أظهرت دراسة حديثة أن انخفاضاً في حجم الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي قد تم تسجيله بما يفوق التوقعات التي جاءت في دراسات سابقة بمقدار الضعف. ويخشى العلماء من تأثيرات بيئية واقتصادية ومناخية قد تنجم عن ذلك.
يتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض في انخفاض حجم الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي، الأمر الذي ينتج عنه تأثيرات بيئية واقتصادية ومناخية مهمة.
وفي مطلع العام الجاري ضرب أقوى إعصار قطبي على الإطلاق، في القطب الشمالي، في يناير/ كانون الثاني 2022، منطقة شمال شرق غرينلاند عند خط عرض 70 درجة شمالًا.
لكن مؤخراً، أظهر تحليل جديد لعلماء في جامعة واشنطن أنه في حين تنبأت توقعات الطقس بدقة بالعاصفة، إلا أن النماذج الجليدية التي تم استخدامها في الدراسة قللت من احتمالات تأثيرها على الجليد البحري في المنطقة.
وتشير الدراسة التي نُشرت في أكتوبر/ تشرين الأول في مجلة البحوث الجيوفيزيائية، إلى أن النماذج الحالية المستخدمة في الدراسة تقلل من تأثير الموجات البحرية الكبيرة على الكتل الجليدية الطافية في المحيط المتجمد الشمالي.
وقال المؤلف الرئيسي ايد بلانشارد ريغيلوورث، وهو باحث مساعد وأستاذ علوم الغلاف الجوي بجامعة واشنطن إن "نماذج الجليد في الدراسة تنبأت ببعض هذه الخسائر، لكن هذه التقديرات كانت أقل بمقدار النصف مما رأيناه في الواقع".
وتعد التنبؤات الدقيقة بالجليد البحري بمثابة "أدوات أمان" مهمة للمجتمعات الشمالية والبحارة وغيرهم من العاملين في مياه القطب الشمالي، كما أن لدقة التنبؤات في المحيط المتجمد الشمالي تأثيرات واسعة. وقال ريغيلوورث: "إن مهارة التنبؤ بالطقس في القطب الشمالي تؤثر على مهارة التنبؤات الجوية في أماكن أخرى".
وكان لإعصار يناير/ كانون الثاني 2022 أدنى مركز ضغط تم تقديره منذ أن بدأت تسجيلات الأقمار الصناعية في عام 1979 فوق 70 درجة شمالًا. ولا يبدو أن تغير المناخ مسؤول عن الإعصار، إذ لم يجد الباحثون اتجاهاً في قوة أعاصير القطب الشمالي الشديدة منذ عام 1979، وكانت منطقة الجليد البحري قريبة من الوضع الطبيعي التاريخي لتلك المنطقة قبل أن تضربها العاصفة.
ويُظهر التحليل الجديد أن حرارة الغلاف الجوي فوق العاصفة كان لها تأثير ضئيل، مما يعني أن هناك آلية أخرى هي المسؤولة عن فقدان الجليد.
ويفترض ريغيلوورث أن موجات العاصفة كسرت كتل الجليد الطافية بقوة أكبر مما تنبأت به النماذج عندما توغلت في عمق الكتلة الجليدية أو أن المساحات البحرية أصبحت أكثر دفئًا، مما أدى إلى ذوبان كتل الجليد من الأسفل.
ويشير فقدان الجليد غير المتوقع - على الرغم من التنبؤ الدقيق بالعواصف - إلى أن هذا المجال يمكن أن تتحسن فيه نماذج التوقعات.
ويأمل الباحثون في مراقبة العواصف المستقبلية لتحديد ما الذي أدى بالضبط إلى فقدان الجليد البحري بشكل كبير، من خلال وضع أجهزة استشعار في المستقبل تكون في مسار عاصفة تقترب من الوقوع للحصول على نتائج أكثر تفصيلاً.
عماد حسن - DW عربية
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال