مئات الفلسطينيين يحييون الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر سميح القاسم في مدينة حيفا... القاسم الذي غاب جسداً حضر في الأمسية بوحي قصائده وأعماله الأدبية في الغناء والرقص والمسرح.
الشاعر القاسم كان جسراً وصل من خلاله القصيدة المغناة ...
قلبي قمر أحمر... قلبي بستان، فيه العوسج فيه الريحان، شفتاي سماء تمطر ناراً حيناً حباً أحيان...
منتصب القامة مضى قبل عام، شاعراً كان وبقي الفلسطيني العروبي الأممي بامتياز، وها هنا في حيفا التي احتضنت شبابه الثائر المتمرد يحتفي به وبتراثه العميق أهله ومحبوه...
عن رحيله تحدث وطن القاسم، نجل سميح القاسم فقال "لم أشعر كيف مرت هذه السنة، كأنه البارحة رحل والدي، ولكن كما شاهدتم مئات الفعاليات في البلاد وفي الخارج تدل على أن سميح القاسم باق وخالد في وجدان هذه الأمة".
لعائلة فلسطينية ولد القاسم عام 1939، ليرفد اللغة بلغته البليغة الجامحة الغضة المقاتلة طيلة 75 سنة، ألف الشعر والنثر والمسرحية، وفي جميعها حضرت قضية شعبه الفلسطيني، كيف لا! وهو أحد شعراء المقاومة الثلاثة الذين كتب عنهم الشهيد غسان كنفاني.
القاسم كان جسراً وصل من خلال القصيدة المغناة داخل أراضي ال48 إلى العالم كله... مناضلاً عنيداً كان في وجه الاحتلال، وفي وجه المرض الغادر الذي غيب جسده، دون أن يقوى على روحه...
وبرأي محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية فإن "الشاعر القاسم لم يرحل هو ما زال بيننا وهذه الأمسية الراقية والحضارية جاءت لتقول إن استذكار الراحل جسداً ليست بالضرورة أن تكون بكاءً إنما يمكن أن تكون استحضاراً لحياته بعرضها بابداعها بجمالها بصداقاتها...". ,اضاف "اليوم هذا كله كان حاضر على المنصة وهو كان حاضراً بين الحاضرين الذين جاؤوا وفاءً لسميح".
أما الناشطة الثقافية مها زحالقة مصالحة فرأت بدورها أن "الراحل لم يكن شاعراً في برج عاجي، بل كان شاعراً بين صفوف الناس، وأحبه الناس لأنه كان متواضعاً، وتحدث عن آلامنا وبالذات طبعاً على عرش هذه الآلام كان الألم القومي الوطني ونكبتنا الفلسطينية".
المئات احتشدوا في القاعة ليحيوا القاسم، فرد عليهم التحية بتحية وموعظة...
هناء محاميد/الميادين
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال