تشهد مصر نقاشا حادا حول التراث الإسلامي وتجديد الخطاب الديني في مناظرة ساخنة على قناة مصرية"CBC" بين الداعية الحبيب على الجفري وأسامة الأزهري من ناحية، وإسلام بحيري من ناحية أخرى، دارت مناقشة حول كتب التراث الاسلامي، لاسيما كتب الأئمة الأربعة، وكتابي البخاري ومسلم .
الحبيب يستنكر وصف إسلام الأئمة بـ “السفلة” ويقول له: أريد أن أنتقي عبارات مؤدبة حتى لا أسيء الأدب معك.. بحيري: البخاري أخطأ في أحاديث أثبتها السلف ولم أقصد إهانة الأئمة الأربعة.. الأزهري: ليس من حق من لم يتأهل علميا أن يتكلم في أمور الدين
في البداية سأل الإعلامي خيري رمضان الضيوف سؤلا: فيم تتفقون مع إسلام؟ وفيم تختلفون؟
فأجاب الحبيب الجفري : نتفق مع اسلام على أن هناك حاجة ماسة الى تنقية التراث، ونختلف معه في البعد الأخلاقي الغائب في انتقاد إسلام للأئمة والفقها.
وأضاف الحبيب: ونختلف معه في التعميم، و طرح الأمور على أنه تجديد،و لم نر فيما طرحه تجديدا، المباحث هي المباحث والموضوعات هي الموضوعات.
وقال أسامة الأزهري المدرس بجامعة الأزهر: نتفق مع اسلام في استخدام العقل، وصناعة عقول مبدعة حرة تصنع رقيا وحضارة، والدعوة الى الفكر وانطلاق الانسان الى آفاق المعرفة.
وأضاف الأزهري أن ما نختلف فيه مع اسلام هو رفضه المطلق لجهود العلماء على مدى 1200 سنة.
وعندما أعطيت الكلمة لبحيري قال: لا يمكن أن نضع علماء الأزهر في مجموعة واحدة، مثنيا على الشيخ شلتوت، والشيخ أبو زهرة في طرحهما بعض القضايا الجريئة ومنها أنه ليس في الاسلام حد للردة.
وأضاف إسلام أن سعيد بالاختلاف معهما، مشيرا الى أن الحبيب كتب مقالا في “الوطن” وصف فيه اسلام بأنه يتكلم عن الضابط الأخلاقي وهو منعدمه.
وردا على سؤال: هل تعتقدان أن رجال الأزهر هم فقط الذين يحق لهم الاجتهاد والكلام في الدين؟
قال الأزهري: قضية الأزهر واحتكار الخطاب الديني، الأزهر ليس جدرانا صمّاء، وإنما هو منهج علمي مدروس تم تجربته على مدى قرون، ومسألة احتكاره للعلم غير صحيح.
وأضاف الأزهري أنه قبل الأزهر، كانت توجد مدارس علمية تراجع بعضها البعض وتراجعها وتصوّبها، مشيرا الى أن المدارس العلمية كانت تتولى شرح تعاليم الدين قبل الأزهر الشريف.
من يحق له الكلام في الدين؟
وقال الأزهري أنه ليس من حق أحد لم يتأهل علميا أن يتحدث في أمور الدين، مشيرا الى أن الاجتهاد لم يغلق بابه أبدا، منبها على وجود كتاب” طبقات المجتهدين”.
وقال الجفري: هناك فرق بين الانتقاد والهدم، مشيرا الى أن الأئمة كانوا ينتقدون بعضهم بعضا، مثل الإمام أحمد والشافعي وغيرهما.
وأضاف الحبيب أن فكرة النقد في الفكر الاسلامي موجودة وأصيلة، مشيرا الى أن فكرة التخصص هو السؤال.
وردا على سؤال عن قوله سابقا إن الأئمة يستحقون الصلب والقتل على بعض ما طرحوه من فتاوى، قال إسلام إنه كان يقصد واحدا فقط هو ابن تيمية( سمّاه الأستاذ ابن تيمية)، موضحا أنه لا يحب الاجتزاء، مشيرا الى أن بيان الأزهر كان بمثابة تحريض ضده.
إهانة الأئمة
وعندما عرض خيري رمضان ” فيديو قديم” لإسلام، تكلم فيه عن أن المفروض أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف هم الأئمة الأربعة خوارج بسبب آرائهم المتطرفة، ووصف فيه الأئمة بأنهم سفلة يستحقون القتل
وأن الاسلام هو التطرف والدموية؟ قال إسلام: إن كلامه هذا كان ردا على بيان الأزهر، وصف فيه “داعش” بأنهم “خوارج”،وأنه كان يقصد ابن تيمية، ولم يقصد أن الأئمة الأربعة مفسدون في الأرض، وإنما كان هذا وصفا للآراء التي تدعو للقتل في مذاهبهم.
الحبيب: إسلام يعطي مقدمات خاطئة، فيخلص الى نتائج خاطئة، مستنكرا التطاول على الأئمة ووصفهم بـ “السفلة”.
وقال الأزهري: وضعت أمامي تفريغا لـ مائة حلقة من حلقات إسلام، ولم أجد فيها شيئا جديدا، وإنما هي استنساخ لمقولات قديمة للمتطاولين على الإسلام، ومنهم غربيون .
بحيري: من حق المسلم رفض الأحاديث التي لا يستسيغها.
بحيري: الدين في فكرته ليس علما، مشيرا الى أن من حق المسلم بذوقه العام وبدون امتلاك اللغة أن يرفض الحديث الذي لا يعنيه، ولا يستسيغه، ضاربا مثلا بحديث البخاري (إنكاح المرأة قبل الحيض) عن زواج الرسول وهو في الـ 57 بالزواج من طفلة (السيدة عائشة) في التاسعة.
البخاري كتاب تاريخ
وقال بحيري إن (البخاري) كتاب تاريخ يخضع لوسائل نقد التاريخ، وليس كتاب دين.
وعرض خيري رمضان فيديوهات قديمة لإسلام، جاء فيها أن أغلب الأحاديث التي قامت عليها المذاهب ضعيفة، وأن الأئمة الأربعة جاءوا قبل أن يظهر البخاري، وهاجم فيها أن أضعف الأحاديث وردت في مسند أحمد.
قال الجفري إن اسلام خلط بين توثيق الأحاديث، وبين إدراك الأئمة الأربعة للبخاري، مشيرا الى أن كلام إسلام ليس له علاقة من قريب ولا بعيد بالعلم الشرعي.
الحبيب: لا أريد أن أسيء الأدب معك
وقال الحبيب إن الأئمة الأربعة أنفسهم رووا الأحاديث بأسانيدها، مشيرا الى أن الامام البخارى روى بعض الروايات فيها ذكر الإمام مالك، والامام أحمد، ومشايخ المذاهب الأربعة.
البخاري ليس كتاب تاريخ، وإنما كتاب علم حديث.
وقال الجفري: “إن كلام إسلام به خلط كبير، وأريد أن أنتقي عبارة مؤدبة حتى لا أسيء الأدب معه، وكلامه ليس له علاقة بالعلم الشرعي”.
وتساءل الأزهري: من الذي قال إن السنّة محصورة فقط في البخاري ومسلم ؟ مشيرا الى وجود عشرات الكتب المنية على الأسانيد الصحاح.
الأسانيد لا تنشئ علما
وردّ اسلام بأن الأسانيد لا تنشئ دينا، مشيرا الى أن ما كتبه البخاري ليس دينا وإنما ما اعتقده حقا، والناس تعتقد أن كلام البخاري دين.
وقال إسلام إن هناك أحاديث ليس لها علاقة بالانسانية، منها حديث “ناقصات عقل ودين”، مشيرا الى أن علماء كثيرين ردّوا أحاديث للبخاري، وليس معنى ذلك أنهم يهدمون السنّة، مؤكدا أن القول بأن انتقاد البخاري هدم للسنّة هو خلل في الفكر.
وقال إسلام إن البخاري أخطأ في عدة أحاديث أثبتها السلف وليس إسلام بحيري.
محمود القيعي
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال