قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن على الحكومة البورمية إعادة فتح مدرستين إسلاميتين كانت قد أغلقتهما السلطات المحليّة في رانغون في 28 أبريل/نيسان 2017. على الحكومة أن تلتزم علنا بحماية الحق في الحرية الدينية لجميع الجماعات الدينية في بورما، بما في ذلك الحق في العبادة وإقامة الشعائر والممارسة والتدريس.
في أواخر أبريل/نيسان مارس حشد من المتطرفين القوميين البوذيين، يتراوح عددهم بين 50 و100 شخص، ضغوطا على المسؤولين المحليين والشرطة في بلدة ثاكيتا في رانغون، لإغلاق المدرستين. زعم المتطرفون القوميون أن عناصر من المجموعات المسلمة يستخدمون المدرستين في الصلاة، مما ينتهك الاتفاق الذي وقعه قادة المدرستين في العام الماضي. نفذت السلطات طلبهم، ولم تعاود فتح المدارس، ما حرم مئات الطلاب من تعليمهم.
قال فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش: "استسلام المسؤولين البورميين المحليين لمطالب المجموعة بإغلاق مدرستين مسلمتين هو أحدث فشل حكومي في حماية الأقليات الدينية في بورما. على الحكومة أن تتراجع فورا عن هذا الإغلاق، وأن تضع حدا للقيود المفروضة على ممارسة أديان الأقليات، وأن تحاكم المتطرفين القوميين البوذيين الذين يخرقون القانون باسم الدين".
قالت هيومن رايتس ووتش إن إدعاءات الجماعات البوذية القومية المتطرفة بأن عمليات الإغلاق كانت مشروعة، لأن قادة المدرستين وقعوا وثيقة في أكتوبر/تشرين الأول 2015 وافقوا فيها على عدم استخدام المدرستين للصلاة، لا يعطي مبرراً لإغلاقهما. حتى لو لم يتم توقيع الاتفاق تحت الإكراه، كما تشير الأدلة، فهو ينتهك الحقوق الأساسية للمجتمع المسلم في الحرية الدينية. ذكرت وسائل الإعلام أن المتطرفين القوميين البوذيين سبق أن ضغطوا على المسؤولين المحليين بناء على الادعاء بعقد الصلوات في المدرستين.
قال تين ميو أونغ (45 عاما)، وهو مسؤول أمن في إحدى المدرستين، لـ هيومن رايتس ووتش إن حشدا من القوميين المتطرفين البوذيين ظهروا حوالي الساعة 4 مساء أمام المدرسة التي كان يحرسها. زاد قلقه عند ازدياد حماسهم، قبل وصول الشرطة. أقفلت الشرطة المدرستين، حوالي الساعة 6 مساء، لمنع أي شخص من الدخول. جدّت مشاحنات بين بعض القوميين البوذيين ومراسل من وكالة "أسوشييتد برس"، لكنها لم تتطوّر. قال عضو بلجنة مدرسية لـ هيومن رايتس ووتش إن السلطات قالت إن الإغلاق مؤقت دون تحديد جدول زمني لإعادة فتح المدرستين.
زارت هيومن رايتس ووتش بلدة ثاكيتا في 29 أبريل/نيسان، ولاحظت وجود العشرات من رجال الشرطة خارج المدرستين. دخلت السلطات المحلية إلى جانب ممثلي المدرستين وأفراد، وصفهم السكان المحليون بأنهم من القوميين البوذيين المتطرفين، بعد الساعة 11 صباحا، إلى المدرستين لفحصهما. بعد خروجهم، استبدل المسؤولون أقفال البوابات، ووضعوا شريطا أصفر وحواجز حول المداخل. رفضت الشرطة خارج المدرستين، من ذلك الوقت، السماح بدخول أفراد المجتمع الإسلامي، بمن فيهم أولئك الذين يرتاد أطفالهم المدرستين.
قال عضو لجنة المدرسة لـ هيومن رايتس ووتش إن المدرستين أرسلتا على الفور رسالة إلى مكتب رئيس وزراء منطقة رانغون مطالبين بإعادة فتح المدرستين. مع ذلك، لم يتلقوا ردا حتى الآن. قال تين ميو أونغ إن مئات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 عاما يحضرون عادة إلى المدرستين. قالت هيومن رايتس ووتش إن الإغلاق يحرم الأطفال من حقهم في التعليم.
قال وونا شوي (54 عاما)، وهو الأمين العام المشترك لـ "مجلس الشؤون الدينية الإسلامية"، إن مثل هذا الإغلاق أمر شائع في بورما، وإنه يمس أيضا جماعات أخرى من الأقليات الدينية مثل المسيحيين.
قال وونا شوي: "المدارس التي أقفلت أو أغلقت، وفقا لتجاربنا، لا تفتح مرة اخرى". أضاف أنه منذ اندلاع أعمال عنف في تونغو، في منطقة باغو، عام 2001، أغلقت الحكومة 10 مساجد، ولم تُعد فتح سوى 4 منها.
اتصلت هيومن رايتس ووتش مرارا بلجنة المعلومات التابعة لشرطة رانغون، ولكن لم يبد أحد استعدادا للتعليق على الحادث.
قال روبرتسون: "أظهرت السلطات والشرطة البورمية مرارا أنها غير راغبة فى مواجهة المتطرفين البوذيين الذين يحرضون على العنف ضد المسلمين والأقليات الدينية الأخرى. إذن فقد فشلت الحكومة في حماية حرية الدين والتعليم وفي توفير الأمن الأساسي لجميع فئات الشعب. لا يمكن لقادة بورما أن يجلسوا وينتظروا الجولة المقبلة من العنف ضد مجموعة من الأقليات. عليهم اتخاذ خطوات استباقية لمعالجة التوترات والنزاعات الدينية حتى يتمكن الجميع من ممارسة دينهم بسلام وأمان".
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال