الكاتبة السنغالية آمناتا صو فال تعالج في روايتها 'إمبراطورية الكذب' تدهور القيم في مجتمع اليوم بسرد قصة نجاح طفل مجبولة بالإيثار والشجاعة والعمل الجاد.
تعالج رواية “إمبراطورية الكذب” للكاتبة السنغالية آمناتا صو فال، تدهور القيم في مجتمع اليوم، والجنوح المتزايد إلى الرغبات والمادّيات.
وتستعرض الرواية التي صدرت باللغة الفرنسية، حياة طفل نزحت أسرته إلى المدينة فرارا من الجفاف، لتقيم في حي فقير تنعدم فيه الخدمات، حيث يعمل الأب “جامع قمامة”، قبل أن يصطحب أسرته عائدًا إلى القرية لتسجيل ابنه في المدرسة. وهناك يحقق الابن نجاحا كبيرًا في دراسته، ما يتيح له الحصول على وظيفة مربحة بفضل ذكائه وجديته وحسن تربيته والأخلاق التي غرسها فيه والداه.
وبأسلوب رصين وواقعية مذهلة، تصف آمناتا صو فال، وهي حاصلة على الجائزة الكبرى للفرنكوفونية من الأكاديمية الفرنسية (2016)، مصائر الأشخاص البسطاء لتكتب قصة نجاح مجبولة بالإيثار والشجاعة والعمل الجاد.
أمراض المجتمع تتلخص في المال
وظلت الروائية في كتابها الجديد وفية للمواضيع التي طرحتها في رواياتها السابقة، مثل “وليمة اليأس” (2005) التي تتناول أشخاصًا مندفعين في البحث الدائم عن سموّ الأخلاق. وهي تذكّر بالمبادئ الأساسية التي يتم اختبارها وتهذيبها ونقلها من أجل تشكيل الإنسان وفق قيم الحب والتسامح والكرم والعدالة والتواضع.
وتبرز “إمبراطورية الكذب” أمراض المجتمع، فتلخّصها في المال، والكسل، وازدراء النفس، والكذب. وتتساءل الروائية “إلى أين يتجه العالم؟ حيث لا قيم ولا حب، وحيث جُرّدت الإنسانية من نبلها وشرفها، فأصبحت كل الوسائل مبررة لإشباع الغرائز الدنيئة”.
“إمبراطورية الكذب” هي العمل الأدبي التاسع للروائية الحاصلة على شهادة الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات الأميركية.
مدونة ميادين الحرية/العرب اللندنية
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال