فتاتان جميلتان تقفان أمام خلفية بيضاء. إحداهما تقرأ والأخرى تغني لشرق أوسط جميل وبلاد يحلم أهلها بسلام بات شبه مستحيل. سلام تغني له شقيقتان سوريتان هاجرتا إلى السويد مع أهلهما قبل أن تدمر "حرب مجنونة" بلدهما.
تقف الشقيقتان فايا وريحان يونان أمام الكاميرا بشكل عادي جداً دون أي حركات أو إشارات تذكر، في مقطع فيديو بالعربية طوله ثماني دقائق منشور في موقع "يوتيوب". قد يبدو المقطع للوهلة الأولى عادياً، إلا أنه لكنه أصبح من بين أكثر المقاطع مشاهدة، إذ حصد أكثر من مليون مشاهدة خلال 12 يوماً.
وتؤدي فايا مقاطع من بعض أغاني المطربة فيروز الوطنية المعروفة، والتي تتغنى فيها بجمال الشام وبغداد وبيروت والقدس. أما ريحان فتقرأ نصوصاً تصف الحالة التي وصلت إليها المنطقة ومعاناة الناس في سوريا، التي تعيش حرباً مجنونة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولبنان الذي لم يطو صفحة حرب أهلية بدأت قبل أربعين عاماً، وبغداد التي تحررت من دكتاتورية صدام منذ 11 عاماً ولكن العراق لم ينعم منذ ذلك الحين بالهدوء والسلام. أما القدس، فلا تزال تصرخ منذ احتلالها حتى الآن.
نجاح مفاجئ
ولدت الشقيقتان فايا وريحان في مدينة حلب، وهاجرتا مع عائلتهما إلى السويد عام 2003. وتقول فايا في حوار مع موقع "شبيغل أونلاين" الألماني إن فكرة الفيديو خطرت على بالهما بشكل مفاجئ وعفوي. وتضيف: "أردنا التعبير عن غضبنا وحزننا على ما يجري في وطننا".
وحول عنوان مقطع الفيديو "لبلادي"، تقول فايا: "أردنا تذكير الناس بجمال بلادنا من خلال أداء مقاطع من أغاني فيروز التي يمكن لأي واحد أن يرددها معنا". وتتابع في لقائها مع "شبيغل أونلاين": "وبالترجمة الإنكليزية، أردنا أن نطلع الآخرين أكثر على الشرق الأوسط".
"نريد السلام"
أما عن سبب بساطة المقطع، توضح فايا أنها لم تشأ "عرض صور مزعجة، فلا دم ولا عنف ولا سلاح ولا دمار... أردنا أن يتصور كل مشاهد بيته ومدينته ووطنه كما يحبه".
ومنذ عرض الفيديو ونشره في موقع "يوتيوب"، لم يهدأ هاتف فايا وريحان، إذ لاقت أغنيتهما اهتماماً إعلامياً عربياً كبيراً وحققت نجاحاً لم تتوقعه الشقيقتان.
كما أن بساطة الفيديو ساهمت في نجاحه ورواجه، هذا إلى جانب إعجاب كثيرين بالمزج بين الغناء والقراءة والأداء الجيد والمميز لفايا وريحان، اللتين لا تحمّلان أي طرف مسؤولية ما يجري في وطنهما سوريا والشرق الأوسط من حرب ودمار. وتختم فايا حوارها مع "شبيغل أونلاين" بالقول: "نحن نريد السلام ... أعرف أن من عانوا من الحرب ويريدون نهايتها أكثر من هؤلاء الذين يريدون مواصله الكفاح".
ميادين الحرية - ع.ج/ ي.أ (DW)
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال