عرض"صوتي" للمخرج "شادي زين" مفاجأة مسرحية بكل ما للكلمة من معنى، ثلاث نساء في منتصف العمر، يتحدّين الزمن، ويخاطبن المجتمع، ويتماهين مع عبء السنين على أكتافهن، ويمارسن أنوثة راقية فيها إمرأة مختلفة تقول "عيشوا مع جانب آخر من "نون النسوة"، لأن ما تعرفونه عن المرأة قليل جداً إزاء ما يثبته هذا المخلوق الجميل من أنوثة فوق سن الخمسين.
إنهن "نادرة عساف"( إعترفت بأن عمرها 53 عاماً) "يولا خليفة"( زوجة الفنان الكبير مرسيل خليفة) و"ثريا خوري بغدادي"( أرملة المخرج الراحل مارون بغدادي) حضرن معاً وكأنهن فريق غنائي تمثيلي راقص، الصوت واحد، الخطوات واحدة، والمدى لهن فقط، بينما ما إشتغلن عليه محض حرية مارسنها في فضاء مسرحي، حيث تركن لأنوثتهن العنان، فملأن المكان دفقاً من حنان ورقة وفرح وجمال، لا نبالغ إذا قلنا إنه تجاوز ما نحسه مع صبايا في ثلث أعمار النساء الثلاث على الخشبة.
"نادرة" حملت معها خبرة المخاطبة بجسدها الراقص منذ أكثر من ربع قرن مع وجه طافح بالذكاء والتحفز والوسامة الخاصة، السيدة "يولا" تحضر من بيت سيّدُه الفنان المتميز "مرسيل خليفة"، وفي جعبتها 3 ألبومات وتجربة رقص في باريس مع السيدة "ثريا خوري بغدادي" التي تظهر في المسرحية ومعها خلفية شرقية في الرقص هي جزء من نوستالجيا تعاونها سابقاً مع الفرقة الأعرق والأشهر "كركلا"، والثلاث أردن تقديم أنوثة لم نعتدها في شرقنا العربي: المرأة الخمسينية، أو التي باتت في العمر المتوسط، لقد كنّ رائعات فاتنات في الرقص التعبيري، في التمثيل، وفي الغناء، وأسعدنا كثيراً حضور "جن البيانو" رامي خليفة"، فيما كان "الأب المعلّم"مرسيل" في المقاعد الخلفية من الصالة يراقب يتأمل فالعائلة كلها مساهمة في هذا العمل الجميل الفاعل الجديد والمؤثر جداً.
رافقت النساء الثلاث، أنغام ساحرة وقّع عليها المبدعون: "مرسيل خليفة"، "مارك هيلياس"، "رامي خليفة"، "يولا خليفة"، "بيتر هيربرت"، "بشار خليفة"، "نقولا دانيال"، "رحاب الحلو"، "ألكسندر بيتروف"، "غاسماند بيريشا"، "إسماعيل لومانوفسكي"، "فاسيل هادزيمانوف"، "فاسكو ديكوفسكي"، و"أوليفر جوسفوفسكي". وغنّت الثلاث اشعاراً مؤثرة مناسبة وعميقة لـ "وعد حداد"، "توروغ فرح زاد"، "محمود درويش"، "سمير سعدي"، "رحاب الحلو"، "يولا خليفة"، "بشار خليفة"، و"نقولا دانيال".
لقد إستمتعنا بـ "صوتي" لأنها مسرحية تعني النساء بقوة وتعتبر أحلى هدية قبل أيام على حلول" اليوم العالمي للمرأة" في 10 آذار/مارس الجاري.
المصدر: الميادين
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال