لماذا تهرع الدول الاروبية الى تسهيل عودة رعاياها من المغرب الى أروبا ، بيدما المغرب لا يقوم بنفس العملية لتسهيل عودة المغاربة العالقين الى بلدهم في ظل تعليق الرحلات الجوية والبرية والبحرية تحسبا ومخافة من انتشار المتحور الجديد لكرونا اللعين ؟ .
طبعا، المغرب سارع الى اٍغلاق الحدود مع العالم لمدة اسبوعين ، وذالك حفاظا على المكتسبات التي حققها في سياسته المتعلقة بالصحة ، خاصة التي تحد من انتشار الوباء المتحور الجديد – أميكرون – وهنا لابد من الاشارة أن المغرب من الدول الثلاثة في العالم التي أغلقت حدودها بالكامل وفي وقت مبكر ، وهي نقطة حسنة تسجل في خانة المزايا الحسنة لصد الوباء .
لكن هناك نقطة ثانية ، ألا وهي ترتيب العودة للمغاربة العالقين خارج المغرب والتي لم يستفذ منها أصحاب القرارات رغم التجربة الماضية ، حيث كان مغاربة شهورا مضت عاشوا نفس الحالة ، كانوا قد اجتمعوا أمام السفارات والقنصليات بأروبا سعيا وطمعا في الرجوع الى الوطن عبر رحلات جوية مبرمجة من طرف السلطات المعنية .
المثال الذي يدور أمام أعيننا اليوم يشرح بوضوح الى حد كبير مفهموم الاهتمام بالمواطن لدى المؤسسات والادارات والوزارات ويبين الى حد كبير مستوى الادراك السياسي والحس الاجتماعي لدى المسؤولين الذين هم في مناصب القرارات العليا.
اذن بعدما أعلن المغرب عن اٍغلاق الرحلات الجوية من والى المغرب سارعت بعض الدول الاروبية مثل: اسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا، والتي بلغها خبر تواجد رعاياها بالمغرب ، سارعت هذه الدول الى تنظيم رحلات العودة الى الوطن الام، وهذه المبادرة بالنسبة للدول الاروبية تبقى من الاوليات في سياستها، وهناك حالات خاصة في سنوات مضت عرفت نفس النتيجة، حيث بادرت دول أروبية غير ما مرة الى تهيئ طائرة لنقل مواطن واحد من وسط الصحراء الى مقر سكناه ببلده الاصلي، وهذا هو الفرق والفارق بين الدول الاروبية وغيرها.
يهتمون بالمواطن أينما كان ، وأينما حل وارتحل ولو كلف ذالك أموالا كثيرة واٍجراءات معقدة ، وهذا العمل لا يقومون به رغبة في احتلال الصفحات الاولى على الجراءد الدولية، لكن يعملون به انطلاقا من مبادء راسخة وبنود مكتوبة في القانون، وقناعة ليس بعدها شيئ.
…رحماء بمواطنيهم وحكماء في تصرفاتهم، وحماة للعدالة الاجتماعية، ومسؤولة أمام جميع الظواهر التي تعكر أجواء العيش على المواطنين والمقيمين أيضا.
وبعيدا ، عن وباء كورونا ، مثلا في دولة ألمانيا فوق كل مستشفى في كل مدينة هناك مساحة على سطح المستوصف قابلة لاستقبال نزول طائرة تحمل مريضا في حالة حرجة، وذالك لربح الوقت واٍغاثة مواطن ومساعدته على تخطي الحالة الصحية الحرجة.
لا أريد الدخول في موضوع المساعدات المادية مثلا التي تخصصها الدول الاروبية لرعاياها المتضررين من غياب فرص العمل، أو جراء فيضانات موسمية، أو زلازل مفاجئة، أو ظهور وباء يقلص من مباشرة الحياة اليومية بشكل عادي، أو ضعف القدرة الشرائية جراء تضخم اقتصادي، لكن نحن اليوم أمام مشكلة مواطنين عالقين خارج وطنهم لم يتعمدوا ذالك، بل فاجئهم قرار الاغلاق وداهمهم وهم اٍما في سياحة، أو في علاج، أو في آداء مهمة تسمى صلة الرحم، مطلبهم الوحيد يتلخص في تحقيق العيش بين أفراد العائلة بما قسمه الله لهم من رزق، وليس أمام السفارات والقنصليات والتي بدورها ترسل تقارير الى السلطات المركزية في انتظار الحلول المنطقية والتي في الواقع لا تحتاج الى علم كثير.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال