جميل أن يكون لكل منا هدف في الحياة، ومن الحكمة أن تتطابق أهدافنا مع قدراتنا وإمكاناتنا، بمعنى كلما كانت أهدافنا واقعية كانت نسبة تحقيقها ممكنة، وكلما كان الشعور بالسعادة والرضا مصدر طاقة مبهرة للنفس، حتى نتطلع لخطوة أكثر طموحا.
والبعض قد يذهب إلى أهداف قد تبدو بعيدة المنال، كونه نظر إليها نظرة كلية، دفعة واحدة، فتجده قد يشعر بالإحباط كونه لم يستطع تحقيق ما أراده، كونه يريد أن يصعد السلم مرة واحدة.
يقول دينيس ويتلي: «الخاسرون يقطعون وعوداً لا يوفون بها. الناجحون يضعون التزامات يوفون بها».
إذا أردت أن تستشعر السعادة فيما تقوم به من عمل، ثق أنك لن تحصل على كل ما تريده من نجاح مرة واحدة، ولكنك سوف تسعد بما حصلت عليه في كل خطوة من نجاحات على فترات متباعدة، لكونك تنظر إلى إمكاناتك وبما تملكه وبما تحت تصرفك، ومع تطور قدراتك من السهل التطلع إلى تكملة ما بدأته.
لذلك تجد هناك أشخاصاً غير سعداء وغير راضين عن حياتهم، كونهم يضعون صوب أعينهم أهدافا صعبة المنال، فيتخبطون ويكون الإخفاق حليفهم وكالظل لهم أينما ذهبوا.
كل ما عليك هو تحسين أمورك وحياتك بنظرة واقعية، لا نظرة خيالية لما تراه بداخلك فقط، فلا تتقوقع داخل عالمك وتتناسى الأحداث المتغيرة كل دقيقة، فقط استمتع بما تحققه من نجاحات يومية ومتتالية، ولا تجعل أحلامك العريضة عندما تتعرض لواقعة ما، تحبطك وتدمر خلايا الأمل والطموح بداخلك.
فأصحاب الأهداف صعبة المنال مهما حققوا من إنجازات أخرى، تجده يشعر بخيبة الأمل، لأنه لم يحقق حلما بعينه، قد كان كل شيء في حياته، فمن السهل أن تشعر بنجاحك في خطواتك البسيطة مقارنة بأصحاب الأحلام صعبة المنال، ولا تكن من الذين ظلموا أنفسهم بمنطق الحلم غير المتوافق مع إمكاناتهم وقدراتهم.
عليك أن تنوع من آمالك وأحلامك، ولا تعلق كل حياتك على هدف واحد بعينه، والكارثة أن يكون صعب المنال وإن لم يتحقق أسودت الدنيا بمن فيها، وخسرت كل شيء كأنك تقامر بكل ما تملك، وقد ينتهي بتدميرك وتدمير أشياء أسرية وحياتية رائعة في حياتك.
ابن حياتك على الأشياء المتعددة من حولك وحاول الاستفادة منها، واجعلها تساهم بشكل كبير في نجاحات متعددة، والتي تكون بمرور الوقت سببا في تحقيق ما تتمناه.
فحياتك تتألف من جوانب عدة، ومختلفة، فلا تجعل حياتك تتمركز في محور واحد، حتى لا تميت بداخلك الاستمتاع بأشياء أخرى رائعة قد تكون أسرية وقد تكون أشياء أخرى خاصة بتكوينك النفسي والحياتي.
لذلك حاول أن تكون أهدافك معقولة، وذات رؤية واضحة ومتناسقة، ومتوازنة، عليك أن تسخر لها كل جهودك وجوارحك، ويلزمك معها تخطيط وصبر وحنكة ومهارة، حتى تضع خطواتك على الطريق السليم للنجاح، وعليك الإيمان بقوة الأهداف قريبة المدى لأنها تقربك من أهدافك العظيمة فيما بعد.
عصام الطوخي
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال