رصدت الحلقات الهجوم الشرس من الصحافة الصفراء على ميغان، ومعاناتها مع تقاليد القصر، وقصة الحب التي نشأت بين الزوجين، وكيف حرصا على سريتها حتى تمت الخطبة، واستعرضت الحلقة الثالثة الخيانة التي تعرضت لها ميغان ميركل من قبل أبيها.
بلغ حجم نتائج البحث عن العمل والتعليقات المختلفة عليه ما يقارب 200 مليون نتيجة على محرك البحث غوغل خلال يوم واحد فقط، وهو إقبال معتاد على كل ما يخص العائلة التي كانت تحكم تقريبا ثلث العالم حتى وقت قريب.
وكانت شبكة نتفليكس (Netflix) قد أطلقت الحلقات الثلاث الأولى من المسلسل الوثائقي القصير الذي أنتجه الأمير وزوجته أمس الخميس، والذي يأتي العمل فيه في إطار معركة طويلة بدأت مع أولى خطوات الممثلة الأميركية الملونة ميغان ميركل داخل القصر الملكي في لندن، ولم تنته بقرار الزوجين الاستقالة من واجباتهما الملكية والابتعاد عن العائلة.
أسقطت الحلقات صورة الأميرة الراحلة ديانا والدة الأمير هاري على الزوجة ميغان ميركل، وحاول العمل أن يجعل من العلاقة الزوجية بين الأمير وزوجته رمزا للوقوف ضد العنصرية، وربط البطلين بالعمل الخيري، خاصة في أفريقيا.
شبح الليدي ديانا
أفردت الحلقة الأولى مساحة كبيرة لاستعادة التفاصيل المحزنة عن الزوجة السابقة للملك تشارلز الثالث ووالدة هاري، وجاء التناول مفعما بالشفقة على الأميرة الراحلة، والثناء على محاولاتها الدائمة لحماية خصوصية طفليها وليام وهاري من كاميرات الصحافة.
وتناول المسلسل تاريخ الأميرة ديانا والدة الأمير هاري التي كانت وما زالت تتمتع بشعبية جارفة رغم مرور أكثر من ربع قرن على رحيلها الميلودرامي في حادث تسببت فيه مطاردات مصوري "الباباراتزي" طبقا للرواية الرسمية، بشكل يؤكد أن ثمة مخاوف لدى الأمير من تعرض زوجته ميغان ميركل للمصير نفسه.
كانت الأميرة الراحلة مثقلة بأعباء التقاليد في الأسرة الملكية البريطانية والخلافات التي نشأت عن كونها لا تتبع التقاليد التي يفرضها القصر، خاصة مع الملكة إليزابيث الثانية.
وجاء على لسان الأمير هاري نفسه قوله "أنا ابن أمي"، في تأكيد على فكرة القرب الشديد بينه وبين أمه وارتباطه الوجداني والدائم بها، وعدم نسيانه ما تم ارتكابه في حقها من قبل الأسرة التي دفعت بها إلى خارج القصر الملكي، في واقعة طلاق كانت نادرة من وريث العرش البريطاني الذي أصبح ملكا الآن.
وعلى عكس قصة والدته التي لم تحظ بحب والده الملك تشارلز الثالث، قدم هاري قصته مع ميغان ميركل باعتبارها قصة حب دافئة تجمع شابين ينتميان للقرن الـ21، وليس لتقاليد عمرها أكثر من ألف عام.
قدم المسلسل بعدا آخر في محاولة لاجتذاب مشاعر الجماهير البسيطة، إذ اجتمع العاشقان على حب العمل الخيري، وخُصصت فقرة كاملة للحديث عن المؤسسة الخيرية الملكية التي شارك فيها الشقيق الأكبر الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون، واستعرض العمل أيضا رحلات هاري وميغان إلى بوتسوانا في أفريقيا بعيدا عن القصر الملكي وأوروبا، في محاولة للمساهمة في تنمية أفريقيا.
تأكدت المحاولات الواضحة للربط بين ميغان وديانا سبنسر حين استعان صناع العمل بلقطات للزوجة ميغان ميركل وهي تشير إلى الجماهير المحتشدة خارج القصر الملكي تحية لها في عدد من المناسبات، في ربط واضح بينها وبين اللقطات الأشهر للأميرة ديانا التي تميزت علاقتها بالشعب البريطاني بالدفء والمحبة.
سرية العلاقة ومواجهة العنصرية
حاول كل من الأمير الشاب هاري وفتاته الجديدة ميغان ميركل الحفاظ على سرية العلاقة، وبرر الأمير ذلك بقوله "في علاقاتي تتعرض الفتيات وعائلاتهن للأذى من قبل الصحافة، ويتم فضح وتضخيم كل ما يخصهن من خلال الصحافة الصفراء في بريطانيا، لذلك حاولنا التكتم على العلاقة بقدر الإمكان لحماية ميغان"، وما إن أعلنت الخطبة حتى كشفت الصحافة عن وجهها العنصري، فالممثلة الأميركية التي تمت خطبتها للوريث الثالث للعرش البريطاني هي ابنة لأم سوداء وأب أبيض.
زعمت الصحف الصفراء أن العروس الجديدة للأمير هاري نشأت في مدينة كومبتون بجنوب لوس أنجلوس، والتي اشتهرت بارتفاع معدل الجريمة فيها، وقد نفت ميغان في المسلسل هذا الأمر، مؤكدة أنها لم تذهب إلى كومبتون نهائيا.
جاءت التعليقات على ميركل تحمل الكثير من التعصب ضد الفتاة الأميركية المرشحة لدخول القصر الملكي البريطاني.
اقتحمت الصحافة حياة ميغان ميركل، وتعرضت للتهديد بالقتل، مما اضطر إدارة الإنتاج في عملها بمسلسل "سوتس" الشهير -في ذلك الوقت- إلى تعيين عدد كبير من أفراد الأمن لحمايتها، وفقدت الكثير من حريتها، وما لبثت أن تخلت عن حياتها بالكامل لتدخل عالما من القيود الذهبية.
هاري العسكري وعائلة ميغان
يعترف الأمير هاري في المسلسل بأنه عالج ميراثه من التحيزات غير الواعية نتيجة نشأته الملكية في سنواته العشر التي قضاها في الجيش، وأنه انتقل من مرحلة الجهل إلى المعرفة التي أضاءت له الطريق بالخدمة العسكرية، ويقوم خلال العمل بزيارة لزملائه السابقين ويلقي النكات ذات الطابع العسكري بين زملائه.
على الجانب الآخر، يستعرض العمل طفولة ميغان ميركل التي انفصل والدها الأبيض عن والدتها السوداء، لتنتقل معها للعيش على بعد 40 دقيقة فقط في حي للسود، لكن ميغان الطفلة تحتفظ بعلاقة قوية مع الأب.
اشتهرت الفتاة الملونة بكونها الأكثر ذكاء والأكثر تعطشا وتصميما على النجاح، لذلك كان من الطبيعي أن تحصل على تقديرات ممتازة في معظم المواد التي درستها، وقد زارت خلال العمل المدرسة التي قضت فيها 10 أعوام، وهناك عرضت عليها مدرستها ما كتبته في وداع المدرسة بعد نهاية الدراسة هناك، وطلبت المديرة من الدوقة قراءة ما كتبت بصوت عال وجاء فيه "حين أصبح مشهورة سوف آتي لزيارتك"، وهو ما حدث بالفعل.
بدأت ميغان ميركل مشوار التمثيل من خلال مسرح المدرسة، ولكن عمل والدها كمدير للإضاءة كان عنصرا مهما في عشقها للوجود في الأستوديوهات، لكنها قابلت عوائق كثيرة تتعلق بكونها امرأة ملونة، ورغم تميزها فإنها لم تحصل على ما تريد، ولكنها لم تستسلم أبدا.
اعتبرت ميغان والدتها بالنسبة لها هي الأخت الكبيرة المسيطرة، فيما تفانت الأم في تربية ورعاية ابنتها حتى أصبحت ممثلة معروفة، أما الأب فعاش وحيدا.
قبل الزفاف
اقترب الزفاف، وبدأت الصحافة البريطانية الصفراء هجوما جديدا في محاولة للبحث في تفاصيل عائلة الفتاة، وبالتوازي، كان أمامها الكثير لتتعلمه عن تقاليد العائلة البريطانية، ولخصت الأمر في جملة بسيطة "كل شيء موجود في الحياة، موجود أيضا في العائلة، لكن بصورة أصغر"، وكانت ميغان تشير بهذه العبارة إلى ردود الأفعال التي ينبغي عليها الإتيان بها في مواقف مثل تحية الجمهور الذي يهتف باسمها.
ميغان كأميركية وممثلة ترفع يديها الاثنتين وتشير بعنف وابتسامة كبيرة، فيما ينبغي على الدوقة أن ترد بابتسامة خفيفة وإشارة بيد واحدة ولمرة واحدة.
الدرس الآخر يتعلق بالألوان التي كان ينبغي أن ترتديها في المناسبات، إذ يمتنع تماما على أي فرد في العائلة ارتداء زي باللون نفسه الذي ترتديه الملكة، بالإضافة إلى الابتعاد تماما عن الألوان الفاقعة.
لم تسلم ميغان من إشارات اعتبرت عنصرية من قبل أعضاء العائلة المالكة، كارتداء ابنة عم الأمير هاري قطعة مجوهرات تمثل شخصا أسود، لكن الهجوم العنصري الأسوأ على الإطلاق هو ذلك الذي قامت به الصحف الصفراء.
ميادين + الجزيرة
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال