تحل ذكرى عيد الميلاد المجيد هذا العام، حاملة معها الأمل في نهار جديد تعيشه الأراضي الفلسطينية بعد عامين من الحرب المدمرة في غزة، لترتد أصداء توقف الحرب على بيت لحم، تحديداً في كنيسة المهد.
وبعد عامين من تخفيف مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد في بيت لحم، عادت كنيسة المهد التي تتجه إليها أنظار العالم كل عام، إلى تنظيم المظاهر الاحتفالية.
وأقامت الكنيسة قداس منتصف الليل بحضور فلسطينيين وحجيج من جميع أنحاء العالم ومسؤولين من عدة دول.
وجابت فرق الكشافة شوارع المدينة إيذاناً بعودة الاحتفالات إلى هذه البقعة التي يتوافد عليها المسيحيون من جميع أنحاء العالم في مثل هذا الوقت من العام.
كما دوّت في أرجاء المدينة موسيقى احتفالية وقُرعت الطبول، وانطلقت المزامير بتراتيل عيد الميلاد أثناء اتجاه حشود كبيرة من مختلف الأعمال إلى ساحة المهد للاحتفال بعيد الميلاد.
وطافت مسيرات احتفالية في شوارع المدينة، التي وقف سكانها في الشرفات لاستعادة ذكريات البهجة ما قبل حرب غزة ومشاهدة مظاهر الاحتفال، وصولاً إلى ساحة الكنيسة التي توسطتها شجرة عيد الميلاد العملاقة المزينة بعناية لاستقبال ضيوف هذا الحدث العظيم، وهي الشجرة التي لم تُزين منذ عامين بسبب الحرب على غزة.
دعوات السلام
زُينت شجرة عيد الميلاد في ساحة كنيسة المهد في بيت لحم للمرة الأولى منذ عامين.
وأكد أن الأرض المقدسة، ملتقى الشعوب والديانات، وأنها لا تزال مسرحاً لتوتراتٍ وصراعاتٍ تستدعي مسؤولية القادة والمجتمع الدولي، والسلطات الدينية والأخلاقية للوقوف عندها.
جاء هذا بعد زيارة الكاردينال لغزة، حاملاً رسالة إلى العالم من سكانها، إذ قال: "أحمل إليكم التحيات والصلوات من إخوتنا وأخواتنا في غزة"، داعياً بأن يحل السلام في العالم وفي المنطقة.
القداس الأول تضمن إدانة
في الفاتيكان، ترأس البابا لاون الرابع عشر قداس عيد الميلاد للمرة الأولى منذ انتخابه رئيساً للكنيسة الكاثوليكية خلفاً للبابا الراحل فرنسيس.
وتحدّث بابا الفاتيكان، أثناء قداس في كاتدرائية القديس بطرس، عن "هشاشة السكان العزل الذين اختبروا العديد من الحروب، المتواصلة أو تلك التي انتهت، مخلفة الركام والجروح المفتوحة".
وقال "كيف يمكننا ألّا نفكر بالخيام في غزة التي تعرّضت على مدى أسابيع للأمطار والرياح والبرد".
وألقى البابا لاون كلمته وسط حضور الآلاف في ساحة الكنيسة احتفالاً بهذه المناسبة الدينية الأهم على الإطلاق بالنسبة لمسيحيي العالم.
وحضر القداس مسؤولون وشخصيات دينية وسياسية ودبلوماسية بارزة على مستوى العالم، وبلغ عدد الحضور حوالي ستة آلاف شخص.
وأكد بابا الفاتيكان أن عيد الميلاد "احتفال بالإيمان، والإحسان والأمل"، وهو ما جاء بعد يوم واحد من تصريحات أدلى بها عن السلام، داعياً إلى "هدنة سلام في جميع أنحاء العالم".
وقال لوسائل إعلام قبيل حضور القداس: "أجدد طلبي إلى جميع أصحاب النوايا الحسنة باحترام يوم السلام، على الأقل في يوم الاحتفال بعيد ميلاد مخلصنا".
وأجرى البابا لاون تغييرات على مراسم الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام، عامه الأول في هذا المنصب الديني المسيحي الأعلى على الإطلاق، وهي التغييرات التي تضمنت إقامة القداس الليلي لعيد الميلاد في موعد مختلف عن ذلك الذي كان يُقام فيه في عهد الراحل البابا فرنسيس.
ميادين وآراء + بي بي سي نيوز + وكالات

























