المنظمة الأممية تحث دول الخليج على تقديم تعهدات سخية لعام 2021 والإسراع بسدادها.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 16 مليون مواطن يمثلون أكثر من نصف سكان اليمن يعانون الجوع، فيما يحذر مارك لوكوك مسؤول الإغاثة الأول في الأمم المتحدة من أن خمسة ملايين من هؤلاء على شفا المجاعة.
وتأمل الأمم المتحدة أن تتمكن الاثنين من جمع حوالي 3.85 مليار دولار، في اجتماع لإعلان التعهدات يعقد عبر الإنترنت لتحاشي ما يقول لوكوك إنها ستكون مجاعة واسعة النطاق، تمثل أسوأ ما شهده العالم من مجاعات منذ العشرات من السنين.
وبدت عينا أحمدية الجعيدي متسعة وهي تحتسي مشروبا مغذيا من كوب برتقالي كبير تمسك به بأصابعها النحيلة. كان شعرها معقوصا للخلف، وكان عقد فضي يتدلى من عنقها به قلب والحرف الأول من الأبجدية الإنجليزية.
قبل ثلاثة أسابيع فحسب كان وزن أحمدية ابنة الثلاثة عشر عاما تسعة كيلوغرامات فقط، عندما دخلت مستشفى السبعين في العاصمة اليمنية صنعاء، وهي تعاني من سوء التغذية الذي أصابها بالأمراض على مدار السنوات الأربع الماضية على الأقل. والآن أصبح وزنها 15 كيلوغراما.
وقال شقيقها محمد عبده طاهر شامي "أخشى أن تتدهور حالتها عندما نعود للريف مرة أخرى بسبب نقص الطعام المغذي. فليس لدينا مصدر دخل".
ودفعت الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من ست سنوات بالبلد الفقير إلى أزمة تصفها الأمم المتحدة، بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وتوضح معلومات الأمم المتحدة أن حوالي 80 في المئة من اليمنيين يحتاجون للمساعدة، وأن 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد. ويعتمد اليمن في الحصول على جانب كبير من احتياجاته من المواد الغذائية على الاستيراد.
وقال لوكوك للصحافيين "قبل الحرب كان اليمن دولة فقيرة بها مشكلة سوء تغذية، لكنه كان دولة بها اقتصاد فعال وحكومة توفر الخدمات لعدد كبير من أفراد شعبها. وقد دمرت الحرب ذلك إلى حد كبير".
وأضاف "في العالم الحديث المجاعات تتمثل في الأساس في عدم وجود دخل لدى الناس، ثم تعطيل آخرين المساعي الرامية لمساعدتهم. وهذا بالضبط هو ما نجده في اليمن".
وكان تحالف بقيادة السعودية قد تدخل في اليمن في 2015 لدعم القوات الحكومية، التي تقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وتفيد تقارير أن ميليشيا الحوثي تسببت في اضطراب وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين، حيث تقوم بحجزها وبيعها وتوزيعها على مقاتليها.
المجاعة تهدد الكبار والصغار
وكشفت تقارير أممية متواترة لخبراء مكلّفين بمراقبة العقوبات الدولية المفروضة على اليمن، أن ميليشيات الحوثي حوّلت مبالغ مالية كبرى من أموال الدولة لصالح أنشطتها القتالية في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
وتقدر لجنة خبراء أن الحوثيين المدعومين من إيران حوّلوا ما لا يقل عن 1.8 مليار دولار في عام 2019، وهو مبلغ كان من المفترض أن تستخدمه الحكومة اليمنية في الأصل لدفع الرواتب وتقديم خدمات أساسية للمواطنين.
وازدادت معاناة الشعب اليمني بفعل انهيار الاقتصاد والعملة وجائحة كوفيد - 19، التي تفشت في البلد الذي يمتلك قطاعا طبيا هشا ومستشفيات غير مؤهلة لمواجهة الوباء.
ويحاول مسؤولو الأمم المتحدة إحياء محادثات السلام، وقال الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إن اليمن يمثل أولوية لإدارته، وأعلن تعيين مارتن غريفيث مبعوثا أمميا خاصا هناك للعمل على التوصل لحلّ سياسي للأزمة.
وحذرت 12 منظمة إغاثة من بينها أوكسفام وهيئة إنقاذ الطفولة وكير إنترناشونال، من أن 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن سيعانون الجوع هذا العام، إذا لم تعمل الحكومات على زيادة التمويل الاثنين.
وروى محسن صديقي مدير أوكسفام في اليمن حوارا دار مع يمنية عمرها 18 عاما، تسبب الصراع في نزوحها وأصبحت تعيش في مخيم في شمال اليمن.
ونقل صديقي قولها "إن جائحة فايروس كورونا تجعلنا أمام خيارين قاسيين. فإما البقاء في البيت والموت من الجوع، وإما الخروج والموت من المرض".
وتقول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، إن الأرقام الرسمية لا تصف مدى انتشار المرض في اليمن.
وفي العامين 2018 و2019، استطاعت الأمم المتحدة منع حدوث مجاعة، بفضل نداء لتقديم المساعدات أسفر عن تعهدات كبيرة، من بينها تبرعات ضخمة قدمتها السعودية والإمارات والكويت.
وفي 2020، لم تتلق الأمم المتحدة سوى ما يزيد قليلا على نصف التبرعات المطلوبة وقدرها 3.4 مليار دولار. وقال لوكوك إن ذلك يرجع في جانب كبير منه إلى تقلص تبرعات الدول الخليجية.
وحث دول الخليج على تقديم تعهدات سخية لعام 2021 والإسراع بسدادها. والجمعة، قالت الإمارات إنها ستتعهد بتقديم 230 مليون دولار للعام الجاري.
ميادين الحرية - العرب اللندنية
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال