رواية “أنا وجدّي وأفيرام”، للكاتب الأردني، المقيم في أبوظبي، زياد أحمد محافظة، والصادرة حديثا عن “دار فضاءات للنشر” بعمّان، تتأمل في النظرة إلى المحتل، بوصفها اختزالا لحالة تعكس مكابدات الفرد وعذاباته، وذلك عبر محاولة اشتقاق فهم أكثر عمقا وشفافية، لمستويات الصراع التي تنشب داخل الفرد، حين تدفع به الحياة إلى مواجهة غير متكافئة مع عدوّ طالما تربص به.
حين تدفع الحياة بالفرد إلى مواجهة غير متكافئة مع عدوّ طالما تربص به
رواية “أنا وجدّي وأفيرام”، والتي تقع في 218 صفحة من القطع المتوسط، تحاول أن تفسر هذه الحالة المربكة، الدافعة بشكل فطري للتخلص من المحتل بصيغ وجوده المختلفة، حيث تنفتح الرواية على عالم من الأسئلة المقلقة، دافعة بالقارئ نحو معالجة أكثر عمقا للطريقة التي ننظر بها إلى الآخر.
وتحكي الرواية المستوحاة من أحداث حقيقية، لقصة شاب فلسطيني تضطره ظروف الحياة، للعمل في بيت للعجز في تل أبيب مطلع ثمانينات القرن الماضي، وهناك يقدّر له الاحتكاك اليومي بنماذج بشرية، أزاحها المجتمع الإسرائيلي من دائرة اهتمامه، ويكون عليه حينها أن يعتني بهؤلاء الذين يشكلون في سلوكهم الجمعي، صورة للمحتل وبشاعته، ليجد نفسه أمام حالة صادمة لم يسع إليها يوما. وتمضي الرواية التي تجري أحداثها في فلسطين وعمّان وبغداد وأبوظبي، لتكشف شيئا من مصائر شخصياتها المعلقة، والمخاوف تتربص بهم من كل اتجاه.
في هذه الرواية يناور زياد أحمد محافظة بأسلوب سردي متميز، تمايز الرؤية التي تحملها الرواية، وتنحاز فيها إلى الإنسان وحقه في وطن، فهو لا ينشدّ إلى الرؤى التقليدية التي ترى الحل في جانب واحد، البندقية فحسب، لكنه يختار الطريق الأكثر صعوبة وأهمية، فالوطن ليس فندقا بالنسبة إليه، والبندقية التي لا ترتكز على رؤية ثقافية تضرب جذورها في الوطن، لن تستطيع أن تقاوم الاحتلال.
محافظة روائي أردني، يحمل درجة الماجستير في الإدارة العامة. كتب في العديد من القضايا الفكرية والأدبية. يحمل عضوية رابطة الكتّاب الأردنيين، وعضوية منتسبة لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.
صدرت له عن دار الفارابي بلبنان رواية “بالأمس.. كنت هناك”، ورواية “يوم خذلتني الفراشات” التي اختيرت للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2012. كما صدرت له عن دار فضاءات للنشر بعمّان رواية “نزلاء العتمة”، التي أصدرت طبعة خاصة منها بطريقة بريل، وله كذلك مجموعة قصصية بعنوان “أبي لا يجيد حراسة القصور”.
ميادين الحرية/العرب
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال