اهتم العديد من المخرجين بإنتاج أفلام وثائقية حول سيرة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد (1935 - 2003) وعرض طروحاته الفلسفية والنقدية، منها "الذوات والذوات الأخرى" (2004) للمخرج الفرنسي إيمانويل هامون، و"إدوارد سعيد: المقابلة الأخيرة" (204) للمخرج البريطاني مايك ديب.
عربياً، يُعرض عند السادسة والنصف من مساء غدٍ الثلاثاء في "دارة الفنون" في عمّان فيلم "إدوارد سعيد: خارج المكان" لـ محمّد جميل وهبة نمر بوريني، الذي أنتجته "الجزيرة الوثائقية" العام الماضي، ويعقبه نقاش مع المخرجيْن حول عملهما الذي يحتوي على شهادات أفراد عائلة الراحل وعدد من أصدقائه المقربين.
يحمل الفيلم العنوان نفسه لكتاب إدوارد سعيد "خارج المكان" (2000) الذي دوّن فيه سيرته الذاتية، ويذهب صنّاعه إلى البحث عن المكان عبر استعراض حياة صاحب "مسألة فلسطين" (1979) ضمن خصوصية تجربة المنفى، الّتي عاشها.
يركّز المخرجان على محطّات أساسية منذ وصوله إلى الولايات المتحدة، في الخامسة عشرة من عمره، إلى حين إصابته بالمرض، في النصف الأوّل من تسعينيات القرن الماضي، حيث عاش صراعاً مع المكان متمثلاً بمدينة نيويورك خاصة بعد هزيمة عام 1967، ثم تحوّله من الأكاديميا إلى مخاطبة الغرب الكولونيالي محاولاً الدّفاع عن الحقّ الإنسانيّ عامة والفلسطيني تالياً.
يتضمّن الفيلم شهادة لشخصيات عرفت سعيد، من بينها، المفكر نعوم تشومسكي، والأكاديمية والسياسية الفلسطينية حنان عشراوي، وأستاذ تاريخ السياسة والفكر العربي الحديث في "جامعة كولومبيا" جوزيف مسعد، الذين يروون تفاصيل علاقتهم به في مراحل مختلفة، وكذلك زوجته وشقيقته.
يرصد العمل الحرب التي تعرّض إليها بسبب كتابه "الاستشراق" ومحاولاته الحديث عن الاستعمار الصهيوني لفلسطين وما أصدّره من مؤلّفات بعد ذلك، مستشهداً بما قاله أستاذ الأدب المقارن في "جامعة كولومبيا" حميد دباشي: "لن نستطيع فهم أعمال سعيد في هذه المرحلة، إن لم نفهم نزعته الأدبيّة والفكريّة، وانشغاله بسؤال التكيّف، وإنّ هذين الجانبين من حياة سعيد - الفكر والمكان - مترابطان بشدّة".
يتتبع المخرجان رحلة سعيد مع المرض وكيف بدأ بكتابة مذكراته بعد أن باشر العلاج، حيث أدرك أن لا عودة إلى حياته السابقة، ويطرحان أيضاً معارضته لاتفاقية السلام "أوسلو"، وخلاصة تأملات رحلته خارج المكان.
عمّان - العربي الجديد
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال