مع احترامي لكل الأقلام والآراء , لكن فعلا هذه المرة لا أتقاطع معكم زملائي , وأفضل أن أغرد خارج السرب وأنا أكتب عن انتخابات ومترشحين همهم الوحيد هو كيفية الوصول الى قبة البرلمان ومجاورة أصحاب المعالي ورؤيتهم عن قرب , وهو حلم مشروع وممكن تحقيقه في الفترة الراهنة , بعدما استفحل الفساد والبيروقراطية ,وغيرها من المؤرقات التي فتحت الباب لهؤلاء الديناصورات للعبث وانتهاز الفرصة لتحقيق ما تبقى من طموحاتهم وأمالهم ,نعم الانتخابات حق وواجب ,والبلد أمانة , وتسليم المشعل واجب كذلك , ولكن كل هذه الشعارات لم نجدها في الانتخابات البرلمانية 2017 ,ونحن الذين تغنينا بها من قبل , فالبلد للأسف في خطر والمشعل قابع في مكانه , ونفس الوجوه تتكرر وتعيد نفسها وبقوة , فأين الخلل بالله عليكم ؟
هل في المواطن البسيط ,أم في مسؤولنا المتعجرف ,المتكبر والطموح زيادة , فوالله مللنا من الكتابة في هذا الموضوع , وشخصيا لا أكتب عنه احتراما لقرائي , لأنه في التكرار ملل ,وسأجد نفسي بعد عشرين سنة ان كان في العمر بقية أتكلم عن نفس المشاكل والصراعات ,لذا الصمت والهرب الى اللاواقع والخيال هو الحل ,كما يفعل الكثير من مواطني هذا البلد المغلوبين على أمرهم . فنظرة سريعة على أحداث الرابع ماي 2017 ستبين أن المقترعين هم اما شيوخ وعجائز هذا البلد الذين كثير منهم ما زال يتشبث بالوطن الحزين ويحبه ولا يرضى له الشر , ونحن نوافقهم الرأي كشباب وجيل , وإما المترشحين بحد ذاتهم وحاشيتهم الذين بدون شك سيصوتون على أنفسهم وأحزابهم المنتمين اليها , وهناك فئة ثالثة وهم الذين لا هم مع فلان أو علان , هدفهم الفائدة التي سيجنونها من بيع أصواتهم مقابل مبلغ من المال , وبعد ماذا يكون ؟ لاشيء سينفذ المبلغ ,ويصنفون ضمن قوائم الحركى الداخليين ويخسرون قيمتهم وكرامتهم وبس.
أما يوم الخامس ماي فكان مصيريا خاصة للمترشحين , لأن كل واحد فيهم بدون شك وضع يده على بطنه وانتظر تصريحات وزير الداخلية التي طالت نوعا ما رغم التطور التكنولوجي , اذن كل واحد منهم انتظر النسب المئوية التي تحصل عليها حزبه , وانتفض وطار فرحا اذا تحصل حزبه على المراتب الأولى كما فعل الافلانيون في كل الجزائر ,فكل مترشحي الحزب العتيد (سلكوا قهاوي لناسهم وأحبابهم ) كما نقول في دارجتنا الجزائرية باعتبارهم الحزب الفائز والأكثر حظا ,وهناك من ندب حظه التعيس , وبدأ بإلقاء التهم والتشديد على كلمة تزوير كما يفعل تواتي هذه الأيام بإضرابه عن الطعام رفقة مجموعة من قيادي الحزب , مطالبا المجلس الدستوري بإعادة الانتخاب وعمل لجان مراقبة لا الاعتماد على الهيئات الدولية ,كثير منهم نهض ومن الفجر وانتظر كما انتظر الزملاء الاعلاميون قدوم بدوي , وكالعادة الحزب البوتفليقي في الصدارة .
يوم السادس من ماي كتبت كل وسائل الاعلام العامة والخاصة , المعارضة والموالية عن العملية , رأينا وجوها لم نرها من قبل , منها من بارك ومنها من هاجم , ولأننا للأسف سنبقى على هذا الحال الى أن يرث الله الأرض ومن عليها , يوم الأحد السابع من ماي رجعت كل الأمور الى نصابها وبدأنا الحديث عن الشهر الفضيل الذي لا تفصلنا عليه إلا أيام فقط , والامتحانات المصيرية ,والانتخابات الفرنسية التي شغلتنا من البداية أكثر من انتخاباتنا البرلمانية , ولأن الغلبة كانت لماكرون على حساب لوبان فحديثنا من الان سيكون عن مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية في عهد ماكرون , هل ستبقى حميمية أم أن للشاب نظرة أخرى , كل هذا سنعرفه ابتداء من الأحد المقبل يوم دخول ماكرون الى الاليزيه , وفي انتظار ذلك أستودعكم الله والسلام عليكم .
حافي وجيدة - كاتبة من الجزائر
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال