لا شك أن قرار البيت الأبيض إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا هو قرار تصعيدي خاطئ قد ينقل الحرب الأوكرانية إلى مرحلة شديدة الخطورة فهذه القنابل محرمة دوليا وتقتل الإنسانية، وقد عانى الشعب العراقي منها عندما ألقتها القوات الأمريكية عليه واستمر أيضا عناء المدنيين اللبنانيين طويلا بعد أن إستخدمتها إسرائيل في حربها على لبنان.
فالقنبلة العنقودية الواحدة عبارة عن حاوية تحوي ما قد يصل إلى ألف قنبلة صغيرة ما أن تنفجر هذه الحاوية حتى تنطلق القنابل الصغيرة باتجاهات مختلفة لا تميز بين البشر والحجر، وتنتشر على مساحات واسعة أشبه بعمليات القصف العشوائي، حيث تشكل حقول ألغام بدون مخططات تعيق إستخدام هذه المناطق أو الإستفادة منها لاحقا ما لم يتم تطهيرها من هذه المتفجرات لأن نسبة عدم الإنفجار في هذه القنابل كبيرة وتزداد مع تقادمها ويمكن إطلاقها من الطائرات أو المدافع أو راجمات الصواريخ.
وما يهمنا هنا أن القرار الأمريكي جاء يائسا ودليلا واضحا على فشل تام للهجوم الأوكراني المضاد ،وتخشى أمريكا من هجوم روسي مباغت يصل إلى كييف ويفرض سلاما كما تراه روسيا، وبذلك تنكسر شوكة أمريكا والغرب فهذا النوع من القنابل لا يخدم القوات الأوكرانية المهاجمة فتأثيره فاعلا فقط في حالة الإعتراض على القوات المهاجمة فقد يؤدي إلى خسائر بين صفوف المهاجمين ويعيق تقدم القطاعات لهذا السبب لن يكون لهذه القنابل أي أثر يذكر في الهجوم الأوكراني المضاد والخطورة تكمن بأنه قد يدفع بالقوات الروسية إستخدام سلاحها النووي التكتيكي للرد على هذه القنابل في حال تقدمها وتعرضها لخسائر كبيرة، وقد تجد روسيا ذريعة باستخدام سلاحها التكتيكي أمام العالم بسبب إرسال أمريكا لهذا النوع من القنابل.
وربما يكون هذا القرار الأمريكي هو القرار الأخير قبل إستسلام وإنهيار القوات الأوكرانية أمام النووي الروسي إذا لم تتراجع أمريكا عن إرسال هذا النوع من القنابل بشكل منفرد عن دول الناتو التي أعلنت رفضها إرسال هذا النوع من الذخائر لأن بعض دول الناتو موقعة على الإتفاق الدولي الذي يجرم هذا النوع من القنابل ،فمتى تتوقف أمريكا وإسرائيل ومعهم الغرب عن إرتكاب جرائم ضد الإنسانية خارج نطاق القيم التي تتدعي امريكا والغرب أنهم يتبنوها وينادون بها، وقد لاحظنا في الأمس القريب كيف تعاملت فرنسا مع المحتجين ونكلت بهم بدرجة لم تحدث من قبل في أي دولة أخرى ،ومع ذلك تعترض على قرارات الأمم المتحدة المنددة بالعنف الفرنسي، وفي السويد أيضا تمنع الحكومة حرق علم المثليين لأن ذلك يجرح شعور الناس بينما تسمح بحرق نسخة من القرآن الكريم ولا تهتم لمشاعر ملياري مسلم ،وهذا يجسد حقيقة الغرب فلم يعد هنالك مجالا لإخفاء ظلم واستبداد بعض الدول الغربية.
حفظ الله هذا العالم من الشر ودعاته.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال