Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

البريطانيون ينتخبون والاستطلاعات ترجح فوز حزب العمال.. من هو العمالي كير ستارمر القريب من ترأس حكومة بريطانيا؟

أظهرت نتائج استطلاع أجري بعد إقفال مكاتب التصويت فوزا تاريخيا وساحقا لحزب العمال بزعامة كير ستارمر حيث حصل حسب التقديرات، على 410 مقاعد. فيما مُني المحافظون بهزيمة مدوية بحصولهم على 131 مقعدا.

وجاء في المركز الثالث الليبيراليون الديمقراطيون حيث فازوا ب61 مقعدا. أما حزب إصلاح الممكلكة المتحدة بزعامة نايجل فاراج السياسي الشعبوي وعراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فقد حصل على 13 مقعدا بحسب نتائج الاستطلاع.

بدأ البريطانيون الاقتراع في انتخابات تشريعية يتوقع أن تطلق مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، إذ تتوقع الاستطلاعات فوز حزب العمال وهزيمة المحافظين بعدما استمروا في الحكم 14 عاما شهدت اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية.

وتضع استطلاعات الرأي حزب يسار الوسط الذي يتزعمه ستارمر على طريق تحقيق فوز ساحق، لكنها تشير أيضا إلى أن كثير من الناخبين يريدون ببساطة التغيير بعد فترة من التناحر والاضطراب في عهد المحافظين تغير فيها خمسة رؤساء وزارة خلال ثمانية أعوام.

يعتبر كير ستارمر هو الأكثر انتماء للطبقة العاملة بين من تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود. ما أهم محطات مسيرته الحياتية والسياسية؟ وما هي العلاقة التي تربطه بأمل كلوني؟

قبل أن يتولى كير ستارمر زعامة حزب العمال البريطاني تدرج في مسؤوليات عدة، من محام في مجال حقوق الإنسان إلى مدع عام للدولة، لكن يبدو أن طموحه الذي لا حدود له وامكاناته الهائلة للعمل سيدفعانه إلى أعلى منصب سياسي في بريطانيا.

 ويعد الزعيم البالغ 61 عاما والذي سمي على اسم مؤسس حزب العمال كير هاردي، الأكثر انتماء إلى الطبقة العاملة من بين الذين تعاقبوا على رئاسة الحزب المعارض منذ عقود.

 قال ستارمر للناخبين مرارا خلال جولاته الانتخابية إن "والدي كان صانع أدوات، وأمي كانت ممرضة"، رافضا تصوير منافسيه له أنه ينتمي إلى النخبة الليبرالية المتعجرفة في لندن.

 وبشعره الرمادي ونظارتيه ذات الإطار الأسود، يظل ستارمر لغزا في عيون ناخبيه الذين سيوصلونه إلى داونينغ ستريت بعد الانتخابات العامة الخميس.

"انتهازي أم براغماتي؟"

 ويصفه منتقدون بأنه انتهازي، لكن مؤيديه يصرون على أنه إداري براغماتي يتعامل مع منصب رئيس الوزراء بالطريقة نفسها التي مارس بها مسيرته المهنية: بدون كلل وباستخدام الحجة القانونية.

 وقال ستارمر في خطاب ألقاه مؤخراً خلال حملته الانتخابية "السياسة يجب أن يكون محورها الخدمة"، مكرراً شعاره المتمثل في وضع "البلد أولا، والحزب ثانياً" بعد 14 عاماً من حكم المحافظين في ظل خمسة رؤساء وزراء.

 وفي بعض الأحيان، يبدو مشجع فريق أرسنال الذي جاء إلى السياسة في وقت متأخر من حياته، غير مرتاح في دائرة الضوء، ويكافح من أجل التخلص من صورته العامة باعتباره شخصية مملة.

 لكن يقال إن ستارمر الذي تعمل زوجته فيكتوريا في الخدمة الصحية الوطنية وله منها فتى وفتاة في سن المراهقة يكون مختلفا بشخصية تميل للدعابة في مجالسه الخاصة.

 وتعهد ستارمر في حال انتخابه الحفاظ على عادته المتمثلة بعدم العمل بعد الساعة السادسة مساء من أيام الجمعة وتمضية هذا الوقت مع عائلته.

ابن لعائلة بسيطة 

 وُلِد كير رودني ستارمر في 2 أيلول/سبتمبر 1962، ونشأ في منزل ضيق في ضواحي لندن برعاية أم تعاني من مرض خطير وأب بعيد عاطفيا.

 لديه ثلاثة أشقاء أحدهم يعاني من صعوبات في التعلم، ووالداه من محبي الحيوانات وقد ساهما في العناية بالحمير. وقال ستارمر مازحا "كلما غادر أحدنا المنزل، كان يتم استبداله بحمار".

 تعلم ستارمر في المدرسة العزف على الكمان على يد نورمان كوك عازف الغيتار السابق الذي أصبح منسق موسيقى مشهورا، وانضم إلى مدرسة موسيقى مرموقة في لندن خلال عطلات نهاية الأسبوع.

 بعد دراساته القانونية في جامعتي ليدز وأكسفورد، حول ستارمر انتباهه إلى القضايا اليسارية ودافع عن النقابات العمالية والناشطين المناهضين لماكدونالدز والسجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الخارج.

 وهو صديق لمحامية حقوق الإنسان أمل كلوني التي تدرب معها على ممارسة المحاماة، وروى أنه تناول وجبة غداء معها ومع زوجها الممثل جورج كلوني ذات مرة.

 وعام 2003 بدأ يقترب من المؤسسة السياسية ما سبب صدمة لأصدقائه وزملائه، وفي البداية تولى وظيفة تضمن امتثال الشرطة في إيرلندا الشمالية لتشريعات حقوق الإنسان.

 وبعد خمس سنوات، تم تعيينه مديرا للنيابة العامة في انكلترا وويلز عندما كان زعيم حزب العمال غوردون براون رئيسا للوزراء.

 بين عامي 2008 و2013، أشرف على محاكمة أعضاء برلمان بتهمة استغلال نفقاتهم، وصحافيين بتهمة التنصت على الهواتف، ومثيري شغب شبان شاركوا في الاضطرابات في جميع أنحاء إنكلترا.

 وحصل على لقب سير من الملكة إليزابيث الثانية، لكنه نادرا ما استخدم هذا اللقب، وعام 2015 تم انتخابه عضوا في البرلمان عن منطقة في شمال لندن تغلب على ناخبيها الميول اليسارية.

 وقبل أسابيع فقط من انتخابه، توفيت والدته بسبب مرض نادر في المفاصل جعلها غير قادرة على المشي لسنوات عديدة. وعام 2021 بكى ستارمر خلال مقابلة تلفزيونية وهو يروي كيف "حطم" وفاة والدته والده.

 وبعد عام واحد فقط من انتخابه عضوا في البرلمان، انضم ستارمر إلى مجموعة من النواب المتمردين في حزب العمال ضد اليساري المتطرف جيريمي كوربن متهمين اياه بالافتقار إلى القيادة خلال حملة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فشل التمرد في وقت لاحق من ذلك العام، لكن ستارمر انضم مجددا إلى فريق القيادة في حزب العمال بصفته متحدثا باسم بريكست، وبقي يؤدي هذا الدور حتى خلافته كوربن الذي قاد الحزب إلى أسوأ هزيمة له في الانتخابات منذ عام 1935. ومنذ ذلك الحين، أظهر ستارمر تصميما من خلال إعادة الحزب إلى موقع الوسط وقيادته حملة تطهير لارث كوربن إضافة إلى اجتثاث معاداة السامية داخل الحزب.

 اتهم اليسار ستارمر بالخيانة لإسقاطه عددا من التعهدات التي قطعها خلال حملته الانتخابية، بما في ذلك إلغاء الرسوم الجامعية. لكن دفعه لإعادة التموضع الاستراتيجي لحزب العمال ووضعه مرة أخرى على سكة السلطة، يدل على أن النجاح أمر ثابت في حياة ستارمر. وقال ستارمر مرة "إذا ولدت بدون امتيازات، فلن يكون لديك وقت للعبث"، مضيفا "لا يمكنك الالتفاف حول المشكلات من دون حلها".

ميادين  / وكالات

 

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال