ارتفع عدد ضحايا غرق قارب خشبي أمام إيطاليا كان يقل لاجئين إلى أكثر من 60 شخصاً. وألقت السلطات الإيطالية القبض على ثلاثة أشخاص يشتبه في أنهم تجار بشر على صلة بالحادث، فيما يدور جدل داخل إيطاليا حول الواقعة.
أعلنت السلطات الايطالية أن حصيلة غرق قارب تحطم قارب مهاجرينبالقرب من كروتوني في جنوب إيطاليا الأحد، ارتفعت إلى 64 قتيلا الثلاثاء اليوم الثلاثاء (28 فبراير/شباط 2023)، في مأساة تم على اثرها توقيف ثلاثة بشبهة تهريب البشر.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بعد العثور على جثة جديدة على شاطئ بلدة ستيكاتو، على ما ذكرت متحدثة باسم جهاز الإطفاء في كروتوني الذي لا تزال عناصره تواصل البحث عن ضحايا في البحر على طول سواحل كالابريا، المنطقة الواقعة في اقصى جنوب البلاد.
من ناحيتها قالت وزارة خارجية حكومة طالبان الأفغانية إإن 80 أفغانيا، من بينهم أطفال، لقوا حتفهم في حادث غرق قارب قبالة ساحل جنوب إيطاليا.
ووفق تقارير إعلامية، فقد أبحر القارب الأسبوع الماضي من مدينة إزمير التركية.
ومن بين القتلى نحو 14 طفلاً، فيما نجا من الحادث 80 شخصا قالوا إن القارب كان يحمل على متنه ما بين 150 و200 مهاجر، فيما لا يزال 20 شخصًا في عداد المفقودين، من بينهم "العديد من القُصَّر" ، بحسب منظمة أنقذوا الأطفال التي قالت في تغريدة لها على تويتر إنها تدعم الناجين القادمين من أفغانستان وباكستان والصومال وسوريا ، بمن فيهم 10 قاصرين كانوا يسافرون مع عائلاتهم.
وكتبت المنظمة على تويتر "هناك الكثير من القصر المفقودين". وأضافت أن بعض الذين تم إنقاذهم "شاهدوا أقاربهم يسقطون في الماء ويختفون أو يموتون"، وكتبت في تغريدة أخرى إنه "يجب ألا يضطر أي طفل إلى القيام برحلة مميتة بحثًا عن حياة أفضل"
اعتقال ثلاثة يشتبه بتورطهم في الاتجار بالبشر
من ناحية أخرى، قالت الشرطة الإيطالية اليوم إنها ألقت القبض على ثلاثة رجال يُعتقد تورطهم في الاتجار بالبشر بعد أن وضعوا عدداً كبيراً من الأشخاص على متن القارب الخشبي، فيما يستمر البحث عن رابع بحسب تقارير إعلامية.
وقال اللفتنانت كولونيل ألبرتو ليبوليس إن رجلاً تركياً ورجلين من باكستان أبحروا بالقارب من تركيا إلى إيطاليا رغم سوء حالة الطقس، ووصفهم الناجون بأنهم "الجناة الرئيسيون". وأضاف "أفادت التحقيقات الأولية بأنهم طلبوا من المهاجرين نحو ثمانية آلاف يورو (8485 دولارا) لكل منهم مقابل الرحلة المميتة.. ألقت السلطات القبض على الثلاثة".
وقال روكو مورتاتو، عضو فريق الغوص التابع لقوات الإطفاء "سنواصل البحث في البحر حتى نتأكد من عثورنا على الجميع".
وقال رجال الإنقاذ إن معظم المهاجرين قدموا من أفغانستان بينما جاء آخرون من إيران والصومال وسوريا. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن 20 من مواطنيها كانوا على متن القارب ونجا 16 منهم وما زال أربعة في عداد المفقودين.
من جانبه، ذكر قائد فريق أطباء بلا حدود سيرجيو دي داتو أن بعض الأطفال الذين تم إنقاذهم قد تيتموا بسبب الكارثة. وصرح للصحفيين بأن "فتى أفغانيا يبلغ من العمر 12 عاما فقد عائلته بالكامل .. جميع أشقاءه التسعة ووالديه وأقاربه المقربين". وقال غطاس الإنقاذ ديفيد مورابيتو لراديو راي الإيطالي إنه انتشل جثتي توأمين من المياه. وقال: "عندما ترى أجساد الأطفال الصغيرة الميتة، فإن هذه الصور تخترق قلبك".
جدل في إيطاليا وانتقادات لميلوني
وفي داخل إيطاليا، أدى الحادث إلى تأجيج الجدل حول إجراءات إنقاذ المهاجرين. وخصصت العديد من الصحف الإيطالية تغطية في الصفحة الأولى للحادث، ومنها تصدرت صحيفة لا ستامبا في تورين التي نشرت صورة حطام القارب مع عنوان "مذبحة الأبرياء".
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في مقابلة أمس الاثنين إنها بعثت برسالة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي تدعو فيها إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف القوارب التي تقل مهاجرين إلى بلادها لمنع تزايد الوفيات، وقالت إن الحكومة "مصممة على منع مغادرة تلك القوارب. وقالت ميلوني لشبكة راي التلفزيونية "كلما زاد عدد المغادرين زاد خطر موتهم. الطريقة الوحيدة للتعامل مع هذه المسألة بجدية وإنسانية هي وقف عمليات المغادرة".
يذكر أن ميلوني كانت قد أعلنت خلال حملتها الانتخابية أنها ستوقف وصول اللاجئين إلى إيطاليا.
وقبل أيام قليلة فقط، أقر البرلمان الإيطالي قانونًا حكوميًا مثيرًا للجدل حول كيفية التعامل مع اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، إذ يجبر سفن الإنقاذ على تنفيذ عملية إنقاذ واحدة فقط لكل مهمة. وفقًا للنقاد، فإن هذا سيزيد بشكل كبير من خطر الوفيات في البحر الأبيض المتوسط.
من جانبه، وصف ماركو بيرتوتو، مدير برنامج أطباء بلا حدود في إيطاليا، تصريحات ميلوني بأنها تمثل "صفعة أخرى في وجه الضحايا والناجين من هذه المأساة". وقال إنه لا ينبغي الخلط بين الإنقاذ البحري والهجرة غير الشرعية.
ووصل مئات الآلاف من المهاجرين إلى إيطاليا بالقوارب خلال العشر سنوات المنصرمة هرباً من الصراع والفقر في أوطانهم.
وأعلن مشروع المهاجرين المفقودين التابع للأمم المتحدة تسجيل أكثر من 20 ألف حالة وفاة واختفاء في وسط البحر المتوسط منذ عام 2014، منهم أكثر من 220 حالة هذا العام، مما يجعله أخطر طرق عبور المهاجرين في العالم.
وبسبب موقعها الجغرافي، تعد إيطاليا وجهة متكررة بشكل خاص للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا قادمين من شمال إفريقيا. وفقًا لوزارة الداخلية الإيطالية، وصل حوالي 14000 لاجئ إلى إيطاليا منذ مطلع 2023. وفي الفترة نفسها من العام الماضي، وصل حوالي 5200 لاجئ.
ميادين / رويترز/ ا ف ب
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال