على العقل العربي ان يراكم خبراته الحياتيه في مجالات الصراع مع الاخر لتتشكل في وعيه الفردي والجمعي رؤية متكاملة تجاه عدو احتل الأرض وتجاه عقلية كولونيالية لاتزال ترسم ملمح تفكير الغرب الراسمالي بالرغم من استقلال الدول والمجتمعات التي كانت يوما تحت حكمه المباشر ..
العقلية الغربية للنخب الحاكم وقطاع عريض في المجتمع لن تتغير مجانا ولا تلقائيا لان واقع المشهد السياسي العالمي الذي يتم تغذيته بالصراعات واشعال بؤر نزاع متعددة من خلال تلك العقلية التي تعيش وفق الازمات وتدير العالم بالازمات لانها مسلك مهم لتراكم الأرباح للشركات خاصة الكارتل الصناعي العسكري والمؤسسات المالية الكبيرة ..
من هنا تحرك الغرب سريعا في العقدين الاخرين نحو استقطاب الدول العربية ضمن مشروع التطبيع (السلام - مجازا ) الذي اصبح يشمل عددا من الدول ناهيك عن أصدقاء من الطبقة البرجوازية والإعلاميين والمثقفين وحتى بعض من مؤسسات المجتمع المدني وغيرهم .
الغرب الرأسمالي وامريكا تحديدا وفق عقلية الكولونيالية لايزال يفكر بشتى الطرق للهيمنة الكاملة على العالم ومن هنا نفهم توحش صراعاتهم مع روسيا والصين اللذان اعاقا تمدد التوسع الغربي واعاقا انفراد الغرب بإدارة النظام العالمي معلنين نظام متعدد الأقطاب ليكون فعالا في استقرار العلاقات الدولية . على الفلسطينيين بلورة وعيهم بمن يحتل ارضهم وامتلاك مصادر قوة وفق اطر مؤسسية وتنظيمية تعمل وفق مصلحة الوطن الفلسطيني وليس وفق محاور إقليمية أيا كانت وان يقاوموا الاحتلال بطرق ابتكارية تمكنهم من تحقيق منجزات ميدانية يكسبون منها في المقابل السياسي والمفاوضات .لان الاعمال العسكرية تعتبر أدوات للسياسية ترفع مجالات التفاوض واسهمها عاليا .
في هذا السياق نشاهد تردد وضعف الموقف الرسمي العربي خاصة مع تزايد عملية التطبيع المعلنة التي لم ولن يكون لها مردود ايجابي لصالح العرب ، ومع استمرار الانقسام في الموقف الفلسطيني تتزايد الضغوط والاكراهات المادية والمعنوية على السكان في القطاع والضفة دون دروع للحماية تصد عنهم الهجمات المتوحشة او تقلل من تاثيرها ..
وماحدث في غزة خلال الأسبوع الحالي يعنبر جرائم ضد الانسانية يجب ان يتشكل معها وحولها موقف سياسي وشعبي داعم ومؤيد للحق الفلسطيني وضد التهجير .. ومعها يجب إعادة التفكير في المهام السياسية رسميا وشعبيا وإعادة التكامل في الموقف الفلسطيني وتشكيل حكومة وحدة وطنية ..وعلى العرب ان لايسلموا دون مقابل القضية الفلسطينية تحت ادعاءات التطبيع والسلام فهذا لن يأتي لهم جميعا بأي سلام فهذا الأخير يتطلب امتلاك مصادر قوة موضوعية يتحق معها السلام وتكون في حمايته.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال