العسكرية، حتى أن أبرز المترشحين المرتقبين لن يكون بمقدورهم التنقل في مختلف أرجاء البلاد للتعريف ببرامجهم، لا حفتر سيدخل طرابلس أو مصراتة أو الزاوية، ولا باشاغا سينتقل إلى بنغازي أو درنة أو حتى سرت، ولا سيف الإسلام القذافي سيستطيع التجول حتى في شوارع الزنتان ذاتها.

رئاسيات ليبيا، بهذا الشكل، حالة فريدة من نوعها، فالمترشح الذي من المفترض أن يكون جامعا لليبيين، يجد نفسه محلّ خلافات حادة من مواطنيه، حتى أنه غير قادر على دخول مدن أو قرى سيكون بحكم الدستور والقانون المسؤول الأول عنها.

وفي هذا السياق ماذا لو فاز المشير خليفة حفتر بمنصب رئيس ليبيا منذ الشوط الأول للانتخابات؟ هل سيوافق الإخوان وحلفاؤهم وأمراء الحرب وقادة وعناصر الميليشيات على ذلك، وهل سيسمحون له بدخول طرابلس لتسلم مقاليد السلطة؟ إلى حد الآن كل المؤشرات تؤكد أن البلاد قد تدخل من جديد دوامة العنف والفوضى، الميليشيات لا تزال تحافظ على أسلحتها، والمرتزقة الأجانب لا يزالون في معسكراتهم، وأبواق الكراهية لم تغيّر نبرتها في يوم من الأيام.

في هذه الحالة، ربما سيكون الحل الذي سيضطر حفتر إلى اعتماده هو ممارسة مهمته من بنغازي أو من سرت، واعتبار إحدى المدينتين عاصمة بديلة ولو لفترة مؤقتة، بينما ستعلن منطقة الغرب استقلالها عن سلطته. وقد تتجه ليبيا للتقسيم الفعلي، وهو ما سبق أن هدّد به عدد من قيادات مصراتة وزعامات الإخوان وأمراء الحرب.

وماذا لو فاز ممثل عن النظام السابق؟ علينا أن نتأكد أولا من أنه ليس سيف الإسلام القذافي الذي لم يحصل على الضوء الأخضر من الفاعلين الدوليين للترشح، والذي لا يستطيع التحرك خارج مربّع الضمانات التي حظي بها من أعيان الزنتان بغطاء توافقات أطراف خارجية مؤثرة، أما إذا كان المترشح شخصا آخر محسوبا على فريق الاعتدال، فإن عليه أن يجلس أولا إلى طاولة المفاوضات والمساومات، وأن يجد أرضية مشتركة مع بقية الفرقاء لتقاسم المصالح قبل التعهد بتقاسم مسؤوليات خدمة البلاد.

ما يوصف بتيار 17 فبراير، أو التيار الثوري المرتبط بمدن معينة، تأتي في صدارتها مصراتة والزاوية، والذي يمتلك السلاح ومفاتيح الثروة والاعتمادات في غرب البلاد، ورغم أنه ضعيف من حيث الحضور على مستوى الجغرافيا الليبية، حيث يكاد يكون تأثيره منحصرا في مدن الساحل الشمالي الغربي ومناطق الأمازيغ في الجبل الغربي، إلا أنه يصرّ على فرض إرادته وتنفيذ قراراته، وهو يعلن على مسمع من البعثة الأممية والمجتمع الدولي أنه لن يقبل بوصول حفتر أو أحد رموز النظام السابق للحكم عن طريق الاقتراع، ولو كلفه ذلك الدخول في حرب جديدة، والحرب طبعا ليست مستبعدة، ولاسيما أن القوات التركية لا تزال موجودة وجماعات المرتزقة منتشرة في الكثير من المعسكرات، وهناك قاعدة جوية في “الوطية” وقاعدة بحرية في الخميس، وغرف عمليات في طرابلس ومصراتة، وصمت عالمي ليس له ما يبرره إلا القبول بسياسة الأمر الواقع المفروضة على طرابلس منذ العام 2011.

هناك أسماء كثيرة تنوي الترشح لرئاسيات ليبيا. أبرزها هو رئيس الحكومة المهندس عبدالحميد الدبيبة الذي جعل من فترة الحكم التي دشنها في منتصف مارس الماضي مجالا فسيحا لحملة دعائية انتخابية دخلها كممثل عن طبقة أثرياء اعتمادات النظام السابق، واعتمادات السنوات العشر الماضية، وكمتصدر لمراكز نفوذ الحيتان الكبيرة والقطط السمان، وكحليف موثوق به للأتراك، وكمتودد للأوروبيين والأميركيين، وكلاعب أساسي بورقة دبلوماسية الصفقات والوعود.

استطاع الدبيبة الوصول إلى المنصب بالاعتماد على خطة تكلفت الملايين من الدولارات سواء في تونس أو جنيف. أثبتت التحقيقات الأممية صحة الاتهامات التي تم توجيهها لملتقى الحوار السياسي، ورغم التستر على النتائج حتى لا يتم خلط الأوراق قبل الوصول إلى موعد الانتخابات، إلا أن المجتمع الدولي قرر بشكل غير معلن تعليق أعمال وصلاحيات ملتقى الحوار قبل الانتهاء من مهمته بعد أن تحول إلى سوق لبيع وشراء الأصوات وعقد الصفقات ومنها صفقة الامتناع عن إيجاد قاعدة توافقية للانتخابات. لقد كان الدبيبة يهدف بذلك إلى تأجيل الاستحقاق بما يعني التمديد له ولحكومته ليعد العدة للسيطرة على المرحلة القادمة بالشكل الذي يبتغيه، لكن القوى الخارجية أشارت إلى مجلس النواب بالتحرك لإصدار قانونين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية ودون أن يلتفت إلى انتقادات مجلس الدولة والإخوان وحلفائهم. وعندما حاول الدبيبة أن يتجاوز حدوده، تم حجب الثقة عن حكومته.

 علينا أن ندرك أن ليبيا لا تزال تعاني من حالة انقسام أفقيا وعموديا؛ انقسام في المجتمع وانقسام في السلطة وانقسام في المؤسسة العسكرية، وغياب لأي إرادة حقيقية لتحقيق المصالحة الوطنية

باءت كل محاولات تأجيل الانتخابات بالفشل، وسقطت رهانات الدبيبة دون أن تجد من يلتقطها، لقد كانت المادة 12 فخا وقع فيه، وهي التي وضعها مجلس النواب على مقاس المشير حفتر، وفحواها أن على من يريد الترشح لمنصب رئيس الدولة ممن يتولون مسؤوليات في الدولة، أن يتخلى عن منصبه قبل ثلاثة أشهر، وهو ما قام به حفتر عندما سلم قيادة الجيش مؤقتا لرئيس الأركان عبدالرازق الناظوري، ولكن الدبيبة استهزأ منه أولا، على أساس أن الانتخابات لن تجري في موعدها، ولكن عندما أصر المجتمع الدولي على تنظيمها في الموعد المحدد، سعى لإقناع مجلس النواب عبر مقترح من مفوضية الانتخابات مدعوم من الأمم المتحدة وألمانيا وإيطاليا، بأن يتم تعديل المادة، ولجعلها تنص على التخلي عن المنصب فقط قبل يوم الاقتراع، وهو ما تم رفضه رسميا، فاتجه إلى استعمال الوسائل المتاحة في إقناع عدد من النواب بقيادة نائب رئيس المجلس فوزي النويري لتوجيه رسالة إلى المفوضية تدعوها إلى تعديل المادة نحو ما يرغب فيه رئيس الحكومة وفريقه، لكن ذلك غير ممكن طالما أن الطلب جاء من خارج قبّة البرلمان والجلسة العامة، كما أن المنطق العلمي والعملي لا يقبل بإدخال تعديلات على القانون الانتخابي أثناء فترة تقديم الترشحات.

لكن هل سيستسلم الدبيبة وفريقه؟ لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث خلال الساعات والأيام القادمة، ولكن الثابت أن هناك صراعا للإرادات، ومواجهة مفتوحة بين الفرقاء، وأن الانتخابات الرئاسية قد تكون منطلقا لأزمة جديدة أصعب مما سبق، ولاسيما أن الأطراف الفاعلة على الأرض لا تعترف ببعضها البعض، وكل منها يرى أن بقاءه لا يتحقق إلا بإلغاء الطرف المقابل.

آراء مغاربية - المغرب | من أفق المهدي بن بركة إلى ضنكِ الجرعات

 حلت يوم 29 أكتوبر،الذكرى السادسة والخمسين لاختطاف وقتل الزعيم الأممي المهدي بن بركة..

صارت حاليا،المعطيات الكبرى للجريمة السياسية المقترفة سنة 1965 متداولة منذ عقود؛يكشف عن حيثياتها هذا المصدر أو ذاك، بين الفينة والأخرى،لاسيما وأن طابع السرية عن الملف لم يعد قائما،كما السابق،ولازال الحكي عن واقعة استدراج بن بركة من طرف شرطيين أمام مقهى ”ليب”الباريسي صوب وجهة مجهولة؛مستمرا بكل اللغات العالمية،نظرا لرمزية الرجل الهائلة،خلال فترة الحرب الباردة،وكذا تعدد الأطراف الدولية المتورطة في اغتيال مناضل عالمي،استثنائي بكل المقاييس،ديناميكي جدا،ذكي وشجاع للغاية،امتلك مختلف المقومات التي جعلت منه خلال ظرف وجيز ليس فقط قائدا لليسار المغربي،لكن زعيما كونيا بامتياز،عمل إلى جانب قادة كبار من عيار غيفارا، كاسترو، ماو تسي تونغ، جمال عبد الناصر، تيتو، نيكروما، جواهر لال نهرو، بن بلة…على وضع لبنات خريطة جديدة لعالم متحرر،تخلصه من هيمنة تبعية الثنائية القطبية،وتتيح لشعوب العالم الثالث إمكانية تحقيق استقلالها الكلي بالتخلص نهائيا من آثار المنظومة الاستعمارية.

طبعا،وقد غاب بن بركة جسديا،منذ قترة طويلة،وتمَّ الإسراع مبكرا جدا من طرف قوى الشر إلى كتم أنفاسه؛حتى يتوقف نبض قلبه تماما ونور ضميره عن بثِّ معاني الحياة الحقيقية،لدى كل الشعوب المتطلعة إلى تحقيق حريتها واستقلالها الذاتي،فلا زال فكره حيا ومتوقدا،غاية الأبد؛لن يموت،ومرجعيته السياسية بمثابة ترياق لاينضب عطاؤه،يمد الأجيال المتلاحقة مابقي الزمان،بقوة وطاقة روحيتين ونفسيتين،قصد الدَّأب على مواجهة كل المخططات العدمية التي تجعل من الإنسان عدوا لنفسه وللآخر،حتى وإن بدا باستمرار طريق الحرية شاقا وطويلا لاينتهي إلحاحه.

بن بركة صاحب الاختيار الثوري،أستاذ المعادلات الفذ،بل أول مغربي حاصل على الإجازة في تخصص الرياضيات،ملهم ورائد اليسار المغربي لاسيما غير التقليدي، استشرف سريعا بخياله العلمي وشفافية حسه النضالي،طبيعة ما ستؤول إليه الأمور عاجلا أم آجلا، إذا لم يتم حسم الاختيار من البداية،بتكريس مقومات مجتمع جديد عبر ربط مصير المحلي بمنظومة الكوني؛أي وضع الوطن على سكة مشروع الدولة الحديثة،وإتمام مراحل برنامج التحرر والاستقلال من خلال السعي إلى تفكيك بنيات النسق التقليدي والرجعية أساسا،التي ستشكل حتما عقبة كأداء أمام الانخراط في مؤسسات العصر الحديث واستلهام روحه.

لذلك،اشتغل مثلما فعل كل القادة الذين على شاكلته،انطلاقا من موقعه محليا كزعيم للاتحاد الوطني للقوات الشعبية،ثم دوليا باعتباره رئيسا للجنة التحضيرية لمؤتمر القارات الثلاث،الذي سينعقد عام 1966 بهافانا،على بلورة الصياغة المذهبية والإيديولوجية،بغية تفعيل مداخل تلك المعادلة القائمة غاية اللحظة؛وإن أضحى السياق غير السياق.ربما اختزلها كليا شعار التخلص من رواسب الاستعمار والاستقلال الشكلي، أقصد : الامبريالية، الرجعية، التخلف. الأولى تخلق الثانية وتعضدها،ضمن حقل يشكل نتاجا لهما اسمه التخلف،يمدهما معا بأسباب البقاء والاستمرارية.علاقة تقبل قراءة خطية من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين،لأنها غير قابلة للتناوب المكاني أو الزماني؛بل تنتج مفعولها القاتل خلال ذات الآن.

وحدها الدولة المواطنة التي ضحى بن بركة في سبيلها،تطلعا لبلورة مقوماتها على أرض الواقع،واشتغل بمثابرته المعروفة مثلما أكدت جل الشهادات التاريخية،قصد تفعيل لبناتها الأولى بعد لحظة إعلان الاستقلال،ستشكل إطارا قصد خوض صراع  وجودي، وفق جدلية متكاملة بين المحلي والكوني،الهنا والهناك،بهدف مواجهة ثالوث الموت،الذي يلوِّث مبدئيا المسار الطبيعي لحياة أيّ شعب من الشعوب.

إن مايكابده ويعانيه سياقنا المجتمعي حاليا في خضم تخليد هذه الذكرى،نتيجة تقليص كل أبعاد الوطن الرحبة،ثم اختزال جل الملفات الكبرى والأساسية العالقة دائما،بجرة إلغاء إلى مجرد ملاحقات عنيفة في الفضاء العام  قصد تحقيق الرهان على تطعيم بإبرة؛ثم انتهى الأمر بالحصول على إيجاز،يؤكد للأسف أننا لازلنا بعد انقضاء أكثر من خمسين سنة عند ذات الإشكالات التي رصدها الشهيد المهدي بن بركة.

آراء مغاربية - تونس | اتحاد الشغل ساق في المعارضة وأخرى مع الرئيس

 هناك توجه لإعادة الاتحاد إلى مدار تحركه التقليدي بعيدا عن سردية العظمة والتعامل معه كشريك من حقه أن يتفاوض حول الملفات التي تخصه وليس مع طرف سياسي يريد أن يحدد شكل المرحلة القادمة.

بعد إجراءات الخامس والعشرين من يوليو التي جمد بمقتضاها الرئيس قيس سعيد البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وحل حكومة هشام المشيشي اكتفى الاتحاد العام التونسي للشغل بالصمت ومراقبة اتجاه الريح، فلا هو مع المنظومة السابقة التي استفاد من ضعفها وقلة حيلتها وفسادها، ولا هو مع سلطة جديدة لا يعرف كيف يحصل منها على امتيازه القديم “الاتحاد أكبر قوة في البلاد”.

بمرور الوقت، وحين غاب الاهتمام الرسمي بالاتحاد وبكل الفاعلين في المنظومة القديمة، والذين يريد البعض منهم أن يلحق بالركب الجديد، أوحت تصريحات لقياديين في المنظمة النقابية بأن الاتحاد لديه خارطة طريق للخروج من الأزمة السياسية، وأن له برنامجا واضحا يحتاج فقط إلى “حوار وطني” يكون فيه هو المركز كما حصل في 2013، لكن ذلك لم يغير شيئا في اهتمام الرئيس سعيّد الذي رد بالقول ”من يتحدث عن الخرائط فليذهب لكتب الجغرافيا وينظر في البحار والقارات”.

وضغط نشطاء على مواقع التواصل من خلال حملة تطالب بهدنة اجتماعية لثلاث أو خمس سنوات من أجل مساعدة تونس على الخروج من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تركته المنظومة السابقة. ولأن الرسالة كانت موجهة بالأساس إلى الاتحاد، فإن قياديا مثل سمير الشفي الذي يمثل التيار الغالب في الاتحاد قال في ما نقلت عنه مواقع محلية ما معناه “لم تلده أمه من يسعى لفرض هدنة اجتماعية على الاتحاد”، وهي رسالة مباشرة للرئيس سعيد بأن المنظمة ستستمر على نهجها القديم في المطلبية تحت الضغط بقطع النظر عن الأزمة.

وجاءت التصريحات الأخيرة للأمين العام نورالدين الطبوبي لتظهر أن الاتحاد منزعج من الإهمال الذي تظهره مؤسسة الجمهورية تجاه المنظمة التي كانت تأمر وتنهى في الحكومات السابقة، تقترح وزراء وترفع فيتو في وجه آخرين، وتحصل على كوتا ثابتة من الحقائب والوظائف العليا.

وقال الطبوبي، خلال حضوره مؤتمرا لمناقشة “اتفاق التبادل الحر في قارة أفريقيا”، للصحافيين “نريد نظاما سياسيا لا يقوم على اليد المطلقة، لا عودة إلى الحكم الفردي”، وهي سردية تقترب كثيرا من سردية النهضة التي ترى في ما جرى يوم الخامس والعشرين من يوليو انقلابا يؤسس للحكم المطلق.

وفي التصريحات نفسها ترك الطبوبي الباب مواربا أمام التقارب مع الرئيس سعيّد حين قال”لا توجد قطيعة مع الرئاسة ولكن هناك اختلافا في وجهات النظر”.

لكن قيس سعيد الذي بدا أن لديه الوقت الكافي لسماع ماذا يخبئ الأصدقاء والخصوم على حد سواء لم يلتفت إلى تصريحات الطبوبي ولم يعلق عليها وفتح الباب لتصويب العلاقة بين المنظمة والحكومة على قاعدة التعامل مع شريك اجتماعي من حقه أن يتفاوض حول الملفات التي تخصه وليس مع طرف سياسي يريد أن يحدد شكل المرحلة القادمة ويكون محورها كما كان في السابق.

ومن الواضح أن هناك توجها لإعادة الاتحاد إلى مدار تحركه التقليدي بعيدا عن سردية العظمة، وهذا ما يفسر ترتيب لقاء بين الطبوبي ورئيسة الوزراء نجلاء بودن، وهو لقاء لم يتحدث عنه أحد سوى الموقع الإلكتروني لجريدة “الشعب” التابعة للاتحاد والناطقة بلسانه.

ونقلت الصحيفة عن الطبوبي القول إن “رئيسة الحكومة تعول على الاتحاد، في إطار التضامن الوطني، من أجل إنقاذ البلاد من الوضع الصعب على المستويين الاجتماعي والاقتصادي”.

وأضاف الطبوبي، وفقا للصحيفة، أنّه “لمس لدى رئيسة الحكومة نجلاء بودن رغبة في البحث عن حلول، وفي السعي للنجاح ومعالجة القضايا، خاصة على مستوى الديناميكية الاقتصادية والاستثمار من أجل التشغيل والتنمية”.

وتقول أوساط سياسية تونسية إن قيس سعيّد لا ينظر إلى من وقفوا إلى جانبه في المواجهة السياسية مع النهضة منذ استلامه رئاسة الجمهورية على أنهم أصدقاء وأن من حقهم أن يحصلوا على مقابل ذلك الموقف حظوة لهم ولأحزابهم أو منظماتهم، وإنه يرتب الوضع حسب رؤية تقوم على ضرب فكرة توظيف الموقف السياسي للاستفادة من الدولة كما يحصل في السابق، وهذا ما يفسره تحذير نقلته مواقع التواصل الاجتماعي من رئاسة الجمهورية لحركة الشعب بالتوقف عن الحديث باسم الرئيس سعيّد، ومحاولة استثمار صورته وإجراءاته للظهور تحت يافطة حزب الرئيس.

والأمر نفسه مع قيادات التيار الديمقراطي بدءا بالأمين العام المستقيل محمد عبو وزوجته وصولا إلى الأمين العام الحالي غازي الشواشي الذين باتوا يطلقون تصريحات قوية ضد قيس سعيد ومسار الخامس والعشرين من يوليو بعد أن كانوا لفترة قريبة داعمين لمسار تأويل الفصل 80 من الدستور، وقدموا مقترحات تفصيلية للرئيس سعيد، لكن ذلك لم يشفع لهم ولم يعطهم دورا في المرحلة الجديدة.

وبالنتيجة، فإن الرئيس سعيّد بدأ يغادر مربع الردود على من يستفزونه سياسيا، خاصة أن مشروعه قد تجاوز مرحلة ردود الفعل والحاجة إلى الإيحاء أو الإشارة إلى هذا التصريح أو ذاك لوضع الشارع الداعم له في صورة ما يتم ترتيبه للتآمر على الانتقال السياسي الجديد.

في الأيام الأخيرة بدا أن قيس سعيد لم يعد يهتم لمن يفتعل التشويش أو لفت النظر بحركات مسرحية سياسية، وهي مرحلة ضرورية لأن الناس استمعوا بما يكفي للرئيس ونقده لخصومه وفضحه لتفاصيل قضايا الفساد وذكر أغربها. والآن يحتاجون لأن تتقدم البلاد أكثر في حلحلة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والمناخ بات ملائما سياسيا وشعبيا وإقليميا.

وتقول الأوساط السياسية السابقة إن اتحاد الشغل لا يريد أن يتصدر قائمة المعارضين لقيس سعيد بعد أن تراجعت النهضة وحزامها المعارض، وإن تصريحاته هادفة إلى لفت نظر السلطة الجديدة التي وضعت أطراف المرحلة السابقة في خندق واحد وتنظر إليهم كمنظومة فساد وفشل وقوى شد إلى الوراء حتى وإن لم تقل ذلك بشكل علني.

وقد لا يكون الاتحاد قد اختار هذا الظرف بالذات لإطلاق تصريحات صدامية من بعض قيادييه تجاه الرئيس سعيد كخيار لتوظيف ما يقال إنها ضغوط خارجية واشتراطات من أجل الاستمرار في تقديم المساعدات لتونس، ومن بين هذه الاشتراطات القيام بحوار وطني يضم من بين من يضم اتحاد الشغل.

ربما قرأ الاتحاد الوضع السياسي الحالي على أنه موات للضغط من أجل استعادة دوره السابق، لكن النتيجة أن قيس سعيد يستمر في التعاطي مع الجميع على أساس دورهم في الأزمة الماضية بقطع النظر عن التصريحات سلبا أو إيجابا، وأن تصريحات الطبوبي والشفي قد تباعد بين المنظمة ورئاسة الجمهورية أكثر فأكثر وتجعل الاتحاد في مركب واحد مع حركة النهضة بالرغم من أنه يتبرأ منها في تصريحات ويتهمها بأنها سبب الأزمة خلال السنوات العشر الأخيرة.

في المقابل تسعى النهضة لاستثمار مواقف الاتحاد لتقول للدوائر الخارجية التي تراهن على ضغوطها إنها ليست وحدها في مواجهة الوضع الجديد وإن معها “الاتحاد أقوى قوة في البلاد”.

آراء مغاربية - الجزائر | افتعال الصراعات يعيق أي مسار إصلاحي

 النظام يستمر في سياسة الهروب إلى الأمام خوفا من عودة قوية للاحتجاجات.

لا تتوقف السلطات الجزائرية عن افتعال الأزمات الخارجية سواء مع المغرب أو فرنسا واتهام جهات خارجية بالوقوف وراء أزماتها الداخلية، وهو ما يعيق أيّ إصلاحات في البلاد التي تعيش وضعا اقتصاديا واجتماعيا صعبا منذ سنوات.

ويقول مراقبون جزائريون إن السلطات تعتقد أنه لا بد من شد الجزائريين إلى الأزمات الخارجية لمنع التفاتهم إلى مشاكل البلاد والدخول في احتجاجات كما حصل منذ سنتين، لافتين إلى أن الجزائر من دون محيطها الإقليمي لم تنجح في القيام بأيّ إصلاحات منذ فترة الحرب الباردة، وظلت تعتمد على عائدات النفط والغاز دون تنويع لاقتصادها.

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن ما يقلق النظام الجزائري أن الأجيال الجديدة لم يعد يقنعها الحديث عن الثورة وشعاراتها، كما لم تعد تخيفها التحذيرات من أن تقود احتجاجاتها إلى حرب أهلية كما جرى في تسعينات القرن الماضي، ولذلك كثّف النظام من اعتماده على نظرية المؤامرة واتهام جهات خارجية بالتآمر على أمن الجزائر على أمل أن يدفع الجزائريين إلى السكوت مثلما فعلوا في السابق.

ولا يفتأ النظام يستدعي خصوماته حول الذاكرة مع فرنسا أو ورقة إسرائيل من خلال حديثه عن "مؤامرة" تستهدف أمن الجزائر وركوب موجة معارضة عضويتها في الاتحاد الأفريقي من أجل جلب الرأي العام الجزائري لصفه، متناسيا أن الأجيال الجديدة لم تعد تعنيها قصص الماضي.

ومنذ سنوات اهتزت صورة النظام لدى الجزائريين، ليس فقط بسبب الصراع على الحكم في فترة عجز الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة، ورواج أخبار المؤامرات والصراعات داخل غرف النظام، ولكن بالأساس بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة خاصة بعد تراجع عائدات النفط وفشل السياسة التقليدية للنظام القائمة على الإنفاق السخي لشراء السلم الاجتماعي.

ما يقلق النظام أن الأجيال الجديدة لا تغريها شعارات الثورة، ولا تخيفها التحذيرات من سنوات جمر جديدة

وكانت الجزائر تعاني بالفعل من عجز في الميزانية في 2019 مع تآكل احتياطياتها من العملات الأجنبية بسرعة. ولم يوافق النظام المنغمس في الخلافات بين الفصائل المختلفة للسلطة على خطة خلافة الرئيس المريض. لذلك، حاول فرض ولاية خامسة لبوتفليقة، مع استمرار الحكم من وراء الستار لمحيط بوتفليقة وشقيقه السعيد.

دفعت هذه الخطوة الملايين من الشباب إلى النزول إلى الشوارع، حيث لم يعيشوا خلال الحرب الأهلية في التسعينيات على عكس آبائهم، وكانوا بالتالي محصنين ضد ادعاء النظام بأن الاستقرار تحت قبضة النظام هو أفضل ما يمكن أن تأمله الجزائر. وأصبحت الحركة الاحتجاجية على الرغم من حشدها في البداية ضد ولاية خامسة لبوتفليقة منذ ذلك الحين رفضا واسعا وسلميا للاستبداد العسكري الذي حكم البلاد منذ الاستقلال.

وعندما ارتفعت أصوات الشارع ضحّى النظام بجزء منه للبقاء على قيد الحياة، ففي أبريل 2019 قرر الجنرال أحمد قايد صالح الذي عينه بوتفليقة رئيسا لأركان للجيش قبل سنوات إقالة الرئيس من منصبه.

وواصل متظاهرو الحراك مسيراتهم الأسبوعية مع إبعاد بوتفليقة عن الطريق. حيث كانوا يعلمون أن الرئيس كان مجرد جزء من نظام أكبر وطالبوا بانتخابات جمعية تأسيسية لإصلاح النظام الحاكم وليس رئيسا آخر يتم اختياره خلف الأبواب المغلقة.

واستمر المأزق السياسي لأشهر، حتى فرض الجنرالات انتخابات رئاسية جديدة في أواخر 2019. وعلى الرغم من ضعف الإقبال، فقد أعاد التصويت إحياء شخصية أخرى في النظام لملء دور الرئيس، حيث جيء بعبد المجيد تبون، الذي كانت سنّه آنذاك 74 عاما، والذي كان وزيرا ورئيسا للوزراء في عهد بوتفليقة. ومنذ 2019، رفض العديد من الجزائريين المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات الرئاسية والتشريعية، متجاهلين محاولات النظام اليائسة كسب الشرعية.

وأعاد تبون الوجوه القديمة للنظام خاصة من القيادات العسكرية إلى صفه واستعاد بشكل كامل أسلوبه في الحكم من خلال اتهام المعارضة بأنها تنفذ مؤامرة مدعومة من الخارج لزعزعة استقرار البلاد. وألقى باللوم على المغرب في موجة حرائق الصيف التي أودت بحياة العشرات ودمرت مناطق واسعة في منطقة القبائل ذات الأغلبية البربرية.

وتسارعت وتيرة اعتقال الصحافيين والنشطاء والمتظاهرين. على الرغم من أن الوباء والكبت قمعا الاحتجاجات في 2021، إلا أن البلاد ظلت غارقة في السخط الاجتماعي مما زاد من احتمالات العودة إلى الاحتجاجات الجماهيرية وردّ الفعل العنيف من الدولة.

وفي مقارنة بأوضاع دول أفريقية فقيرة وجد الجزائريون أنفسهم خلال الصيف بلا ماء، واكتفت الدولة بإلقاء المسؤولية على الشركة الفرنسية التي تتولى مهمة توزيع الماء، وسط العديد من التساؤلات منها كيف تعجز دولة بها بعض أكبر احتياطيات الهيدروكربونات في العالم عن المحافظة على تدفق مياه الشرب من صنابيرها؟

ويقول المراقبون إن السلطات التي تخاف من موجة احتجاجات جديدة أكثر حدة بسبب تردي الوضع المعيشي للجزائريين ستعمل ما في وسعها للاستمرار في لعبة الهروب إلى الأمام، وأنها لن تتوقف عن ذلك، وإلا فتحت الباب أمام ما تخشاه من دعوات جديدة لسقوط النظام وتجدد الدعوات لانفصال منطقة القبائل.

ويشعر قادة النظام الجزائري، وهم من الجيل الذي تسيطر عليه شعارات الثورة، أن البلاد باتت معزولة، ولا يريدون الاعتراف بالأمر الواقع، ولذلك يفضلون افتعال الأزمات الخارجية على اتخاذ خطوات عملية لإعادة تصويب مسار البلاد والتركيز على التنمية.

ميادين الحرية - موقع العرب