و لعلنا لا نبالغ اذا اعتبرنا أن العجز المعلن للمجتمع الدولي بشرقه و غربه وبكل مكوناته السياسية والحقوقية و الانسانية يشكل اهانة للضمير الانساني و العدالة الانسانية الدولية …فلا شيء اليوم يمكن ان يبرر هذا العجز البغيض عن ردع الاحتلال و منعه من مواصلة المحارق بل ان العقل البشري لا يمكن ان يقبل أن هناك قوة في العالم تواصل ارتكاب المجازر و تدمير البيون و المستشفيات على رؤوس اصحابها و لا يمكن لجمها…
بل ان الاكيد ان في هذه الغطرسة الاسرائيلية ما يعني بالضرورة ان كيان الاحتلال منح كل الضمانات من امكانيات عسكرية و لكن ايضا من وقت للانتهاء من عملياته…
و عندما يتكرراستهداف مدارس الاونروا و يتكرر استهداف المؤسسات الطبية و الصليب الاحمر و تتحول صرخات و استغاثات المنظمات الاممية الى مجرد صدى فان في ذلك ايضا ما يستوجب التساؤل جديا عن جدوى هذه المنظمات التي تمنع بقرار من الاحتلال من الوصول الى المنكوبين و عندما يحتاج تزويد الاطفال بالماء و الخدج بالاوكسيجين الى ترخيص من سلطة الاحتلال تعلم مسبقا انه لن يأتي ..
كرامة البشر و انسانية الانسان تداس بنعال الاحتلال الذي لم يتحرج من تزييف الحقائق و مغالطة الراي العام الاسرائيلي و العالمي بشأن ما اقدم عليه جيش الاحتلال في السابع من اكتوبر من قصف بالطيران الحربي للاسرائيليين في مواقع الاحتفال و ان هذا الجيش لم يتردد في التكتم على تلك الحقائق..
بل لعله اراد من خلال ما حدث التستر على فشله التاريخي في استباق عملية طوفان الاقصى و انه و هنا بيت القصيد أراد تضخيم حصيلة القتلى من الجانب الاسرائيلي لكسب دعم حلفاءه في الغرب و لتبرير عدوانه الهمجي على غزة و تدميرها بالكامل و تهجير اهلها لاعادة احتلال ما بقي منها ..
الاصوات من داخل المؤسسة الاسرائيلية تتنافس في المطالبة بترحيل اهالي غزة الى أي مكان في العالم بل ان نائب زعيم الكنيست طالب بحرق غزة…
و قبل ذلك طالب وزير في حكومة ناتنياهو باعادة احتلال غزة و طرد اهلها باعتبارهم حيوانات بشرية ..
ليس من شك ان اهداف ناتنياهو و عصاباته ابعد و اخطر من غزة …و هو بالتاكيد يبحث له عن فرصة لتحقيق اهدافه على الارض وتسجيل الانتصار الذي يمسح عنه العار الذي لحقه بعد طوفان الاقصى هذه حقائق معلوم و لا تحتاج دليل..
المصيبة الكبرى في حالة الجمود و الهوان الذي بات عليه العرب و المسلمون …و كأنهم يعلنون سلفا استسلامهم و قبولهم لما يخطط له ناتنياهو في غزة..
بعد خمس و اربعين يوما على المحرقة بدأت اللجنة العربية الاسلامية تتحرك انطلاقا من الصين ثم موسكو …و الحقيقة ليس من الواضح كم ستحتاج هذه اللجنة من الوقت لاقناع المجتمع الدولي بايقاف المجازر التي تابى ان تنتهي ..
لسنا نبالغ و لكن قناعتنا ان كرامة و انسانية المواطن الفلسطيني و الطفل الفلسطيني تستحق ان يتحرك لاجلها العالم لايقاف الابادة الجماعية الان و ليس غدا …و قناعتنا ايضا ان الاليات كائنة و موجودة و كان يمكن اللجوء اليها قبل الان ..
الاخطر في كل ما يحدث ان العالم يتجه للتطبيع شيئا فشيئا مع جرائم الاحتلال و رفضه ايقاف الة القتل و كأن الفرجة و متابعة اشلاء الضحايا و دماء الاطفال أمر مفروغ منه و لا حول و لا قدرة على ايقافه و سيتعين انتظار ان تتوقف شهية الاحتلال للموت المنتشر في غزة قبل الانتباه الى ان هناك حاجة لوقية من الكرامة AN OUNCE OF DIGNITY ان لم يكن لاجل اطفال و نساء و شباب غزة فمن اجل أصحاب صورة اصحاب المعالي و السعادة أمام التاريخ و أمام شعوبهم…
الحديث اليوم عن هدنة في اطار صفقة الاسرى مسألة مهمة من شانها ان تمنح الفلسطينيين بعض الوقت للتنفس و نفض غبار المت و الدمار..
لكن ماذا بعد و الحال ان ناتنياهو لم يتوقف عن التلويح بالعزدة لاكمال ما بدأه بعد اربع ايان من هدنة قد لا تكون بهدنة في مفهزمها الواسع..
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال