"في المباريات الصعبة والمتكافئة جدا، تكون الكرات الثابتة سلاحا إضافيا". إنها كلمات مدرب إنجلترا مارك سامبسون التي أكدت ما حصل في مباراة فريقه الأخيرة ضمن المجموعة السادسة ضد كولومبيا. فقد كان الكرات الثابتة بالفعل سلاحا قويا في متناول الكتيبة الإنجليزية.
وبدوره يعرف خصمها في ثمن نهائي كأس العالم للسيدات كندا 2015 FIFA كيفية يستغل مثل هذه المواقف أحسن استغلال. فقد انتزع منتخب النرويج تعادلاً ثميناً أمام ألمانيا في دور المجموعات بفضل هدف مارين ميلدي من ركلة حرة بديعة وصلت أصداؤها إلى جميع أنحاء العالم.
ولذلك فإن موقعة الاثنين 22 يونيو في أوتاوا بين العملاقين الانجليزي والنرويجي قد تتحول إلى ما يشبه معارك الشطرنج، حيث من المرجح أن تقول التوليفات الاستراتيجية كلمتها.
وأوضح سامبسون في هذا الصدد: "إننا نتمرن عليها في التدريبات. أعتقد أن الركلات الركنية والضربات الحرة ورميات التماس جزء مهم جداً من اللعبة، لا سيما في كرة القدم النسائية. نحن نعرف أنها قادرة على إحداث الفارق مرة أو مرتين على الأقل في كل بطولة، ولذلك علينا أن نتحلى بفعالية كبيرة".
وبالفعل، فقد استفادت اللبؤات الثلاث من اللعب الاستراتيجي ضد كولومبيا، على سبيل المثال. فقد جاء الهدف الأول من ركلة حرة نفذتها ستيف هوتون، حيث لم تمكنت الحارسة من صدها لكن الكرة تهيأت أمام كارين كارني التي سددتها بسهولة داخل المرمى. أما الثاني فقد جاء من ضربة جزاء ترتبت عن ركلة حرة أخرى كانت قد نفذتها هوتون مرة أخرى.
وفي حديث لموقع FIFA.com، قالت وليامز المتخصصة في التسديد بالقدم اليمنى إلى جانب هوتون: "إنها توليفات مهمة جدا ونحن نتمرن عليها كثيراً لنكون فعالات في البطولة. تُسجَّل العديد من الأهداف بفضل هذه الكرات في كرة القدم النسائية". أما زميلتها أليكس جرينوود، اللاعبة الأصغر سناً في الفريق، فإنها تشكل الخيار الأفضل باليسرى.
كيف تعمل الاستراتيجية؟
عندما تعلن الحكمة عن خطأ لصالح اللبؤات، تقترب وليامز وجرينوود من الكرة لتقييم الوضع واتخاذ قرار بشأن من ستنفذ الضربة. وبينما تتأهل إحداهما للتسديد ترفع الأخرى ذراعيها لتعرف زميلاتها ما يجب فعله بالضبط.
وقالت وليامز لاعبة ليفربول: "قررنا بيننا نحن الاثنين من ستتولى التنفيذ. ذلك يتوقف على مكان الركلة الحرة في الملعب وكذلك على مدى عمقها وقربها من المرمى. وهناك أيضا جانب مهم آخر. يجب أن تقوم رفيقاتي بمتابعة العملية حتى النهاية، فهذه هي الطريقة استغلت بها كارني خطأ الحارسة الكولومبية في إبعاد الكرة".
لا تفصل سوى لحظات قليلة بين التقييم والتنفيذ. ولكن نجاح العملية يتطلب العديد من ساعات الدراسة والتحليل الدقيق بالنسبة لأعضاء الجهاز الفني، ناهيك عن التدريب المكثف لصقل مهارات التسديد والتوليفات الاستراتيجية بين اللاعبات، علماً أن اللمسات الفردية الساحرة، مثل تُحفة ميلدي، لا تنجح دائماً.
وقالت صاحبة القميص رقم 4: "لدينا عدة خيارات بالنسبة لكل حالة. يجب تغيير الطريقة لأنه يصبح من السهل على الخصم أن يوقفك عندما يقرأ جيداً تحركاتك وينجح في سبر أغوارها. عليك أن تجرب أساليب مختلفة لمباغتته".
قد يكون من شبه المستحيل إنقاذ المرمى من هدف محقق أمام تسديدة محكمة مثل تلك التي أبدعتها النجمة النرويجية، ولكن ذلك لا يثني الإنجليزيات على العمل دون كلل في التدريبات لتعزيز التلاحم الدفاعي عند حصول الخصم على كرة ثابتة بالقرب من مرماهن. وقال المدرب الإنجليزي البالغ من العمر 32 سنة، الذي ينهمك حالياً في دراسة فريق المخضرم إيفن بيلرود: "بالطبع، الأمر لا يتعلق فقط بالضربات التي يسددها فريقك على مرمى الخصم. عليك أن تعرف خصمك بشكل جيد أيضاً لإيجاد السبل الكفيلة بكبح جماحه وعدم تلقي الأهداف من مثل تلك الكرات".
من جهتها، ختمت سامبسون بالقول: "لدينا العديد من الأسلحة، وعلينا أن نعرف أياً منها نستخدم في كل حالة. ستكون الكرات الثابتة أحد خياراتنا في الجولات المقبلة".
FIFA.com
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال