كما كان متوقعا، تجنّب وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو إثارة المخاوف الحقوقية علنا خلال زيارته الأخيرة إلى البحرين، في جولة تشمل 9 دول شرق أوسطية.
بومبيو، خلال اجتماع مع الملك وولي العهد ووزير الخارجية في 11 يناير/كانون الثاني، شكر البحرين على شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وناقش قائمة "الأولويات القصوى"، التي غابت عنها الأوضاع الحقوقية في البحرين بشكل ملحوظ. تطرق بومبيو إلى الانتخابات البرلمانية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مشيدا بأنها أدت إلى انتخاب أول امرأة لرئاسة مجلس النواب، من دون ذكر ما شابها من إجراءات قمعية خطيرة شوهت سلامة النتائج.
استبعدت السلطات والمحاكم البحرينية في الفترة التي سبقت الانتخابات جميع قادة المعارضة تقريبا أو سجنتهم، وأغلقت وسائل الإعلام المستقلة، وسجنت عشرات النشطاء والصحفيين والحقوقيين بتهم مفبركة. أعربت "لجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان" من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في "مجلس النواب" الأمريكي عن قلقها بشأن نزاهة الانتخابات، وخلصت إلى أنه "سيصعب على المجتمع الدولي في ظل هكذا أوضاع الاعتراف بالانتخابات المقبلة كانتخابات شرعية".
مثّل انتخاب أول امرأة كرئيسة استثناءً أكثر منه علامة تقدم، نظرا لبقاء ناشطات عديدات في السجن. اعتقلت قوات الأمن هاجر منصور حسن ومدينة علي ونجاح يوسف لنشاطهن الحقوقي أو نشاط أقاربهن المماثل، وأدانتهن المحاكم في محاكمات معيبة اعتمدت على اعترافات منتزعة بالإكراه. تتعرض الناشطات الثلاث بشكل روتيني لمضايقات وانتهاكات من حراس السجن، بحسب أسرهن وجماعات حقوقية محلية.
أزالت إدارة ترامب المخاوف الحقوقية من علاقتها الثنائية مع البحرين بوضوح. في 2018، وافقت وزارة الخارجية على 5 صفقات رئيسية للأسلحة مع البحرين بقيمة وصلت إلى ما يقدر بـ 1.4 مليار دولار أمريكي. في مارس/آذار 2017، أسقطت الإدارة تحسين الأوضاع الحقوقية التي وضعته إدارة أوباما كشرط لبيع طائرات مقاتلة "إف-16" (F-16) بقيمة 2.8 مليار دولار أمريكي.
عدم إثارة بومبيو بواعث القلق الحقوقية علنا خلال زيارته من شأنها تشجيع السلطات البحرينية، وتوجيه رسالة إلى النشطاء البحرينيين، مفادها أن عليهم عدم توقع الدعم من إدارة ترامب. قد يكون لديهم حظ أفضل في الضغط على "الكونغرس" الأمريكي الجديد لاغتنام الفرصة لتوضيح أن أمريكا تدعم الحقوق الأساسية في البحرين، حتى لو لم تفعل الإدارة الأمريكية ذلك.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال