"المقاطعة.. ثقافة شعب" هكذا اختار مجموعة من الشباب المغاربة الدخول في جملة مقاطعة واسعة لمجموعة من المنتجات الاستهلاكية الأساسية، والتي ارتفع سعرها بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة مع العلم أن مستوى الأجور ظل ثابتا، وهو الأمر الذي أثر على القدرة الشرائية لكافة المواطنين.
المقاطعة انطلقت بفكرة قبل أن تمتد لباقي مواقع التواصل الاجتماعي، ما منحها بعدا وطنيا انخرطت فيه كافة فئات المجتمع.
فكرة المقاطعة لم تكن عشوائية كما يعتقد البعض بل وضعت لها أرضية للانطلاقة، تم عبرها الاتفاق على التدرج في مقاطعة هذه المواد الاستهلاكية إذا كانت البداية بالمواد الأكثر استهلاكا من طرف المغاربة على أن يتم الانتقال فيما بعد لمقاطعة مواد أخرى. أما المواد التي أُعطيت الأولوية لمقاطعتها فهي:
- إحدى شركات البنزين التي يملكها أحد الوزراء المغاربة الذي هو في نفس الآن ثالث أغنى رجل في المغرب.
- إحدى شركات الحليب التي تسيطر على سوق الألبان في المغرب، والتي تساهم فيها شركة دانون الفرنسية
- إحدى شركات المياه المعدنية التي تعود ملكيتها لسيدة أعمال مغربية وهي في الوقت نفسه رئيسة لإحدى المؤسسات المغربية.
الجيد في هذه الحملة أنها عرفت تطورا متسارعا وتفاعلا عفويا من طرف المغاربة، إذ سرعان ما انتشرت صور الحليب والمياه المعدنية مكدسة بالأسواق خاصة في ظل انضمام مجموعة من التجار وأصحاب البقالات لحملة المقاطعة، كما انتشرت صور وفيديوهات لمحطات شركة البنزين المقصودة وهي فارغة على عكس ما كانت تعرفه من إقبال طوال اليوم مع العلم أنها الشركة الأكثر سيطرة على قطاع المحروقات بالمغرب.
إلا أنه وكالعادة دائما ما هناك أصوات نشاز تغرد خارج السرب وضد التيار، أصوات لا موقف لها ويصير لها موقف كلما تعلق الأمر بمصلحة الشعب. هذه المرة خرجت لنا هذه الأصوات لتدعي أن حملة المقاطعة يقف خلفها حزب العدالة والتنمية الإسلامي وأن هدفها سياسي وليس اجتماعي، أما البعض الآخر فاعتقدوا أنهم أذكى من كل المغاربة وهم يخبروننا أن هذه الحملة ما هي إلا حملة إشهارية لهذه المنتجات المقاطَعة.. والحقيقة أن هذه المنتجات لا تحتاج لإشهار لأن المغاربة يستهلكونها يوميا وما مقاطعتهم لها إلا رغبة في إجبارها على مراعاة القدرة الشرائية لهم عبر خفض أسعارها لتصبح في متناول الجميع.
إننا نقول أنه في بعض المعارك يصبح الحياد نفسه جريمة فكيف بالتموقع ضد إرادة المواطنين البسطاء. ولكن من ذكاء المغاربة أنهم فطنوا للعبة هذه الأصوات النشاز الذين أغلبهم مؤسسات إعلامية تدعي الاستقلالية، قلت أن المغاربة فطنوا للعبة فاتجهوا نحو مقاطعة هذه المنابر نفسها عبر حذف حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. الأمر الذي يؤكد أنه لا أحد بمقدوره الوقوف في وجه إرادة الشعوب فإما أن تكون مع أو ستعصف بك الأمواج.
عبد السلام المساتي - موقع لكم
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال