أنهك الانقسام الفلسطيني بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) القائم منذ 2007، الأهالي في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، وزادت معاناتهم منه حتى تحولت صرخاتهم إلى أغنية "تعبنا يا بلدنا".
أسئلة الشعب الفلسطيني والإجابات التي يبحث عنها جاءت في كلمات أغنية واحدة أطلقها الفنانان الفلسطينيان شادي البوريني وقاسم النجار مطلع العام الجاري، لتكون هي كلمة الشعب عن نزيف استمر 12 عاما.
مكامن المعاناة
حملت بداية الأغنية رسالة واضحة للقيادات الفلسطينية، مفادها أن الوقت قد حان ليستمع الجميع لصوت آهات الشعب وغضبه ومعاناته من الانقسام الداخلي.
ومن لوم القيادات سياسيا، ينتقل الفنانان لنقد الحالة الاقتصادية للبلاد، وما يعيشه الناس من غلاء الأسعار وبطالة تجاوزت نسبتها 30%، والتي كان رد الحكومة عليها فرض ضرائب وقوانين تزيد المأساة "كالضمان الاجتماعي" الذي انتقده الفنانان علنا.
كما مرت الأغنية على تفاصيل مهمة في حياة الفلسطينيين كالشهداء والأسرى، وكذلك المقاومة الشعبية ممثلة بالمواجهة الممتدة منذ أشهر بالخان الأحمر في القدس ومسيرات العودة الكبرى في قطاع غزة.
وتطرقت كذلك إلى حق عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها قصرا قبل سبعين عاما، مؤكدة على أن العودة للوطن حق أصيل للفلسطينيين.
ولم تغفل كلمات الأغنية أيضا عن مسلسل معاناة الفلسطينيين اليومي والموزع بين القتل والهدم والاعتقال، وجسدته في شخصية أم ناصر أبو حميد وصمودها في المخيم رغم الهدم المتكرر لمنزلها واعتقال أبنائها الخمسة.
أغنية بلسان الشعب
يقول الفنان قاسم النجار للجزيرة نت "أردنا هذه المرة تسليط الضوء على معاناة الفلسطيني وهمومه الآخذة بالتفاقم، وكلمات الأغنية هي بلسان الشارع الفلسطيني ومقتبسة ممن خرجوا عن صمتهم وعبروا عن مشاعرهم، وهو ما زاد في نجاح الأغنية محليا وعربيا ورددتها ألسنة المواطنين بمناسبات عدة".
وأضافت مقاطع الفيديو والصور التي رافقت الأغنية تميزا آخر لها، ونالت اهتماما أكبر لمواكبتها الأحداث التي يعيشها الفلسطينيون وإسقاطاتها الواقعية على حالهم، وهو ما عمق رسالتها.
المصدر : الجزيرة
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال