الرقة أمُّ الخير هو العنوان الذي اختاره نشطاء لحملتهم الإعلامية المتواصلة في المدينة شمالي سورية، والتي ذاقت ويلات الحرب لا سيما بعد أن اتخذ منها تنظيم "داعش" الإرهابي عاصمة له، إثر إعلان أهلها في 4 مارس/ آذار 2013 كسر قيد نظام الأسد بإسقاط تمثال حافظ الأسد لتدخل بعدها نكبات أجبرت سكانها على النزوح مرات ومرات، وجعلتهم في حاجة ماسّة للتضامن والعمل الخيري.
ومما دعت إليه الحملة، "حقيبة الكرامة"، لدعم النساء والأطفال الأشد ضعفاً والحالات المرضية بالتبرعات المالية أو المساعدات الدوائية أو العينية، إضافة لمبادرة "زاد الخير" التي تُعنى بجمع مبالغ مالية للمحتاجين في المدينة، والتي تهدف إلى تأمين الخبز والأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة، كما تشجع الحملة على العمل التطوعي في المدينة لمساعدة المحتاجين.
وشهدت الرقة دماراً واسعاً قدّرت نسبته وسط المدينة بـ 90%، بينما وصلت لنحو 60% في أطرافها، وأجبرت المعارك السكان والنازحين الذين كانوا يقيمون فيها على النزوح منها، حتى سيطرت عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، ليبدأ أهلها بالعودة إليها تدريجياً.
واستحسن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الحملة، لا سيما أنها تزامنت مع شهر رمضان. وعلقت إحدى الناشطات قائلة: "الرقة كل الخير وليست أم الخير فقط، نشدّ على يد المنظمين، آملين أن تجد هذه الحملة آذاناً صاغية وألا تنحصر على شهر واحد، بل تستمر على مدار السنة".
وتعاني الرقة من مخلفات الحرب، ولطالما عثر فيها على جثث مدفونة تحت أنقاض المباني المدمرة، ونظمت فيها العديد من الحملات والمبادرات الخيرية خلال السنوات الماضية للنهوض بها من جديد وإعادة الحياة إليها.
عبد الله البشير - العربي الجديد
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال