ان مقاومة الشعب الاوكراني لثاني أكبر قوة عظمى في العالم ستنقل المجتمع الدولي والأنظمة المتعارف عليها منذ انتهاء حربي العالمية الأولى والثانية الى نظام جديد ستكون للشعوب الكلمة العليا في الإدارة وحكم أنفسهم.
لا عذر لبوتين في غزوه لأوكرانيا وانما شعوره بالقوة لامتلاكه قوة قتالية كبيرة ونووية جعل من نفسه شرطيا يتحكم بالدول الجوار بعذر حماية المتحدثين باللغة الروسية، فهل المتحدثين باللغة الروسية كانوا يعانون في الدول التي هاجروا اليها بدعم الحكومات السوفيتية كما فعلت وتفعل الحكومات التركية المغولية والإيرانية والعراقية والسورية في تتريك وتفريس وتعريب الأراضي الكردستانية.
ان ثمن الحرب والقتال المسلح هو ازهاق ارواح الأبرياء وتدمير البنى التحتية التي هي ملك للشعوب وليست مُلك للحكام او للطغاة، ان الحاكم المتسلط على شعبه تنتهي مهمته بعد قتله او خروجه او إخراجه من الحكم، وقد سرق وعائلته أموال كافية ليعيش او ليعيشوا في احدى الدول التي تعتاش على الفساد الحكام وغسل الأموال الفاسدين، ولكن الشعب هو الذي يتضرر من تدمير البني التحتية كما فعل المجرم جورج بوش الأب في سنة 1991 والمجرم بوش الأبن في سنة 2003 بالعراق، حيث يعاني الشعب العراقي من تلك العمليات التدميرية الى يومنا هذا.
فأن من يبدأ الحرب فهو مجرم وقاتل مهما كان اعذاره وهو ليس على حق، فليس بوتين رجل سلام يمكننا تصديقه فهو مخادع ومحتكر للسلطة في روسيا ويحارب ويغتال كل من يعارضه ويطلق الصواريخ على المدن الآهلة بالسكان فقتل من الشعب السوري ما قتل وبعلم الطغمة الحاكمة في سوريا وعلى راسهم السفاح الأحمق بشار الأسد.
إذا لم يكن بوتين وفريقه في الحكم من القيادات العسكرية والحكومية مجرمين بحق الإنسانية فما الوصف الآخر لوصفهم، ان من يؤيد غزوة بوتين المجرم لا يقل اجراما منه، ويجب ان يحاكم معه لانه يشجع المجرم على قتل الأبرياء، أني لا استغرب ان يؤيد السفاح الاحمق بشار الأسد المجرم بوتين ولكن لا افهم ان يؤيدوه رؤساء دول كنا نعتبرهم اكثر إنسانية من المجرمين والطغاة وخاصة حكومة الهند، اكبر ديمقراطية في العالم، بلد غاندي الرمز "اللاعنف" حيث حرر بلاده من الاستعمار البريطاني دون ان يحمل سكينا للدفاع عن نفسه.
ان الحل الوحيد لهذه الحرب قبل ان تتحول الى حرب نووية ان يزيحوا العقلاء من الجيش الروسي فلاديمير بوتين من كرملين ويسلموه الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته كمحاكمة الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش.
على المحكمة الجنائية الدولية محاكمة بوتين والقيادة العسكرية العليا وحتى قيادات الأفواج العسكرية الغازية لأوكرانيا ووزير الخارجية سيرغي لافروف الذي زين لبوتين اعماله بسبب جرائمهم جماعيا وفرديا ضد الإنسانية كمحاكمات نورنيبرغ بعد الحرب العالمية الثانية، فأن اطلاق الصواريخ والمدفعية على المباني المدنية جريمة ليست اقل من جريمة أمريكا في ضرب المدن اليابانية بالقنابل النووية في نهاية الحرب العالمية الثانية وليست اقل من جرائم صدام حسين في الحرب الكيمياوية وحرب الانفال ضد الشعب الكردي في كردستان العراق، فأن قتل بوتن لطفل واحد في أوكرانيا فكأنما قَتَلَ الناس جميعا، فقد ابلغنا الله في القران الكريم: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" (المائدة، الآية: ( 32)).
كلمة أخيرة:
على العراقيين ان يتعلموا من المقاومة الشعب الأوكراني لغزو ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم ليقفوا ضد الاستعمار الإيراني والتخلص من المليشيات التابعة لها، والتخلص من حكم العشائر والعائلات والمتاجرين بالدين والتخلص من الخرافات والبدع، فعار على الشعب العراقي ان يتحكم بهم حثالة المجتمع والجهلة وعائلات عميلة للدول الجارة للعراق.
• ان احدى أسباب فشل الغزو الروسي لأوكرانيا هي بسبب المتابعة العالمية عن طريق الوسائل التواصل الاجتماعي والمحطات الفضائية التلفزيونية ومن خلال اجهزتهم الهاتفية، وان هذا الفشل سيكون نهاية لتهور اية قوة كبرى ضد الشعوب التي تعارضها، وحتى الصين ستغير من سياستها تجاه هونغ كونغ وتايوان وربما تجاه المسلمين الإيغور، فأن مقاومة الشعب الاوكراني لغزو الروسي ستكون علامة فارقة في عصرنا حديث لا تقل عن سقوط جدران برلين في عام 1989.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال